لعل أصعب ما يواجه العاملين لحساب أنفسهم هو وضع ميزانية شهرية لدخولهم ومصروفاتهم في ظل عدم انتظام الدخل، لكن هذه العقبة يمكن تجاوزها من خلال بعض الخطوات البسيطة عوضا عن ترك التخطيط المالي كلية، فأصحاب الدخول غير المنتظمة هم الأكثر حاجة من غيرهم للتخطيط المالي، ذلك أنه قد يحدث أن يكون الدخل أقل في الفترات التي ترتفع فيها المصروفات، كالأعياد والمناسبات على سبيل المثال، أو فترة تجديد السيارة، أو موعد دفع رسوم المدارس الخاصة للأطفال، حيث يلجأ الكثيرون في مثل هذه الأوقات للديون لتسديد التزاماتهم على أمل تغطيتها في فترة ارتفاع الدخل، الأمر الذي يجعل السيطرة على الأمور المالية مربكا، لكن في حال وضعت هذه الظروف في عين الاعتبار، ووضعت ميزانية شهرية والتزمت بها، ستوفر على نفسك هذه الأعباء غير الضرورية.

وبإمكانك في خطوة أولى أن تجمع دخلك خلال الاثني عشر شهرًا المنصرمة، وتستخرج المتوسط الشهري، ثم تحصر المصروفات الأساسية مثل نفقات السكن، والطعام، والتنقل، بعد أن تكون قد تتبعت مصروفاتك لثلاثة أشهر على أقل تقدير، ولا تنس الادخار حتى لو كان مبلغا صغيرا، حتى تكون عادة عندك، وفي الأشهر التي تحصل فيها على دخل أكبر، حول الزيادة لحساب منفصل، لكن لا تتجاوز ميزانية المصروفات التي سبق أن وضعتها؛ لأنك قد تحتاج إليها في الأشهر العجاف التي يعرفها كل رائد عمل أو عامل مستقل.

سدد أي ديون حتى لا تتراكم عليك الفوائد؛ لأن تسديد الديون سيسهل عليك إدارة أموالك، قم بمراجعة مخططاتك المالية بين فترة وأخرى، فالموازنة يجب أن تكون مرنة حتى تخدم احتياجاتك، وإن وجدت صعوبة في ذلك فاستشر المختصين في هذا المجال فما خاب من استشار، مع الحذر من المشورة المجانية التي قد تراها مجانية لكنها قد تكلفك غاليا، كما أن الالتزام مهم جدا في الخطط أيا كانت بما فيها الخطط المالية، وتذكر أن موازنة الدخل غير المنتظم تتطلب صبرا وقدرة على التكيف مع المتغيرات، لكن مع فهم أنماط سلوكك المالي، والتخطيط السليم سيصبح الأمر سهلا بالتأكيد.

حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية