يحدد الطلبة من خريجي دبلوم التعليم العام بعد انتهاء مرحلة التعليم المدرسي مساراتهم المستقبلية وفق ميولهم واختياراتهم في جوانب العلم والبناء مؤكدين العمل على الارتقاء بمهاراتهم في مختلف المعارف ومجالات التنمية، فمنهم من يسعى إلى البحث عن وظيفة تناسب تطلعاتهم المهنية، ويتجه آخرون إلى متابعة دراستهم الجامعية لكسب مؤهلات أعلى، وبعضهم يتجه نحو ريادة الأعمال والمشروعات، ويسعى البعض للحصول على الخبرات العملية من تدريب أو وظائف مبدئية "عمان" استطلعت آراء عدد من الطلبة لمعرفة ما يطمحون له ويسعون إليه.

يقول الطالب الوليد بن خالد الخروصي: بعد الانتهاء من مرحلة دبلوم التعليم العام أتطلع للتوجه نحو السفر، لاستكشاف ثقافات جديدة وتوسيع آفاق المعرفة، فالسفر يمكِّن من تعزيز المهارات والاطلاع على تجارب تصقل الشخصية ونستفيد منها في حياتنا اليومية، ويعوِّد الطلبة على تحمل المسؤولية ومعرفة كيفية حل المشكلات وزيادة الثقة بالنفس، كما يمكن أن نتعرف على ماهو جديد في تلك الدول وخصوصا المتقدمة منها.

مواصلة التعليم الجامعي

يقول الطالب محمد بن خالد الكندي من مدرسة أبو عبيدة بنزوى: إن النتيجة التي حققتها تمثل خطوة في مشوار حياتي المستقبلي حيث أرغب في استكمال هذا المشوار من خلال مواصلة تعليمي الجامعي إذ أطمح أن أدرس تخصص الهندسة لشغفي بالأجهزة منذ الصغر، وجاء اختياري لهذا التخصص رغبة مني في الاستزادة من المعارف في هذا العلم المهم، وإثراء ثقافاتي السابقة واكتساب مهارات جديدة ومواكبة التطورات التقنية إضافة إلى العمل في هذا الوطن ورد الجميل له، وأضاف: إن طموحي لا يتوقّف عند الشهادة الجامعية بل أطمح إلى توسيع مداركي والتوجّه نحو الدراسات العليا والآفاق الأرحب.

فيما قالت رابحة بت أحمد الكندية من مدرسة الشيخة سالمة الكندية بنزوى: تحقق لي أول هدف في مشوار حياتي من خلال إنهاء دبلوم التعليم العام،وطموحي كبير بعد هذا المشوار في مواصلة الدراسة والحصول على وظيفة أخدم بها وطني العزيز حيث أسعى إلى إيجاد وظيفة بعد انتهاء سنوات الدراسة الجامعية من خلال اختياري لكلية التربية إذ أطمح بعد الانتهاء من الدراسة أن أكون مؤهلة للحصول على وظيفة معلمة، كما أسعى للحصول على خبرات عديدة ومهارات متعددة لأشق طريقي في المستقبل بفتح مشروع تجاري للحصول على مصدر دخل آخر ومواصلة دراستي العليا فطلب العلم لا ينتهي وليس له حدود.

الاعتماد على النفس

وتقول عايدة البطاشية: إن فكرة الدراسة والبحث العلمي تعتبر هدفا سامٍ يطمح إليه أي طالب، وبعد تأهلي لدخولي إحدى جامعات السلطنة لدي رغبة في عمل مشروع منزلي للاستفادة وكسب مدخول إضافي والاعتماد على نفسي لأكون مستقلة ماديًّا وتخفيف العبء عن أسرتي، وأرى أن يوظف الطلبة هواياتهم لكسب مصدر دخل إضافي، فالدراسة شيء مستقل تتعلق بتطوير الحياة العلمية، والمشروعات شيء آخر، وفي الوقت الحاضر أصبحت فكرة التوظيف صعبة نوعًا ما، وهناك مصادر متعددة لكسب المال حتى وإن كان الطالب على مقاعد الدراسة، فهي فكرة ممتازة لتنمية الهواية وفي نفس الوقت تصبح مصدر رزق.

أما نور بنت حمود العبرية فتعبر عن رأيها وتقول: بعد حصولي على نسبة ممتازة في دبلوم التعليم أرغب في إكمال مسيرتي العلمية بالابتعاث في تخصص طبي في الخارج، وأتطلع إلى كسب المعرفة في هذا التخصص، كما أن لدي الرغبة في الانخراط بمجال التطوع والعمل الإنساني لأنه الأقرب لقلبي منذ سنوات الدراسة وأسعى دائما للمشاركة في كل المبادرات المجتمعية التي تسهم في خدمة وطني وخدمة أفراده، كما أفكر حاليا في استثمار وقتي وفتح مشروع متخصص في التصوير الفوتوغرافي نظرًا لخبرتي الواسعة في هذا المجال منذ الصغر، وأتمنى أن أحصل على فرص قوية في هذا المجال وأن ألقى الدعم من الجميع.

ويوضح عبدالله بن سالم الهاشمي أخصائي اجتماعي: إن توجهات طلبة دبلوم التعليم العام تبدأ بعد اجتيازهم المرحلة الدراسية واختيار المسار الذي يحدد مستقبلهم كل حسب ميوله واختياره، فهناك من يرغب في إكمال مشواره الدراسي نتيجة ما حققه من نسبة مشرفة تؤهله للالتحاق بإحدى المؤسسات التعليمية ومن بعدها إكمال مشواره في الدراسات العليا ويشق طريقه في ذلك تباعا، والبعض الآخر أتيحت له الفرصة للدراسة ولكن للأسف الشديد لا توجد لديه الدافعية أو الرغبة في إكمال دراسته لعدة عوامل منها الظروف الاقتصادية أو الأسرية وغيرها، ويلتحق البعض بالسلك العسكري مبكرا لرغبته وحبه وشغفه بذلك منذ التحاقه بالدراسة وتكوين صورة عن العمل العسكري مسبقة، وفئة أخرى تتجه إلى العمل الحر سواء كان مشاركة والده في المشروعات الخاصة أو عمل شخصي له من أجل تنمية وتطوير مستقبله وتحقيق لطموحات اقتصادية أعلى.

ويضيف الهاشمي بأن هناك توجهات وفرصًا عديدة تتاح للطلبة في عدة جوانب. مقدمًا النصح للخريجين من دبلوم التعليم العام بأهمية تكوين الذات والاعتماد على النفس وتعزيز المعرفة والتمسك بشغف إكمال الدراسة، وعدم التفريط في أي فرصة تتاح له من أجل الحصول على الدراسات العليا لاكتساب المزيد من المعارف والوعي الذاتي وتطوير العمل المستقبلي، مضيفا: إن ما نحث عليه كثيرا وله الأولية هو الحصول على الخبرات العملية من فرص تدريب أو وظائف مبدئية بسيطة ولو بالعقود من أجل تطرير المهارات والاستفادة من ذلك مستقبلا، وألا يكون الطالب رهين نفسه وينسى نصيبه من الدنيا والابتعاد عن الكسل والنوم ووقت الفراغ وإعطاء النفس حقها ونصيبها، وأن يبادر بكل ما يستطيع من أجل تطوير نفسه والسعي للحصول على كل الفرص المتاحة وإذا تعثر عليه أن لا ييأس ولا يلتفت للمحبطين، وأنصح بأن يكون لك دور إيجابي في المجتمع من خلال المشاركة في الأعمال التطوعية والفرق الخيرية والرياضية بما يسهم في خدمة الوطن ويعود بالمنفعة على الجميع.