نشرت صحيفة «الجارديان» تقريرا كتبته مراسلة الشؤون الدينية هارييت شيروود، بعنوان «ناشطة نسائية مسلمة تخطط لفتح مساجد مختلطة في بريطانيا». ذكرت فيه ان الناشطة الحقوقية الألمانية المولودة في تركيا، سيران آتيس، تزور بريطانيا حاليا بغرض التحقق من إمكانية افتتاح مسجد ليبرالي لا يفصل بين الجنسين من الرجال والنساء، ويضم الناس من جميع فروع الإسلام، في إطار الدعوة للحوار والتسامح ومكافحة التطرّف في الدين والسياسة، وتأمل في إنشاء هذا المسجد في غضون عام، وتقول إن هدفها هو خلق أماكن مماثلة للعبادة في كل عاصمة أوروبية. وذكرت الصحيفة ان الناشطة سيران أتيس، تعرّضت للضرب في الشارع وتلقت تهديدات بالقتل وصدرت فتاوى ضدها بعدما فتحت في برلين مسجداً يصلي فيه الرجال والنساء معاً ويستكشفون تعاليم الإسلام التي تدعو إلى المحبة والتعايش وتنبذ الغلو.
ونقلت الصحيفة عن الناشطة أتيس قولها: «أنا لست وحيده مع هذه الفكرة، أنها حركة، أنها ثورة»، وأضافت «أنا قد أكون واجهة للمسجد الليبرالي، ولكني لست وحدي . لدينا الملايين من المؤيدين في جميع أنحاء العالم». وتقول أن افتتاح مسجد ابن رشد-جوته، في مساحة مستأجرة من الكنيسة اللوثرية في برلين الشهر الماضي لقي رد فعل عدائي من المسلمين المحافظين في أوروبا ومصر وتركيا.
وتقول الصحيفة ان أتيش تلقت تهديدات بالقتل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقيل لها خلال مواجهات في الشارع «سوف تموتين»، وذكرت الصحيفة ان أتيس التي تحظى بحماية الشرطة منذ عام 2006، اضطرت إلى تعزيز أمنها الشخصي. ولم يعلن عن خط سير رحلتها التي استغرقت يومين إلى لندن، وكان يرافقها ضباط الحماية الشخصية، وردا على سؤال عما إذا كانت تخشى على حياتها، قالت: «نعم، قليلا. أنا يمكن أن أكون في خطر. الناس يعرفونني». صحيفة «الاندبندانت» تعرضت هي الأخرى لنفس الموضوع في تقرير كتبه محررها الدبلوماسي، كيم سينغوبتا، بعنوان «مؤسس المسجد الليبرالي الذي حظر البرقع يتحدى التهديدات بالقتل ويتعهد بالاستمرار»، نقلت ما قالته الناشطة الألمانية بيتس انه «من المهم جدا أن يكون هناك حرية الضمير وحرية التعبير دون التعرض لسوء المعاملة والعنف». وقالت «أنا أُقدر تماماً ان هناك أشخاصاً يعارضون ما نقوله ونفعله ولكن هناك آخرين أيضاً يشعرون ما نشعر به في بريطانيا كما في أماكن أخرى، وهذه فرصة لمناقشة ما يمكن عمله». وأضافت «ان من حق أي شخص ان يصلي في مسجدنا، رجالا ونساء، وأشخاصاً مثليين، من أي عرق. ومن الضروري بكل تأكيد حماية هذه الحقوق».
وفي مصر أعلنت دار الإفتاء ان الإسلام لا يجيز صلاة الرجال والنساء معاً وأصدرت جامعة الأزهر فتوى في هذا الشأن، وفي تركيا هاجمت رئاسة الشؤون الدينية «ديانت» ما يُمارَس في هذا المسجد بوصفه «لا شيء سوى تحريف للدين وتدميره». كما انضمت الى حملة الإدانات منظمة دينية إسلامية في مدينة هامبورغ الألمانية. وامتدت الحملة ضد الناشطة الحقوقية الألمانية إلى مواقع التوصل الاجتماعي. وبقدر الإهانات التي تتلقاها آتيش، هناك رسائل تأييد ترد إليها، فهي تقول للصحيفة «ان هناك إهانات وتهديدات بقدر ما يتعلق الأمر بالمسجد ولكني أتلقى أيضاً 300 رسالة على البريد الالكتروني كل يوم اشخاص يؤيدوننا ويحثوننا على الاستمرار، ونتلقى دعماً من سائر أنحاء العالم، من الجزائر الى استراليا، ومن الولايات المتحدة وكندا. ونتسلم تبرعات تُرسل إليه.