خلف منصات التواصل الاجتماعي تتمترس أقلام نذرت نفسها لبث السلبية في المجتمع عن سبق إصرار وترصد، عبر تقزيم المُنجز الوطني مستفيدة من مساحة الحرية التي تتيحها هذه المنصات لتُصدِر بذلك صورة ضبابية ومشوهة للواقع.
لا تتردد بعض الحسابات -ودون رادع وطني- في نشر مقاطع مصورة أو كتابات تُظهر شخصًا مُعوِزا يفتقر للمسكن الذي يحفظ كرامته، فيبدو الهدف الظاهري من النشر إيصال واقع الحالة إلى صاحب القرار، لكنه يتضح فيما بعد أنها أشبه بتمثيلية تهدف إلى كسب تعاطف الجمهور كونها لا تمثل الحقيقة وهو ما تتوصل إليه جهود البحث والتقصي والمتابعة التي تبذلها الجهات ذات الصلة لاحقًا.
مؤسف ومُخجل في الوقت نفسه، نشر مواد مفبركة كهذه ليس لأنها صدرت عن مواطن يُفترض فيه الغيرة على وطن شرب من مائه واستظل بظِله، إنما لأنه لم يتقص عن الأسباب الكامنة التي أوصلت الحالة إلى ما وصلت إليه، فتجنى بذلك على الحقيقة. مؤسف لأن هذا العمل المُشين يفتح لكل من يعوزه الاطلاع وكل حاقد ومتربص من خارج الحدود للنيل من سمعة وطنه.
إن نشر هذه المواد والترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي «دون برهان» يتناقض مع واقع الإسكان في سلطنة عُمان التي تصدرت تصنيف عام ٢٠٢٤ العالمي لـ«سهولة تملك السكن» المنشور على تصنيف «ايكونوميك» وتضمن في قائمته ١٩ دولة على مستوى العالم.
وقد أظهر التصنيف أن سلطنة عُمان حققت ما نسبته (4.5) في مؤشر «القدرة على تحمل تكاليف السكن» وما نسبته «2.9» في «سعر المنزل إلى الداخل» متجاوزة بذلك الولايات المتحدة الأمريكية و٣ دول خليجية اقتصادياتها مرتفعة، وهذا بطبيعة الحال لم يحدث صُدفة، إنما يتجلى في الرؤية بعيدة المدى التي تتمثل في طرح أنماط مبتكرة لمشروعات التعمير والإسكان التي شرعت فيها النهضة المتجددة التي يقودها جلالة سلطان البلاد المعظم - حفظه الله ورعاه - وفي تلك الخطط التي انطلقت منذ بدايات نهضة عُمان الحديثة في عام ١٩٧٠.
على مدى سنوات مضت زرتُ دولا خليجية وعربية وتعرفت على حقيقة ما يُتداول حول تملك مواطنيها للمساكن، وقد توصلت إلى أن نسبة عالية من مواطني هذه الدول يعيشون في منازل أو شقق مؤجرة ولا يمتلكون منزلًا خاصًا، وهذا نادر حصوله في بلادنا، حيث يمتلك المواطن من ذوي الدخل المحدود منزله الخاص، مستفيدًا من المِنح والتسهيلات الحكومية والإعفاءات المتواصلة التي تقدم له بين الحين والآخر.
لقد انعكست ثقافة المواطن العُماني -القائمة على الواقعية والبعيدة عن الاستعراض- على طبيعة حياته التي تربى عليها، فهو منطقي جاد غير مهووس بالشكليات التي غالبًا ما تقوم في بلدان أخرى على الاقتراض.. العُمانيُ عصامي بطبعه يعرف ماذا يريد؟ العُماني يُنجز دون ضجيج.. أليس هو من ينحت في الصخور بيوتًا على سفوح جبل شمس والجبل الأخضر وجبال محافظة ظفار وفي السهول والوديان والصحاري والقفار؟!
إنها عُمان .. كفوا ألسنتكم وأدبوا أقلامكم..
النقطة الأخيرة..
لأن البيوت «مناديس مقفّلة» لك أن ترفع صوتك بين جدرانها لكن عليك أن تكون أخرس إذا فارقت عتبتها.
لا تتردد بعض الحسابات -ودون رادع وطني- في نشر مقاطع مصورة أو كتابات تُظهر شخصًا مُعوِزا يفتقر للمسكن الذي يحفظ كرامته، فيبدو الهدف الظاهري من النشر إيصال واقع الحالة إلى صاحب القرار، لكنه يتضح فيما بعد أنها أشبه بتمثيلية تهدف إلى كسب تعاطف الجمهور كونها لا تمثل الحقيقة وهو ما تتوصل إليه جهود البحث والتقصي والمتابعة التي تبذلها الجهات ذات الصلة لاحقًا.
مؤسف ومُخجل في الوقت نفسه، نشر مواد مفبركة كهذه ليس لأنها صدرت عن مواطن يُفترض فيه الغيرة على وطن شرب من مائه واستظل بظِله، إنما لأنه لم يتقص عن الأسباب الكامنة التي أوصلت الحالة إلى ما وصلت إليه، فتجنى بذلك على الحقيقة. مؤسف لأن هذا العمل المُشين يفتح لكل من يعوزه الاطلاع وكل حاقد ومتربص من خارج الحدود للنيل من سمعة وطنه.
إن نشر هذه المواد والترويج لها على مواقع التواصل الاجتماعي «دون برهان» يتناقض مع واقع الإسكان في سلطنة عُمان التي تصدرت تصنيف عام ٢٠٢٤ العالمي لـ«سهولة تملك السكن» المنشور على تصنيف «ايكونوميك» وتضمن في قائمته ١٩ دولة على مستوى العالم.
وقد أظهر التصنيف أن سلطنة عُمان حققت ما نسبته (4.5) في مؤشر «القدرة على تحمل تكاليف السكن» وما نسبته «2.9» في «سعر المنزل إلى الداخل» متجاوزة بذلك الولايات المتحدة الأمريكية و٣ دول خليجية اقتصادياتها مرتفعة، وهذا بطبيعة الحال لم يحدث صُدفة، إنما يتجلى في الرؤية بعيدة المدى التي تتمثل في طرح أنماط مبتكرة لمشروعات التعمير والإسكان التي شرعت فيها النهضة المتجددة التي يقودها جلالة سلطان البلاد المعظم - حفظه الله ورعاه - وفي تلك الخطط التي انطلقت منذ بدايات نهضة عُمان الحديثة في عام ١٩٧٠.
على مدى سنوات مضت زرتُ دولا خليجية وعربية وتعرفت على حقيقة ما يُتداول حول تملك مواطنيها للمساكن، وقد توصلت إلى أن نسبة عالية من مواطني هذه الدول يعيشون في منازل أو شقق مؤجرة ولا يمتلكون منزلًا خاصًا، وهذا نادر حصوله في بلادنا، حيث يمتلك المواطن من ذوي الدخل المحدود منزله الخاص، مستفيدًا من المِنح والتسهيلات الحكومية والإعفاءات المتواصلة التي تقدم له بين الحين والآخر.
لقد انعكست ثقافة المواطن العُماني -القائمة على الواقعية والبعيدة عن الاستعراض- على طبيعة حياته التي تربى عليها، فهو منطقي جاد غير مهووس بالشكليات التي غالبًا ما تقوم في بلدان أخرى على الاقتراض.. العُمانيُ عصامي بطبعه يعرف ماذا يريد؟ العُماني يُنجز دون ضجيج.. أليس هو من ينحت في الصخور بيوتًا على سفوح جبل شمس والجبل الأخضر وجبال محافظة ظفار وفي السهول والوديان والصحاري والقفار؟!
إنها عُمان .. كفوا ألسنتكم وأدبوا أقلامكم..
النقطة الأخيرة..
لأن البيوت «مناديس مقفّلة» لك أن ترفع صوتك بين جدرانها لكن عليك أن تكون أخرس إذا فارقت عتبتها.