جذب "اليوم الوطني" لجناح سلطنة عُمان في معرض "إكسبو 2025 – أوساكا كانساي" اليوم حشودا بالآلاف، في وقت قدّمت فرق موسيقية وشعبية عُمانية عروضا موسيقية حيّة عكست تنوع الموروث الفني لسلطنة عُمان. ورعى الحفل بناء على التكليف السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد.
وكان معالي يوشيتاكا إيتو وزير لشؤون أكسبو 2025م - في مقدمة مستقبلي سموه لدى وصوله إلى المعرض وعدد من المسؤولين في الحكومة اليابانية.
بعد ذلك قام صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد بالتوقيع في سجل كبار الزوار لإكسبو 2025- أوساكا، ثم أقيمت احتفالية في قاعة يوميشيا لسموه حيث تناول خلالها الشاي الياباني التقليدي.
وفيما كان الزوار يتوافدون على الحفل كان علم سلطنة عُمان يُرفع عاليا في الساحة الرئيسية للمعرض تأكيد على العلاقات القوية بين سلطنة عمان واليابان.
وأكد الوزير الياباني في كلمة بلاده خلال الحفل على "عمق الروابط" بين البلدين الصديقين. مشيرا إلى أن جناح سلطنة عُمان والذي حمل عنوان "الأرض والماء والإنسان"، يقدّم تصورا لمجتمع متناغم مع الطبيعة، معربا عن أمله في أن يسهم المعرض في إبراز جاذبية سلطنة عمان للجمهور الياباني بشكل خاص وللعالم بشكل عام.
وبنى الوزير الياباني سرديته عن تاريخ العلاقات العمانية اليابانية إلى عام ١٩٢٤ حين التقى السلطان تيمور بن فيصل بالجغرافي الياباني شيغاتاكا شيغا في مسقط، قبل أن يقوم لاحقا السلطان تيمور بزيارة إلى اليابان أثمرت عن روابط أسرية حينما تزوج من السيدة اليابانية كيوكو أوياما.
وتحدث الوزير الياباني في كلمته عن أمجاد عمان البحرية معتبرا أنها كانت مركزا للتجارة البحرية مع الهند والساحل الشرقي لأفريقيا، مضيفا و"يُقال إن السندباد من (ألف ليلة وليلة) قد أبحر منها".
وأكد أن سلطنة عُمان "شريك نتقاسم معه مبادئ سيادة القانون في البحار وحرية وسلامة الملاحة، وإنه لأمر مشجع أن نعمل معا على تعزيز الأمن البحري".
من جانبه أكد سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، المفوّض العام لجناح سلطنة عُمان في معرض إكسبو، أن النهضة العمانية المتجددة تركز على مدّ الروابط مع مختلف الشعوب، مستنيرة بتاريخها الزاخر بقيم التسامح والتفاعل الحضاري منذ الحضارات الأولى. وقال سعادته أن التفاعل العماني مع الآخر يستمدّ روحه من "الماء والأرض والإنسان" ـ في إشارة إلى الثيمة التي بني عليها جناح سلطنة عمان في المعرض ـ ليعبُر العُماني البر والبحر ويشارك الشعوب هويته وثقافته وقِيَم السلام بقدر ما ينفتح على ثقافات العالم، ويضيف إلى رصيده الحضاري.
وأضاف: "تحتفل سلطنة عُمان بثقافتها في المعرض العالمي، ليكون فرصة لتعريف شعوب العالم بالثقافة العُمانية، ومدّ جسور التواصل بيننا وبينهم عبر الإنسان، إلى جانب ما يقدمه جناح سلطنة عُمان في المعرض من مساحة تفاعلية مرحبة بالجميع وثرية بالمعلومات والتجارب، تتيح للزائر التجوّل والتفاعل والاستمتاع بها كتجربة تعزز الارتباط بالأرض والماء والإنسان، والتعايش بانسجام مع الطبيعة، وإيجاد أرضية مشتركة مع الشعب الياباني والشعوب الأخرى".
وأشار البوسعيدي في كلمته إلى أن تصميم جناح سلطنة عُمان في المعرض العالمي ثمرة إبداع شبابي عُماني، إذ يُعد أحد المشروعات الفائزة في مسابقة جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري.
بعد ذلك بدأت فقرات الحفل الذي أحيته فرقة موسيقى الخيالة السلطانية والتي حلقت بالحضور عاليا في سماوات أوساكا حينما مزجت بين المقطوعات الموسيقية المستمدة من الثقافة العمانية والمقطوعات الموسيقية العالمية.
وعزفت الفرقة مقطوعة خاصة تم تأليفها بمناسبة معرض "إكسبو أوساكا" حملت نفس الاسم. وجسد التوزيع الموسيقي طاقة التفاؤل بالمعرض العالمي، فكانت القطعة نابضة بالحياة عكست الأبواق فيها والإيقاعات القوية والألوان المتناغمة الجريئة روح الابتكار والوحدة، بينما قدمت الفواصل لحظات من التأمل والطيران إلى عوالم بعيدة.
كما عزفت الفرقة اللحن التقليدي "تاج الولاء" والذي يمثل رقصة الإبحار. والمقطوعة مستمدة من رقصة "المديما" التي تتميز بالحيوية التي طالما رافقت فنون البحر.
وتوالت بعد ذلك المقطوعات الموسيقية الأخرى مثل "سيدي السلطان" و"الغزال العماني"،
و"الفارس العُماني"، إلى جانب مقطوعة موسيقية يابانية مأخوذة من لحن لرسوم متحركة يابانية بعنوان "دائمًا معي" وبعد ذلك عزفت الفرقة مقطوعة "كيلفيغروف".
وأشاد الحضور من اليابانيين والخليجيين وحضور من مختلف الجنسيات بأداء الفرقة التي نقلت عبر الموسيقى التي يفهمها الجميع عمق الحضارة العمانية التي أنتج إنسانها هذه الفنون الموسيقية الساحرة.
وبعد نهاية حفل "اليوم الوطني" اتجه صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد إلى جناح سلطنة عمان حيث مر سموه عبر رواق الماء الذي يعد بمثابة حلقة الوصل بين قاعات العرض الداخلية، والمساحة الخارجية للجناح، وتبرز على جدرانه عبارات منتقاة من الموروث اللفظي العُماني والياباني حول ثقافة الماء.
وفي قاعة العرض الداخلية شاهد سموّه عرضا مرئيا في قاعة الأرض والماء يُعبّر عن ولادة أشكال الحياة الطبيعية في سلطنة عُمان عبر التقاء الماء بالأرض، ويوجِدُ تأثيرات لأشكال الحياة الطبيعية متمثلة في النباتات والحيوانات الخاصة ببيئة عُمان الغنيّة.
وفي ختام الحفل تبادل صاحب السُّمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد الهدايا التذكارية، حيث تم تقديم هدية تذكارية لسموّه من الحكومة اليابانية قدمها معالي يوشيتاكا إيتو، وزير إكسبو 2025 العالمي.
حضر الحفل عددٌ من أصحاب المعالي والسعادة ومسؤولون من الجانبين العُماني والياباني ومن عدة دول شقيقة وصديقة.
وكان جناح سلطنة عمان قد احتفل قبل يومين بدخول الزائر رقم مليون ما يؤكد حجم الإقبال الكبير على القصة الحضارية التي تقوم عليها فكرة المعرض.
وفي إطار زيارته لمعرض إكسبو، قام صاحب السُّمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد والوفد المرافق له بزيارة لجناح اليابان في معرض إكسبو 2025 أوساكا، وكان في استقباله نوريوكي كورودا مدير الجناح الياباني.
واستمع سموّه خلال الزيارة لشرح موجز حول مجسم الجناح الياباني والتصميم الذي بُني به، ثم تجوّل في أقسام الجناح وهي قسم الأرض وقسم المزرعة وقسم المصنع؛ مطلعًا على محتوى الجناح وما يقدمه من عروض وتجارب تعكس هوية اليابان.
وفي ختام الجولة في الجناح الياباني قام صاحب السُّمو بالتوقيع في سجل كبار الزوّار للجناح.
وفي الفترة المسائية نظم جناح سلطنة عمان مسيرة موسيقية لفرقة الخيالة السلطانية في الممرات الرئيسية للجسر الخشبي. يذكر أن معرض إكسبو أوساكا محاط بدائرة خشبية ضخمة جدا بنيت فوقها جسور من الخشب تتيح للزوار إلقاء نظرة بانورامية على جميع أجنحة المعرض من مكان مرتفع.
وتمثّل مشاركة سلطنة عمان في المعرض منصة مهمة لتعميق التبادل الثقافي والتقني بينها وبين دول العالم، وتساهم في إبراز منجزات عُمان الحضارية والاقتصادية، وجهودها في صون الهوية الوطنية وتقديم تاريخها العريق بصفته رافدا للراهن والمستقبل.