إن مفهوم الجهاد في الإسلام لا يقتصر فقط على القتال والعمل العسكري فهذا المفهوم المقيد للجهاد، ولكن هذا المصطلح يتسع فيشمل كل ما يتعلق بالمغالبة والممانعة والمدافعة، فالمسلم مأمور بمجاهدة النفس أي مخالفتها ومخالفة هواها، فالقرآن الكريم يتحدث عن المؤمنين الذين يجاهدون في الله لأجل الوصول إلى الحق بأن الله سيهديهم الطريق الواضح البين الموصل إليه، فقال تعالى: في سورة العنكبوت: ": وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ".
وطبعا الذي لا يستطيع مغالبة نفسه ومجاهدتها ودفع أهوائها ورغباتها فهو بالأحرى لن يقاتل ويجاهد في سبيل الله، لأن نفسه تركن إلى الراحة وتنفر من المشقة، ولذلك نجد ان استحضار الجهاد في نية المسلم مطلب ديني ينفي عنه تهمة النفاق، فرسول الله صلى الله عليه وسلـم قال: مَن مات ولم يَغْزُ، ولم يُحَدِّثْ نفسَه بالغزو مات على شعبةٍ من النِّفاق.
وعلى الرغم من أن مفهوم الجهاد شابه الكثير من اللغط، وأصبح في زمن التحزبات والفتن مختطفا لما في القضية من لبس فيما يتعلق بالعدو ومبررات الجهاد والحروب التي كانت تقوم بالوكالة بدعم من بعض الدول التي كانت تدير الصراعات الدولية، ولكن كان هنالك جهاد واضح جلي لا لبس فيه، وهو الجهاد الذي كان ولا يزال يقوم به الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، فهذا الجهاد تنطبق عليه كل مبررات الجهاد، وتتضح فيه الرؤية الإسلامية جلية في تطهير المسجد الأقصى من أرجاس اليهود، ورفع الظلم والعدوان عن المسلمين.
فالجهاد واجب على المسلمين في هذا العصر، فهو كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلـم بأنه سنام الإسلام، فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: " رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد".
ومن لم يستطع ان ينصر إخوانه بالقتال في صفوفهم فلا أقل من أن يجاهد بماله أو بدعائه او بمقاطعته لمنتجات اعدائه ومن يساندهم، فالمسلم يجاهد بالوسائل المتوفرة والإمكانات المتاحة، وهذا فيه أجر عظيم فالرسول صلى الله عليه وسلـم يقول: " من جهّز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا" وهذا يتحصل بأن يكفي المسلمون إخوانهم المجاهدين معونة إطعام الطعام وإيصال المساعدات من مأكل ومشرب ومأوى لأهل أولئك المجاهدين وذويهم، والمجاهدون يتفرغون لقتال العدو الغاشم، فقد يعذر المسلم إن لم يجد الوسيلة في نصرة إخوانه بالنفس والسلاح، ولكنه لا يعذر في الإمكانات المتاحة مثل بذل المال نشر القضية على أوسع نطاق في ظل وجود وسائل الاتصال الحديثة لحشد الرأي العام العالمي، وكشف خطط الحكومات الظالمة والتي تعين الكيان الصهيوني في جرائمه ضد الإنسانية، كما ان المسلم مطالب بنصرة إخوانه بالكلمة والدعاء، وشحذ الهمم وتصبير إخوانه الذين أذاقهم العدو الويلات والعذابات من قتل وتهجير وتجويع.
وقد أصبح أمر الجهاد واجبا على المسلمين، لما يقع على الكثير من البلدان الإسلامية من أمر القتل والظلم من قبل أعدائهم وأصبح أمر المسلمين مغلوبا عليهم، فهذا نفير عام والرسول الكريم يقول: "إذا استنفرتم فانفروا".
ولكن في زمن توسع الدولة الإسلامية وفي المرابطة في الثغور أمر الرسول صلى الله عليه وسلـم بعض أصحابه ان يجلس ويجاهد في والديه وهذا في حالة عدم النفير العام وإنما في جهاد الكفاية، ووهذا لا ينطبق على هذا العصر، فقد كانة الدولة الإسلامية في منعة وغلبة وتوسع، أما اليوم فقد تكالبت عليها الأمم وأصبحت محل صراعات دولية، ففي كتب الحدث تذكر أنه: "جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَاسْتَأْذَنَهُ في الجِهَادِ، فَقَالَ: أحَيٌّ والِدَاكَ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَفِيهِما فَجَاهِدْ" وهو نوع من الجهاد الغير مرتبط بالقتال، وقد حدثت قصة جميلة تدل على عظم اجر بر الوالدين وأنه مقدم على جهاد النفل فمما جاء في كتاب كتاب المحاسن والمساوئ لإبراهيم البيهقي أنه: "لما وجه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الجيش إلى اليرموك قام إليه أمية بن الأسكر الكناني فقال: يا أمير المؤمنين هذا اليوم من أيامي لولا كبر سني. فقام إليه ابنه كلاب، وكان عابداً زاهداً، فقال: لكني يا أمير المؤمنين أبيع الله نفسي وأبيع دنياي بآخرتي. فتعلق به أبوه وكان في ظل نخل له وقال: لا تدع أباك وأمك شيخين ضعيفين ربياك صغيراً حتى إذا احتاجا إليك تركتهما! فقال: نعم أتركهما لما هو خير لي. فخرج غازياً بعد أن أرضى أباه، فأبطأ وكان أبوه في ظل نخل له، وإذا حمامة تدعو فرخها، فرآها الشيخ فبكى، فرأته العجوز فبكت، وأنشأ يقول:
لمن شيخان قد نشدا كلاباً... كتاب الله إن ذكر الكتابا
أناديه ويعرض لي حنينٌ... فلا وأبي كلابٌ ما أصابا
تركت أباك مرعشةً يداه... وأمك ما تسيغ لها شرابا
فإن أباك حين تركت شيخٌ... يطارد أينقاً شزباً جذابا
إذا رُتّعن إرقالاً سراعاً... أثرن بكل رابيةٍ ترابا
طويلاً شوقه يبكيك فرداً... على حزنٍ ولا يرجو الإيابا
إذا غنت حمامة بطن وجٍّ... على بيضاتها ذكرا كلابا
فبلغت هذه الأبيات عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فأرسل إلى كلاب فوافاه فقال: إنه بلغني أن أباك وجد لفراقك وجداً شديداً فبماذا كنت تبره؟ قال: كنت أبره بكل شيء حتى أني كنت أحلب له ناقة فإذا حلبتها عرف حلبي. فأرسل عمر، رحمه الله، إلى الناقة فجيء بها من حيث لا يعلم الشيخ فقال له: احلبها. فقام إليها وغسل ضرعها ثم حلبها في إناء. فأرسل عمر، رحمه الله، بالإناء إلى أبيه فلما أُتي به بكى ثم قال: إني أجد في هذا اللبن ريح كلاب. فقال له نسوة كن عنده: قد كبرت وخرفت وذهب عقلك، كلاب بظهر الكوفة وأنت تزعم أنك تجد ريحه! فأنشأ يقول:
أعاذل قد عذلت بغير علمٍ... وهل تدري العواذل ما ألاقي
سأستعدي على الفاروق رباً... له حجُّ الحجيج على اتساق
إن الفاروق لم يردد كلاباً... إلى شيخين ما لهما تواقي
فقال له عمر: اذهب إلى أبيك فقد وضعنا عنك الغزو وأجرينا لك العطاء"
وطبعا الذي لا يستطيع مغالبة نفسه ومجاهدتها ودفع أهوائها ورغباتها فهو بالأحرى لن يقاتل ويجاهد في سبيل الله، لأن نفسه تركن إلى الراحة وتنفر من المشقة، ولذلك نجد ان استحضار الجهاد في نية المسلم مطلب ديني ينفي عنه تهمة النفاق، فرسول الله صلى الله عليه وسلـم قال: مَن مات ولم يَغْزُ، ولم يُحَدِّثْ نفسَه بالغزو مات على شعبةٍ من النِّفاق.
وعلى الرغم من أن مفهوم الجهاد شابه الكثير من اللغط، وأصبح في زمن التحزبات والفتن مختطفا لما في القضية من لبس فيما يتعلق بالعدو ومبررات الجهاد والحروب التي كانت تقوم بالوكالة بدعم من بعض الدول التي كانت تدير الصراعات الدولية، ولكن كان هنالك جهاد واضح جلي لا لبس فيه، وهو الجهاد الذي كان ولا يزال يقوم به الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني، فهذا الجهاد تنطبق عليه كل مبررات الجهاد، وتتضح فيه الرؤية الإسلامية جلية في تطهير المسجد الأقصى من أرجاس اليهود، ورفع الظلم والعدوان عن المسلمين.
فالجهاد واجب على المسلمين في هذا العصر، فهو كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلـم بأنه سنام الإسلام، فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: " رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد".
ومن لم يستطع ان ينصر إخوانه بالقتال في صفوفهم فلا أقل من أن يجاهد بماله أو بدعائه او بمقاطعته لمنتجات اعدائه ومن يساندهم، فالمسلم يجاهد بالوسائل المتوفرة والإمكانات المتاحة، وهذا فيه أجر عظيم فالرسول صلى الله عليه وسلـم يقول: " من جهّز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا" وهذا يتحصل بأن يكفي المسلمون إخوانهم المجاهدين معونة إطعام الطعام وإيصال المساعدات من مأكل ومشرب ومأوى لأهل أولئك المجاهدين وذويهم، والمجاهدون يتفرغون لقتال العدو الغاشم، فقد يعذر المسلم إن لم يجد الوسيلة في نصرة إخوانه بالنفس والسلاح، ولكنه لا يعذر في الإمكانات المتاحة مثل بذل المال نشر القضية على أوسع نطاق في ظل وجود وسائل الاتصال الحديثة لحشد الرأي العام العالمي، وكشف خطط الحكومات الظالمة والتي تعين الكيان الصهيوني في جرائمه ضد الإنسانية، كما ان المسلم مطالب بنصرة إخوانه بالكلمة والدعاء، وشحذ الهمم وتصبير إخوانه الذين أذاقهم العدو الويلات والعذابات من قتل وتهجير وتجويع.
وقد أصبح أمر الجهاد واجبا على المسلمين، لما يقع على الكثير من البلدان الإسلامية من أمر القتل والظلم من قبل أعدائهم وأصبح أمر المسلمين مغلوبا عليهم، فهذا نفير عام والرسول الكريم يقول: "إذا استنفرتم فانفروا".
ولكن في زمن توسع الدولة الإسلامية وفي المرابطة في الثغور أمر الرسول صلى الله عليه وسلـم بعض أصحابه ان يجلس ويجاهد في والديه وهذا في حالة عدم النفير العام وإنما في جهاد الكفاية، ووهذا لا ينطبق على هذا العصر، فقد كانة الدولة الإسلامية في منعة وغلبة وتوسع، أما اليوم فقد تكالبت عليها الأمم وأصبحت محل صراعات دولية، ففي كتب الحدث تذكر أنه: "جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَاسْتَأْذَنَهُ في الجِهَادِ، فَقَالَ: أحَيٌّ والِدَاكَ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَفِيهِما فَجَاهِدْ" وهو نوع من الجهاد الغير مرتبط بالقتال، وقد حدثت قصة جميلة تدل على عظم اجر بر الوالدين وأنه مقدم على جهاد النفل فمما جاء في كتاب كتاب المحاسن والمساوئ لإبراهيم البيهقي أنه: "لما وجه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، الجيش إلى اليرموك قام إليه أمية بن الأسكر الكناني فقال: يا أمير المؤمنين هذا اليوم من أيامي لولا كبر سني. فقام إليه ابنه كلاب، وكان عابداً زاهداً، فقال: لكني يا أمير المؤمنين أبيع الله نفسي وأبيع دنياي بآخرتي. فتعلق به أبوه وكان في ظل نخل له وقال: لا تدع أباك وأمك شيخين ضعيفين ربياك صغيراً حتى إذا احتاجا إليك تركتهما! فقال: نعم أتركهما لما هو خير لي. فخرج غازياً بعد أن أرضى أباه، فأبطأ وكان أبوه في ظل نخل له، وإذا حمامة تدعو فرخها، فرآها الشيخ فبكى، فرأته العجوز فبكت، وأنشأ يقول:
لمن شيخان قد نشدا كلاباً... كتاب الله إن ذكر الكتابا
أناديه ويعرض لي حنينٌ... فلا وأبي كلابٌ ما أصابا
تركت أباك مرعشةً يداه... وأمك ما تسيغ لها شرابا
فإن أباك حين تركت شيخٌ... يطارد أينقاً شزباً جذابا
إذا رُتّعن إرقالاً سراعاً... أثرن بكل رابيةٍ ترابا
طويلاً شوقه يبكيك فرداً... على حزنٍ ولا يرجو الإيابا
إذا غنت حمامة بطن وجٍّ... على بيضاتها ذكرا كلابا
فبلغت هذه الأبيات عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فأرسل إلى كلاب فوافاه فقال: إنه بلغني أن أباك وجد لفراقك وجداً شديداً فبماذا كنت تبره؟ قال: كنت أبره بكل شيء حتى أني كنت أحلب له ناقة فإذا حلبتها عرف حلبي. فأرسل عمر، رحمه الله، إلى الناقة فجيء بها من حيث لا يعلم الشيخ فقال له: احلبها. فقام إليها وغسل ضرعها ثم حلبها في إناء. فأرسل عمر، رحمه الله، بالإناء إلى أبيه فلما أُتي به بكى ثم قال: إني أجد في هذا اللبن ريح كلاب. فقال له نسوة كن عنده: قد كبرت وخرفت وذهب عقلك، كلاب بظهر الكوفة وأنت تزعم أنك تجد ريحه! فأنشأ يقول:
أعاذل قد عذلت بغير علمٍ... وهل تدري العواذل ما ألاقي
سأستعدي على الفاروق رباً... له حجُّ الحجيج على اتساق
إن الفاروق لم يردد كلاباً... إلى شيخين ما لهما تواقي
فقال له عمر: اذهب إلى أبيك فقد وضعنا عنك الغزو وأجرينا لك العطاء"