عواصم "وكالات": نفت روسيا اليوم الاثنين الاتهامات الموجهة إليها بانتهاك طائرات تابعة لها المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي، وحذّرت من أن الدول التي توجه اتهامات مماثلة تخاطر "بتصعيد التوترات".
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين عندما سئل عن اتهام إستونيا لروسيا بانتهاك مجالها الجوي "نعتبر هذه التصريحات فارغة ولا أساس لها، وهي استمرار لسياسة هذا البلد... المتمثلة في تصعيد التوترات وإثارة أجواء المواجهة".
وقال للصحفيين "لم نسمع في بيان إستونيا أن لديها بيانات مراقبة موضوعية تدعم مزاعمها".
وأضاف "لهذا السبب نعتبر هذه التصريحات باطلة ولا تستند إلى أي أساس وتمثل استمرارا لنمط متهور في تصعيد التوترات وخلق أجواء تصادمية".
وأشار بيسكوف إلى أن وزارة الدفاع الروسية نفت بشكل قاطع الاتهامات الإستونية، مؤكدا أن الطيارين الروس يعملون دوما وفقا للقانون الدولي أثناء تنفيذ مهامهم.
والجمعة، اخترقت ثلاث طائرات مقاتلة روسية المجال الجوي الإستوني حيث حلّقت لمدة 12 دقيقة، ما أثار احتجاجات من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ضد "الاستفزاز" الروسي الجديد، بينما نفت موسكو أي انتهاك.
ومن المقرر أن يجتمع ممثلو الدول الـ32 الأعضاء في الناتو صباح الغد الثلاثاء في بروكسل، بناء على طلب إستونيا لمناقشة هذه الأحداث.
وأخيرا، وصلت التوترات إلى أعلى مستوياتها بين موسكو ودول حلف شمال الأطلسي منذ بدء الحرب في اوكرانيا منذ نحو ثلاث سنوات ونصف.
وفي بداية سبتمبر، اخترقت حوالى 20 مسيّرة روسية المجال الجوي البولندي. وأسقطت طائرات بولندية وهولندية من طراز اف-35 ثلاثة منها، في سابقة لحلف الناتو منذ إنشائه في العام 1994.
وبعد ذلك بأيام، نددت رومانيا باختراق مجالها الجوي بمسيّرة روسية.
وفي سياق آخر ، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الإثنين إنه مستعد لتمديد آخر معاهدة للحد من الأسلحة النووية بين موسكو وواشنطن لمدة عام، بشرط أن يتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخطوة ذاتها.
ومن المقرر أن تنتهي معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة، المعروفة اختصارا باسم نيو ستارت، في الخامس من فبراير 2026.
وتحدد المعاهدة الحد الأقصى لعدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية التي يمكن لكل من الولايات المتحدة وروسيا نشرها إلى جانب الصواريخ والقاذفات البرية والغواصات المخصصة لحملها.
وقال بوتين خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي إنه مستعد لتمديد المعاهدة لمدة عام واحد دعما لجهود عدم انتشار الأسلحة النووية عالميا وللمساهمة في تحفيز الحوار مع واشنطن بشأن اتفاق بديل يخلف المعاهدة الحالية.
مقاتلات الناتو تبدأ مهمة دفاع جوي فوق بولندا
في الاثناء، أعلنت الحكومة البريطانية أن مقاتلاتها نفذت أول طلعة دفاع جوي لحلف شمال الأطلسي فوق بولندا في إطار مهمة "الحارس الشرقي" التابعة للحلف، والتي تهدف إلى تعزيز دفاعات التحالف الغربي في أعقاب توغل روسي بطائرة مسيرة هذا الشهر.
وقال وزير الدفاع جون هيلي في بيان نشر اليوم: إن المهمة، التي أعلنتها الحكومة البريطانية الاثنين الماضي في أعقاب التوغلات في المجال الجوي البولندي، تبعث "برسالة واضحة: سيتم الدفاع عن المجال الجوي لحلف الأطلسي".
وقد أقلعت طائرتان من طراز تايفون تابعتان لسلاح الجو الملكي البريطاني من قاعدة عسكرية في شرق إنجلترا للقيام بدوريات في سماء بولندا وردع التهديدات الجوية الروسية والتصدي لأي تهديدات، بما في ذلك الطائرات المسيرة، وفقًا للبيان الذي أضاف أن الطائرتين عادتا بسلام إلى المملكة المتحدة صباح اليوم. وأعلنت الحكومة البريطانية أن ذلك يأتي ردًّا على "أخطر انتهاك" للمجال الجوي لحلف الأطلسي من قبل روسيا حتى الآن منذ بدء الحرب مع أوكرانيا.
وكان قد استنفر حلف شمال الأطلسي "ناتو" في وقت سابق مجددًا طائرتين من طراز يوروفايتر بسبب تحليق طائرة عسكرية روسية فوق بحر البلطيق. وأوضح سلاح الجو الألماني أن الطائرة التي لم يكن بالإمكان تحديد هويتها في البداية، كانت تحلّق في الأجواء الدولية بدون خطة طيران وبدون أي اتصال لاسلكي.
وانطلقت مقاتلتا "يوروفايتر" من قاعدة "روستوك-لاجه" الجوية بشمال ألمانيا. وتبيّن لاحقًا أنها طائرة استطلاع روسية من طراز "Il20-M"، تم التعرف عليها من خلال ما يعرف بـ "التعريف البصري". وشهدت منطقة بحر البلطيق في الآونة الأخيرة مزيدًا من التوتر بسبب وقوع ما يعتبره الحلف الأطلسي انتهاكات من جانب روسيا للمجال الجوي فوق البلطيق. وكان الجيش الألماني ضاعف عدد مقاتلاته المخصصة لتأمين الأجواء فوق الجناح الشرقي للحلف.
روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات
وعلى الارض، تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بشن قصف دموي على المناطق المدنية في بلديهما اليوم الإثنين، وذلك قبل "أسبوع حافل" بالدبلوماسية بانتظار مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث من المتوقع أن يناقش مجلس الأمن الدولي الحرب الممتدة على مدار أكثر من ثلاث سنوات.
ومن المقرر أن يحضر زيلينسكي الاجتماع السنوي رفيع المستوى بالجمعية العامة للأمم المتحدة، ويعتزم حشد الدعم للجهود الرامية إلى وقف الحرب.
وذكر زيلينسكي عبر تطبيق تليجرام في وقت متأخر من أمس "الجدول ممتلئ بالفعل بنحو 24 اجتماعا مع قادة من مختلف الدول على مستوى العالم".
وقال إن روسيا أطلقت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 1500 طائرة مسيرة و1280 قنبلة انزلاقية و50 صاروخا من أنواع مختلفة على أوكرانيا، مضيفا أنه تم العثور على أكثر من 132 ألف جسم أجنبي في تلك الأسلحة من عشرات الدول.
ومن ناحية أخرى، قصفت سبع طائرات روسية على الأقل مدينة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا ليلا، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين آخرين، بحسب رئيس الإدارة الإقليمية إيفان فيدوروف.
وادعت روسيا نفس المزاعم، فقال رئيس شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا والمعين من جانب موسكو، سيرجي إكسيونوف، إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 16 آخرين في وقت متأخر من أمس، بمسيرات أوكرانية قصفت منتجع العطلات الشهير فوروس.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه لا يوجد منشآت عسكرية هناك.
وفي منطقة بيلجورود الروسية الحدودية، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 10 آخرين بهجمات نفذتها المسيرات الأوكرانية أمس، بحسب الحاكم الإقليمي فياشيسلاف جلادكوف.
وقالت وزارة الدفاع إن الدفاعات الجوية أسقطت 114 مسيرة أوكرانية في وقت مبكر من اليوم الإثنين، فوق العديد من المناطق الروسية.