نوقشت في جامعة السلطان قابوس، يوم الأربعاء الماضي، رسالة ماجستير بعنوان «السخرية في القصة القصيرة عند عبد العزيز الفارسي – مُقاربة حجاجية» وهي من إعداد القاص والباحث حمود سعود الراشدي من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في الجامعة.
وقد اختار الباحث في هذه الدراسة الكشف عن كيفية توظيف السخرية بوصفها آلية إقناعيّة في النصوص القصصيّة للقاص العُماني الراحل عبد العزيز الفارسي (1976-2022) وسعت لتتبع التقنيات الحِجاجيّة التي استخدمها القاص في سخريته عبر نصوص مجموعاته، وتحليلها، ودراسة دور السخرية في عملية الإقناع والتأثير على المستمع، ودور الشخصيات في تفعيل الأساليب الحجاجيّة، وإسهام السخرية في مواجهة الخطابات السياسيّة والاجتماعيّة والدينيّة من خلال الأساليب الحجاجيّة، وحاولت الدراسة الإجابة عن عدة أسئلة في نصوص عبد العزيز الفارسي أهمها: ما دور السخرية في تكوين الأساليب الإقناعيّة داخل النصوص؟ وكيف كشفت الحجج شِبه المنطقيّة الخطابَ الساخر داخل المتن القصصيّ؟ وكيف تسهم الروابط الحجاجيّة في إيضاح بنية السخرية في قصص عبد العزيز الفارسيّ؟
ويذكر الباحث حمود سعود أن الفارسيّ استمد مادة نصوصه من المجتمع، ومن خلال تفاعل الشخصيات مع محيطها الاجتماعيّ، وما يمثّله المجتمع من جوانب تناقض وتعدد ومقارنة بين أحوال الناس، كل ذلك ينسجم مع أسس المقاربة الحجاجيّة القائمة على تقنيات حجاجية تعتمد على المنطلقات الرياضيّة والمنطقيّة. وقد اقتصرت مدونة الدراسة على أربع مجموعات قصصيّة؛ للقاص عبد العزيز الفارسي؛ وذلك لظهور السخرية في مجمل النصوص بشكل بارز، وهذه المجموعات الصادرة جميعها عن مؤسسة الانتشار العربي في بيروت هي: "العابرون فوق شظاياهم" (2005)، و"مسامير" (2006م)، ومجموعة "وأخيرًا استيقظ الدب" (2009)، و"الصندوق الرماديّ" (2012).
وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة نتائج منها أن القاص عبد العزيز الفارسي يمتلك وعيا عميقا بقضايا مجتمعه؛ إذ يطرح من خلال السخرية أسئلته وهواجسه عن هذا المجتمع، بشكل متماسك فنيًّا، وينبش قضايا واقعه وتحولاته، ويفكِّك ظواهره، ويُجابِهُ القضايا المسكوت عنها، والمضمرة في السياقات الاجتماعيّة والدينيّة والسياسيّة. وأن السخرية تتشكل في نصوص عبد العزيز الفارسيّ بشكل محكَم يقوم على المشهد السردي والفضاء العام للنصوص، وتنطلق كذلك من عناوين النصوص التي تشكِّل بدورها مفارقة في فضاء النص وتحولاته. وأن السخرية المضمرة تتشكل في فضاء النص من خلال الحالة المتناقضة بين ما تسعى له الشخصية، وما يسعى له المجتمع من غايات خاصة.
الجدير بالذكر أن الدراسة قسمت إلى مدخل نظري وفصلين وخاتمة.
وقد ضمت لجنة المناقشة كلا من: الدكتور بدر العلوي رئيسا، والدكتور محروس القللي عضوا ومشرفا، والدكتور عبد الغني بارة عضوا وممتحنا داخليًا، والدكتورة مريم البادي عضوا وممتحنا خارجيا.