يحتضن بيت الزبير بمسقط المعرض التشكيلي العُماني الهندي بعنوان: "روح الألوان"، إحتفاءاً بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند. و تم تنظيم الحفل بالتعاون بين مؤسسة بيت الزبير والنادي الإجتماعي الهندي تحت رعاية سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وبحضور سعادة جودا فارتي فينكاتا سرينيفاس، سفير جمهورية الهند المعتمد لدى سلطنة عُمان، ، بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين من البلدين حيث تم عرض 60 لوحة أبدعها 30 فنانًا موهوبًا، 15 منهم من سلطنة عمان و 15 من جمهورية الهند الشقيقة الذين قدّموا أعمالاً تجسد التنوع الفني والثراء الثقافي، وتعكس عمق الروابط التاريخية والإنسانية بين الشعبين الصديقين. ويأتي تنظيم هذا المعرض تأكيداً على متانة العلاقات الثنائية، وتعزيزاً لدور الفنون في ترسيخ قيم التواصل والتفاهم الحضاري بين الأمم، وسيستمر عرض اللوحات المعروضة إلى نهاية شهر أغسطس الجاري.
إبتدأ الحفل بعرض عمل سمعي بصري من إعداد "أكانكشا كارتيك " و "سيدهارت بوجاري"، جسّد العرض أوجه التشابه الحضاري والإندماج الثقافي بين البلدين بدءاً من تشابه العمران والنقوش والأزياء التقليدية والحلي وانتهاءاً بالروائح، والأصوات، والملمس، و لوحات الفنون التشكيلية بسبب التبادل التجاري البحري القديم بين البلدين.
وألقى الفنان الدكتور سعود الحنيني كلمته نيابة عن الفنانين المشاركين في المعرض حيث قال: " إن هذا المعرض يأتي ليعكس عمق العلاقات الثقافية والفنية التي تربط بين سلطنة عمان وجمهورية الهند. فالثقافة هي جسر التواصل الذي يجمع بين الشعوب، وتعبر الفنون عن مشاعر وأفكار عابرة للحدود، يعبر من خلالها الفنان عن رؤيته وإبداعه، مما يساهم في تعزيز التفاهم المتبادل".
وأضاف الحنيني معرباً عن إمتنانه للمشاركة في هذا الحدث بقوله: " لقد شهدت الساحة الفنية في عمان والهند تبادلاً غنياً ومتنوعاً، حيث أثرت كل ثقافة على الأخرى، ولقد حظينا بشرف المشاركة في هذا الحدث الذي يعد فرصة قيمة لتسليط الضوء على الإبداع الفني الذي يتجلى في الأعمال المعروضة هنا".
كما ألقى "بابو رانجندران"، رئيس النادي الإجتماعي الهندي بمسقط كلمته نيابة عن فنانين فريق "rangres" الهندي حيث قال: " يأتي هذا المعرض الفني ضمن احتفالات الذكرى السبعين للعلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الهند وسلطنة ُعمان. ومنذ عام 1955م نسجت بلدينا لوحة غنية بالصداقة والإحترام المتبادل والتعاون الإستراتيجي، و على مدى العقود السبعة الماضية، عززت الهند وُ سلطنة عمان شراكة راسخة الجذور، قوامها تاريخ مشترك، وروابط ثقافية نابضة بالحياة، ورؤية مشتركة للسلام والإزدهار. ومن التجارة والطاقة إلى التعليم والدفاع، ازدادت هذه العالقة قوًة عاًما بعد عام".
و أضاف في كلمته عن مدى أهمية هذا الحدث بقوله: " يُعد هذا المعرض الفني تعاوناً فريداً بين فنانين هنود وعمانيين موهوبين، لم يجتمعوا لعرض أعمالهم الفنية فحسب؛ بل للتعبير عن الروابط الثقافية المشتركة والإعجاب المتبادل بين البلدين، وهنا يصبح الفن لغة عالمية تعبر عن الوحدة والصداقة بطرق تعجز عنها الكلمات".
توجه رعاة الحفل وأصحاب السعادة الحضور إلى قاعة العرض لقص شريط الافتتاح إيذاناً بانطلاق فعاليات معرض "روح الألوان"، وبعد الإفتتاح، قام الضيوف بجولة بين أروقة المعرض الذي ضم عشرات اللوحات والأعمال التشكيلية لفنانين من سلطنة عُمان والهند، حيث توقّف الحضور عند أبرز الأعمال التي جسّدت تنوع المدارس الفنية وثراء التجارب الإبداعية المشتركة.
و عبر بعض الفنانين المشاركين عن هذه المشاركة حيث قالت الفنانة "فاطمة الزدجالية" : " شاركت بلوحتي التي تعبر عن سفينة الغنجة العمانية والتي تعبر عن التبادل التجاري بين سلطنة عمان والهند، والتي بدورها نقلت التبادل الحضاري بين البلدين، أما لوحتي الثانية فهي لوحة من وحي الخيال دمجت فيها العمارة الهندية بالطبيعة الخلابة في الهند لأعكس جمال دولتهم، والمعرض منظم جداً و أعمال الفنانين كلها قوية ومعبرة، وساد بينهم روح التعاون في تنظيم الحدث".
و أعربت الفنانة "أنجالي بابو" من جمهورية الهند عن مدى سعادتها في مشاركتها للمعرض الفني في بيت الزبير لأول مره، و قدمت لوحتين لفتاتين عمانية وكشميرية بالأزياء التقليدية برزت فيهما أوجه التشابه في الحلي و اللباس و ألوان ازياء بين الفتاتين .
و تخللت أجواء المعرض فقرات موسيقية مميزة جمعت بين الفن العُماني والهندي، حيث صدحت القاعة بألحان عذبة امتزجت فيها أنغام الآلات العُمانية التقليدية مع الإيقاعات الهندية الأصيلة، في لوحة فنية عابرة للثقافات أضفت على الأمسية بعداً جمالياً إضافياً. وأسهم هذا المزج الموسيقي في تعزيز روح المناسبة.
وأظهرالحاضرون إعجابهم بما تضمنه المعرض من لوحات حملت في تفاصيلها مزيجاً من الرموز الثقافية والإنسانية التي تعكس القيم المشتركة بين الشعبين. وجاءت الجولة لتؤكد أن الفن، بما يحمله من طاقات إبداعية ورسائل جمالية، قادر على أن يكون مساحة مفتوحة للحوار والالتقاء والتفاهم العابر للحدود.