تغطية - بشاير السليمية 

تصوير: العمانية

افتتح المتحف الوطني اليوم معرض "من الطابع إلى الظرف: رواية الوطن بختم البريد"، بالتعاون مع بريد عُمان، وذلك تحت رعاية سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي، وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث،. ويعرف المعرض زواره حول كيفية تحوّل الطوابع، والمظاريف، والمقتنيات البريدية إلى وسائط حافظة للذاكرة، توثّق الأحداث، والمناسبات، والاحتفالات، والروابط، ويطوف بهم في مشهد بصري حول مسيرة دولة ومجتمع عبر العقود. يعرض المعرض أحدث إصدار تذكاري، والصادر هذا العام 2025م، احتفاءً بمناسبة مرور (280) عامًا على حكم أسرة البوسعيد. وتسلط أول محطات المعرض الضوء على استمرارية حكم أسرة البوسعيد منذ تأسيسها عام(1744م)، وتجسد مسيرتها الحافلة إلى يومنا هذا. و يقدم المعرض الإصدارات البريدية كأداة توثيقية تخلد ذكرى عُمانية، وتقدم سلطنة عُمان إلى العالم في صورة تختصر تاريخا كبيرا، وهوية راسخة، وذاكرة تتوارثها الأجيال. ويأخذ المعرض الزائر في جولة عبر العقود، تبدأ بلحظة مفصلية في التاريخ العُماني الحديث، وهي تصدير أول شحنة من النفط في يوليو عام(1967م)، وهو حدثٌ مثَّل بداية مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية. ثم يتتبع المعرض الإصدارات البريدية التي وثَّقت المراحل المهمة التي قطعتها سلطنة عُمان في مجال المواصلات، في دلالة واضحة على انفتاحها على العالم، ومواكبتها للتطور. وإلى جانب ذلك يوثق المعرض الاحتفاء بالشعائر والمناسبات الدينية الإسلامية إضافة إلى البيئة التي برزت كقطاع حيوي مدعوم، حظي باهتمام واضح في الإنتاج والتوثيق. وفي قسم الاحتفالات الدولية، عرضت نماذج تجسد روابط عُمان مع عدد من الدول في أرجاء العالم، مركزا على سلطنة زنجبار، إذ تُعرض طوابع تبرِز حُكم سلاطينها، وبعض معالمها المعمارية، وتحتفي بعلاقاتها التاريخية مع عُمان، والروابط الوثيقة القائمة منذ القرن (19م). كما يتضمن المعرض طابعا صدر احتفاء بذكرى انضمام سلطنة عُمان إلى منظمة الأمم المتحدة، إضافة إلى إصدارات لطوابع تؤكِّد على الصداقة والتعاون مع الشعوب. وفي الجانب الثقافي، يسلط المعرض الضوء على إصدارات بريدية وثّقت الصروح التاريخية والثقافية، كما يُبرِز إحدى المناسبات الثقافية الاحتفائية، وهي اختيار مسقط عاصمة الثقافة العربية؛ إلى جانب عرض الحرف والصناعات التقليدية بوصفها مكوِّنا من مكوِّنات التراث والهوية العُمانية. كما يتوسط المعرض صندوق إيداع بريدي يعود إلى فترة (75 – 1985م). الجدير بالذكر أن المتحف الوطني قد تعاون مع بريد عُمان لتدشين أربعة طوابع بريدية احتفالًا بالذكرى السنوية الخامسة لافتتاح المتحف، تحمل صورا لأربع مقتنيات منتقاة ومعروضة بين أروقة المتحف، وهي: صورة لأقدم مبخرة من روائع حضارة ماجان، وخنجر سعيدي يُنسب إلى السلطان تركي بن سعيد البوسعيدي، وكرسي العرش للسلطان قابوس بن سعيد آل سعيد (طيب الله ثراه)، والرسالة رقم (1) من وصيته الجليلة. ومن أرشيف بريد عُمان إلى قاعات المتحف الوطني، يمكن لزوار المعرض الذي يمتد حتى الـ16 من أكتوبر القادم، استكشاف مجموعة من الطوابع والمظاريف، لتكون رحلة عبر الزمن، وتجسد ذاكرة للأجيال القادمة.