موسكو"وكالات":اتّهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الدول الغربية بالسعي إلى "تعطيل" المفاوضات الرامية لوضع حد للحرب في أوكرانيا، في وقت وصلت الجهود الدبلوماسية لحلّ النزاع إلى طريق مسدود.
ودعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ترتيب اجتماع ثنائي بين الرئيسين الروسي والأوكراني، إلا أنهما تبادلا الاتهامات بعدم الرغبة في ذلك.
وقال لافروف في مقابلة بثتها القناة الروسية العامة اليوم على تلغرام "كلّ ما يقومون به هو البحث عن ذرائع لتعطيل المفاوضات"، مندّدا بموقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي "يتعنّت ويضع شروطا ويطالب باجتماع فوري بأي ثمن" مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
كما اتّهم لافروف السلطات الأوكرانية بـ"السعي لتعطيل عملية أسّس لها الرئيسان بوتين وترامب وأثمرت عن نتائج جيّدة جدا".
وأضاف "نأمل بأن يتم إحباط هذه المحاولات".
وأفاد لافروف الجمعة عن عدم وجود أي خطط لعقد اجتماع بين زيلينسكي وبوتين.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، اتّهم زيلينسكي روسيا بالسعي "للتهرّب من عقد اجتماع".
وأعرب زيلينسكي عن رغبته في لقاء بوتين، لكن ليس قبل اتفاق حلفائه على ضمانات أمنية لأوكرانيا لمنع أي هجمات مستقبلية روسية فور توقف القتال.
وذكرت موسكو بأنه لا يمكن بحث الضمانات من دون إشراكها، معتبرة بأن أي حضور للقوات الأوروبية في أوكرانيا سيكون أمرا "غير مقبول إطلاقا".
ميدانيا شنت أوكرانيا اليوم موجة من الضربات بمسيرات على روسيا ما تسبب في اندلاع حريق في محطة للطاقة النووية في وقت تحيي كييف عيد الاستقلال وسط تلاشي الآمال في جهود السلام الأخيرة.
ووصلت الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات ونصف والتي أودت بعشرات الآلاف إلى طريق شبه مسدود، علما بأن روسيا تمكنت مؤخرا من إحراز تقدم بطيء، وسيطرت السبت على قريتين في منطقة دونيتسك (شرق).
وردت أوكرانيا اليوم بإطلاق مسيرات على الأراضي الروسية أسقطت إحداها فوق محطة كورسك للطاقة النووية في غرب روسيا، وانفجرت عند الاصطدام لتتسبب باشتعال حريق بحسب المنشأة. وأعلنت المحطة عن إخماد الحريق مؤكدة عدم وقوع إصابات أو زيادة في مستويات الإشعاع.
وكثيرا ما حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مخاطر القتال حول محطات الطاقة النووية عقب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
وأعلنت السلطات الروسية إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية أيضا فوق مناطق بعيدة أحيانا عن خط المواجهة، بما في ذلك سان بطرسبرغ بشمال غرب روسيا.
وكتب حاكم المنطقة ألكسندر درودجينكو على تلغرام "أُسقطت عشر طائرات مسيرة فوق ميناء أوست لوغا على خليج فنلندا، ما أدى إلى اندلاع حريق في محطة وقود مملوكة لمجموعة نوفاتيك الروسية للطاقة".
ويعتمد جيش أوكرانيا، الأصغر حجما والأكثر تسليحا، بشكل كبير على الطائرات المسيرة للرد على الغزو الروسي مستهدفا بشكل خاص بنى تحتية نفطية لضرب مصدر رئيسي لإيرادات موسكو لتمويل الحرب.
وشهدت روسيا ارتفاعا حادا في أسعار الوقود منذ بدء الهجمات.
من ناحيتها أعلنت أوكرانيا أن روسيا هاجمتها خلال الليل بصاروخ بالستي و72 طائرة هجومية مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد"، أُسقط 48 منها بحسب سلاح الجو.
وقُتلت امرأة تبلغ 47 عاما في منطقة دنيبروبيتروفسك شرقي البلاد، وفق الحاكم.
وتزامنت التطورات الميدانية الأخيرة مع إحياء أوكرانيا ذكرى استقلالها عام 1991 بعد تفكك الاتحاد السوفياتي.
وقال زيلينسكي في خطاب بمناسبة عيد الاستقلال "هكذا تضرب أوكرانيا عندما يتم تجاهل دعواتها للسلام".
وأضاف "اليوم، تتفق الولايات المتحدة وأوروبا على أن أوكرانيا لم تنتصر بالكامل بعد، لكنها بالتأكيد لن تخسر. أوكرانيا نالت استقلالها. أوكرانيا ليست ضحية، إنها مقاتلة".
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم أن انتشار قوات حليفة على الأراضي الأوكرانية بعد انتهاء الحرب مع روسيا هو أمر "مهم"، في وقت تسعى كييف الى الحصول على ضمانات أمنية من حلفائها الغربيين.
ووصل رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إلى كييف لحضور الاحتفالات، داعيا إلى "سلام عادل ودائم لأوكرانيا".
ورأى رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أنه لا يعود الى روسيا أن تقرر في شأن الضمانات الأمنية التي تطلبها أوكرانيا من حلفائها الغربيين عندما تنتهي الحرب.
وقال كارني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي "لا يعود الى روسيا أن تقرر كيفية ضمان سيادة أوكرانيا واستقلالها وحريتها مستقبلا. إنه خيار أوكرانيا و(يتصل) بقرارات الشركاء".
وشكر زيلينسكي قادة العالم الآخرين، ومن بينهم ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ والملك تشارلز والبابا، على رسائلهم بهذه المناسبة.
وتسيطر روسيا الآن على حوالي خُمس مساحة أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014.
وأرغمت المعارك ملايين الأشخاص على الفرار من منازلهم ودمرت مدنا وقرى في شرق وجنوب أوكرانيا.
ورفض بوتين مرارا دعوات أوكرانيا والغرب لوقف إطلاق نار فوري وغير مشروط.
في غضون ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ موسكو وكييف تبادلتا 146 أسير حرب من كل من الطرفين اليوم ، في آخر تبادل بعد سلسلة من العمليات شهدت إطلاق سراح مئات أسرى الحرب هذه السنة.
وأضاف المصدر نفسه أنه تم أيضا تسليم ثمانية من سكان منطقة كورسك الحدودية الروسية بعد "احتجازهم في شكل غير قانوني" من جانب أوكرانيا.
ودخلت القوات الاوكرانية منطقة كورسك في اغسطس 2024 واحتلت جزءا منها لأشهر عدة قبل أن تصدها القوات الروسية في الربيع بدعم من مقاتلين كوريين شماليين.
وكتبت المندوبة الروسية لحقوق الانسان تاتيانا موسكالكوفا على تطبيق تلغرام "حضرت شخصيا هذا الحدث السعيد"، متحدثة عن تسلم روسيا ثمانية من سكان منطقة كورسك، لافتة الى أن العملية تمت على أرض بيلاروس.
وأظهر مقطع مصور عرضته المندوبة الروسية هؤلاء الاشخاص، ومعظمهم نساء مسنات، يتحدثون إليها في حافلة صغيرة ويبتسمون.
وتواصل موسكو وكييف التعاون على صعيد تبادل الأسرى وجثث الجنود القتلى بعد أكثر من ثلاثة أعوام ونصف عام من بدء الغزو الروسي لاوكرانيا.
وتبادل الجانبان هذا العام آلاف الاسرى، تنفيذا لاتفاقات تم التوصل اليها بعد ثلاث جولات من المباحثات المباشرة عقدت بين مايو ويوليو في اسطنبول.
وشكل هذا التبادل النتيجة الوحيدة الملموسة لهذه الاجتماعات.