في جزئها 12 من سلسلة البحوث والدراسات - أصدرت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية الجزء الثاني عشر من سلسلة البحوث والدراسات في الوثائق الوطنية والدولية بعنوان «العلاقات العمانية الفرنسية - الجوانب التاريخية والسياسية والاقتصادية والعسكرية» والتي تمثل امتدادا لسلسلة البحوث والدراسات التي أصدرتها الهيئة، حيث يهدف الجزء الثاني عشر إلى دراسة العلاقات العمانية الفرنسية دراسة معمقة تشمل تاريخها السياسي والحضاري والاقتصادي والاجتماعي والعسكري، حيث تتجلى عناصر التفاعل بين البلدين الصديقين عبر مراحل متعددة تاريخيا، كما تهدف الدراسات إلى تأكيد النظرة المشتركة بين كل من سلطنة عمان وجمهورية فرنسا لإبراز هذه الجوانب وتجسيد هذه العلاقة واستمرارها وتطوير التواصل والصداقة، وترسيخ ذلك للأجيال فيما يربط هذين الشعبين من علاقات وطيدة، ويكمن ذلك التفاعل في إبراز التواصل الحضاري في رسم مسارات العلاقات بين عمان وجمهورية فرنسا. وتم إصدار الجزء الثاني عشر من السلسلة بثلاث لغات العربية والإنجليزية والفرنسية. وحول الإصدار قال سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ارتأت الهيئة نشر هذا العدد لاستعراض مسيرة تاريخ وحضارة عمان وتواجدها في الشرق الأفريقي والمحيط الهندي وحضورها لدى الدول الأوروبية ومنها علاقاتها بفرنسا، فالتاريخ هو مستودع التجارب وكاشف الحقائق، ولا بد من الانتفاع به، ويأتي ذلك من خلال الرجوع إلى المصادر الأصلية سعيا إلى كتابة تاريخ شامل يقوم على منهج علمي دقيق ومؤصل، فضلا عن افتقار المكتبة العربية والأجنبية وعدم معرفتها واطلاعها بوضوح عن الدور العماني وإسهاماته في الحضارة الإنسانية وتأكيدا لأهمية العلاقات العمانية-الفرنسية ودورها في المجال التجاري، ولذلك اتجهت الدبلوماسية الفرنسية نحو تطوير العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع عمان، ويمتد هذا الاهتمام الفرنسي بالتواجد العماني في شرق أفريقيا والمناطق المجاورة لها؛ وانطلاقا مما سبق، فإن البحوث تكشف جانبا من الجوانب الحضارية والتاريخية والعسكرية لعمان ودورها وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية وفي ترسيخ علاقات متينة مع دول العالم، وأضاف الضوياني بأن أوراق العمل ستشكل رصيدا هاما لإبراز هذه الجوانب من خلال الموضوعات. ويحفل الكتاب بموضوعات مهمة بعضها تطرقت إليه الندوة العلمية المشتركة التي نظمتها الهيئة مع المؤسسات الأرشيفية الفرنسية في باريس في أبريل 2015م، والبعض الآخر لموضوعات قدمت في مؤتمرات أخرى وما زال البحث والتقصي لهذه العلاقة وعمقها محل بحث ودراسة. ويتناول الإصدار العلاقات التجارية بين عمان وفرنسا في عهد السلطان سعيد بن سلطان: 1806-1856، وتراث الأرشيفات والتعاون الدولي في الأرشيف الوطني (فرنسا): الخبرة والممارسات المشتركة، كما يتناول قضايا سياسية في العلاقات العمانية ــ الفرنسية من خلال الأرشيف الوطني الفرنسي 1844ــ1907، الى جانب المحاولات الفرنسية لربط علاقات دبلوماسية وتجارية مع عمان في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ونظرة الفرنسيين للحياة الاجتماعية العمانية من خلال الأرشيف الفرنسي، إضافة الى التعاون العسكري الفرنسي-العماني منذ عام 1980م، ويتطرق كذلك الى العلاقات العمانية الفرنسية من خلال السفينة العمانية الصالحي: 1786-1790، الى جانب مسائل من تاريخ عمان الاقتصادي من خلال «مجلّة العالم الإسلامي» الفرنسية (1906-1926)، والعلاقات الاقتصادية العمانية الفرنسية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر،، وفرصة ضائعة: للقنصل بيار جوزيف بوشامب في مسقط. وقد أضاف المحررون لهذا المجلد فصلا بعنوان «عمان في الصحف والمجلات الفرنسية» بهدف تعريف الباحثين بمدى اهتمام الصحافة الفرنسية بالشأن العماني وسلاطين عمان بأمثلة ونماذج من مقالات وصور تم نشرها في الصحف والمجلات الفرنسية المختلفة، راجين أن تكون هذه إضافة وتوضيحا للجهد الكبير الذي بذله الزملاء الباحثون في الأبحاث المنشورة في هذا المجلد باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية.