تل أبيب. «وكالات»: أمر الجيش الإسرائيلي اليوم الفلسطينيين في مدينة غزة بمغادرتها إلى الجنوب ثم قصف برجا شاهقا، في الوقت الذي تواصل فيه القوات الإسرائيلية التوغل في أكبر منطقة حضرية في قطاع غزة.
وتشن القوات الإسرائيلية هجوما على ضواحي المدينة الواقعة بشمال القطاع منذ أسابيع بعد أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش بالسيطرة عليها.
ويهدد الهجوم الإسرائيلي بنزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لاذوا بالمدينة خلال الحرب المستمرة منذ نحو عامين. وقبل الحرب، كان يعيش في المدينة نحو مليون شخص، أي ما يقرب من نصف سكان قطاع غزة.
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على موقع إكس أن على السكان مغادرة المدينة إلى منطقة ساحلية محددة في خان يونس بجنوب القطاع، زاعما أنهم سيتمكنون من الحصول على الغذاء والرعاية الطبية والمأوى هناك.
وزعم الاحتلال أن منطقة المواصي في خان يونس هي منطقة إنسانية حيث ستجرى فيها أعمال لتوفير خدمات إنسانية أفضل... محرضا الفلسطينيين على النزوح للانتقال إلى المنطقة الموعودة في وقت مبكر، والانضمام إلى الآلاف من النازحين الذين انتقلوا إليها بالفعل».
وقصف الجيش الإسرائيلي لاحقا برجا شاهقا في مدينة غزة، زعم أن حماس كانت تستخدمه، دون تقديم أدلة تدعم هذا القول.
ونشر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مقطع فيديو على موقع إكس يظهر ما بدا أنه مبنى متعدد الطوابق ينهار بعد الغارة، مما أدى إلى تصاعد سحابة من الغبار والحطام في الهواء.
ولم يتضح بعد ما إذا كان القصف قد أسفر عن سقوط قتلى أو مصابين.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حماس استخدمت المبنى لجمع معلومات استخباراتية وأن عبوات ناسفة زرعت بالقرب منه. ونفت حماس استخدام المبنى لأغراض عسكرية وقال فلسطينيون إنه كان يستخدم لإيواء النازحين.
وقبل القصف، ذكرت السلطات الصحية في غزة أن 23 فلسطينيا على الأقل استشهدوا اليوم السبت، من بينهم 13 على الأقل في منطقة مدينة غزة.
وقصف الجيش الإسرائيلي برجا شاهقا آخر الجمعة زاعما أن حماس كانت تستخدمه أيضا.
وقال يوم الخميس إنه سيطر على نصف مدينة غزة تقريبا. ويقول إنه يسيطر على حوالي 75% من مساحة قطاع غزة.
ونزح العديد من الموجودين في مدينة غزة الآن في وقت سابق من الحرب ثم عادوا إليها لاحقا. وقال بعض السكان إنهم يرفضون النزوح مرة أخرى.
ويشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على المدينة منذ أسابيع، ويتقدم عبر الضواحي الخارجية، وأصبحت قواته الأسبوع الماضي على بعد بضعة كيلومترات من وسط المدينة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو، بدعم من حلفائه اليمينيين في الحكومة الائتلافية، أصدر أمرا بالسيطرة على مدينة غزة متجاهلا نصيحة القيادة العسكرية الإسرائيلية. واستدعى الجيش عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لدعم العملية. وأدت الحرب في قطاع غزة إلى عزلة دبلوماسية متزايدة لإسرائيل، إذ ندد بعض أقرب حلفائها بالحرب التي دمرت القطاع الفلسطيني.
ودعت منظمة العفو الدولية الجمعة إسرائيل إلى وقف هجومها على مدينة غزة والنزوح الجماعي لمئات الآلاف من الفلسطينيين، محذرة من أن الجيش دمر منازل وقتل «عشرات المدنيين» في الأيام القليلة الماضية.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، استشهد أكثر من 64 ألف فلسطيني في غزة، وطال الدمار مساحات واسعة من القطاع ويواجه السكان أزمة إنسانية طاحنة.
وتتزايد الدعوات داخل إسرائيل، بقيادة عائلات الأسرى وأنصارهم، لإنهاء الحرب من خلال اتفاق دبلوماسي يضمن إطلاق سراح الأسرى الثمانية والأربعين المتبقين.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن 20 من الأسرى لا يزالون أحياء. ويحاول نتنياهو جاهدا للتوصل إلى اتفاق يمنحه كل شيء، بحيث يطلق بموجبه سراح جميع الأسرى دفعة واحدة وتسلم حماس سلاحها، أو لا شيء.
وأظهر مقطع فيديو نشرته حماس الجمعة أسيرين، قال أحدهما إنهما محتجزان في مدينة غزة وإنهما يخشيان أن يقتلا في الهجوم الإسرائيلي على المدينة.
ويزعم مسؤولون عسكريون إسرائيليون إنهم قتلوا العديد من قادة حماس الرئيسيين وآلافا من مقاتليها، زاعما أضعاف بشدة القوة العسكرية للحركة.
وعرضت حماس إطلاق سراح بعض الأسرى مقابل وقف إطلاق نار مؤقت، على غرار البنود التي نوقشت في يوليو قبل انهيار المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة ودول عربية. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة إن واشنطن تجري مفاوضات «متعمقة للغاية» مع حماس.
وعرضت المقاومة لفترة طويلة إطلاق سراح جميع الأسرى إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب جميع قواتها من غزة.