تعد العلامة التجارية أحد أبرز عناصر الهوية التجارية لأي مؤسسة أو منتج فهي تمثل الواجهة التي تميز منتجا عن آخر وتبني علاقة ثقة بين المؤسسة والمستهلك، وفي ظل التطور السريع للأسواق، وتزايد حدة المنافسة أصبحت العلامة التجارية أداة استراتيجية ذات قيمة كبيرة لا تقتصر فقط على التعريف بالمنتج بل تمتد لتجسد جودة المنتج وسمعة المؤسسة في أذهان الزبائن، ومع تصاعد زخم الأسواق العالمية، بات السؤال الملح: هل تمتلك العلامات التجارية العُمانية ما يؤهلها لخوض السباق العالمي؟
ويكشف استطلاع صحفي أجرته "عمان" القدرة التنافسية للعلامة العمانية على الساحة الدولية، ويسلط الضوء على ما تحتاجه هذه المؤسسات لتفرض وجودها في السوق العالمي.
وأكد عدد من رواد الأعمال والمختصين بالعلامات التجارية لـ"عمان"، أن العلامات التجارية العمانية قادرة على المنافسة العالمية لكنها لا تزال بحاجة إلى تمكين أكبر، واستراتيجيات بعيدة المدى، وشغف لا يكتفي فقط بالسوق المحلي، واعتبروا أن تبني بعض المؤسسات الحكومية تغيير هويتها البصرية خطوة في الطريق الصحيح، ومؤشر إلى تغيرات أعمق على مستوى السياسات وآليات العمل. ونوهوا على أن الهوية المؤسسية لا يجب أن تختزل في شعار أو ألوان جذابة، بل ينبغي أن تحمل رسائل اتصالية متناسقة، تنعكس على تجربة المستفيد.
وقال حشر المنذري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "العلامة" للتسويق: إن العديد من العلامات التجارية العُمانية أثبتت قدرتها على المنافسة عالميًا، من حيث الجودة العالية، والتصميم المبدع، وتلبية توقعات الزبائن.
رؤية وطنية
وأوضح في حديثه لـ"عمان" قائلا: لدينا علامات تجارية عمانية وصلت بالفعل إلى الأسواق العالمية، مثل كابلات عُمان، وأمواج للعطور، وبطاريات ريم، والرخام العماني وغيرها. كما أن هناك رواد أعمال تمكنوا من بناء علامات متميزة، مثل أمل الرئيسي في مجال الأزياء، ومقهى "Spirit Hub" والفخامة العمانية للعطور، والزملاء في اكسباند للدعاية والإعلان وغيرها من المشاريع التي نجحت في فرض حضورها خارج الحدود.
ورغم هذه النجاحات، أشار المنذري إلى أن ما ينقص العلامات التجارية العُمانية هو رؤية وطنية تؤمن بالقيمة الحقيقة لتصديرنا لعلامات تجارية عمانية يطلقها رواد أعمال وتنافس على المستوى العالم، وهذه الرؤية تتبلور لبرامج دعم وتمكين لها مستهدفات قابلة للقياس. واستطرد بقوله: "خروج علامات تجارية عمانية للعالمية لا يساهم فقط في رفع اسم العلامة التجارية فحسب، بل يعرّف العالم بسلطنة عمان وهويتها الثقافية والاقتصادية، ويعزز من مكانتنا التجارية عالميًا".
وفيما يتعلق بتأثير الهوية البصرية على أداء المؤسسات، نوّه المنذري إلى أن تغيير الشعار أو الألوان ليس كافيًا، ما لم يُواكب ذلك فهمٌ أعمق لمفهوم الهوية.
ويوضح: الهوية ليست مجرد عناصر بصرية، بل هي ارتباطات عاطفية وذهنية تبنى في أذهان الناس تجاه المؤسسة لذلك، عندما تقوم جهة حكومية أو خاصة بتغيير هويتها، يجب أن تسأل: ما هي التصورات والانطباعات التي تريد تعديلها أو تصحيحها؟".
وأضاف: "أُثني على توجه العديد من المؤسسات الحكومية مؤخرًا إلى إعادة صياغة رسائلها وهويتها بأساليب علمية، لكن الأهم من كل ذلك هو تحويل هذه الرسائل إلى واقع ملموس وتجارب حقيقية يشعر بها المستفيدون".
الإعلام والسياسة
وفي سياق آخر، لفت المنذري إلى أن العلامة التجارية لا تنفصل عن محيطها السياسي والإعلامي، بل تتأثر بهما بشكل مباشر، نظرًا لدورهما في تشكيل وعي الجمهور.
ويقول: "السياسة والإعلام عوامل مؤثرة في أي علامة تجارية، وطريقة تناول الإعلام لأي مؤسسة تؤثر في إدراك الناس لها، إيجابًا أو سلبًا. لذلك، من المهم جدًا للعلامات التجارية أن تدير علاقتها مع وسائل الإعلام باحترافية، سواء عبر إيصال رسالتها بوضوح أو من خلال رصد كل ما يُقال عنها".
وأكد المنذري على أهمية أن تكون المؤسسة هي من تقود صورتها في الإعلام، لا أن تترك المجال لتحليلات أو روايات خارجية لتشكيل سرديتها التي قد لا تعبر بالضرورة عن حقيقة، قائلا: "قيادة المشهد الإعلامي ضرورة، لأن إدارة السمعة جزء لا يتجزأ من إدارة الهوية التجارية في زمن أصبح فيه الانطباع أسرع من أي منتج أو خدمة تقدمها المؤسسة".
أفضل منتج إقليمي
وفي ذات السياق أكدت أمل الرئيسي صاحبة العلامة التجارية "أمل الرئيسي" لتصميم الأزياء على أهمية تحمّل رواد الأعمال والمصممين مسؤولياتهم كاملة لتعزيز قدرة علاماتهم التجارية على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية.
ولفتت قائلة: "عندما يتحمّل رائد الأعمال، خاصة في مجال التصميم، كافة مسؤولياته ويؤدي دوره بشكل كامل، فإن علامته التجارية ستكون قادرة على المنافسة".
وأضافت: "عندما دخلنا كعلامة تجارية عُمانية أحد متاجر التجزئة العالمية، كنت مترددة في البداية بشأن قدرتنا على المنافسة كمنتج عماني، لكننا تمكّنا من إثبات حضورنا، حيث كنا، ولستة مواسم متتالية، أفضل منتج إقليمي مبيعا في المتجر".
وشدّدت الرئيسية على أن المنافسة على هذا المستوى "تتطلب جهدا كبيرا وبحثا وعملا متواصلا"، مؤكدة أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل هو ثمرة الالتزام والعمل الجاد.
وأشارت أمل الرئيسي إلى أن للإعلام دورا محوريا في نجاح العلامات التجارية، إذ قد يصل تأثيره إلى أكثر من 50%، خاصة في مجالي الأزياء والتجميل اللذين يعتمدان بشكل كبير على التأثير البصري واختيارات الشخصيات المؤثرة.
وأضافت: "رغم أن جودة المنتج تلعب دورًا أساسيًا، إلا أن الترويج له بالطريقة الصحيحة وعبر القنوات المناسبة يُحدث فرقًا كبيرًا في حضوره وانتشاره في السوق".
وفي ما يتعلق بتوجه بعض المؤسسات الحكومية إلى تغيير هويتها البصرية، أوضحت الرئيسية أن هذه الخطوة غالبًا ما تكون مدفوعة بأهداف تسويقية واستراتيجية محددة.
وتابعت قائلة: "تغيير الهوية البصرية لأي مؤسسة يعكس رغبة في إيصال رسالة معينة للجمهور، وهو أحد أشكال التسويق الحديثة التي تهدف إلى تعزيز الصورة الذهنية للمؤسسة وتحقيق تواصل أكثر فاعلية مع المستفيدين".
الاستراتيجيات طويلة المدى.
وأوضح عمر بن عبدالله الغماري، مشرف التواصل في مكتب الهوية الترويجية الموحدة بسلطنة عمان، أن العلامات التجارية العُمانية تمتلك المقومات التي تؤهلها للحضور والمنافسة في الأسواق العالمية، إلا أنها ما زالت تواجه تحديات تتعلق بغياب الرؤية الواضحة والاستراتيجيات طويلة المدى.
ولفت الغماري إلى أن عدداً من العلامات التجارية العمانية لا تعتمد خططاً استراتيجية تمتد لخمسة أو عشرة أعوام، بل تكتفي بتوجهات قصيرة الأمد ومحدودة الطموح، ما يضعف من قدرتها على التوسع والنمو المستدام.
ونوه على أهمية التمكين الاستراتيجي ووضع خطط ملائمة تعزز فرص الانتشار العالمي.
وتابع الغماري: أن بعض رواد الأعمال العمانيين يفتقرون إلى الطموح العالمي، ويقتصر تفكيرهم على السوق المحلي، رغم وجود أمثلة ناجحة لعلامات عمانية استطاعت التوسع خارجيا وأثبتت حضورا واسعا على الساحة الدولية. وقال: "الدافعية، والشغف، والرؤية الاستراتيجية عوامل جوهرية لأي رائد أعمال يسعى إلى الوصول بعلامته إلى العالمية".
ووصف الغماري توجه عدد من المؤسسات والجهات الحكومية نحو تطوير هويتها البصرية بأنه "خطوة ممتازة"، خاصة أن بعض المحافظات تبنت هويات بصرية خاصة بها.
وأكد أن الهوية البصرية يجب ألا تقتصر على تصميم شعار فقط، بل يجب أن تتكامل مع رسائل اتصالية متناسقة، وتحمل قصة تعزز من قيمتها وتصل بوضوح إلى الجمهور.
وحول تأثير السياسة والإعلام على العلامات التجارية، أفاد الغماري أن التأثير قد يكون كبيرا في بعض الحالات، داعياً أصحاب العلامات التجارية إلى التحلي بالمرونة والقدرة على التكيف مع الأحداث السياسية والإعلامية، والعمل على حماية سمعة علاماتهم من التأثر بما يدور في المنطقة أو في العالم.
مواجهة التحديات
من جهته قال نواف المعمري، مؤسس العلامة التجارية العُمانية "محاصيل البن"، إن وضوح العلامة التجارية وبنائها على أسس صحيحة يتيح لها القدرة على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية، محليًا ودوليًا.
وأكد المعمري أن العلامة التجارية القوية لا تختزل في مجرد هوية بصرية، وإنما يجب أن تمثل منظومة متكاملة من القيم، والجودة، والرسائل الواضحة التي تنعكس في المنتج وتصل إلى المستهلك أينما كان.
وأشار المعمري إلى أن العديد من العلامات التجارية العمانية، ومن ضمنها "محاصيل البن"، تمتلك مقومات المنافسة في الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن منتجات علامته توزع حاليا خارج سلطنة عمان بكل سلاسة. ويرى أن ما ينقص العلامات العمانية لتعزيز حضورها العالمي هو امتلاك رواد الأعمال للأنظمة والسياسات والآليات التي تضمن سهولة التعامل مع المستهلكين والشركاء التجاريين في الخارج.
وأكد المعمري على أهمية دور الجهات الحكومية في دعم رواد الأعمال، خصوصا عبر توقيع مذكرات تفاهم مع دول مختلفة لتوفير تسهيلات تجارية مماثلة لتلك الموجودة بين دول الخليج. وقال: "مذكرات التفاهم والتعاون تفتح الأبواب للتوسع، حتى في الدول التي تواجه تحديات سياسية أو اقتصادية، لأنها تمثل فرص حقيقية للدخل والنمو لرواد الأعمال العمانيين".
وفيما يتعلق بتوجه بعض المؤسسات الحكومية لتغيير هويتها البصرية، اعتبر المعمري أن هذه الخطوة مؤشر على تغييرات أعمق تشمل السياسات والإجراءات وحتى فرق العمل والهياكل الإدارية.
وأضاف: "حين يتغير أسلوب التعامل مع المتعاملين، تتحسن التجربة وتنعكس بشكل إيجابي على الأعمال التجارية، وهو أمر يخدمنا نحن كرواد أعمال عمانيين".
ويكشف استطلاع صحفي أجرته "عمان" القدرة التنافسية للعلامة العمانية على الساحة الدولية، ويسلط الضوء على ما تحتاجه هذه المؤسسات لتفرض وجودها في السوق العالمي.
وأكد عدد من رواد الأعمال والمختصين بالعلامات التجارية لـ"عمان"، أن العلامات التجارية العمانية قادرة على المنافسة العالمية لكنها لا تزال بحاجة إلى تمكين أكبر، واستراتيجيات بعيدة المدى، وشغف لا يكتفي فقط بالسوق المحلي، واعتبروا أن تبني بعض المؤسسات الحكومية تغيير هويتها البصرية خطوة في الطريق الصحيح، ومؤشر إلى تغيرات أعمق على مستوى السياسات وآليات العمل. ونوهوا على أن الهوية المؤسسية لا يجب أن تختزل في شعار أو ألوان جذابة، بل ينبغي أن تحمل رسائل اتصالية متناسقة، تنعكس على تجربة المستفيد.
وقال حشر المنذري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "العلامة" للتسويق: إن العديد من العلامات التجارية العُمانية أثبتت قدرتها على المنافسة عالميًا، من حيث الجودة العالية، والتصميم المبدع، وتلبية توقعات الزبائن.
رؤية وطنية
وأوضح في حديثه لـ"عمان" قائلا: لدينا علامات تجارية عمانية وصلت بالفعل إلى الأسواق العالمية، مثل كابلات عُمان، وأمواج للعطور، وبطاريات ريم، والرخام العماني وغيرها. كما أن هناك رواد أعمال تمكنوا من بناء علامات متميزة، مثل أمل الرئيسي في مجال الأزياء، ومقهى "Spirit Hub" والفخامة العمانية للعطور، والزملاء في اكسباند للدعاية والإعلان وغيرها من المشاريع التي نجحت في فرض حضورها خارج الحدود.
ورغم هذه النجاحات، أشار المنذري إلى أن ما ينقص العلامات التجارية العُمانية هو رؤية وطنية تؤمن بالقيمة الحقيقة لتصديرنا لعلامات تجارية عمانية يطلقها رواد أعمال وتنافس على المستوى العالم، وهذه الرؤية تتبلور لبرامج دعم وتمكين لها مستهدفات قابلة للقياس. واستطرد بقوله: "خروج علامات تجارية عمانية للعالمية لا يساهم فقط في رفع اسم العلامة التجارية فحسب، بل يعرّف العالم بسلطنة عمان وهويتها الثقافية والاقتصادية، ويعزز من مكانتنا التجارية عالميًا".
وفيما يتعلق بتأثير الهوية البصرية على أداء المؤسسات، نوّه المنذري إلى أن تغيير الشعار أو الألوان ليس كافيًا، ما لم يُواكب ذلك فهمٌ أعمق لمفهوم الهوية.
ويوضح: الهوية ليست مجرد عناصر بصرية، بل هي ارتباطات عاطفية وذهنية تبنى في أذهان الناس تجاه المؤسسة لذلك، عندما تقوم جهة حكومية أو خاصة بتغيير هويتها، يجب أن تسأل: ما هي التصورات والانطباعات التي تريد تعديلها أو تصحيحها؟".
وأضاف: "أُثني على توجه العديد من المؤسسات الحكومية مؤخرًا إلى إعادة صياغة رسائلها وهويتها بأساليب علمية، لكن الأهم من كل ذلك هو تحويل هذه الرسائل إلى واقع ملموس وتجارب حقيقية يشعر بها المستفيدون".
الإعلام والسياسة
وفي سياق آخر، لفت المنذري إلى أن العلامة التجارية لا تنفصل عن محيطها السياسي والإعلامي، بل تتأثر بهما بشكل مباشر، نظرًا لدورهما في تشكيل وعي الجمهور.
ويقول: "السياسة والإعلام عوامل مؤثرة في أي علامة تجارية، وطريقة تناول الإعلام لأي مؤسسة تؤثر في إدراك الناس لها، إيجابًا أو سلبًا. لذلك، من المهم جدًا للعلامات التجارية أن تدير علاقتها مع وسائل الإعلام باحترافية، سواء عبر إيصال رسالتها بوضوح أو من خلال رصد كل ما يُقال عنها".
وأكد المنذري على أهمية أن تكون المؤسسة هي من تقود صورتها في الإعلام، لا أن تترك المجال لتحليلات أو روايات خارجية لتشكيل سرديتها التي قد لا تعبر بالضرورة عن حقيقة، قائلا: "قيادة المشهد الإعلامي ضرورة، لأن إدارة السمعة جزء لا يتجزأ من إدارة الهوية التجارية في زمن أصبح فيه الانطباع أسرع من أي منتج أو خدمة تقدمها المؤسسة".
أفضل منتج إقليمي
وفي ذات السياق أكدت أمل الرئيسي صاحبة العلامة التجارية "أمل الرئيسي" لتصميم الأزياء على أهمية تحمّل رواد الأعمال والمصممين مسؤولياتهم كاملة لتعزيز قدرة علاماتهم التجارية على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية.
ولفتت قائلة: "عندما يتحمّل رائد الأعمال، خاصة في مجال التصميم، كافة مسؤولياته ويؤدي دوره بشكل كامل، فإن علامته التجارية ستكون قادرة على المنافسة".
وأضافت: "عندما دخلنا كعلامة تجارية عُمانية أحد متاجر التجزئة العالمية، كنت مترددة في البداية بشأن قدرتنا على المنافسة كمنتج عماني، لكننا تمكّنا من إثبات حضورنا، حيث كنا، ولستة مواسم متتالية، أفضل منتج إقليمي مبيعا في المتجر".
وشدّدت الرئيسية على أن المنافسة على هذا المستوى "تتطلب جهدا كبيرا وبحثا وعملا متواصلا"، مؤكدة أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل هو ثمرة الالتزام والعمل الجاد.
وأشارت أمل الرئيسي إلى أن للإعلام دورا محوريا في نجاح العلامات التجارية، إذ قد يصل تأثيره إلى أكثر من 50%، خاصة في مجالي الأزياء والتجميل اللذين يعتمدان بشكل كبير على التأثير البصري واختيارات الشخصيات المؤثرة.
وأضافت: "رغم أن جودة المنتج تلعب دورًا أساسيًا، إلا أن الترويج له بالطريقة الصحيحة وعبر القنوات المناسبة يُحدث فرقًا كبيرًا في حضوره وانتشاره في السوق".
وفي ما يتعلق بتوجه بعض المؤسسات الحكومية إلى تغيير هويتها البصرية، أوضحت الرئيسية أن هذه الخطوة غالبًا ما تكون مدفوعة بأهداف تسويقية واستراتيجية محددة.
وتابعت قائلة: "تغيير الهوية البصرية لأي مؤسسة يعكس رغبة في إيصال رسالة معينة للجمهور، وهو أحد أشكال التسويق الحديثة التي تهدف إلى تعزيز الصورة الذهنية للمؤسسة وتحقيق تواصل أكثر فاعلية مع المستفيدين".
الاستراتيجيات طويلة المدى.
وأوضح عمر بن عبدالله الغماري، مشرف التواصل في مكتب الهوية الترويجية الموحدة بسلطنة عمان، أن العلامات التجارية العُمانية تمتلك المقومات التي تؤهلها للحضور والمنافسة في الأسواق العالمية، إلا أنها ما زالت تواجه تحديات تتعلق بغياب الرؤية الواضحة والاستراتيجيات طويلة المدى.
ولفت الغماري إلى أن عدداً من العلامات التجارية العمانية لا تعتمد خططاً استراتيجية تمتد لخمسة أو عشرة أعوام، بل تكتفي بتوجهات قصيرة الأمد ومحدودة الطموح، ما يضعف من قدرتها على التوسع والنمو المستدام.
ونوه على أهمية التمكين الاستراتيجي ووضع خطط ملائمة تعزز فرص الانتشار العالمي.
وتابع الغماري: أن بعض رواد الأعمال العمانيين يفتقرون إلى الطموح العالمي، ويقتصر تفكيرهم على السوق المحلي، رغم وجود أمثلة ناجحة لعلامات عمانية استطاعت التوسع خارجيا وأثبتت حضورا واسعا على الساحة الدولية. وقال: "الدافعية، والشغف، والرؤية الاستراتيجية عوامل جوهرية لأي رائد أعمال يسعى إلى الوصول بعلامته إلى العالمية".
ووصف الغماري توجه عدد من المؤسسات والجهات الحكومية نحو تطوير هويتها البصرية بأنه "خطوة ممتازة"، خاصة أن بعض المحافظات تبنت هويات بصرية خاصة بها.
وأكد أن الهوية البصرية يجب ألا تقتصر على تصميم شعار فقط، بل يجب أن تتكامل مع رسائل اتصالية متناسقة، وتحمل قصة تعزز من قيمتها وتصل بوضوح إلى الجمهور.
وحول تأثير السياسة والإعلام على العلامات التجارية، أفاد الغماري أن التأثير قد يكون كبيرا في بعض الحالات، داعياً أصحاب العلامات التجارية إلى التحلي بالمرونة والقدرة على التكيف مع الأحداث السياسية والإعلامية، والعمل على حماية سمعة علاماتهم من التأثر بما يدور في المنطقة أو في العالم.
مواجهة التحديات
من جهته قال نواف المعمري، مؤسس العلامة التجارية العُمانية "محاصيل البن"، إن وضوح العلامة التجارية وبنائها على أسس صحيحة يتيح لها القدرة على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية، محليًا ودوليًا.
وأكد المعمري أن العلامة التجارية القوية لا تختزل في مجرد هوية بصرية، وإنما يجب أن تمثل منظومة متكاملة من القيم، والجودة، والرسائل الواضحة التي تنعكس في المنتج وتصل إلى المستهلك أينما كان.
وأشار المعمري إلى أن العديد من العلامات التجارية العمانية، ومن ضمنها "محاصيل البن"، تمتلك مقومات المنافسة في الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن منتجات علامته توزع حاليا خارج سلطنة عمان بكل سلاسة. ويرى أن ما ينقص العلامات العمانية لتعزيز حضورها العالمي هو امتلاك رواد الأعمال للأنظمة والسياسات والآليات التي تضمن سهولة التعامل مع المستهلكين والشركاء التجاريين في الخارج.
وأكد المعمري على أهمية دور الجهات الحكومية في دعم رواد الأعمال، خصوصا عبر توقيع مذكرات تفاهم مع دول مختلفة لتوفير تسهيلات تجارية مماثلة لتلك الموجودة بين دول الخليج. وقال: "مذكرات التفاهم والتعاون تفتح الأبواب للتوسع، حتى في الدول التي تواجه تحديات سياسية أو اقتصادية، لأنها تمثل فرص حقيقية للدخل والنمو لرواد الأعمال العمانيين".
وفيما يتعلق بتوجه بعض المؤسسات الحكومية لتغيير هويتها البصرية، اعتبر المعمري أن هذه الخطوة مؤشر على تغييرات أعمق تشمل السياسات والإجراءات وحتى فرق العمل والهياكل الإدارية.
وأضاف: "حين يتغير أسلوب التعامل مع المتعاملين، تتحسن التجربة وتنعكس بشكل إيجابي على الأعمال التجارية، وهو أمر يخدمنا نحن كرواد أعمال عمانيين".