د.ناصر بن علي الندابي - عالمنا لهذا اليوم شيخ علامة قائد غضنفر، ما زال اسمه يتردد في أرجاء مسقط، حين بلغ نبأ وفاته في مدينة مسقط ثم بلغ صدى ذلكم الخبر مدينة إزكي بكته عمان بأكملها. إنه الفقيه الشيخ محمد بن سالم بن زاهر بن بدوي الرقيشي، ولد شيخنا العلامة في ولاية إزكي إحدى ولايات محافظة الداخلية، في عام 1305هـ /‏‏ 1888م. يعتبر شيخنا العلامة امتدادا لأسرة لها باع طويل في العلم. أخذ شيخنا مبادئ العلم في مدينة إزكي ثم انتقل للدراسة بمدينة نزوى مدينة العلم والعلماء، وقد تتلمذ شيخنا الفقيه على يد عدد من العلماء من أبرزهم الشيخ علي بن ناصر الريامي، والشيخ أبي زيد عبدالله بن محمد الريامي، والشيخ سليمان بن محمد الكندي، والشيخ أبي مالك عامر بن خميس المالكي. كان شيخنا العلامة رجلا صارما لا يخاف في الله لومة لائم، تزعّم جماعة الشراة في عهد الإمام سالم بن راشد الخروصي فقد كان الإمام السالمي يطلق عليه أمير الشراة، ولقبه الإمام الخليلي بشريح زمانه لتضلعه في علم الأحكام والدماء، كان شخصية وقورة مهابة، ولكنه كان متواضعا بشوشا، بذل الغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الحق، وكان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر. عينه الإمام سالم بن راشد الخروصي واليا على إزكي، ولما توفي الإمام سالم وعقد الإمامة للإمام محمد بن عبدالله الخليلي كان شيخنا العلامة من ضمن المبايعين لهذا الإمام، وفي عهد الإمام محمد عين قاضيا على عدد من الولايات من بينها ولاية نخل وولاية عبري وولاية إزكي وولاية نزوى. تتلمذ على يد شيخنا العلامة عدد من العلماء وخرج من بيته علماء تتلمذوا على يديه من بينهم ابنه الشيخ القاضي علي والشيخ إبراهيم، ومن أبرز تلاميذه أيضا الشيخ سعيد بن هاشل الناعبي الذي جلس للتدريس خلفا لأستاذه. من آثاره العلمية كتاب النور الوقاد على علم الرشاد في أحكام الجهاد وهو شرح قصيدة لامية لسعيد بن حمد الراشدي، وله رسالة في علم الرسم، وتخميس لقصيدة العلامة أحمد بن النضر في الطهارة، وله منظومة في حرب أهل الملل وأحكامهم. استشهد شيخنا العلامة في مسقط بتاريخ 1 /‏‏ ذي القعدة /‏‏ 1387هـ /‏‏ 31 /‏‏ 1 /‏‏ 1968م.