دعا مختصون إلى أهمية إجراء الفحص الدوري للكشف عن السكري، خاصة في أوساط طلبة المدارس، وخلال معرض صحي أقيم بمدرسة البشائر للتعليم الأساسي بولاية أدم، قدم ممرضون وصيادلة وأخصائيو تغذية إرشادات حول نمط الغذاء الصحي لمرضى السكري.

وأوضح محمد محمود حسن، فني مختبر بمستشفى أدم، أهمية متابعة حالة المريض بعد التشخيص للتأكد من موافقة الدواء لحالة المريض، مشيرا إلى أن السكري ينقسم لنوعين، فإذا تبيّن اختلال في معدلات السكر في جسم الإنسان البالغ من العمر أقل من 30 سنة فهذا يصنّف من النوع الأول أو ما يعرف بسكري الأطفال، وإذا كان عمر المريض أكثر من 30 سنة فيصنف من النوع الثاني، وفيه أن الجسم ينتج السكر والأنسولين بمعدلات بسيطة أو أن هناك مقاومة من جسم الإنسان للسكر.

وقال: يشخص السكري في جسم الإنسان بأربعة فحوصات، فحص السكر العشوائي، وفحص السكر للصائم، ويكون فيها الإنسان صائما لمدة 8 ساعات لفحص نسبة السكر في الدم، والسكر بعد تناول الجلوكوز، وأيضا فحص السكر بعد الوجبة، وبعد تشخيص المريض بالسكري بصورة مؤكدة وهو تطابق على الأقل نوعين من الفحوصات تؤكد إيجابية الإصابة، يعطيه الطبيب إرشادات حول الحمية الغذائية والرياضة والسلوك الصحي، وإذا ثبت بعد فترة بأن السكر غير منتظم يعطيه علاجات بطريقة متدرجة حتى يتأكد من انتظام السكر بالدم بحيث لا يزيد قياس السكر عن 5.6 جرام/ديسيلتر في حالة الصيام، وإذا انتظم السكر يرجع المريض للمستشفى مرة كل 3 شهور يجري فحوصات لوظائف الكلى، والكبد، والدهون، والكوليسترول، والسكر للصائم، وفحص السكري التراكمي، وأضاف: إن ميزة فحص السكري التراكمي أنه يعطي صورة عامة لتفاعل الجسم مع الجلوكوز لآخر شهرين إلى 3 شهور من ارتفاع وانخفاض أو إذا كان ضمن المعدل الطبيعي، مشيرا إلى أنه الفحص الأكثر ضمانا والأشمل للمريض، أما فحص السكر بالدم فيعطي قيمة السكر فقط في تلك اللحظة، موضحا أن خطورة مرض السكري تكمن في إهمال المرض عند ارتفاع معدلات السكر بصورة عالية، بدءًا بتأثيرها على العيون والكلى مرورا بالكبد والأعصاب وصولا للقدم السكري.

وشرح مهدي منصوري، ممرض صحة مدرسية بقسم الصحة المدرسية علاقة التدخين بالسكري، قائلا: إن المادة الصادرة من التدخين تجعل من جسم الإنسان مهيأ لجميع الأمراض من بينها أمراض القلب والشرايين والضغط إضافة إلى أمراض السكري، كونها تقوم بمرور السنوات بتدمير الجهاز المناعي وتقليل نسبة الأكسجين في جسم الإنسان بحيث يؤثر نفسيا وماديا وصحيا على الجسم، فيصبح الإنسان عصبيا، مؤكدا على أن التأثيرات النفسية تزيد من احتمالية إصابة الإنسان بالسكري.

وقال إسماعيل بن إبراهيم الشيباني، ممرض بمستشفى أدم: إن عدم انتظام السكري يزيد من سرعة حدوث المضاعفات، مما يؤدي لاعتلال الأعصاب في القدمين وضعف الدورة الدموية، وإذا تعرض المريض لجرح في القدم وأُهمل علاجه لفترة طويلة يصبح البتر هو الحل.

وقال الصيدلي سعيد بن حمد المحروقي: إن هناك أدوية لمرض السكري بنوعيه، منها أدوية تزود الجسم بالأنسولين عن طريق الحقن إذا كان البنكرياس لا يفرز أنسولين، موضحا أن السكري مرض مزمن ويحصل عندما يكون البنكرياس غير قادر على إنتاج الإنسولين أو ينتجه بصورة ضعيفة، حيث أوضح أن النوع الثاني ينتج الأنسولين ولكن بمستوى غير كافٍ وتصبح حساسيته تجاه السكر ضعيفة، فيأخذ المريض أدوية تساعد خلايا وأنسجة جسمه على زيادة الحساسية تجاه الأنسولين مثل دواء "الميتفورمن" الذي يمثل خط العلاج الأول للنوع الثاني من السكر، مشيرا إلى وجود أدوية خافضة للسكر للوصول للمستويات الطبيعية.

من جهته أكد زكريا المحروقي، فني تغذية، أن نسبة تأثير النظام الغذائي مع النشاط البدني وتناول الأدوية في علاج مرض السكري، تقارب 40%، ومن هنا يبرز دور اتباع مريض السكر بالحمية الغذائية المناسبة واعتبارها أسلوب حياة دائما، مشيرا إلى أن السكر التراكمي في الجسم هو ما يعتمد عليه فحص السكر، وأن معدلات السكر التراكمي ترتفع بارتفاع مستوى السكر في الدم.

قلم أنسولين

شرحت صفاء بنت خلفان الشيبانية، ممرضة صحة مدرسية، كيفية استخدام قلم الإنسولين في علاج الأطفال من النوع الأول من السكري وأماكن الوخز، مشيرة إلى أهمية أن يكون القلم مرخصا من الهيئة العامة للغذاء والدواء، وأن يكون ذا جودة وضمان يحتوي على نشرة ودليل إرشادي، مع وجود تاريخ صلاحية، كما شرحت طريقة استخدام القلم سريع التأثير وأهمية الالتزام المنتظم بالتعقيم والنظافة وكيفية الاحتفاظ بالدواء المصاحب للقلم، وضرورة الالتزام بإرشادات الطبيب.

وقد أشاد بدر بن محمد السليماني، مدير مدرسة البشاير للتعليم الأساسي، بتنوع المعرض الذي جمع ممرضين من مستشفى أدم والصحة المدرسية، بأدواته وأركانه وما يحوي من معلومات، وقال: إن الفئة المستهدفة بشكل أساسي من المعرض هي الطلبة من المدرسة والمدارس المجاورة لرفع وعيهم للوقاية من الإصابة بالسكري.