غزة القدس "العُمانية" رويترز": استشهد 21 فلسطينيًّا على الأقل وأصيب آخرون بجروح في قصف لجيش الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على عدة مناطق في قطاع غزة منذ فجر اليوم.
وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إلى استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال خيام النازحين بمحيط بئر 19 ومحطة طبريا في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس. وأضافت أن 5 فلسطينيين آخرين استشهدوا بالإضافة إلى عدد من الإصابات إثر قصف الاحتلال منزلاً في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة. وفي منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون بجروح جراء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين. كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون في قصف الاحتلال منزلاً بمخيم البريج وسط القطاع. أما في مدينة دير البلح وسط القطاع، فاستشهد مواطن وزوجته وأصيب آخرون بجروح جراء قصف الاحتلال منزلاً في شارع السلام بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، كما استشهد 3 مواطنين جراء استهداف مسيرة للاحتلال لعددٍ من المواطنين في شارع أبو حسني في المدينة.
تصعيد إسرائيلي
صعد الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية حول مدينة غزة اليوم منهيا توقفا مؤقتا لإطلاق النار هناك كان يسمح بتسليم المساعدات، في الوقت الذي أعلن فيه عن استعادة جثة إيلان فايس الذي كانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اختطفته رهينة.
وتمضي إسرائيل قدما في خطتها للسيطرة الكاملة على قطاع غزة بأكمله، بدءا بمدينة غزة، بهدف تدمير حماس بعد ما يقرب من 23 شهرا من اندلاع الحرب، في حين تواجه استنكارا عالميا بسبب الجوع في القطاع المحاصر.
وقال الجيش الإسرائيلي إن "التوقف التكتيكي المحلي في النشاط العسكري لن ينطبق على منطقة مدينة غزة التي تشكل منطقة قتال خطيرة".
وتصاعدت حدة الهجوم على مدينة غزة تدريجيا خلال الأسبوع المنصرم، وقالت إسرائيل إن على المدنيين المغادرة إلى جنوب القطاع.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الجيش يعمل بكثافة كبيرة على مشارف مدينة غزة، مضيفا أنه سوف يعمق الضربات مع مواصلة الهجوم.
وأعلنت إسرائيل عن توقف تكتيكي لإطلاق النار لمدة 10 ساعات يوميا في أجزاء بالقطاع وفتح ممرات مساعدات جديدة في أواخر يوليو تموز، بعد القيود الشديدة التي دامت لشهور على عمليات تسليم المساعدات الإنسانية إذ أثارت صور الأطفال المصابين بالهزال انتقادات دولية.
وفي الأسبوع الماضي، ذكر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، أنه رصد ظروف المجاعة في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها. ورفضت إسرائيل هذا الاستنتاج.
وقالت وزارة الصحة في غزة الجمعة إن خمسة أشخاص بينهم طفلان توفوا بسبب سوء التغذية والجوع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع إجمالي عدد الوفيات لهذا السبب إلى 322 منذ بدء الحرب.
وقالت السلطات الصحية المحلية إن النيران الإسرائيلية قتلت 48 شخصا في أنحاء القطاع المحاصر الجمعة.
وأظهر مقطع فيديو لرويترز صفا من الجثث الملفوفة في أكياس بيضاء خارج مستشفى الشفاء في مدينة غزة صباح الجمعة، بينما وقف أقارب القتلى يبكون بجوار الجثث. واحتضن رجل جثة حجمها صغير ويده تغطي وجهه.
وتساءلت منال سحويل وهي من أقارب القتلى عن سبب استهدافهم قائلة "ماذا فعلوا وهم نائمون؟ ماذا فعل طفل في الثالثة من عمره؟"
بدأت أحدث حرب في القطاع بهجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن القوات الإسرائيلية عثرت على جثة فايس بالإضافة إلى مقتنيات تعود لشخص آخر لم يُسمح بعد بنشر اسمه.
وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي بأن فايس قُتل في السابع من أكتوبر 2023، واختطفه مقاتلو حماس من منزله. وأضاف المسؤول أن وفاته تأكدت في الثالث من ديسمبر كانون الأول 2023.
وقتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة أكثر من 63 ألفا معظمهم من المدنيين، وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع.
المساعدات غير كافية
حذر برنامج الأغذية العالمي من أن المساعدات الغذائية التي تصل إلى قطاع غزة لا تزال غير كافية لمنع انتشار الجوع، داعيًا إلى تكثيف إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وقالت سيندي مكين المديرة التنفيذية للبرنامج، في بيان صحفي، إن البرنامج يتمكن حاليًّا من إدخال نحو 100 شاحنة مساعدات يوميًّا إلى غزة، وهو رقم لا يزال بعيدًا عن المتوسط السابق البالغ 600 شاحنة يوميًّا خلال فترة وقف إطلاق النار قبل منتصف مارس الماضي.
وأضافت مكين، التي زارت مدينتي دير البلح وخان يونس هذا الأسبوع، أن "ما رأيناه كان خرابا تاما، وسكان يعانون من الجوع وسوء التغذية إلى درجة بالغة الخطورة". وشددت على ضرورة ضمان الوصول إلى عمق القطاع، من أجل التأكد من أن السكان يحصلون على الغذاء الذي يحتاجونه للبقاء. وكان التقرير الأخير الصادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قد أشار إلى وجود مجاعة فعلية في غزة، محذرًا من احتمال امتدادها إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، وخان يونس جنوبه، مع نهاية شهر سبتمبر المقبل، ما لم يتم التدخل بشكل عاجل.