تعيش الشاعرة السورية نسرين أكرم خوري في إسبانيا منذ سنوات، ورغم يقينها القديم بأن الغربة لا تتعلق بالبُعد عن الوطن وأن الإنسان قد يعيش مغترباً في مجتمعه لكنها تعترف لنفسها أخيراً بأن البُعد صعب ولا يمكن تجاهله فالعيش بلغة ثانية مربك وجارح، خاصة وأنت تفكر في كل لحظة كيف تحوُّل ما تفكر فيه إلى جملة واضحة بلغة المجتمع الثاني وكذلك كيف تنطقها.

يظهر في أعمال نسرين شعور حاد بالوحدة، ونوع من القلق الوجودي، لكن قصائدها مع هذا منفتحة على الحياة. في هذا الحوار تتحدث عن أعمالها الشعرية «بجرة حرب واحدة»، و«أركل البيت وأخرج»، وسبب اتجاهها إلى الرواية حيث أصدرت «وادي قنديل»، كما تتحدث عن أكبر مخاوفها وهو أن تفقد الشعر في يوم من الأيام.


  • لنبدأ من ديوانك «أركل البيت وأخرج». لقد سيطرت عليه الخسارات والخراب الداخلي (خراب الفتاة النفسي التي تتحدث بامتداد الديوان).. ما رأيك؟




أوافق طبعاً، الديوان كُتب في مرحلة بدء استيعاب الكارثة وتداعياتها، فهناك تأمّلات شخصيّة بما فعلته السُّنون داخل هذه الفتاة، الأمر كان بشكل ما محاولة للعودة نحو داخلها لتلمّس هذا «الخراب»

في واحدة من القصائد تقول إنها «خاسرة كبيرة» وهذا التعريف الأمثل الذي وجدَته الفتاة لنفسها، بعد رحلة الحياة التي عاشتها ممتدَّةً من لحظة الولادة، أو حتَّى من قبلها، إلى لحظة الخروج من المنزل التي يُختتم بها الكتاب، فحتَّى الأيام المشمسة يمكن أن تكون محطمة.


  • يبدأ الديوان بمشهد الولادة وتعطُّل المصعد وحمل الأب للنساء الحوامل إلى الأدوار العليا، وتشبِّه المولودة نفسها بكرةٍ تنفلت من الأب وتتدحرج بعيداً.. هل أردت القول إن صورة الميلاد تتحكم في حياتنا؟




هذا المشهد حقيقيٌّ ومكتوب كما رُوي لي تماماً، لكن لطالما شعرتُ بأنه شعري وتنبُّؤي إلى حدٍّ ما، أكثر من كونه مجرّد حكاية تروى في سهرة. لم أفكِّر بهذه المقولة سابقاً، ولا أعرف إن كانت فعلاً صورة الولادة بمثابة مقبض يحرِّك الحياة التي تنطلق بعدها أم لا، لكن ما أعرفه أنه لا بدَّ لتلك الصورة أن تُستعاد في لحظة ما من حياة المرء، اللحظة التي يُتاح له فيها أن يروي قصّته. أفكّر الآن بأنه ليس هذا المشهد وحسب، بل أيَّاً كان شكل مشهد الولادة، فهو شعريٌّ بالضرورة.


  • ما الصورة التي كنتِ تطمحين إلى تقديمها للأب في الديوان؟




لا أطمح أبداً سواء في هذا الديوان أو سواه إلى تقديم صورة معيَّنة للأب، لكن الأب في حياتي وفي كتابتي هو بمثابة الذاكرة، أحياناً أشعر بأنني أكتب سيرته هو لا سيرتي الشخصية. بمعنى أنني حين أبحث عن أرضيّة خصبة وغنيَّة وفي الوقت ذاته تخصُّني، أعود إلى حياة الأب وأعيشها. لكي يكون لديَّ «ما يستحقّ أن يُحكى».


  • تقولين في نهاية الديوان: «جسدي يمشي في مدينة غريبة، ترافقه تعويذة واحدة (من ساحة المحطة إلى حي الأمريكان) ورأسي يتجول ليلاً في مدينة تبعد ست سنوات».. هل الرؤية الحاكمة له تدور حول فكرة الغربة والتعلق بمدينة الطفولة؟




نعم هذا صحيح، حتى اليوم أعيش النوم في مدينة الطفولة وبين شخوصها، مع استثناءات طارئة لتسلل شخصية ما أو مكان ما من حاضري إلى نومي. لذلك هذا التعلّق ليس إرادياً تماما (على الأقل في حالتي) فاللاوعي هو من يفرض ذلك. وأنا أعير أهميةً كبيرة لما يجري داخل الأحلام، إذ أعتبرها بشكلٍ ما حياةً موازية، فالمشاعر التي تنتابني خلالها تترك أثرها على حياة الصَّحو. وكأنّ أماكن الطفولة لا ترغب بأن تغادرني، وأجد ذلك أدق من القول إنني التي لا ترغب بمغادرتها.

في كتاب «زلّة خارج الحكاية» توجد جملة: «أحياناً أرتاب من أنني لم أكن نائمةً يوماً، وكلّ ما سمَّيته أحلاماً كان يجري حقَّاً.» لا أذكر أن الأمر كان كذلك قبل مغادرة مدينة الطفولة، ولا أعرف إن كان الأمر ليختلف لو أنني لم أغادرها، أو لو أنني غادرتها بإرادتي المطلقة. ربما كانت الأحلام لتستعيد مهمّتها الطبيعية كأمور قابلة للتفسير حيناً، أو مجرّد هلوسات تُنسى عند الصحو في أحيان كثيرة.


  • «امرأة حزينة، تضحك بلا سبب، وتبكي لأسباب كثيرة».. ما المتشابه بينك وبين بطلة الديوان (إن جاز التعبير)؟




الشبه الأكبر موجود في السؤال: البكاء وأسبابه. أسبابه التي ربّما زادت فيما بعد.

بطلة الديوان، أو تلك الخاسرة الكبيرة، تشبه كيف كنت لحظة كتابته، وهي تختلف في كثير من الأمور عمّا صرته الآن، ففي هذا الديوان هي تخاف إنجاب الأطفال، أما في الديوان التالي فهي تخاف لأنها صارت أمَّاً بالفعل وباتت لديها طفلة. وكل منهما قد تشبه نساء غيري بشكلٍ أكبر.

لكن ثمة شيء آخر في الديوان : «الكلمة المجرّدة من قوّتها، الكلمة التي تشبهني حقّاً» وأحدس أن هذا الشبه لن يبدَّله الزمن.


  • «أنا أصدق المنجِّمين والشعراء، من سواهم يحميني من اليقين».. لماذا على الشاعر أن يكون متشككاً؟




لأن جمال الأدب عموما والشعر خصوصاً في كونه يتحرّك في تلك المنطقة ما بين الحقيقة والخيال، بطلة الديوان على سبيل المثال قد تكون جارتي التي ألقت عليَّ تحية الصباح اليوم، لكنها لا تعرف ذلك، وأنا مثلها لست واثقة من كون جارتي قد خرجت من الكتاب أم من باب بيتها.

الشعر الّذي أحبّه مليء بأسئلة هو نفسه لا يفكّر في الإجابة عليها، بل مثل طفل مِلحاح لا يكفُّ عن طرح الأسئلة على أيّ كائن يمرّ في طريقه.


  • «كنت قد قررت أن أسمي ابنتي شام، اليوم لا، لا أريدها أن تصير مقبرة جماعية».. لماذا هناك إحساس دائم بالفجيعة حينما تتذكر بطلة الديوان وطنها؟




لأن وطنها اسمه سوريا.


  • لماذا تكررت تيمة المراقبة من خلف النوافذ المغبشة في القصائد؟




غبش النوافذ يمنح ذلك الشعور اللذيذ بعدم اليقين، ويعطي قدرة بصريَّة على رؤية الأشياء بشكلٍ أشبه بما تبدو عليه أوّل الاستيقاظ قبل أن يدرك المرء السّوء. كما أنّه مغرٍ بالكتابة بشكلٍ فطري، أكاد لا أعرف طفلاً يستطيع مقاومة تمرير إصبعه لخطِّ كلمات على بلّورٍ مضبَّب.

وهو مغرٍ بالإفصاح عن الحبّ أيضاً، هل لك أن تتخيل أحداً قد وقع في الغرام للتوّ قبالة نافذة مغبَّشة من دون أن يرسم قلباً وحرفين عليها؟


  • الديوان أيضا يدور بشكلٍ ما عما تفعله الوحدة بالناس.. ما رأيك؟




الديوان أو حتّى كتابتي برمَّتها أزعم أنها مشغولة بالوحدة وأفعالها، أرى أن ثمّة علاقة وطيدة بين الكتابة والوحدة، إلى الآن لا أعرف كيف يمكن أن تخرج كتابة بعيدا عن انكفاء ما، ولا أستطيع فهم من يكتب في مقهى مثلاً إلا بكونه قد اصطحب وحدته معه. لذلك كان من الطبيعي الانشغال بهذا الرفيق/العدو الأكثر التصاقا بالمرء.


  • تقول بطلة الديوان إنه بسبب اللاءات الكثيرة التي «علقوها على أذني صغيرة» كانت هناك خطايا.. لماذا لم تظهر تلك الخطايا في القصائد؟




افترضت أنّها ظهرت، و«الخطايا» التي قصدتها هي كلّ خروج عن السائد، السائد الّذي رسمه النظام الأبوي للمرأة من لحظة صرختها الأولى.

على العكس، هي كانت تجتهد على امتداد صفحات الكتاب في استعراض والتباهي بالشخص «الشرير» الّذي صارت عليه، أو ما صيَّروها عليه، والذي تحبّه أكثر من ذلك «الطيِّع» الذي فطرت عليه، أو ما تخجل منه.


  • هل ترين أنك استطعت تقديم الصورة التي أردتيها للمدن المنكوبة وما تتركه الحرب في منامات الناس؟




لم تكن نيَّتي أن أقدِّم صورة للمدن وهي منكوبة بقدر محاولة الحفاظ على صورتها وهي معافاة، على الأقلّ في ذاكرتي. أمّا ما تتركه الحرب في منامات وصحو الناس على السواء، فالكتابة عنه من قبلي ومن قبل الآخرين ستبدو دوماً عاجزة.

ولكي أكون صادقة، فالشعور الّذي كنت أحسه كلما زرت مدينة الطفولة ومررت بين الأبنية المهدَّمة والنّاس التعبة، لم أستطع كتابته بعد.


  • ننتقل إلى ديوانك «زلة خارج الحكاية» وهو كذلك يمتلئ بالغربان والجثث المرمية المتفحمة والنساء الحزينات وينشغل بالبيوت.. لماذا تعلو لديك تلك النظرة الرمادية إلى العالم؟




لم تكن نظرتي كذلك في الماضي البعيد، لكن في السنوات الأخيرة فعلاً بهتت الألوان من حولي. لا أعرف إن كان العالم قد تغير ووصل إلى نقطة اللاعودة أم أنّني من تغيَّرت وصرت أراه من مكانٍ أشد قتامة.

أتمنى أن تعلو لديَّ نظرة ورديَّة، أو من أيِّ لونٍ آخر، وأن يظهر ذلك في كتابتي، في واقع الأمر ليس تمنياً يُطرح ويُنسى، إنّني أجتهد في سبيل ذلك، إذ صرتُ أمَّاً، وعلى العالم أن يتعافى من أجلي. وإن لم يفعل، فربّما أبني عالماً لنا، وألوّنه كما أشاء.


  • هل يمكن اعتباره ديواناً عن الحنين إلى نمائم الجارات وحكايات الأجداد وبابا نويل والغزلان الملونة وشوارع دمشق مثل شارع «وادي السايح» وبيت العائلة ودليل الهاتف الأرضي وأجراس الكنائس الجنائزية والنباتات المعرشة على الجدران والبيوت الطينية ذات القباب والأبواب الواطئة في حلب؟




نعم يمكن أن نسمِّي الأمر حنيناً من جهة ولكن يمكن القول أكثر إنني ما زلت هناك فعلاً، وإن لم يكن الأمر صحيحاً ولا ممكناً جسديَّاً ولا حتَّى زمانيَّاً، ولكنّه كذلك شعوريَّاً. خاصّة أن الديوان مقسوم إلى جزء كتبته قبل أن أغادر وجزء بعد الرحيل، وهذا البعد الجغرافي ترك أثره عليّ وعلى الكتابة -حتى من ناحية الأسلوب- بسرعة لم أستوعبها بعد.

إضافةً إلى أن هذه التفاصيل التي تحضر في البال حين يفكّر الواحد بأيام التسعينات محبّبة جدّاً إلى قلبي، وحين أريد أن أسعد تلك الفتاة قليلا أؤثّث مخيّلتي بهذه التفاصيل.


  • ديوانك «بجرة حرب واحدة» هو عما تتركه الحرب في النفوس، عن تذكر الجثث مقطعة الأوصال، وما يبقى في أدراج النازح، والحلم بمقابلة وجوه الراحلين، وتذكر تفاصيل السهرات في أريحا، وقباقيب السكر السورية وغيرهما.. لماذا يغلب الحنين على دواوينك؟




هذا الديوان كتب في مرحلة كانت شديدة القسوة وغير قابلة في تلك الأثناء للتفسير، كانت المشاعر مضطربة والكتابة كذلك أتت انعكاساً لذلك الاضطراب والضياع وعدم الفهم، ولرؤية الأمور التي أحببتها والتي حلمت بها تنزلق من بين أصابعك من دون أن يكون بوسعك أن تفعل شيئاً. مع أن القصائد لم تكن كلّها عن الحرب، لكن العنوان أتى كذلك بسبب المرحلة تلك. كان المقترح الأول للعنوان هو «تطعن الهواء بجديلة»، أحياناً أندم على تبديله وجعل مفردة «حرب» قريبة مني بهذا الشكل.

في الديوان أيضاً رثاء للزيارات التي لم أقم بها، فقدمي لم تطأ أرض أريحا يوماً ولا أراضي العديد من الأماكن التي كنت أتمنى زيارتها، ولا أعرف إن كانت الحياة ستتيح لي فرصة زيارتها يوماً.


  • من أين تستقين قصيدتك؟




من كلّ شيء حولي، ولكن بشكل أكبر من الماضي الّذي ليس بالضرورة أن أكون قد عشته. وأحياناً من اللغة ذاتها، يحصل أن تدفعني مفردة أحبُّها إلى كتابة قصيدة كرمى لها وحسب.

العالم مليء بالشعر، داخل الكتب، وخارجها أكثر، أدركت أن عليَّ فقط أن أفتح له عينيّ وذراعيّ وقلبي، كي يأتي.


  • أنت تعيشين في إسبانيا.. ما تأثير الغربة على كتابتك ورؤيتك للحياة؟




لطالما ادَّعيت بأن الغربة بالنسبة لي ليست مرتبطة بوجودي الجغرافي، فهي كانت حاضرة بينما أنا في بلدي ووسط ناسي. على الرغم من صحّة ادَّعائي هذا، فإنّ أثر البعد واضح جدَّاً ولا يمكنني تجاهله. سواء من ناحية الثيمات أو الأسلوب فقد لمست تغيُّراً، وربما هذا واحد من الأشياء الإيجابية القليلة، فالتغيير في رأيي دائماً أمر جيِّد بالنسبة للكتابة، وهذا ليس بالضرورة حكم قيمة، إذ نترك للزمن أن يقرِّر متى كانت الكتابة في عافية أكثر.

أمّا عن الحياة، فصرت أراها بخوف أكبر. العيش بلغة ثانية مربك للغاية، ليس فقط مربكاً بل جارحاً. أن تخرج كلَّ صباح إلى الحياة وأنت تفكِّر ما هي الصياغة الأفضل للجملة، أكثر من تفكيرك بالذي ترغب فيه حقّاً والّذي على الكلمات أن تتبعه بخفَّة، هذا الأمر يحفر شيئاً فشيئاً في عمق إنسانيتك، ويفقدك شيئاً فشيئاً هويّتك الشعوريّة على أقلِّ تقدير.


  • درست الهندسة ومع ذلك لم تستهوكِ.. لماذا؟




لم أختر هذا الفرع الجامعي لأنه استهواني، بشكل ما هو اختارني ووجدت نفسي في ورطة لم أملك الجرأة لكي أخرج منها. لكنَّ هذه الدراسة أفضت بي إلى الالتصاق بماضي البلاد أكثر، ولو أنّ الأبواب التي دخلت منها كانت تقنيّة لكوني عملت لفترة طويلة في مديريات الآثار والمتاحف والمكاتب التي تنقّلت بينها كانت داخل المتاحف. ربما كان هذا أحد أسباب «الحنين» الّذي رأيته في كتابتي؟ لا أعلم، خطرت لي هذه الفكرة للتوّ.


  • تحبين الشعراء: سنية صالح، وديع سعادة، بسام حجار، رياض صالح الحسين، محمود درويش، مظفر النواب، جوزف حرب، طلال حيدر، عاصي الرحباني.. ما الذي يجمع كل هؤلاء؟




بالطبع أحبّ شعراء آخرين أيضا. بصفتي قارئة تهوى الشعر، أرى أن ما يجمعهم هو الأثر الذي تركته قصائدهم فيَّ حين قرأتها أو سمعتها أوَّل مرة، على الرغم من أن بعض القصائد لم تعد تعني لي ما كانت تعنيه لحظة القراءة الأولى تلك، لكنني لا أقوى على التنكُّر لمشاعري القديمة.

أحبُّ أن أستيقظ من النوم وقد عثرت على الإجابة عن سؤال «من هو شاعرك المفضّل؟» وقد حصل لي هذا مرَّة واحدة.


  • لديك تجربة وحيدة مع الرواية هي «وادي قنديل» فما المختلف بين كتابة الشعر والرواية وهل يمكن أن تزاحم الروائيةُ الشاعرةَ بداخلك يوماً ما؟




حين كتبت الرواية كنت بحاجة إلى «وسيلة» أخرى للتعبير، ولا أقصد بالطبع أن الشعر قاصر، لكن الشعر يضعك أبداً وراء نافذة مضبَّبة بينما الرواية تحاول أن تمسح بيدها الغبش وتدعك ترى بشكلٍ أقلّ تشككاً. الأمر ينسحب على كتابتي المقال أو القصة القصيرة، تفرض الكتابة عليَّ الشكل الأنسب في حينها.

تزاحِم؟ لا أعلم، لكنني في خوفٍ دائمٍ ومتجدِّد من أن أفقد الشعر لأي سبب كان، خاصّة في فترات الانقطاع الطويلة عن كتابته، كما الآن (تقريباً سنتان). لكن أترك له حرية أن يعود حين يشاء، ذراعاي مفتوحتان له أبداً.

في الوقت نفسه لا أخفي رغبتي باستكمال الرواية الثانية التي بدأت العمل عليها، وهنا الأمر يحتاج تدخلات تقنية لإعطائي عدد ساعات عمل أكثر في اليوم. وأخاف أن أقتل الفكرة والمشروع كما حصل في مشاريع سابقة لأسباب خارجة عن إرادتي.


  • حصلتِ على أكثر من جائزة فكيف تنظرين إلى الجوائز؟




الجوائز عموما تعطي شعوراً آنيّاً بالرِّضا، أحياناً يستمرُّ بضع دقائق تلك التي تلي الإعلان عنها، ليعود الشعور الأزليّ بالشك.

أتمنَّى أن يتغيَّر واقع الجوائز العربية، وأن يتلاشى اللغط والغضب وكلَّ الأمور السلبية التي ترافق مجرّد الإعلان عن قوائمها.


  • أخيراً.. ما المقولة التي تعملين بها في حياتك؟




حاولت طيلة الحوار ألا أستخدم ولا حتى اقتباساً واحداً، لكن حين يتعلّق الأمر بمقولة حياتي فها أنا أستعيرها من الشاعر أحمد رامي والست أم كلثوم:

«من كتر شوقي سبقت عمري».