طوكيو «وكالات»: اتفق الزعيمان الياباني والكوري الجنوبي على تعزيز التعاون الثنائي وتوثيق العلاقات الأمنية والاقتصادية في ظل بيئة تشهد «تحديات»، وذلك خلال لقائهما في طوكيو اليوم قبل القمة المقررة بين لي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد غدا الاثنين..
ولطالما توترت العلاقات بين الدولتين الجارتين طوال عقود في القرن العشرين.
لكنهما حققتا تقاربا في السنوات الأخيرة، وتجاوزتا خلافاتهما التاريخية من أجل التصدي بشكل أفضل للتهديدات النووية لكوريا الشمالية.
وفي أول زيارة رسمية لليابان منذ توليه منصبه في يونيو اجتمع لي مع إيشيبا في مقر إقامة رئيس الوزراء في طوكيو لبحث العلاقات الثنائية وتوثيق التعاون الأمني مع الولايات المتحدة بموجب اتفاقية ثلاثية وقعها سلفاهما.
وقال رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا في بيان مشترك عقب الاجتماع: «في ظل البيئة الاستراتيجية التي تشهد تحديات متزايدة محيطة بالبلدين، تتزايد أهمية العلاقات اليابانية الكورية الجنوبية والتعاون بين طوكيو وسول وواشنطن».
وهذه المرة الأولى التي يختار فيها رئيس كوريا الجنوبية اليابان لأول زيارة رسمية ثنائية منذ عام 1965، عندما تم تطبيع العلاقات الدبلوماسية.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج: «أعتقد أن هذا في ذاته يحمل معنى بالغ الأهمية، ويوضح مدى الأهمية التي نوليها للعلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان».
وأشار إيشيبا إلى «وجود قضايا صعبة قائمة كوننا دولتين متجاورتين» مضيفا: «سنواصل (مع ذلك) اتباع سياسات متسقة».
واتفق الزعيمان على استئناف الجهود الدبلوماسية وتوسيع التبادلات مثل برامج عطلات العمل وتعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن الاقتصادي والذكاء الاصطناعي وغيرها. كما تعهدا بتنسيق أوثق ضد التهديدات النووية والصاروخية من كوريا الشمالية.
وناقش الزعيمان قضايا الدفاع والأمن الاقتصادي والاجتماعي التي يواجهها البلدان، مثل انخفاض معدلات المواليد.
وسعى يون سوك يول، سلف لي، إلى التقريب بين البلدين، وأفضت مساعيه إلى محادثات ثلاثية لهما مع حليفهما المشترك الولايات المتحدة.
لكن عزل يون بسبب إعلانه الأحكام العرفية وإقالته من منصبه في أبريل أديا إلى انتخابات مبكرة في يونيو فاز بها لي.
وسبق أن اتخذ لي موقفا أكثر تشددا تجاه اليابان مقارنة بيون.
لكنه قال اليوم: «منذ تنصيبي، أكدت أن بلدينا شريكان لا ينفصلان - جاران يتقاسمان ساحة أمامية، ويتعين عليهما التعاون الوثيق من أجل السلام والازدهار».
ويغادر لي طوكيو متوجها إلى واشنطن بعد ظهر غدا الأحد للقاء مقرر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوضع تفاصيل اتفاقهما التجاري الأخير. ووافقت كل من اليابان وكوريا الجنوبية على إبرام اتفاقات تجارية مع واشنطن، وأعلنتا عن استثمارات ضخمة في الولايات المتحدة لخفض الرسوم الجمركية التي تهددهما إلى 15%.
وعلى الرغم من خلافاتهما، فإن البلدين الحليفين للولايات المتحدة يعتمدان بشكل كبير على واشنطن لمواجهة النفوذ الإقليمي المتنامي للصين. ويستضيفان معا حوالي 80 ألف جندي أمريكي وعشرات السفن الحربية ومئات الطائرات العسكرية الأمريكية.
وقال لي وهو يقف بجوار إيشيبا: «اتفقنا على أن التعاون الراسخ بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان له أهمية قصوى في الوضع الدولي المتغير سريعا وقررنا إيجاد حلقة قوية يؤدي فيها تطوير العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان إلى تعاون أقوى».
ومن المتوقع أن يناقش لي وترامب في واشنطن المخاوف الأمنية مثل تلك المتعلقة بالصين وكوريا الشمالية، ومساهمة سول المالية مقابل تمركز القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، وهي مساهمة ضغط الرئيس الأمريكي مرارا لزيادتها.
ولدى اليابان وكوريا الجنوبية أيضا توافق مشترك آخر بشأن التجارة، إذ وافق كلاهما على رسوم جمركية تبلغ 15 بالمائة على واردات الولايات المتحدة من بضائعهما بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم أعلى.