متابعة ـ فيصل بن سعيد العلوي -
افتُتح مساء أمس في صالة "سينيبوليس" بـ أفينوز مول مسقط مهرجان الفيلم الأوروبي 2025، في نسخته الثانية والذي يقام بدعم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ويُنظمه مندوبية الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع سفارات الدول الأعضاء في سلطنة عمان، ويستمر المهرجان حتى الأحد المقبل مقدما عروضا نوعية وبرنامجا موازيا من الحلقات النقاشية وحلقات العمل المتخصصة، ويضم برنامج هذا العام 24 فيلما أوروبيا من تسع دول، إلى جانب عرض خاص للفيلم العُماني "زيانة" للمخرج الدكتور خالد بن عبد الرحيم الزدجالي.
وقد بدأ المهرجان عروضه بالفيلم الألماني "عندما سرق هتلر الأرنب الوردي"، المقتبس من رواية جوديث كير، الذي يطرح بأسلوب إنساني موضوعات الانتماء والصمود، كما يتضمن البرنامج فيلم الرسوم المتحركة الفرنسي "فلو"، الحائز على جائزة الأوسكار، ليقدّم للجمهور في عُمان تجربة بصرية وفكرية ثرية.
وإلى جانب العروض السينمائية التي تحتفي بروائع الإنتاج الأوروبي والعُماني، يقدّم مهرجان الفيلم الأوروبي 2025 برنامجا ثقافيا موازيا يفتح المجال أمام الحوار والتفاعل والتجارب المشتركة بين صناع السينما والجمهور، ويتضمن البرنامج حلقات عمل وندوات متخصصة تغطي محاور متعددة من تاريخ السينما وإنتاجها، إلى جانب قضايا ثقافية واجتماعية معاصرة، ويفتتح البرنامج الثقافي بحلقة عمل متقدمة في صناعة الأفلام وحلقة إنتاج فردية، يقدمها المخرج الإيطالي إدواردو بيلينو، لتوفر للمشاركين فرصة الاطلاع على أحدث تقنيات وأساليب الإخراج والإنتاج، كما تستعرض الخبيرة الألمانية إيريت نيدهاردت، من خلال ندوة متخصصة، تاريخ السينما العربية ومجالات التعاون الألماني في هذا الميدان، ويخصص المهرجان مساحة لتسليط الضوء على الرؤى الفنية من داخل الصناعة، حيث تقدم مصممة الإنتاج المجرية آنا سويو تجربتها في تصميم المشاهد السينمائية وبناء العوالم البصرية للأفلام، أما على صعيد تمكين المرأة، فينظم المهرجان ندوة بمشاركة أسماء عمانية أوروبية تجمع الروائية العُمانية جوخة الحارثي الحائزة على جائزة مان بوكر العالمية، والمخرجة والممثلة الإيطالية سيمونا إيزو، والمحامية العُمانية ريم الزدجالية، إلى جانب منسقة المهرجان الكاتبة والمخرجة سودها شا، وتفتح هذه الجلسة مساحة نقاشية حول دور المرأة في صناعة السينما والتحديات والفرص التي تواجهها.
وكانت بدأ حفل الافتتاح بكلمة ألقاها ديرك لولكه، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى سلطنة عُمان، أكد فيها على جوهر السينما بوصفها فنا يلامس حياة الناس اليومية أكثر مما يتصور الكثيرون، مشيرا إلى قدرتها الفريدة على الإلهام والمواساة وفتح آفاق جديدة للتفكير، حيث يقول:السينما تقدم لنا حلما بعالم يجمعنا فيه التفاهم والإنسانية، إنها فن، والفن هو ما يثري حياتنا جميعا.
من جانبها ألقت لورا بنت سعيد السيابية رئيسة قسم السينما بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، كلمة أكدت فيها أن مهرجان الاتحاد الأوروبي للأفلام في مسقط يعكس عمق الشراكة الثقافية بين سلطنة عُمان والاتحاد الأوروبي، ويجسد التزام الجانبين بتعزيز الحوار والتفاهم المتبادل عبر الفنون السينمائية، فهو منصة رائدة تتيح اللقاء بين صناع الأفلام والجمهور من خلفيات وثقافات متعددة، بما يوفر فضاء لتبادل الخبرات والإبداع، والاطلاع على رؤى فنية متنوعة.
وأكدت "السيابية" على الدور المحوري للسينما في تعزيز التفاهم بين الشعوب، والاحتفاء بالقيم الإنسانية المشتركة، مؤكدة حرص الوزارة على دعم المبادرات الثقافية التي تثري المشهد الفني المحلي وتعزز مكانة سلطنة عُمان دوليا.
أما إيرينا جوساتشنكو، نائبة رئيس مندوبية الاتحاد الأوروبي لدى سلطنة عُمان فقالت: يفتح المهرجان نافذة للجمهور لاختبار قصص وتطلعات الناس في أوروبا، كما يمنح صناع الأفلام العُمانيين مساحة لمشاركة رؤيتهم...إن هذه المبادرة لا تعمّق فهمنا للثقافات الأخرى فحسب، بل تعزز أيضا المشهد الإبداعي المحلي.
وفي الختام أعربت سودها شا، منسقة المهرجان وممثلة مؤسسة الفيلم الدولية في عُمان (IFFO)، عن شكرها لمندوبية الاتحاد الأوروبي والدول المشاركة، مؤكدة أن المهرجان يمثل "وليمة حقيقية لعشاق السينما، وفرصة مثالية لصناع الأفلام لتطوير مهاراتهم وإيصال أعمالهم إلى المنصات الدولية، في مسار عملي يجسد التعاون الثقافي والنمو الفني".