سول"وكالات": قال المكتب الرئاسي بكوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، إن كوريا الجنوبية مستعدة لدعم المحادثات النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة إذا استؤنفت، لكنه أكد في الوقت نفسه هدفها المتمثل في نزع السلاح النووي على الرغم من دعوة بيونج يانج لواشنطن إلى سحب هذا الهدف من على الطاولة.
وجاءت هذه التعليقات بعد أن قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-أون إن بيونج يانج لديها نية لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة إذا تخلت واشنطن عن مخاوفها "الجوفاء" بنزع السلاح النووي، مشيرا إلى أنه حظي بذكريات جيدة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك حسبما أفادت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء اليوم الاثنين.
وجاءت تصريحات كيم خلال خطابه في اجتماع برلماني رئيسي عقد يومي السبت والأحد الماضيين ، وفقا لوكالة الأنباء الكورية المركزية اليوم الاثنين .
وأضاف كيم :" إذا تخلت الولايات المتحدة عن هاجسها الأجوف بنزع السلاح النووي وأرادت متابعة التعايش السلمي مع كوريا الشمالية بعد الاعتراف بالواقع، فلا يوجد سبب يمنعنا من الجلوس معها".
وقال "العالم يعلم بالفعل جيدا ما الذي تفعله الولايات المتحدة بعدما تجبر الدول الأخرى على التخلي عن أسلحتها النووية ونزع السلاح. لن نتخلى عن أسلحتنا النووية مطلقا.. ولن يكون هناك مفاوضات الآن أو لاحقا، بشأن مقايضة أي شيء مع الدول العدائية مقابل رفع العقوبات"، بحسب وكالة أنباء أسوشيتد برس .
واستطرد قائلا :" إنني شخصيا، لا يزال لدي ذكريات جيدة مع الرئيس الأمريكي ترامب".
وقال زعيم كوريا الشمالية، متطرقا إلى الحديث عن كوريا الجنوبية، إنه لن يجري محادثات مع الجنوب أبدا ، مؤكدا أن الشمال لن يسعى أبدا إلى الاتحاد مع كوريا الجنوبية.
وعلق كيم كل تعاونه مع الشطر الجنوبي بعد انهيار قمته الثانية مع ترامب في 2019 بسبب خلافات حول العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد الشطر الشمالي. وتفاقمت التوترات في شبه الجزيرة الكورية في السنوات الأخيرة فيما سرع كيم عملية حشد أسلحته والتحالف مع روسيا بشأن الحرب في أوكرانيا.
وجاءت تصريحات كيم فيما غادر الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث من المتوقع أن يتحدث عن التوترات النووية على شبه الجزيرة الكورية ودعوة كوريا الشمالية إلى العودة إلى المحادثات، طبقا لأسوشيتد برس.
وقال مسؤول في المكتب الرئاسي الكوري الجنوبي: "سندعم الحوار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. وستعمل الحكومة على تخفيف التوترات وبناء الثقة مع الشمال بمنظور طويل الأمد، من أجل التغلب على العداء بين الكوريتين والتحرك نحو علاقات سلمية".
لكن المسؤول صرح بأن الهدف المتمثل في إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية لا يزال قائما.
وأضاف: "سنواصل جهودنا لإحلال السلام في شبه الجزيرة الكورية الخالية من الأسلحة النووية".
وفيما يتعلق بتصريحات كيم، جددت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية التأكيد على أنها ستواصل جهودها للمساعدة في استئناف الحوار مع بيونج يانج لمعالجة القضايا النووية.
وقالت الوزارة: "تحافظ كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على موقفهما الثابت بأنهما منفتحتان على الحوار مع كوريا الشمالية لضمان السلام في شبه الجزيرة الكورية وحل القضايا النووية للشمال".
وأضافت: "سيواصل البلدان التواصل والتنسيق الوثيقين فيما يتعلق بالمحادثات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في المستقبل والسياسة الشاملة تجاه كوريا الشمالية".
وأكدت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية وجهة نظر مماثلة، مؤكدة أن كوريا الجنوبية ليس لديها أي نية لاتخاذ أي إجراء يعتبر عدائيا تجاه كوريا الشمالية.
وقال المتحدث باسم الوزارة كو بيونج-سام في مؤتمر صحفي "ستعمل الحكومة على إزالة العداء بين الكوريتين وتطوير علاقاتهما بطريقة سلمية من خلال تخفيف التوترات واستعادة الثقة من منظور طويل الأمد".
وكانت رسالة كيم هي المرة الأولى التي يدلى فيها بتعليقات مباشرة حول علاقاته مع ترامب، وسط تكهنات بأن ترامب قد يسعى إلى عقد اجتماع مفاجئ مع كيم، ربما في قرية الهدنة "بانمونجوم"، عندما يتوجه إلى كوريا الجنوبية في أواخر الشهر المقبل لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك).
والتقى ترامب مع كيم 3 مرات خلال ولايته الأولى، بما في ذلك قمتهما الأولى في سنغافورة في يونيو 2018 ومرة أخرى في هانوي في فبراير 2019.