ماتت الأميرة ديانا، أميرة الشعب، كما لقبها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، لكن ذكرياتها لم تمت، بل مازال يتداولها البريطانيون وغيرهم لعقدين من الزمان منذ مصرعها في حادث سيارة مروع مع صديقها المصري دودي الفايد في فرنسا آخر أغسطس عام 1997.
ورغم ان جثمان الأميرة دفن في جزيرة صغيرة محصنة وسط بحيرة بيضاوية داخل محيط قصر عائلة «الثورب» في مقاطعة نورث هامبشير، التي تنحدر منها الأميرة، والذي يبعد عن لندن بحوالي 75 كيلومترا، لحمايته من العابثين، غير أن مقتحمي القبور حاولوا في السنوات العشرين الماضية نبش قبرها أربع مرات لسرقة رفاتها.
ومع اقتراب الذكرى العشرين لوفاتها وكشف شقيقها أيرل سبنسر (53 عاما)، في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي راديو-4» عن محاولة سرقة رفات الأميرة ديانا، وسلطت الصحف الضوء على هذا الموضوع، بنشر صور الأميرة وتقارير نقلت فيها مقتطفات مما ورد في لقاء إيرل سبنسر مع (راديو-4 ).
صحيفة «الصن» خصصت صفحتها الأولى بالكامل لهذا الموضوع تحت عنوان «خاطفو جسد ديانا Diana Body Snatchers»، قالت في تقرير كتبه جاك رويستون ان «الغول حاولوا سرقة جسد ديانا اربع مرات». وان «القصر كذب على ايرل سبنسر حول سير الاميران ويليام وهاري خلف جنازة والدتهما».
ونشرت صحيفة «الاندبندانت» تقريرا نقلت فيه مقتطفات مما دار في حديث الأيرل سبنسر لـ«راديو-4» حول محاولات اقتحام المدفن لسرقة رفات شقيقته الأميرة ديانا، وقوله «كان اسوأ ما في يوم الجنازة السير خلف جثمان شقيقتي مع الصبيين اللذين كانا في غاية الحزن على امهما»، وأضاف «كان ظرفا قاسيا غريبا قيل لنا فيه ان ننظر الى الأمام فقط، وكانت هناك موجة ساحقة من الحزن التي اجتاحتنا بينما كنا نسير فيما يشبه نفق من المشاعر الجياشة، كان هذا أمرا مروعا، لا زلت أصاب بكوابيس بشأنه».
وحول كلمته في جنازة شقيقته قال انه «يعتقد ان الأميرة كانت ستكون فخورة بالكلمة التي ألقاها، والتي أعاد قراءتها أمام جثمانها قبل دفنها». وأضاف: «لا اعتقد أنني قلت الكثير عن الأميرة، اعتقد ان كل كلمة قلتها كانت هامة بالنسبة لي وصادقة.. فلم اكن أسعى لأن اكون لاذعا تجاه أي شخص. كنت احتفي بحياة ديانا، وإذا بدا من ذلك إنني أدين الصحافة فانهم يستحقون ذلك».
وذكر ايرل سبنسر أن شقيقته كانت تعاني من اضطراب غذائي، ومن الصحافة الصفراء وتعقب الصحفيين لحياتها، وأنها كانت تتعامل مع جانب مظلم للغاية من الصحافة، وكنت اعتقد انه من اللائق الحديث عن ذلك في جنازتها».
وتقول صحيفة «الاندبندانت» انه ما لم يكن غرض المقتحمين من محاولة نبش قبر الأميرة ديانا تحقيق مكاسب مالية، فمن الممكن ان بعض الفضوليين أرادوا التحقق من ان الأميرة دفنت بالفعل في هذه الجزيرة، وسط بحيرة داخل قصر «الثورب»، فالتكهنات غير المدعومة بالوثائق تقول ان الأميرة دفنت بهدوء في مكان سري، أو ان جثمانها تم حرقه والاحتفاظ برمادها في قاعة صلاة صغيرة تابعة للعائلة داخل كنيسة القديسة مريم العذراء في قرية برينغتون القريبة من القصر.
وفي يونيو الماضي وصف الأمير هاري (الذي كان عمره 12 وقت وفاة امه) كيف كانت تجربة السير وراء نعش والدته، وانه يعتقد أنه لا ينبغي أن يطلب من أي طفل أن يفعل ذلك. فقد كان عليه ان يقطع شوطا طويلا من السير وراء نعشها، محاطا بآلاف الأشخاص الذين يشاهدونه، وملايين آخرين حول العالم يشاهدونه عبر شاشات التلفزيون، وقال: «لا اعتقد انه يجب ان يطلب من أي طفل القيام بذلك تحت أي ظرف من الظروف ولا اعتقد انه سيحدث اليوم».
أما عن التسجيلات الصوتية للأميرة ديانا فستكشف العديد من أسرارها وأسرار قصر بيكينغهام بعد إزاحة الستار عنها، وكشفت صحيفة «ديلي تلغراف» عن مضمون هذه التسجيلات التي من أهمها علاقتها الزوجية مع الأمير تشارلز، وكيف كان يعاملها قبل الزواج وبعده، وأنه لم يكن يعاشرها سوى مرة واحدة كل 3 أسابيع. ووصفت حياتها معه بالبائسة، وان يوم زفافها كان أتعس يوم في حياتها.
وحاولت هيئة الإذاعة البريطانية قبل عدة سنوات شراء حقوق نشر بعض هذه التسجيلات، إلا أنها تخلت عن الفكرة خوفا من إغضاب العائلة المالكة، وأخيرا طلبت القناة الرابعة من المنتج كيفن سيم إعداد فيلم جديد تحت عنوان «ديانا تروي قصتها» لبثه قريبا.
وكانت تسجيلات الأميرة ديانا هي الموضوع الرئيسي لبعض صحف الأحد مثل صحيفة «ميل اون صانداي»، و«صنداي اكسبريس» و«ديلي ستار أون صانداي». ومن المقرر ان تبث هذه الأشرطة التي تحدثت فيها ديانا بصراحة عن زواجها وعلاقتها مع العائلة المالكة في القناة الرابعة يوم الأحد القادم مع اقتراب الذكرى السنوية العشرين لوفاتها.
وذكرت صحيفة «ميل اون صانداي» أن ايرل سبنسر، شقيق الأميرة ديانا وجه نداء حارا للقناة الرابعة بعدم بث الأشرطة المسجلة التي كشفت فيها شقيقته عن تفاصيل حميمية حول زواجها الفاشل من الأمير تشارلز، وانتقدت العائلة المالكة، محذرا من أنها ستسبب ضائقة عميقة، خاصة للأمير وليام والأمير هاري، لكن المذيع رفض التراجع، ووصفت القناة الرابعة الشرائط بأنها «مصدر تاريخي مهم».
فيما كان العنوان الرئيسي لصحيفة «صانداي أكسبريس» هو «ديانا: توسلت الملكة للحصول على مساعدة عبثا». وكتبت الصحيفة في تقريرها ان «اللقطات المتفجرة» التي ستبث للمرة الاولى في المملكة المتحدة ستكشف كيف تحولت الى الملكة طالبة بشدة مساعدتها.
أما صحيفة «ستار اون صانداي» فقد نشرت لقاء حصريا مع الحارس الشخصي السابق للأميرة ديانا، صرح فيه بأنها كان يمكن ان تكون على قيد الحياة الآن، ما لم يتم سحب فريق الحماية الملكية بعد عام 1993.