تُوّج الطفل معن بن مصطفى الجلنداني بالمركز الأول في مسابقة "تحدث كي أراك" الموجهة للأطفال من سن 7-12 سنة، وذلك في ختام النسخة الخامسة من جائزة ثقافة الطفل التي تقيمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وجاءت في المركز الثاني الطفلة أسيل بنت سعيد السعدية، بينما فاز بالمركز الثالث الطفل سيف بن خالد المعولي.
وكان قد أُقيم حفل الختام مساء أمس بقاعة زين في مبنى الشركة العُمانية للاتصالات (عمانتل) برعاية سعادة الدكتور ناصر بن راشد المعولي وكيل وزارة الاقتصاد، وقد تم في الحفل تكريم كتّاب القصة الخمسة الفائزين في مسابقة "عُمان تحكي"، وهم: أمامة بنت مصطفى اللواتية، ومحمّد بن قَرَط الجِزْمي، وجميلة بنت عبدالله الهنائية، وعبدالله بن مسعود المفرجي، وانتصار بنت محمد السنانية.
وترأست الدكتورة رقية بنت حمد الوهيبية لجنة تحكيم مسابقة "تحدث كي أراك" بعضوية يعرب بن علي المعمري، والمسرحي أسعد بن سالم السيابي، واستُهل حفل الختام بعرض فيديو مرئي يجمع أبطال الجائزة المتأهلين للمسابقة. وتنافس المتأهلون في تقديم مهاراتهم في التحدث بشكل مباشر أمام لجنة التحكيم وأمام الجمهور لتحقيق الفوز بأحد المراكز الثلاثة، حيث تحدث الطفل عبدالعزيز المعمري من ولاية صحم، وهو طالب بمدرسة عمر بن الخطاب للمكفوفين من فئة ذوي الإعاقة، عن مشاركته في المسابقة التي كانت حول موضوع الروبوت الخاص في المنزل وكيف يساعده في مهامه اليومية، ويكون له العين التي يرى بها، وينذره من الأخطار والحوادث التي قد يتعرض لها في المنزل وخارجه، ويقرأ له الوجوه والكتب ليعينه على الاستقلال وعيش حياته بثقة وكرامة.
كما سرد الطفل معن الجلنداني من محافظة الداخلية مشاركته التي تمثلت في امتلاك شركة سياحية مميزة أسماها "كنوز عمان"، وتربط هذه الشركة الجبال بالبحار، والصحاري بالواحات، بحيث يعيش الزائر في كل محطة جزءًا من الحكاية، وهو مشروع سيبني قرية عمانية تقليدية باستخدام الذكاء الصناعي والواقع الافتراضي، وكذلك الألواح الشمسية، مؤكدًا أن هذه الشركة ستسهم في تحقيق "رؤية عمان 2040".
وقدمت الطفلة أسيل السعدية من ولاية منح مشاركتها التي تتمثل في حلم صغير ذات قلب كبير، وهو امتلاك روبوت منزلي ذي طابع حنون وله صوت رقيق، أسمته "سعيد" على اسم أبيها، يساعدها في أعمال المنزل من تنظيف ومراجعة للدروس.
وأدخلت الطفلة أسيل طابع الإنسانية في روبوتها الخيالي بتعليمه حب الخير والعطف على الناس ومساعدة المحتاجين، وخاصة أهل فلسطين الحبيبة. وأشارت إلى أنه بالرغم من مساعدة الروبوت لها فإنه لا غنى عن تفكير العقل البشري وذكائه المتقد.
وشارك الطفل سيف المعولي من ولاية وادي المعاول في إلقائه عن "السمت العُماني"، وكيف أن سلطنة عمان مميزة بطابعها الجغرافي وشعبها المعروف بكرمه وسخائه الذي يمنح الزائر تجربة فريدة. وذكر أن أزمة الجائحة التي مرّت على العالم أظهرت زيادة في نسبة الاكتئاب، ورأى أن عمان هي الملاذ الذي يخفف ويعالج ويحسن من نفسية الزائر، بدءًا من زيارة الأماكن السياحية الخلابة، مرورًا بتذوق الطعام العُماني التقليدي، وانتهاءً بطيبة شعبها المعطاء.
كما قدمت الطفلة غصون الحكمانية من ولاية بركاء مشاركتها حول تخيل روبوت يساعد الجميع، ككبار السن وذوي الإعاقة، وكذلك يعين في القيام بالأعمال المنزلية. وذكرت أن هناك عدة أنواع من الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل روبوتات التنظيف، وروبوت المطبخ الذي يخلط المكونات، وروبوت الحراسة الذي يرصد أي حركة مشبوهة. وأوضحت أن ذلك لا يغني عن العقل البشري، فهو في النهاية جماد لا يملك إحساسًا ولا يستطيع تقديم الدعم المعنوي للبشر.
تخلل الحفل تقديم لوحات إنشادية وطنية صدح بها المنشد مكرم الجابري، الحائز على المركز الثاني في مسابقة الإنشاد، حيث أضفى بصوته شجنًا مميزًا مترنمًا بحب الوطن.
وأوضح أحمد الراشدي رئيس قسم ثقافة الطفل بدائرة الأنشطة الثقافية المنفذة للفعالية أن جائزة ثقافة الطفل جائزة سنوية بدأت منذ عام 2021 بإشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب وتنفذها دائرة الأنشطة الثقافية. وتضم فرعين: الفرع الأول مسابقة "تحدث كي أراك" التي يتنافس فيها طلبة المدارس والمقيمون من عمر 7-12 سنة، والفرع الثاني مسابقة "عُمان تحكي" التي يتنافس فيها الكتّاب والأدباء العمانيون والعرب المشتغلون في قصص الأطفال وثقافة الطفل. وأوضح أن الهدف من هذه المسابقة هو تنمية وتحسين قدرات الأطفال الثقافية والأدبية وأهمها مهارة التحدث؛ لأنها تُخرج الطالب من دائرة الرهبة والخوف للتعبير عن ذاته ووطنه وقيمه. كما تهدف الجائزة إلى دفع الكتّاب والأدباء العُمانيين لإثراء مكتبة الطفل العربي بالقيم الإنسانية والقيم التي تعزز الولاء والانتماء للتراث الثقافي العُماني.
وأكد الراشدي أن مرحلة الفرز الأولي للجائزة أظهرت نتائج مبهرة في عدد المشاركين مقارنة بالدورات السابقة في المسابقتين كلتيهما، حيث وصل عدد الكتّاب المشاركين في مسابقة "عمان تحكي" (124) مشاركًا، بزيادة (84) متسابقًا عن الدورة الماضية، وذلك بسبب رفع قيمة الجائزة في المسابقة. وقد تم استبعاد (23) متسابقًا لم تستوف مشاركاتهم الشروط المطروحة في الإعلان. أما في مسابقة "تحدث كي أراك" فقد بلغ عدد المتنافسين (523) طالبًا في المرحلة الأولى عبر إرسال فيديو لا يتعدى 3 دقائق يتضمن اختيار موضوع من الموضوعات الثلاثة المطروحة، وتم استبعاد (18) مشاركة لعدم استيفائها الشروط، بزيادة (133) متسابقًا عن الدورة الماضية التي بلغ عدد المشاركين فيها (190). ويُعزى ذلك إلى حلقة عمل تعريفية بالجائزة أقامها قسم ثقافة الطفل عبر الإنترنت بالتعاون مع مركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي بوزارة التربية والتعليم، حضرها (70) مشرف أنشطة ومعلمًا من أغلب المحافظات.
وكان من بين المتنافسين في هذه الدورة للمرحلة الثانية ولأول مرة (7) أطفال من ذوي الإعاقة البصرية و(2) من ذوي الإعاقة الحركية.
وفي ختام الحفل كرّم راعي المناسبة الفائزين والمشاركين في المسابقة والقائمين عليها، كما قدّم سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة لوحة تذكارية إلى سعادة الدكتور ناصر بن راشد المعولي وكيل وزارة الاقتصاد.
تجدر الإشارة إلى أن الجائزة تسعى إلى تعزيز مكانة الطفل في المشهد الثقافي العُماني والعربي، وصناعة جيل يمتلك أدوات التعبير عن الهوية الوطنية، إلى جانب إثراء المكتبة العربية بإصدارات قصصية تبرز الثقافة والمواسم العمانية وتعزز القيم الإنسانية المشتركة.