عواصم " وكالات ": وجّه الرئيسان الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين انتقادات حادة للغرب خلال افتتاح قمة منظمة شنجهاي للتعاون في مدينة تيانجين بشمال الصين، والتي تهدف إلى دفع بكين إلى صدارة العلاقات الإقليمية.
وبحضور حوالى 20 من قادة منطقة أوراسيا، دعا شي إلى نظام عالمي قائم على العدالة. وقال "يجب علينا تعزيز منظور تاريخي للحرب العالمية الثانية ومعارضة عقلية الحرب الباردة ومواجهة الكتل وسياسات الترهيب" التي تنتهجها بعض الدول، في إشارة مبطنة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف شي أن "الوضع الدولي الحالي يصبح فوضويا ومتشابكا (...) المهمات الأمنية والتنموية التي تواجه الدول الأعضاء تصبح أكثر تحديا". وتابع "فيما يشهد العالم اضطرابات وتحولات، يجب علينا الاستمرار في (...) المضي قدما وتأدية مهمات المنظمة بشكل أفضل".
من جانبه، استخدم بوتين خطابه للدفاع عن حربه في أوكرانيا، محمّلا الغرب مسؤولية إشعال فتيل الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وأدت إلى تدمير جزء كبير من شرق أوكرانيا.
وقال بوتين "هذه الأزمة لم تكن ناجمة عن الهجوم الروسي على أوكرانيا، بل كانت نتيجة انقلاب في أوكرانيا دعمه وتسبّب به الغرب". وأضاف أنّ "السبب الثاني لهذه الأزمة هو المحاولات الدائمة للغرب لجرّ أوكرانيا الى حلف شمال الأطلسي موضحا بإنه يجب معالجة مسألة توسع حلف الناتو شرقا لضمان سلام مستدام في أوكرانيا".
واشار بوتين اليوم الى إن التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أغسطس الماضي تفتح الطريق لإيجاد حل للأزمة في أوكرانيا.
وتخضع قمة تيانجين لتدابير أمنية وعسكرية مشدّدة ونشرت مركبات مصفّحة في بعض الشوارع وقطعت الحركة المرورية في أجزاء كبيرة من المدينة. ونشرت لافتات في الشوارع بالماندرية والروسية تشيد بـ"روحية تيانجين" و"الثقة المتبادلة" بين موسكو وبكين.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد محادثاته مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم الاثنين إنه يجب معالجة مسألة توسع حلف شمال الأطلسي شرقا لضمان سلام مستدام في أوكرانيا.
وفي كلمته خلال قمة منظمة شنجهاي للتعاون، قال بوتين إن الغرب حاول ضم أوكرانيا تحت مظلته ثم سعى إلى استدراج الجمهورية السوفيتية السابقة إلى حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة.
وأضاف "لكي تكون التسوية الأوكرانية مستدامة وطويلة الأمد، يجب القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة، التي ذكرتها للتو والتي سبق وذكرتها مرارا".
وأردف بوتين "يجب أيضا استعادة توازن عادل في المجال الأمني"، في إشارة إلى سلسلة من المطالب الروسية بشأن الحلف والأمن في أوروبا.
في الاثناء ، قالت الرئاسة التركية اليوم الإثنين إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن أنقرة تعمل على إيجاد نهاية عادلة ودائمة للحرب في أوكرانيا وبأن محادثات إسطنبول بين طرفي الصراع تسهم في جهود السلام.
وفي قمة ببوخارست عام 2008، اتفق قادة حلف شمال الأطلسي على أن أوكرانيا وجورجيا ستصبحان عضوين في الحلف يوما ما. وفي عام 2019، عدّلت أوكرانيا دستورها ملتزمة بمسار العضوية الكاملة في الحلف والاتحاد الأوروبي.
وذكرت وسائل الاعلام في مايو أن شروط بوتين لإنهاء الحرب تشمل مطلبا بأن يتعهد القادة الغربيون كتابيا بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقا ورفع جزء من العقوبات المفروضة على روسيا.
زيلينسكي يلتقي قادة أوروبيين في باريس
من جهة ثانية، يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة أوروبيين في باريس الخميس، بحسب ما أفاد مصدر سياسي أوروبي وكالة فرانس برس اليوم الاثنين، في ظل تعثر جهود واشنطن للتوصل الى تسوية بين موسكو وكييف.
وقال المصدر "من المقرر عقد اجتماع" بين الرئيس الأوكراني وقادة أوروبيين لبحث الضمانات الأمنية لأوكرانيا في إطار أي تسوية محتملة مع روسيا، و"الدفع بالدبلوماسية قدما لأن الروس يحاولون التملص من جديد".
وأضاف "من غير المتوقع حتى الآن" أن يشارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الاجتماع.
من جهتها ، قالت الرئاسة الفرنسية اليوم الاثنين إن فرنسا ستستضيف اجتماعا "لتحالف الراغبين"، وهو مجموعة من الدول الداعمة لأوكرانيا، يوم الخميس المقبل.
وأضاف قصر الإليزيه أن الاجتماع، الذي سيعقد عبر الإنترنت وبحضور بعض المشاركين أيضا بشكل مباشر، سيركز على الضمانات الأمنية لأوكرانيا وعلى رفض روسيا التوصل لاتفاق سلام.
هيمنت مسألة الضمانات الأمنية الأوروبية التي يفترض أن تحصل عليها أوكرانيا في حال التوصل إلى هدنة على الحراك الدبلوماسي في الأسابيع الأخيرة. وتطالب كييف بهذه الضمانات لردع أي هجمات روسية في المستقبل
وطُرحت فكرة إنشاء قوة حفظ سلام أوروبية كترتيب أمني محتمل بعد انتهاء الحرب. وقال ترامب إن بلاده ستدعم أي خطة أوروبية لحفظ السلام، لكنها لن تنشر جنودا في أوكرانيا.
ورفضت روسيا انتشار أي قوات حفظ سلام غربية في أوكرانيا. وقال الكرملين الأسبوع الماضي إنه ينظر إلى "مثل هذه المناقشات بشكل سلبي".
روسيا وراء اغتيال رئيس البرلمان الأوكراني السابق
وفي سياق آخر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين إنه تم توقيف مشتبه به في عملية إطلاق النار التي أدت إلى قتل رئيس البرلمان السابق أندري باروبي ووُجهت فيها أصابع الاتهام إلى روسيا.
وأفاد بيان صادر عن وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو بأن عملية القتل تم التخطيط لها بعناية، ما يدعم تصريحات زيلينسكي السبت عندما قال إن إطلاق النار كان مؤامرة متعمدة.
قُتل باروبي، وهو شخصية بارزة في الحركات الاحتجاجية المؤيدة لأوروبا في البلاد عامَي 2004 و2014، بالرصاص السبت في مدينة لفيف في غرب البلاد. وقالت الشرطة إن المشتبه به أطلق عليه النار ثماني مرات في وضح النار قبل أن يهرب.
وقال كليمنكو على تلغرام إن عشرات الشرطيين وعناصر الأمن شاركوا في عملية توقيف المشتبه به الذي قبض عليه في منطقة خميلنيتسكي في غرب أوكرانيا.
وأضاف "لن نقدّم الكثير من التفاصيل في الوقت الحالي. سأقول فقط إن الجريمة تم الإعداد لها بعناية: تمت دراسة جدول تحركات القتيل، وتم تحديد الطريق، وتم التفكير في خطة الهروب".
من جانبه، أشار قائد الشرطة الأوكرانية إيفان فيغوفيسكي إلى "ضلوع روسيا في هذه القضية"، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
ومنذ بدأ الحرب ما بين روسيا واوكرانيا قبل ثلاث سنوات ونصف، يتبادل الجانبان الاتهامات باغتيال شخصيات سياسية وعسكرية بارزة من المعسكرين.
ووفقا لرئيس الشرطة، فإن القاتل الذي كان متنكرا بزي عامل توصيل ويستقل دراجة كهربائية، أطلق ثماني طلقات على باروبي "وتأكد من وفاة الضحية" قبل أن يفر هاربا.
ونشرت الشرطة الاثنين صورا لعملية الاعتقال تظهر رجلا مكبل اليدين برفقة أفراد أمن.
كما نسب رئيس جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني كيريلو بودانوف مسؤولية الاغتيال بشكل غير مباشر إلى روسيا.
أدرجت روسيا أندري باروبي في قائمة المطلوبين لديها التي تضم عشرات الآلاف من الأسماء، بينهم العديد من المسؤولين الأوكرانيين وكذلك شخصيات روسية وغربية.
ويُعرف أندري باروبي بدوره في الحركات المؤيدة لأوروبا في أوكرانيا، بدءا من "الثورة البرتقالية" في العام 2004، ثم ثورة الميدان في العام 2014. وشغل منصب رئيس البرلمان الأوكراني بين عامي 2016 و2019.
قاد باروبي مجموعات الدفاع الذاتي خلال مظاهرات الميدان التي قمعتها قوات الأمن بعنف، وهي الحركة التي أجبرت الرئيس المؤيد لروسيا فيكتور يانوكوفيتش على الفرار إلى روسيا.
- مطلوب من روسيا - وعندما كان شابا، قام باروبي وهو مؤرخ، بحملة من أجل استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي. وكان أيضا مؤيدا قويا لاستخدام اللغة الأوكرانية بدلا من اللغة الروسية، وهي قضية مسيسة إلى حد كبير.
وبحسب وسائل إعلام أوكرانية، نجا باروبي من محاولة اغتيال في العام 2014 باستخدام قنبلة يدوية.
وبعد إطاحة يانوكوفيتش وفراره إلى روسيا، انضم باروبي إلى مجلس الأمن القومي والدفاع وخدم فيه عدة أشهر.
وأثار إعلان مقتل أندريه باروبي موجة من ردود الفعل، وأشادت رئيسة الوزراء يوليا سفيردينكو برجل "وطني قدم مساهمة كبيرة في تشكيل دولة أوكرانيا".
كما أشاد مصطفى نعيم أحد وجوه الميدان، في تصريح لفرانس برس بروح باروبي "الإنسانية" ونضاله من أجل قضايا مهمة، في حين أكد الرئيس السابق بترو بوروشنكو أن مقتله "طعنة في قلب أوكرانيا"، واصفا ما حدث بأنه "عمل إرهابي".
تعرّض طائرة فون دير لايين في بلغاريا لتشويش
من جهة اخرى ، تعرّض نظام تحديد المواقع العالمي في طائرة تقل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى التشويش أثناء استعدادها للهبوط في بلغاريا ، في حادث يشتبه بأن روسيا تقف خلفه، بحسب ما أعلن الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين.
وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن السلطات البلغارية تشتبه بأن التشويش "كان نتيجة تدخل صارخ" من موسكو، لكن لم يتضح إن كانت الرحلة المستأجرة استُهدفت عمدا.
وقالت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية أريانا بوديستا في مؤتمر صحافي في بروكسل "يمكننا فعلا تأكيد حدوث تشويش لنظام تحديد المواقع".
هبطت الطائرة بأمان في مطار بلوفديف الدولي في جنوب بلغاريا من دون أن تضطر لتغيير مسارها.
كانت فون دير لايين (66 عاما) في بلغاريا في إطار جولة تشمل سبع دول تعد على "الخطوط الأمامية" في الاتحاد الأوروبي، أي أنها في الخاصرة الشرقية للتكتل ومعرّضة أكثر لتهديدات روسيا.
وذكرت المفوضية بأن المنطقة شهدت "أنشطة تشويش وخداع كثيرة من هذا النوع"، مضيفة أنها فرضت عقوبات على عدة شركات يُعتقد بأنها تورّطت في ذلك.
وأكدت الحكومة البلغارية الحادثة.
وجاء في بيان للحكومة بأنه "خلال الرحلة التي كانت تقل رئيسة لمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى بلوفديف، تم تحييد إشارات الأقمار الاصطناعية التي تنقل معلومات إلى نظام تحديد المواقع العالمي للملاحة التابع للطائرة".
وأضافت "من أجل ضمان سلامة الرحلة، عرضت أجهزة الحركة الجوية فورا وسيلة هبوط بديلة باستخدام أدوات الملاحة الأرضية".
وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" التي كانت أول وسيلة إعلامية تكشف عن الحادثة، أن الطائرة أُجبرت على استخدام الخرائط الورقية للهبوط.