لا تنفك الأحداث السياسية تُعيد علينا الدرس نفسه: العلم قوة. العلم سيادة. ونحن إذ نهتم بالقضايا المعرفية والأخلاقية للعلم، وما يجب أن يكون عليه، لا نرفض الاعتراف بما هو عليه فعلًا، أي مكانته كحليف أول في ترسانة الهيمنة. وكما يُقال دائما، فالمقاومة من جنس السلطة. من هنا، يسعى هذا العدد لمعالجة النووي، ومناقشة المعارف المتعلقة بالفيزياء النووية وتطبيقاتها، لدوافع أقلها القدرة على التعاطي مع المعلومات الغزيرة التي تصبها علينا قنوات الإعلام المختلفة.
يُنتج لنا العلم قنابل نووية تُهدد بتدمير الكوكب: تخبرنا زهرة ناصر أننا لا نحتاج أكثر من بضع مئات من الرؤوس النووية لإحداث كارثة عالمية تؤثر على الكوكب لعقود، ويخبرنا د. سيف الخميسي عن آثارها الكارثية في تدهور الأنظمة الزراعية والأمن الغذائي. فهل نكتفي - عند تأمل هذه المسألة - بأن نعدّ ما أنتجه العلم، من ابتكارات كارثية، «زلة» و«سوء تطبيق» للمعرفة؟ يُجادل بيشوي قليني - في سياق الدور المحوري للرياضيين في تطوير القنبلة النووية - أن تصورنا للرياضيات كعلم محايد، بعيد عن شروط الواقع وصراعاته، هو إخفاق في رؤية التحول في وظيفة الرياضيات. فالعلم لم يعد ساحة للتأمل والتساؤل والاستكشاف الحر، بل مؤسسة رأسمالية، وأداة هيمنة تُنظم المعرفة وتُعيد توجيهها نحو الإنتاج، وإعادة تشكيل العالم وفق رؤية محددة.
نطالع في هذا العدد كيف أن التفاعلات النووية في الكون تغذيه بالحرارة والطاقة، وتجعل الحياة على الأرض ممكنة في مقال د. إسحاق الشعيلي، ونتعرف على التجربة اليابانية مع الطاقة النووية من خلال مقال علياء السعيدية، التي تضع لنا خبرتها الشخصية في مختبرات اليابان. فيما يأخذنا خبراء التقنية د. معمر التوبي والمبرمج المعتصم الريامي في نقاشات حول حرب 12 يوما، والأمن السيبراني، والحرب الرقمية وقدرتها الفعالة على إحداث كوارث نووية. ويُترجم لنا بدر الظفري مقالًا يشرح مسار التحول للطاقة النووية كخيار نظيف، والتراجع والعودة لها من جديد.
نأمل أن تُثير موضوعات العدد بعض التأملات..
نوف السعيدي محررة الملحق
يُنتج لنا العلم قنابل نووية تُهدد بتدمير الكوكب: تخبرنا زهرة ناصر أننا لا نحتاج أكثر من بضع مئات من الرؤوس النووية لإحداث كارثة عالمية تؤثر على الكوكب لعقود، ويخبرنا د. سيف الخميسي عن آثارها الكارثية في تدهور الأنظمة الزراعية والأمن الغذائي. فهل نكتفي - عند تأمل هذه المسألة - بأن نعدّ ما أنتجه العلم، من ابتكارات كارثية، «زلة» و«سوء تطبيق» للمعرفة؟ يُجادل بيشوي قليني - في سياق الدور المحوري للرياضيين في تطوير القنبلة النووية - أن تصورنا للرياضيات كعلم محايد، بعيد عن شروط الواقع وصراعاته، هو إخفاق في رؤية التحول في وظيفة الرياضيات. فالعلم لم يعد ساحة للتأمل والتساؤل والاستكشاف الحر، بل مؤسسة رأسمالية، وأداة هيمنة تُنظم المعرفة وتُعيد توجيهها نحو الإنتاج، وإعادة تشكيل العالم وفق رؤية محددة.
نطالع في هذا العدد كيف أن التفاعلات النووية في الكون تغذيه بالحرارة والطاقة، وتجعل الحياة على الأرض ممكنة في مقال د. إسحاق الشعيلي، ونتعرف على التجربة اليابانية مع الطاقة النووية من خلال مقال علياء السعيدية، التي تضع لنا خبرتها الشخصية في مختبرات اليابان. فيما يأخذنا خبراء التقنية د. معمر التوبي والمبرمج المعتصم الريامي في نقاشات حول حرب 12 يوما، والأمن السيبراني، والحرب الرقمية وقدرتها الفعالة على إحداث كوارث نووية. ويُترجم لنا بدر الظفري مقالًا يشرح مسار التحول للطاقة النووية كخيار نظيف، والتراجع والعودة لها من جديد.
نأمل أن تُثير موضوعات العدد بعض التأملات..
نوف السعيدي محررة الملحق