البيت الأبيض : قريبون جدا من التوصل لاتفاق غزة
الأراضي الفلسطينية المحتلة"وكالات":
قالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض اليوم إن إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) "تقتربان جدا" من التوافق على اتفاق إطاري لإنهاء الحرب في غزة وضمان سلام دائم في الشرق الأوسط.
وأضافت ليفيت، في حديث لبرنامج (فوكس اند فريندز) على قناة فوكس نيوز، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يناقش خطة سلام من 21 بندا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض وذكرت أن ترامب يتحدث إلى قادة قطر، الذين اضطلعوا بدور الوسيط مع حماس.
وقالت "للتوصل إلى اتفاق معقول للطرفين، يجب على كل طرف أن يتنازل قليلا، وربما يغادر الطاولة وهو غير راض بعض الشيء، لكن هذه في نهاية المطاف هي الطريقة التي سنُنهي بها هذا النزاع"
وينتظر ترامب "من الطرفين" أن يقبلا بالخطّة الجديدة لواشنطن، بحسب ليفيت.
وهذه الزيارة الرابعة التي يجريها نتانياهو إلى البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى السلطة في يناير. ومن المقرر أن يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا الإثنين عند الساعة 17,15 ت غ.
وخلال الأشهر التسعة الماضية، لم يهتز دعم ترامب الثابت لإسرائيل، لكن أفكاره لإنهاء النزاع تباينت بشكل كبير ولم تتوافق دائما مع أفكار ضيفه.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي فيواصل التشبّث بمواقفه العدائية، و يواجه عزلة دولية وتظاهرات في إسرائيل تدعوه إلى وقف الحرب وإعادة الأسرى.
ووفقا لمصدر دبلوماسي، تتضمن الخطة الأميركية المؤلفة من 21 بندا وقفا دائما لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وانسحابا إسرائيليا وحكما مستقبليا لغزة بدون حماس.
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" وموقع "أكسيوس" الأميركي الإخباري، سيجري الانسحاب الإسرائيلي على مراحل وسيفرج عن الأسرى في غضون 48 ساعة من وقف إطلاق النار. وفي المقابل، ستحرّر إسرائيل أكثر من ألف أسير فلسطيني، من بينهم أسرى يمضون محكوميات بالسجن مدى الحياة.
وأفادت وسائل إعلام بريطانية بأنّ رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي أدى دور وسيط للسلام في الشرق الأوسط بين عامَي 2007 و2025، قد يكون له دور قيادي في السلطة الانتقالية لقطاع غزة في إطار الخطة الأمريكية المقترحة.
وستعمل هذه الهيئة تحت مسمّى "السلطة الدولية المؤقتة في غزة" بدعم من الأمم المتحدة ودول الخليج قبل تسليم الحكم إلى سلطة فلسطينية خاضت إصلاحا واسعا.
في غضون ذلك اقتربت الدبابات الإسرائيلية من قلب مدينة غزة اليوم مواصلة الهجوم البري قبل ساعات من استضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في اجتماع وعد ترامب بأن يشهد تحقيق "شيء مميز" في أحدث محاولاته لإنهاء الحرب.
وقالت هدى، وهي فلسطينية لجأت إلى دير البلح جنوبي مدينة غزة مع طفليها، إن القلق يساورها من أن أحدث خطط ترامب للسلام "ستكون خيبة أمل ثانية".
وذكرت في اتصال هاتفي " وعود كثيرة أعطاها ترامب من قبل وفي الآخر كلها طلعت كلام فاضي وليس حقيقة".
وقال أبو عبد الله، الذي يعيش مع ما يقرب من 20 من أفراد عائلته في خيام على ساحل مدينة غزة، إن العائلة تنتظر إلى ما بعد اجتماع البيت الأبيض قبل أن تقرر ما إذا كانت ستنزح جنوبا.
وقال "هذه المرة اما اتفاق او غزة تنمسح كما حدث في رفح بالضبط"، وذلك في إشارة إلى المدينة الواقعة بجنوب القطاع والتي سوتها إسرائيل بالأرض بالكامل في وقت سابق من الحرب.
أدى الهجوم على مدينة غزة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي زادت من عزلة إسرائيل الدولية. واعترفت عدة دول غربية، منها بريطانيا وفرنسا، بالدولة الفلسطينية .
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية اليوم حتى باتت على بعد مئات الأمتار فقط من المستشفى الرئيسي في مدينة غزة (مستشفى الشفاء)، ويقول الأطباء إن مئات المرضى ما زالوا يتلقون العلاج هناك على الرغم من الأوامر الإسرائيلية بالمغادرة.
وقال مسؤولو صحة إن الدبابات حاصرت أيضا المنطقة المحيطة بمستشفى (الحلو)، حيث يوجد 90 مريضا يتلقون العلاج بينهم 12 رضيعا في حضانات. وأفاد مسعفون بأن المستشفى تعرض للقصف خلال الليل.
وقالت إسرائيل إنها لن توقف القتال ما لم تفرج حماس عن جميع الرهائن وتسلم أسلحتها بشكل دائم.
وتقول حماس إنها مستعدة لإطلاق سراح الأسرى مقابل إنهاء الحرب ولكنها لن تتخلى عن سلاحها ما دام الفلسطينيون يناضلون من أجل إقامة دولة لهم. وتؤكد أنها لم تتلق بعد أي مقترح سلام أمريكي جديد.وفي أحدث هجوم إسرائيلي، سوت القوات الإسرائيلية أحياء في مدينة غزة بالأرض ونسفت مباني قالت إن حماس تستخدمها.
وفر مئات الآلاف من السكان لكن الكثيرين يقولون إنه لا يوجد مكان آخر يلجأون إليه. وأصدرت إسرائيل تحذيرات للسكان بالتوجه جنوبا، حيث توجد مدن لم يبق منها سوى أنقاض ويتكدس معظم سكانها في مخيمات.
وأفاد مسعفون بأن 18 شخصا على الأقل استشهدوا في أنحاء قطاع غزة اليوم معظمهم في مدينة غزة.