مسقط "عمان": اهتمت الصحف العربية والعالمية الصادرة الأحد بجولة المحادثات الأولى التي جرت السبت في سلطنة عمان، وأفردت لها مساحات إخبارية وتحليلية بالنظر إلى ما تحمله الجولة من دلالات سياسية عميقة تتجاوز حدود الملف النووي، لتطال مستقبل الاستقرار في الشرق الأوسط. وانقسمت تغطية الصحف العالمية والإقليمية بين من يرى في هذه المحادثات بارقة أمل، وبين من يتعامل معها بتشكك في النوايا والنتائج. في هذا التقرير، نستعرض أبرز ما نشرته الصحف الأمريكية والبريطانية والإيرانية والعربية حول جولة مسقط، من العناوين إلى التفاصيل، وصولاً إلى قراءة السياقات والاحتمالات.
**media[2978666]**
وأوضحت الصحيفة أن النقاشات تمحورت بشكل أساسي حول منع إيران من تطوير سلاح نووي، دون الإصرار على تفكيك منشآتها النووية، أو مطالبتها بوقف دعمها لجماعات إقليمية مثل حزب الله وحماس والحوثيين. وذكرت أن ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الخاص، لم يطلب من إيران وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل، بل ركز على عدم تحويل المواد المخصبة إلى سلاح.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاء تم على شكل محادثات غير مباشرة، استمرت ساعتين ونصف، حيث جلس الطرفان في غرفتين منفصلتين ونقل وزير الخارجية العماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي الرسائل بينهما، قبل أن يلتقي ويتكوف وعراقجي في ختام الجولة لفترة قصيرة.
وتوقفت "نيويورك تايمز" عند تعقيد الخلفيات السياسية، مشيرة إلى استهداف مسؤولين أمريكيين من قبل قراصنة إيرانيين، والتوتر الذي ساد العلاقات بين البلدين خلال حملة الانتخابات الأمريكية 2024. واعتبرت أن رغبة ترامب في التوصل إلى اتفاق تُعد من بين دوافعه لاستئناف هذا المسار، خاصة في ظل رغبته في إبراز إنجاز دبلوماسي وسط فشل مبادراته في غزة وأوكرانيا.
**media[2978665]**
وأشارت الصحيفة إلى أن انهيار المحادثات كان محتملاً لو أصر ترامب على تفكيك البرنامج النووي الإيراني، لكنها رأت في تفادي ذلك مؤشراً على مرونة أمريكية جديدة. كما أبرزت الجارديان دور سلطنة عمان المركزي، حيث وصفته بـ"الوسيط الصامت والموثوق"، واعتبرت أن هذه الجولة أعادت فتح نافذة الحوار التي كانت مغلقة منذ سنوات.
وذكرت الصحيفة أن من أبرز التحديات المطروحة هي كيفية التخلص من مخزون إيران الكبير من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وسبل إعادة تفعيل نظام الرقابة الدولية على منشآتها.
وأشارت إلى أن إيران عرضت في المقابل العودة إلى مستويات التخصيب التي نص عليها اتفاق 2015، لكنها شددت على أنها لن تقبل بتفكيك البرنامج النووي، ولن تتخلى عن طبيعته "السلمية" كما تدّعي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قدّم ما وصفه بـ"الخطوط الحمراء" الإيرانية، معرباً عن الاستعداد لمواصلة الحوار، لكن دون تجاوز تلك الحدود.
**media[2978663]**
وقال الدبلوماسي السابق كوروش أحمدي للصحيفة إن المحادثات التي جرت في مسقط ليست سوى بداية لمسار تفاوضي طويل، موضحا أن الاجتماع الأول كان أقرب إلى تحديد الإطار العام والآليات، وليس للخوض في القضايا الجوهرية بعد. وأضاف أن احتمال التوصل إلى اتفاق مؤقت على غرار ما حدث في 2014 يظل قائما.
أما الباحث السياسي حسن بهشتي بور، فقد رأى أن الاتفاق المؤقت بمعناه الزمني (3 إلى 6 أشهر) يعزز مناخ عدم الثقة، ودعا إلى نهج "الإجراء مقابل الإجراء" الذي يضمن خطوات متزامنة لبناء الثقة.
كما أبرزت الصحيفة إشادة عراقجي بوساطة وزير الخارجية العماني السيد بدر البوسعيدي، مؤكدا أن اللقاء جرى في أجواء من الاحترام المتبادل، وأن الجانبين اتفقا على الاستمرار في التفاوض خلال الأيام المقبلة.
وأبرزت الشبكة تصريح البيت الأبيض بأن ويتكوف تلقى تعليمات مباشرة من الرئيس الأمريكي للعمل على حل الخلافات مع إيران بالطرق الدبلوماسية.
ويرى محللون في توقيت المحادثات دلالة على حاجة كل من واشنطن وطهران إلى تقليل التصعيد. فإيران تعاني من أزمة اقتصادية خانقة بفعل العقوبات، والانقطاعات المتكررة للكهرباء، وتراجع نفوذها الإقليمي، بينما يريد ترامب تحقيق اختراق دبلوماسي في سياق إعادة انتخابه وإخفاقاته الخارجية الأخرى.
وفي المقابل، تبقى إسرائيل متحفزة عسكريا، فيما تراقب العواصم الخليجية المسار بحذر، في ظل إدراك أن أي انفجار في العلاقات الأمريكية الإيرانية قد يؤثر مباشرة على أمنها الداخلي والاقتصادي.
وتشير جولة مسقط إلى بداية انفراج دبلوماسي محتمل، وإن كان هشًا. غياب الشروط المسبقة، والإقرار المتبادل بالحاجة إلى الحوار، وتأكيد جميع الأطراف على أجواء إيجابية، هي مؤشرات مشجعة. غير أن عقبات كثيرة لا تزال قائمة: من بينها مخزون اليورانيوم المخصب، ومطالب إيران الاقتصادية، وتحفظات إسرائيل.
وركزت الصحف في تغطيتها على أن سلطنة عُمان، تبقى كعادتها، الدولة التي تنجح في الحفاظ على مكانتها كوسيط موثوق في واحدة من أعقد ملفات المنطقة، ما يعزز دورها الإقليمي المتزن. الجولة الثانية من المفاوضات، المقررة يوم 19 أبريل، ستكون اختبارا عمليا للنيات، وقد تحدد إن كانت هذه العودة إلى طاولة المفاوضات ستؤسس لمسار تفاوضي جديد، أم أنها لحظة دبلوماسية عابرة في مشهد معقّد.
**media[2978667]**
**media[2978666]**
- نيويورك تايمز: انفراج حذر في مسقط
وأوضحت الصحيفة أن النقاشات تمحورت بشكل أساسي حول منع إيران من تطوير سلاح نووي، دون الإصرار على تفكيك منشآتها النووية، أو مطالبتها بوقف دعمها لجماعات إقليمية مثل حزب الله وحماس والحوثيين. وذكرت أن ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الخاص، لم يطلب من إيران وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل، بل ركز على عدم تحويل المواد المخصبة إلى سلاح.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاء تم على شكل محادثات غير مباشرة، استمرت ساعتين ونصف، حيث جلس الطرفان في غرفتين منفصلتين ونقل وزير الخارجية العماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي الرسائل بينهما، قبل أن يلتقي ويتكوف وعراقجي في ختام الجولة لفترة قصيرة.
وتوقفت "نيويورك تايمز" عند تعقيد الخلفيات السياسية، مشيرة إلى استهداف مسؤولين أمريكيين من قبل قراصنة إيرانيين، والتوتر الذي ساد العلاقات بين البلدين خلال حملة الانتخابات الأمريكية 2024. واعتبرت أن رغبة ترامب في التوصل إلى اتفاق تُعد من بين دوافعه لاستئناف هذا المسار، خاصة في ظل رغبته في إبراز إنجاز دبلوماسي وسط فشل مبادراته في غزة وأوكرانيا.
**media[2978665]**
- الجارديان البريطانية: نجاح أولي... وإشارات تفاؤل حذر
وأشارت الصحيفة إلى أن انهيار المحادثات كان محتملاً لو أصر ترامب على تفكيك البرنامج النووي الإيراني، لكنها رأت في تفادي ذلك مؤشراً على مرونة أمريكية جديدة. كما أبرزت الجارديان دور سلطنة عمان المركزي، حيث وصفته بـ"الوسيط الصامت والموثوق"، واعتبرت أن هذه الجولة أعادت فتح نافذة الحوار التي كانت مغلقة منذ سنوات.
وذكرت الصحيفة أن من أبرز التحديات المطروحة هي كيفية التخلص من مخزون إيران الكبير من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وسبل إعادة تفعيل نظام الرقابة الدولية على منشآتها.
- وول ستريت جورنال: مطالب اقتصادية إيرانية مقابل تقليص التخصيب
وأشارت إلى أن إيران عرضت في المقابل العودة إلى مستويات التخصيب التي نص عليها اتفاق 2015، لكنها شددت على أنها لن تقبل بتفكيك البرنامج النووي، ولن تتخلى عن طبيعته "السلمية" كما تدّعي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قدّم ما وصفه بـ"الخطوط الحمراء" الإيرانية، معرباً عن الاستعداد لمواصلة الحوار، لكن دون تجاوز تلك الحدود.
**media[2978663]**
- صحيفة اعتماد الإيرانية: المفاوضات اختبار حقيقي للنوايا
وقال الدبلوماسي السابق كوروش أحمدي للصحيفة إن المحادثات التي جرت في مسقط ليست سوى بداية لمسار تفاوضي طويل، موضحا أن الاجتماع الأول كان أقرب إلى تحديد الإطار العام والآليات، وليس للخوض في القضايا الجوهرية بعد. وأضاف أن احتمال التوصل إلى اتفاق مؤقت على غرار ما حدث في 2014 يظل قائما.
أما الباحث السياسي حسن بهشتي بور، فقد رأى أن الاتفاق المؤقت بمعناه الزمني (3 إلى 6 أشهر) يعزز مناخ عدم الثقة، ودعا إلى نهج "الإجراء مقابل الإجراء" الذي يضمن خطوات متزامنة لبناء الثقة.
- إطلاعات: إشادة إيرانية بالدور العُماني
كما أبرزت الصحيفة إشادة عراقجي بوساطة وزير الخارجية العماني السيد بدر البوسعيدي، مؤكدا أن اللقاء جرى في أجواء من الاحترام المتبادل، وأن الجانبين اتفقا على الاستمرار في التفاوض خلال الأيام المقبلة.
- الجزيرة نت: تأكيد على استمرار المحادثات
وأبرزت الشبكة تصريح البيت الأبيض بأن ويتكوف تلقى تعليمات مباشرة من الرئيس الأمريكي للعمل على حل الخلافات مع إيران بالطرق الدبلوماسية.
- موقف إسرائيل: الرفض المطلق
ويرى محللون في توقيت المحادثات دلالة على حاجة كل من واشنطن وطهران إلى تقليل التصعيد. فإيران تعاني من أزمة اقتصادية خانقة بفعل العقوبات، والانقطاعات المتكررة للكهرباء، وتراجع نفوذها الإقليمي، بينما يريد ترامب تحقيق اختراق دبلوماسي في سياق إعادة انتخابه وإخفاقاته الخارجية الأخرى.
وفي المقابل، تبقى إسرائيل متحفزة عسكريا، فيما تراقب العواصم الخليجية المسار بحذر، في ظل إدراك أن أي انفجار في العلاقات الأمريكية الإيرانية قد يؤثر مباشرة على أمنها الداخلي والاقتصادي.
وتشير جولة مسقط إلى بداية انفراج دبلوماسي محتمل، وإن كان هشًا. غياب الشروط المسبقة، والإقرار المتبادل بالحاجة إلى الحوار، وتأكيد جميع الأطراف على أجواء إيجابية، هي مؤشرات مشجعة. غير أن عقبات كثيرة لا تزال قائمة: من بينها مخزون اليورانيوم المخصب، ومطالب إيران الاقتصادية، وتحفظات إسرائيل.
وركزت الصحف في تغطيتها على أن سلطنة عُمان، تبقى كعادتها، الدولة التي تنجح في الحفاظ على مكانتها كوسيط موثوق في واحدة من أعقد ملفات المنطقة، ما يعزز دورها الإقليمي المتزن. الجولة الثانية من المفاوضات، المقررة يوم 19 أبريل، ستكون اختبارا عمليا للنيات، وقد تحدد إن كانت هذه العودة إلى طاولة المفاوضات ستؤسس لمسار تفاوضي جديد، أم أنها لحظة دبلوماسية عابرة في مشهد معقّد.
**media[2978667]**