عواصم "أ ف ب": تبنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الهجوم الذي نفّذه مسلّحان الإثنين في القدس الشرقية وأسفر عن مقتل ستة أشخاص.
وقالت القسام في بيان "نزف لشعبنا العظيم ولأمتنا الأبية الشهيد القسامي المجاهد مثنى ناجي عمر، والشهيد القسامي المجاهد محمد بسام طه". ووصف العملية بأنها "نوعية... ورسالة واضحة بأن كل محاولاتك (إسرائيل) الفاشلة لتجفيف منابع المقاومة، لن تعود عليك إلا بإراقة دماء جنود جيشك ومستوطنيك المجرمين من حيث لا تحتسب".
الجيش الإٍسرائيلي يتوعد
قال الجيش الإسرائيلي اليوم إنه سيتحرك "بقوة كبيرة" في مدينة غزة حيث يعمد كثيرون من سكانها الى الفرار سيرا أو باستخدام دراجات هوائية أو عربات مكتظة، بعد إلقاء
مناشير تحذّرهم بوجوب الإخلاء والتوجه الى جنوب القطاع المدمّر بعد 23 شهرا من الحرب.
وكثّف الجيش في الأسابيع الأخيرة عملياته العسكرية في غزة، كبرى مدن القطاع وأكثرها كثافة سكانية.
وفيما أشار الجيش إلى أنّه يسيطر على 40 في المئة من المدينة الواقعة في شمال القطاع، فقد أعلن أنّه يريد السيطرة عليها بالكامل من أجل "القضاء" على حماس وإطلاق سراح الرهائن الذين اختُطفوا أثناء هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وأنذر المتحدث العسكري باللغة العربية أفيخاي أدرعي في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي سكان غزة "والمتواجدين في كل أحيائها، من المدينة القديمة وتفاح شرقا وحتى البحر غربا" بالإخلاء الفوري باتجاه منطقة المواصي جنوبا.
وقال إنّ الجيش "مصمّم على حسم (المعركة مع) حماس وسيعمل في منطقة مدينة غزة بقوة كبيرة، كما عمل في مختلف أنحاء القطاع".
ورأى مصور لوكالة فرانس برس طائرات تلقي مناشير تحذيرية فوق المدينة.
"إلى أين؟"
وسبق للجيش أن دعا سكان مدينة غزة إلى إخلائها والتوجه إلى المواصي (جنوب) غير أنّها تتعرّض لقصف مدفعي كثيف بشكل متكرّر.
وسأل خالد خويطر (36 عاما) "إلى أين نذهب؟"، مشيرا لوكالة فرانس برس الى أن الذين نزحوا من غزة الى المواصي جنوبا، والتي أعلنها الجيش "منطقة إنسانية" لسكان مدينة غزة، "لم يجدوا مكانا ولا خيمة ولا ماء ولا طعام".
وأكد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، لوكالة فرانس برس، أن المناطق في وسط وجنوب القطاع "تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة".
والاثنين، أظهرت صور لفرانس برس قرب منطقة النصيرات (وسط)، العديد من سكان غزة يتجهون جنوبا، على متن مركبات أو عربات مكتظة أو على دراجات هوائية أو حتى سيرا على الأقدام.
وأفاد الدفاع المدني بمقتل 15 فلسطينيا على الأقل جراء الغارات الإسرائيلية في أنحاء مختلفة من القطاع منذ فجر اليوم.
والإثنين، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في كلمة مصوّرة "خلال يومين دمّرنا 50 برجا إرهابيا، وهذه مجرد البداية للعملية البرية المكثفة في مدينة غزة. أقول للسكان: لقد تمّ تحذيركم، غادروا الآن".
واضاف أنّ "كل هذا مجرد مقدمة، بداية، للعملية الأساسية المكثفة، المناورة البرية لقواتنا التي تقوم الآن بتنظيم صفوفها والتجمع لدخول مدينة غزة".
"تشريد"
وردّت حركة حماس في بيان قائلة "تفاخُر الإرهابي نتانياهو بتدمير عشرات الأبراج السكنية في مدينة غزة .. وتشريد سكانها الأبرياء، يُشكّل صورة من أبشع صور الساديَّة والإجرام لمجرم حربٍ يواصل ارتكاب جرائمه الوحشية بحق المدنيين منذ قرابة العامين أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع".
واضطرت الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح مرة واحدة على الأقل خلال الحرب.
ودمّر الجيش الإثنين برجا سكنيا هو الرابع خلال ثلاثة أيام في مدينة غزة.
وبدأ الأسبوع الماضي توجيه إنذارات بإخلاء مبانٍ عالية في المدينة، متهما حماس باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.
وأسفر هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
إسطول الصمود
أكد عدد من منظمي "أسطول الصمود العالمي" الذي يقلّ ناشطين ومساعدات لقطاع غزة الثلاثاء أنهم ما زالوا "مصممين" على الإبحار نحو القطاع الفلسطيني المحاصر، رغم تعرّض أحد قواربه ل"هجوم بمسيّرة" الليلة الماضية.
ونفت تونس فجر الثلاثاء ما أعلنه الأسطول الذي يقلّ مساعدات وناشطين مؤيدين للفلسطينيين والذي قدمت بعض السفن المشاركة فيه من إسبانيا إلى تونس تمهيدا للتوجه الى غزة عن تعرّض أحد قواربه "لضربة من طائرة مسيّرة" أثناء رسوّه قرب العاصمة تونس.
ويضمّ "أسطول الصمود العالمي" الذي يعرّف عن نفسه بأنه "منظمة مستقلة" عاملين في المجال الإنساني وأطباء وفنانين وناشطين من 44 دولة، وفقا لموقعه الإلكتروني، ويسعى الى "فتح ممر إنساني" الى غزة و"كسر الحصار" عن القطاع الفلسطيني الذي يشهد حربا مدمّرة منذ أكثر من 23 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس.
وقال أحد الناشطين غسان الهنشيري في مؤتمر صحفي عقد في تونس اليوم "نؤكد أن الإرادة أقوى والعزائم أقوى في اتجاه كسر الحصار عن غزة ونحن أكثر تصميما".
وقالت النائبة الفرنسية من أصل فلسطيني في البرلمان الأوروبي ريما حسن، "الرسالة واضحة جدا: نحن نبقى متماسكين ومصممين على المغادرة اليوم" اليوم.
بينما أكد نادر النوري من اللجنة الإدارية للأسطول، لوكالة فرانس برس، أن المغادرة ما زالت مقررة الأربعاء من تونس.
وأعلن الأسطول ليل الاثنين الثلاثاء تعرَض إحدى سفنه "لاستهداف" بواسطة مسيرة قبالة منطقة سيدي بوسعيد بالقرب من تونس. وكانت السفينة غادرت برشلونة وانضمّت الى سفن أخرى في تونس تمهيدا للتوجّه الى غزة.
ونشر منظمّو المبادرة مقاطع فيديو التقطتها كاميرا مراقبة على متن القارب المصاب، تظهر ما يبدو أنه انفجار. وفي أحد المقاطع، تبدو كتلة مضيئة تضرب السفينة. وفي مقطع فيديو آخر، يُسمع صوت انفجار.