مرَّ إحراز المنتخب الوطني للكرة الطائرة المركز الثالث في بطولة غرب آسيا التي جرت مؤخرا في العاصمة البحرينية المنامة مرور الكرام وكأنه حدث عابر برغم أهمية ما تحقق لهذا المنتخب في ظل المنافسة التي شهدتها البطولة والتي غيَّرت خريطة اللعبة في المنطقة في ظل ما شاهدناه من مستويات فنية راقية وجيل جديد قادم في هذه اللعبة.
من واقع نتائج البطولة كان الانطباع أن خريطة الكرة الطائرة في المنطقة قد تشهد تغييرا قادما. ولكن هذا مجرد انطباع والانطباع ليس تحليلا، ولا يجب أن يكون رأيا قاطعا؛ فكيف كان الأداء، وهو الأهم؛ لأنه القاعدة التي ترفع فرقا، وتقلل من فرق في منافسات الطرق الطويلة الوعرة.
منتخبنا خسر من قطر التي أحرزت اللقب بعد ذلك مرتين في دوري المجموعات، وفي نصف النهائي، وكان هناك تفوق واضح في الأداء والنتيجة وكان بالإمكان أن يكون المنتخب الوطني أفضل لولا الفوارق الفنية التي حسمت النتيجة.
التحدي الأكبر الذي عاشه المنتخب الوطني للكرة الطائرة المطالبات الجماهيرية بتحقيق إنجاز والتي بُنيت من واقع خبرة عناصر المنتخب الوطني الذين أصبح معظمهم قريبين من الاعتزال في الوقت الذي تغيب مسابقات المراحل السنية عن أنشطة الاتحاد ومعها غياب لمنتخبات الناشئين والشباب وهذا يعني عدم وجود بدائل في ظل غياب الأندية وعزوفها وكذلك قلة موارد وإمكانيات الاتحاد في إقامة مسابقات للمراحل السنية.
تكليف المدرب الوطني جمال المعمري بإدارة ملف قطاع المراحل السنية بالاتحاد العماني للكرة الطائرة خطوة مهمة لكنه لا يمكنه أن يصنع المعجزات في ظل عدم توفر المقومات اللازمة وعدم وجود القاعدة التي ينطلق منها إلا إذا تكاتفت الأندية التي أصبحت لديها صالات رياضية يمكنها أن تبدأ في إعداد جيل من اللاعبين وكذلك اتحاد الرياضة المدرسية المبتعد تماما عن الاتحادات الرياضية والذي بإمكانه أن يكون رافدا حقيقيا لجميع الألعاب الرياضية كون أن الرياضة المدرسية هي نقطة الانطلاقة لجميع الألعاب الرياضية؛ خاصة وأن دائرة المنتخبات الوطنية التي كانت تشرف عليها الوزارة المعنية وحتى مراكز الإعداد التي اقتُرحت بعد ذلك لتكون بديلة لم تحقق الأهداف المطلوبة ومخرجاتها شبه معدومة.
أعتقد أن الفرصة متاحة من أجل التغلب على كل المعوقات التي تعترض الرياضة العمانية وليست كرة الطائرة فحسب والمجال يتسع لمزيد من الأفكار المتفتحة والمرنة أكثر من أي وقت مضى في ظل الاجتماعات والحوارات الدائرة حول قانون الرياضة العمانية والذي نأمل أن يحقق الأهداف المرجوة التي تساهم في الارتقاء بالألعاب الرياضية وتخصيصها في الأندية الرياضية حتى تأخذ الاهتمام الأكبر ويكون انتشارها وممارستها بشكل أوسع ومنظم واحترافي بطبيعة الحال.