نظمت هيئة البيئة بمحافظة جنوب الباطنة حلقة توعوية بعنوان "السلاحف البحرية في عُمان"، موجهةً إلى الصيادين في ولايتي بركاء والمصنعة. وتأتي هذه الحلقة ضمن استراتيجية الهيئة لتعزيز الوعي البيئي ودعم جهود الحفاظ على التنوع البحري، خاصةً الأنواع المهددة مثل السلاحف البحرية التي تعدُّ جزءًا أساسيًّا من النظام البيئي الساحلي في سلطنة عمان.

شملت الحلقة تقديم عرض حول أهمية الجُزُر ومنها محمية جزر الديمانيات كموطن حيوي لتكاثر السلاحف البحرية، مثل السلحفاة الخضراء، والتي تُعدُّ من الأنواع الرئيسية في عُمان، كما نوقش بالعرض مكونات النظام البيئي الفريد الذي تدعمه المحمية، بما في ذلك الشعاب المرجانية والحشائش البحرية.

كما تضمنت الحلقة مشاركة إحدى متدربات البرنامج الصيفي "صيفي بيئي"، بورقة عمل سلطت الضوء فيها على أنواع السلاحف في مياه عُمان ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي (مثل تنظيم نمو الطحالب وحماية الشعاب المرجانية)، وأبرز التهديدات، مثل تشابك السلاحف في شباك الصيد أو ابتلاعها للنفايات البلاستيكية، مما يؤدي إلى إصابتها أو نفوقها، بالإضافة إلى إجراءات الوقاية، مثل تعديل معدات الصيد للإقلال من الصيد العرضي والإبلاغ الفوري عن السلاحف المصابة.

وهدفت الحلقة إلى تعزيز مشاركة الصيادين في حماية السلاحف، انطلاقًا من دورهم المباشر في التفاعل مع البيئة البحرية، وتوعية المجتمع المحلي بأهمية الحفاظ على الموائل الطبيعية، مثل تنظيف الشواطئ من المخلفات البلاستيكية التي تؤثر على تعشيش السلاحف، فضلا عن دعم الجهود الوطنية لتحقيق الاستدامة البيئية، تماشيًا مع مبادرات مثل برنامج "تارتل كوماندوز" الذي نجح في إنقاذ آلاف السلاحف وتنظيف الشواطئ بمشاركة متطوعين.

تُمثل هذه الحلقة خطوةً عمليةً في تعزيز الشراكة بين الهيئة والمجتمع المحلي، بما يضمن حماية التراث البيئي العُماني. وتستمر الهيئة في تنظيم فعاليات مماثلة لضمان تحقيق أهدافها الاستراتيجية في صون التنوع الأحيائي.