شريفة بنت علي التوبية - قرأت في أحد الكتب عن دراسة اجتماعية تقول ( إن كثيراً من الرجال يرغبون بتغيير زوجاتهم بعد زواج يدوم سنوات، لكني لا أميل إلى تصديق هذه الدراسة وربما الرجال وحدهم من يستطيعون تأكيدها أو إنكارها. كذلك لا يمكن اعتبارها قاعدة عامة حتى يتم الأخذ بها أو تصديقها، فهناك الكثير من النماذج الرائعة لعلاقات زوجية لم تتغير مع الزمن بل أصبحت أقوى وأجمل، ولم تزدهما الأيام إلا قرباً ومحبة. لا يمكن أيضاً أن يكون ذلك مقياساً لطبيعة ذكورية أو نقص أنثوي، بقدر ما هي حالات فردية فقط، وأي تغيير في العلاقة الزوجية يعود إلى أسباب كثيرة منها وجود خلل في طبيعة العلاقة بين الزوجين منذ البداية، كأن يكون اختيار الزوجين لبعضهما غير متكافئ، فلم يكن الشريكان مناسبين لبعضهما، وقد تبدأ بعض العلاقات الزوجية بزوبعة عاطفية جارفة لكنها سرعان ما تتبدد وتتلاشى، لأنها لم تكن عاطفة صادقة وما كانت سوى مشاعر غير ناضجة، وما أكثر الأوهام التي يظنها البعض حُباً وما هي كذلك، وفي مختبر الزواج ينقشع الوهم وتسقط الأقنعة لأن الحياة الزوجية هي مواجهة حقيقية لصدق العاطفة أو عدم صدقها، والرغبة في التغيير لا تأتي بشكل مفاجئ، وقد تكون بسبب مشاكل صغيرة ظلّت معلّقة على جدار الحياة الزوجية فترة طويلة دون أن يبادر أحد الزوجين لانتزاعها، وبعض الحيوات يقتلها الروتين وينهيها ذلك الصمت المتبادل بين الزوجين، فحينما يموت الحوار تموت العلاقة، وقد يعلم الزوجان أن علاقتهما تحتضر لكنهما لا يبادران لإنعاشها، وقد لا ألوم رجلاً يفكر أو يرغب بالتغيير لما يرى من المغريات في حياته اليومية، فمن كل نافذة تطلّ امرأة فاتنة، بينما بعض الزوجات توقفن من أن يكنّ فاتنات داخل بيوتهن مثلما هن جميلات وأنيقات خارج البيت، والغريب أن بعض الرجال ينطبق عليه ذلك فهو يتجمّل خارج البيت في شكله وحديثه وتعامله ويفقد هذه الصفات الرائعة داخل بيته بل يصبح كائنا لا يطاق مع زوجته وأبنائه، وقبل كل ذلك، الحياة الزوجية علاقة شراكة في العاطفة والفكرة، وكل إنسان يحتاج إلى شريك للروح والعقل والفكر وليس الجسد فقط ، كل إنسان يحتاج إلى رفيق حقيقي يجده متى احتاج إليه حاضراً ويشعر بفقده متى غاب، كل إنسان بحاجة لمحبة غامرة تكفيه العمر بأكمله وتزيد، فلماذا لا تكون هناك دراسة أخرى تقول إن كثيراً من الأزواج تزداد محبتهم بعد زواج يدوم سنوات؟!