عواصم "وكالات": قال الكرملين اليوم الأربعاء إن روسيا تنظر بسلبية إلى المقترحات الأوروبية بشأن تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا، وتعارض بشكل قاطع وجود أي قوات لحلف شمال الأطلسي على أراضي جارتها.
في الاثناء، اكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم إن الهجمات التي شنتها روسيا على بلاده خلال الليل "الاربعاء "قطعت الكهرباء عن أكثر من 100 ألف مستهلك في ثلاث مناطق.
وأضاف زيلينسكي عبر منصة إكس "تضررت منشآت الطاقة للأسف. أدى الهجوم إلى انقطاع الكهرباء في مناطق بولتافا وسومي وتشرنيهيف".
وأشاد دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا ووصفها بأنها "مهمة للغاية"، وقال إن موسكو تأمل في أن تستمر هذه الجهود.
ويعمل الحلفاء الأوروبيون لأوكرانيا على إعداد مجموعة من الضمانات الأمنية تهدف إلى حمايتها من أي اعتداء روسي محتمل في المستقبل في سياق تسوية سلمية محتملة.
لكن بيسكوف أكد أن نشر قوات أوروبية في أوكرانيا يُعد بمثابة وجود لحلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية، وهو ما سعت روسيا إلى منعه منذ البداية.
وقال بيسكوف "في الواقع، كان تقدم البنية التحتية العسكرية لحلف شمال الأطلسي، وتغلغلها في أوكرانيا، من بين الأسباب الجذرية التي يمكن اعتبارها وراء نشوب هذا الصراع منذ البداية".
وأضاف "لذلك لدينا نظرة سلبية تجاه هذه المناقشات".
وتتفق جميع الأطراف على ضرورة تضمين الضمانات الأمنية لأوكرانيا في أي اتفاق سلام محتمل، إلا أنها تختلف كليا حول الصيغة التي ينبغي أن تتخذها هذه الضمانات.
وتؤكد روسيا أنها يجب أن تكون من بين الدول الضامنة لأمن أوكرانيا، وتسعى إلى إحياء مقترحٍ جرى بحثه بين الجانبين في عام 2022، خلال الأسابيع الأولى من الحرب. غير أن كييف ترفض هذا الطرح، معتبرة أنه يمنح موسكو حق النقض الفعلي على أي دعم عسكري خارجي يُقدّم لأوكرانيا.
وقال بيسكوف إن الضمانات الأمنية تُعد "واحدة من أهم المواضيع"، ولكن روسيا لا ترى فائدة في بحثها بشكل علني.
وذكر أيضا أن القمة الأمريكية الروسية التي عُقدت هذا الشهر في ألاسكا بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين كانت " في غاية الموضوعية وبناءة ومفيدة".
وقال ترامب إن الولايات المتحدة لن تنشر جنودا في أوكرانيا وذلك في إطار الضمانات الأمنية المستقبلية، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام تدخل عسكري آخر بما فيه الدعم الجوي والاستخباراتي.
وأفاد بيسكوف بأن مفاوضي السلام الروس والأوكرانيين على تواصل، لكنه لم يذكر موعدا للقائهم مجددا. وكانت أحدث محادثات مباشرة بين الجانبين في إسطنبول في 23 يوليو، واستغرقت 40 دقيقة فقط.
وأشار إلى أن رغبة موسكو في منع أي وجود عسكري لبلدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أوكرانيا كان على رأس الأسباب التي أدت الى اندلاع النزاع عندما أطلقت موسكو عمليتها العسكرية الشاملة في فبراير 2022.
وأفاد بيسكوف بأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا هي "من أهم المواضيع" التي يتم بحثها في أي محادثات تهدف للتوصل إلى تسوية، مضيفا أن موسكو لن تناقش تفاصيل هذه المسألة علنا.
كما استبعد الكرملين إمكان انعقاد قمة بين بوتين وزيلينسكي في أي وقت قريب.
وقال بيسكوف لوسائل إعلام بينها فرانس برس، في اتصال مقتضب إن "أي تواصل عالي المستوى أو على أعلى مستوى يجب أن يتم التحضير له جيدا ليكون فعالا".
وأضاف أن كبار المفاوضين الروس والأوكرانيين "على اتصال"، لكن لم يتم بعد تحديد موعد لإجراء مفاوضات.
وعلى الارض، قال مسؤولون أوكرانيون اليوم الأربعاء إن روسيا شنت هجوما واسعا بطائرات مسيرة على منشآت الطاقة والبنية التحتية لنقل الغاز في ست مناطق أوكرانية خلال الليل، مما أسفر عن انقطاع الكهرباء عن أكثر من 100 ألف شخص.
وقالت وزارة الطاقة عبر تطبيق تيليجرام إن القوات الروسية ألحقت أضرارا جسيمة بالبنية التحتية لنقل الغاز في منطقة بولتافا، كما استهدفت معدات في إحدى المحطات الفرعية الرئيسية في منطقة سومي.
وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الهجمات أدت لانقطاع الكهرباء عن أكثر من 100 ألف شخص في مناطق بولتافا وسومي وتشيرنيهيف.
وقالت وزارة الطاقة إن المنشآت الرئيسية لإنتاج الغاز في أوكرانيا تتمركز في منطقتي بولتافا وخاركيف. وتعرضت مناطق خاركيف وزابوريجيا ودونيتسك أيضا لهجمات خلال الليل.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، كثفت روسيا هجماتها على البنية التحتية لإنتاج واستيراد الغاز في أوكرانيا على الرغم من جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية "نعتبر الهجمات الروسية استمرارا للسياسة المتعمدة لروسيا الاتحادية بتدمير البنية التحتية المدنية في أوكرانيا قبل موسم التدفئة".
واجهت أوكرانيا نقصا كبيرا في الغاز منذ أن أدت الضربات الصاروخية الروسية في وقت سابق من هذا العام إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 40 بالمائة.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية الأسبوع الماضي إن منشآت الطاقة تعرضت للهجوم 2900 مرة منذ مارس 2025.
وقال فولوديمير كوهوت حاكم منطقة بولتافا الأوكرانية عبر تطبيق تيليجرام إن الهجوم تسبب في انقطاع مؤقت للكهرباء عن المستهلكين.
وذكرت وزارة الطاقة أن الهجوم أدى لانقطاع الكهرباء عن أجزاء كبيرة من مدينة سومي بشمال البلاد.
وأفاد سيرهي كريفوشينكو، رئيس الإدارة العسكرية لمدينة سومي، بأن مرافق المياه تعتمد منذ الصباح على أنظمة طوارئ احتياطية.
وأضاف أن المرافق الصحية استعانت أيضا بمصادر طاقة احتياطية.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 74 من أصل 95 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا في هجومها خلال الليل بينما نجحت 21 مسيّرة في ضرب تسعة مواقع بأنحاء البلاد.
ونفت روسيا مرارا استهداف المدنيين منذ بدء الحرب في أوكرانيا قبل أكثر من ثلاث سنوات، لكنها تؤكد أن أنظمة الطاقة والبنية التحتية الأخرى تُعد أهدافا مشروعة للهجوم لأنها تدعم المجهودات الحربية الأوكرانية.