طهران"وكالات "أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن بلاده لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم، بحسب ما أوردته وكالة تسنيم الدولية للأنباء، اليوم الأحد.

وشدد عراقجي على أن "وزارة الخارجية، جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة، لن تألو جهدا في سبيل الدفاع عن الحقوق المشروعة والقانونية للشعب الإيراني المقاوم".

وأفادت "تسنيم" بأن عراقجي كتب في حسابه الرسمي على "إنستجرام" بشأن لقائه اليوم مع السفراء والممثلين الأجانب المقيمين في طهران: "في مساء أمس، وخلال اجتماع حضره السفراء وكبار الدبلوماسيين الأجانب المقيمين في طهران، قمت بتوضيح المواقف المبدئية والحاسمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه العدوان الأخير الذي شنه الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على بلادنا".

وأضاف: "وزارة الخارجية، بالتوازي مع القوات المسلحة، وبالاعتماد على الإرادة الراسخة للشعب الإيراني العظيم، لن تدخر أي جهد في سبيل نيل الحقوق المشروعة والقانونية للإيرانيين الشامخين والصامدين".

وفي ما يتعلق بالمفاوضات، قال عراقجي: "في أي حل تفاوضي، يجب احترام حقوق الشعب الإيراني في المجال النووي، بما في ذلك حق التخصيب. نحن لن نقبل بأي اتفاق لا يعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم. لقد قدمنا تضحيات كبيرة من أجل التخصيب، وقد فرضت علينا الحرب بسببه. وإذا ما جرت مفاوضات، فإن موضوعها سيكون الملف النووي فقط، مقابل رفع العقوبات، ولن تكون هناك أي ملفات أخرى محل تفاوض".

وشدد بالقول: "إيران ستبقي على قدراتها العسكرية والدفاعية في جميع الظروف، وهذه القدرات دفاعية الطابع، وليست محل تفاوض بأي شكل من الأشكال".

وفي السياق، نددت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأحد بتقرير يفيد بأن الرئيس فلاديمير بوتين حضّ إيران على القبول باتفاق نووي لا يسمح لها بموجبه بتخصيب اليورانيوم سعت واشنطن إلى إبرامه، واعتبرت أنه "افتراء".

ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي عن مصادر قريبة من الملف امس، أن بوتين دعا إيران إلى القبول باتفاق مع الولايات المتحدة يحرمها من إمكان تخصيب اليورانيوم.

لكن وزارة الخارجية الروسية قالت اليوم الأحد إن ما أورده الموقع "يبدو أنه حملة افتراء سياسية أخرى تهدف إلى مفاقمة التوترات المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني"، مؤكّدة أن موقف روسيا بشأن هذه القضية "معروف جيدا".

وتابعت "لقد أكدنا مرارا ضرورة حل الأزمة المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني بالوسائل السياسية والدبلوماسية حصرا، وأعربنا عن استعدادنا للمساعدة في إيجاد حلول مقبولة للطرفين".

وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل بأن طهران تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية، وهو ما تنفيه مؤكدة حقها في مواصلة برنامجها النووي لأغراض مدنية.

وهناك خلاف كبير بين الولايات المتحدة وإيران بشأن قضية تخصيب اليورانيوم، ففي حين تصر طهران على أن من حقّها التخصيب، تعتبر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأمر "خطا أحمر".

أما موسكو فدافعت علنا عن حق طهران في استخدام الطاقة النووية لأغراض مدنية.

لكن فلاديمير بوتين تقرب أيضا من نظيره الأمريكي في الأشهر الأخيرة.

وشنّت إسرائيل هجوما على إيران في 13 يونيو أشعل حربا استمرت 12 يوما. وأدى هذا الصراع إلى تعليق المفاوضات بين طهران وواشنطن والتي بدأت في أبريل للحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وفي 22 يونيو، قصفت الولايات المتحدة موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط). ولم يُعرف بعد الحجم الفعلي للأضرار التي ألحقها القصف بهذه المواقع.

وفي الشأن الايراني ايضا، نجا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من محاولة اغتيال خلال الحرب التي دامت 12 يوما مع إسرائيل، وفقا لتقرير إعلامي إيراني.

وذكرت وكالة أنباء "فارس" أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف مجمعا تابعا لمجلس الأمن القومي الإيراني في 16 يونيو، أي بعد ثلاثة أيام من اندلاع الحرب.

وبحسب التقرير، انقطعت الكهرباء عقب الهجوم، وتمكن المشاركون في اجتماع الأزمة من الفرار إلى أماكن آمنة، لكن بعضهم، بمن فيهم بزشكيان، أصيبوا بجروح في الساقين.

ويتعامل مجلس الأمن القومي مع قضايا الدفاع وحماية أيديولوجية الدولة، ويرأسه الرئيس، ويضم نحو اثني عشر عضوا، بينهم عدد من الوزراء والجنرالات.

وكان بزشكيان قد أشار بالفعل إلى محاولة اغتياله في مقابلة أجراها قبل نحو أسبوع مع مقدم البرامج الأمريكي تاكر كارلسون، مرجحا وجود تسرب استخباراتي. ووفقا لوكالة "فارس"، هناك تكهنات حول احتمال اختراق أمني أو تسلل عميل.

وفي الأثناء، تداولت وسائل إعلام إيرانية مقطع فيديو يظهر ما قيل إنه قصف على جانب جبل غرب طهران.

وفي حال صح ذلك، "فإنه يشير إلى أن إسرائيل كانت تنوي تصفية الحكومة بأكملها، وليس فقط القيادات العسكرية"، بحسب ما قاله المحلل جريجوري برو من مجموعة يوراسيا في منشور على منصة إكس.

وأضاف أنه يعتقد أن إسرائيل ستحاول مجددا في حال استؤنفت الأعمال العدائية.

وكانت إسرائيل قد بدأت الحرب ضد إيران في 13 يونيو، مستهدفة مواقع في أنحاء البلاد، بما في ذلك منشآت نووية، كما قتلت علماء بارزين وقادة عسكريين.

وردت القوات المسلحة الإيرانية بهجمات صاروخية، وسجلت كلا الدولتين خسائر بشرية، شملت مدنيين.

وبعد مرور أكثر من أسبوع على اندلاع الحرب، تدخلت واشنطن وقصفت ثلاثة من أهم المواقع النووية الإيرانية. وبعد 12 يوما من القتال، أعلن عن وقف مفاجئ لإطلاق النار. ومع ذلك، تتزايد المخاوف في إيران من تجدد الهجمات.