حققت المراكز الصيفية نجاحا وتفاعلًا ملحوظًا من الطلبة وأولياء الأمور، مما يعكس الوعي المتنامي بأهميتها في صقل مهارات الشباب وتعزيز قدراتهم الإبداعية، حيث أعرب الطلبة المشاركون عن استفادتهم من برامجها المتنوعة التي وفرت فرصا تعليمية مبتكرة وممتعة، فيما أكد القائمون عليها أن الفعاليات تمثل منصة تربوية وترفيهية تسهم في تنمية النشء واستثمار أوقاتهم خلال الإجازة الصيفية.

شهدت البرامج الصيفية لكلية العلوم الشرعية ممثلة في مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع، لهذا العام، مشاركة أكثر من 300 طالبة جامعية من مختلف المؤسسات التعليمية في سلطنة عمان، وشملت البرامج المنفذة باقة متنوعة من الأنشطة العلمية والثقافية، أبرزها الدورة الفقهية المكثفة، ودورة الإجازة القرآنية، إضافة إلى برامج ثقافية، ومسابقات، ودورات تخصصية، واستمرت جميعها على مدى خمسة أسابيع، شهدت تفاعلًا متميزًا من الطالبات، سواء بالحضور المباشر أو عبر التعليم عن بُعد.

وقد خُصصت الدورة الفقهية المكثفة هذا العام للطالبات الجامعيات، وبلغ عدد المشاركات فيها 260 طالبة، درسن موضوعات شرعية أساسية، مثل: فقه الصلاة، وأركان الإيمان، وتجويد القرآن الكريم، وفقه الزواج، إلى جانب إضاءات في التاريخ العُماني، وذلك من خلال نخبة من الأكاديميين والمتخصصين.

أما دورة الإجازة القرآنية، المستمرة منذ خمسة عشر عاما، فقد خُصصت لطالبات الكلية، وبلغ عدد المشاركات فيها هذا العام 90 طالبة، تابعن خلالها تلاوتهن للقرآن الكريم مع الشيخ المُجيز وفق رواية حفص عن عاصم.

تهدف الدورة إلى منح المشاركات إجازة قرآنية، كما تم تقديم دورة متخصصة لبعض المجازات سابقًا في منهجية الإقراء وتعليم القرآن الكريم.

ويُسهم برنامج الإجازة بمخرجاته إسهامًا فاعلًا في المجتمع، إذ تواصل المجازات أداء دورهن في تعليم أبناء المجتمع ضمن مراكز تعليم القرآن الكريم، فضلا عن مشاركتهن في تدريس مواد التجويد ضمن الخطة الدراسية للكلية.

كما اختتم مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع برنامجَي التكوين الشرعي، والقراءة المثمرة، اللذين استمرّا طوال العام الأكاديمي المنصرم.

وفي محافظة البريمي اختُتمت فعاليات البرنامج الصيفي لعام 2025، الذي أقيم على مدى أسبوعين تحت شعار «صيفي تواصل وبناء»، بمشاركة واسعة من الطلبة والطالبات من مختلف الفئات العمرية، وقد شهد البرنامج تفاعلًا ملحوظًا من المجتمع المحلي وأولياء الأمور، مما يعكس الوعي المتنامي بأهمية مثل هذه البرامج في صقل مهارات الشباب وتعزيز قدراتهم الإبداعية.

وأكد القائمون على البرنامج أن هذه الفعاليات تمثل منصة تربوية وترفيهية تسهم في تنمية النشء واستثمار أوقاتهم خلال الإجازة الصيفية، معربين عن شكرهم وتقديرهم لجميع المشاركين والداعمين والمتطوعين.

وشهدت المراكز الأربعة للبرنامج حفلات ختامية متزامنة، عبّرت عن الجهود المبذولة من المشرفين والطلبة، وتنوّعت فيها الفقرات لتشمل كلمات وعروضًا مرئية وتكريمًا للمتطوعين والمشاركين، إضافة إلى معارض لمخرجات الحلقات والأنشطة.

وتضمنت الحفلات فقرات متنوعة من بينها تلاوات قرآنية، وكلمات للمشرفين والطلبة، وعروض مرئية للأنشطة، وقصائد شعرية، ومشاهد تمثيلية، وتكريم للجهات المتعاونة والمتطوعين، بالإضافة إلى جولات في معارض المنجزات الطلابية.

وعبّر الطلبة المشاركون عن سعادتهم بما حققوه من استفادة ومتعة خلال البرنامج، حيث أوضح الطالب علي بن محمد العيسائي من مركز السلطان قابوس أن البرنامج أتاح له فرصة التعرف على مهارات جديدة من خلال الحلقات والزيارات الميدانية، داعيًا زملاءه للاستفادة من البرامج الصيفية مستقبلا.

وقالت الطالبة ريم بنت عبدالله الأسدية من مركز زينب بنت خزيمة: إن الحلقات المقدمة أسهمت في صقل مهارات التفكير الإبداعي، خاصة في مجالات ريادة الأعمال والمشاريع المنزلية.

واختُتم في قرية الشارق بولاية المضيبي البرنامج التعليمي الصيفي في مادتي القرآن الكريم والفقه الذي تشرف عليه إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة شمال الشرقية، وذكر طلال بن خلفان الحبسي المشرف على المركز أن البرنامج يهدف إلى استثمار الإجازة الصيفية في تنمية الجوانب الدينية والمعرفية لدى الطلبة حيث ركز في مادة القرآن الكريم على تحسين التلاوة وتصحيح الأخطاء، أما في مادة الفقه فقد تم تقديم دروس مبسطة حول الطهارة وأنواعها وأقسام المياه وأحكامها مع شرح مفصل لأحكام الوضوء من حيث سننه وفرائضه ومبطلاته بالإضافة إلى تناول باب الصلاة من حيث عددها وشروطها وفرائضها وكيفية أدائها.

وأشار الحبسي إلى التفاعل الكبير من الطلبة وحرصهم على التعلم مؤكداً أن تعاون أولياء الأمور كان له أثر واضح في نجاح البرنامج معبرا عن تطلعه إلى مواصلة تنفيذ مثل هذه البرامج التي تعزز الوعي الديني وترسخ القيم الإسلامية لدى النشء.

واختتم المركز الصيفي بمدرسة سعود بن عزان بولاية جعلان بني بو حسن برامجه المتعددة والمتنوعة في الجوانب المعرفية والفنية والعلمية والرياضية والثقافية والاجتماعية.

وقال محمد بن سليم العلوي رئيس المركز الصيفي بالمدرسة: البرنامج له أبعاد عدّة فمن ناحية تنمية المهارات الشخصية والاجتماعية فإنه يعزز الثقة بالنفس لدى المشاركين وتقدير الذات وتطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي وتنمية مهارات القيادة واتخاذ القرارات، ومن ناحية تعزيز القيم الوطنية والاجتماعية فإنه يعزز التعلم توفير فرص تعليمية مبتكرة وممتعة وتحسين المهارات الأساسية (القراءة، والكتابة، والرياضيات) وتعليم مهارات جديدة مثل البرمجة والرسم وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

أما من ناحية تعزيز القيم الوطنية والاجتماعية فقد أوردها أحمد بن سعيد المشايخي قائلا: تصقل الشخصية وغرس القيم الأخلاقية والاجتماعية وتعزيز الهوية الوطنية وتغرس قيم المسؤولية والانتماء للمجتمع وتنظيم أنشطة تطوعية لخدمة المجتمع وتعزز روح التعاون والتسامح بين المشاركين وتعالج السلوكيات غير المرغوبة وتعزيز السلوكيات الإيجابية.

وأقام فريق من وزارة السياحة حلقة تدريبية مميزة «الحرفي الصغير» التي تلخصت حول صناعة قوالب الجبس، استهدفت تنمية المهارات الحرفية لدى الطلبة، حيث تعرّف المشاركون على خطوات تشكيل القوالب وصبّ الجبس بطرق إبداعية تحاكي التراث المحلي، وقد مارس الطلاب العمل بأنفسهم، مما عزز من فهمهم لأهمية الحرف التقليدية ودورها في السياحة الثقافية.