يهدف المشروع لتوفير قاعدة بيانات عن الأشجار المعمرة حفاظًا عليها من التعدّي والزحف العمراني -
أنهت هيئة البيئة ممثلة بإدارة البيئة بمحافظة الداخلية المرحلة الثالثة من مشروع حصر وتوثيق الأشجار البرية المعمرة بمحافظة الداخلية، والذي نتج عنه توثيق 2700 شجرة في كل من: «نزوى» و«منح» و«الجبل الأخضر» حيث يعدّ المشروع الذي انطلق في العام الفائت أحد المشروعات الفرعية المنبثقة من برنامج الإدارة المستدامة للتنوع الأحيائي وخدمات النظم الإيكولوجية، كما يعدّ أحد أهداف استراتيجية سلطنة عمان للبيئة؛ ويهدف المشروع إلى حصر الأشجار المعمرة وتوثيقها في المحافظة، إذ تتميز بتنوع كبير وانتشار واسع ولها قيمة تاريخية واجتماعية.
وقد جاء المشروع بعد أن كثر التعدي على الأشجار من خلال الزحف العمراني والتمدن وازدياد المشروعات التنموية في المحافظة الأمر الذي أدى إلى اقتلاع الكثير من الأشجار فجاءت فكرة الإسراع بعملية حصرها وإيجاد آلية لحمايتها بصورة عاجلة؛ وإنشاء قاعدة بيانات خاصة بكل منها تتضمن عمرها التقديري وموقعها ورقمها بما يكفل حمايتها من العبث أو القطع الجائر أو الإهمال أو أي أمر آخر من شأنه الإضرار بها، كما يهدف المشروع إلى توعية جميع فئات المجتمع وكذلك الزوار بأهمية الحفاظ على الأشجار البرية المعمّرة وعدم التعدي عليها؛ كما تشكّل الأشجار البرية المعمّرة مصدرا مهما للبذور لعدة أنواع محلية، وتدخل ضمن المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة، بالإضافة لفوائدها في تلطيف الجو وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، وحجز الغبار وتوفير الغذاء والمأوى للعديد من الكائنات وغيرها من الفوائد.
انطلق المشروع في مرحلته الأولى من خلال حملة توعوية وزيارات لبعض الأحياء بالتعاون مع المواطنين للتعرّف على أماكن وجود الأشجار وتوزعها الجغرافي وإسقاطها على نظم المعلومات الجغرافية مع تحديد محيط الجذع والارتفاع والوضع العام للشجرة، حيث تم في هذه المرحلة حصر أكثر من ١٥٠٠ شجرة برية، وتواصلت المرحلة الثانية بالفكرة نفسها مع اختيار أحياء ومناطق أخرى، ونتج عنها حصر أكثر من ١٢٠٠ شجرة في الولايات الثلاث أعقب ذلك بدء المرحلة الثالثة، والتي كانت التحرّك العملي في المشروع، وشمل تثبيت لوحات معدنية على الأشجار المعمرة من أجل تعزيز الجانب المعرفي والتوعوي بأهميتها والحفاظ عليها، وتوعية المجتمع وزوار سلطنة عمان بما تشكّله هذه الأشجار من أهمية بيئية واقتصادية واجتماعية ليكون المجتمع شريكا حقيقيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الحفاظ على البيئة وصون مواردها الطبيعية.
أنواع متعددة
تزخر سلطنة عمان بقائمة كبيرة من الأشجار المعمرة المستهدفة في المشروع كون الأشجار البرية المعمرة من المكونات البيئية ذات الأهمية الكبيرة، فهي مصنع متجدد للأكسجين وتعمل على تنقية الهواء وتخليصه من ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى ذلك تعد هذه الأشجار مصدرا للظلال الوارفة والثمار التي يصلح بعضها غذاء للإنسان كما يصلح معظمها غذاء للدواب والطيور، وأدّت الأشجار البرية المعمرة بمحافظة الداخلية دورا مهما في العديد من الأنشطة والممارسات الحياتية، وكان لها دورٌ في التقاء الناس وتجمعهم كما كان بعضها مدرسة لتعليم القرآن الكريم والبعض الآخر كانت تقام تحتها الأسواق الشعبية وتجمعات الأهالي، واستخدمت أخشابها في العديد من الصناعات المنزلية والدوائية وصناعة السفن والمعمار وغيرها الكثير، وهي واحدة من الموارد الطبيعية التي اهتم بها العماني وسعى لجلب أنواع أخرى ذات أهمية واستخدامات مفيدة حتى أصبحت هذه الأشجار المتأقلمة ضمن نسيج البيئة العمانية منذ مئات السنين.
وتزخر البيئة بمحافظة الداخلية بتنوع أشجارها البرية المعمرة بنوعيها المحلي والمتأقلم وأصبحت بعض الأشجار من الإرث والتاريخ الذي يجب الحفاظ عليه، ومن أهم الأشجار البرية المحلية شجرة السمر ذات الشكل المظلي وهي من الأشجار ذات الانتشار الواسع في معظم المحافظات، وتتحمل درجات الحرارة العالية والمناخ الجاف ولها استخدامات متعددة فأوراقها وثمارها علف جيد للمواشي، كما أن رحيق أزهارها يُنتج أجود أنواع العسل وتستخدم أخشابها في الطهي وإنتاج الفحم، وهي من الأنواع التي تتعرض لتهديد مستمر من التوسع العمراني والمشروعات التنموية؛ أما شجرة السدر فهي الأخرى من الأشجار المنتشرة التي ارتبطت بحياة العماني فأزهارها مورد مهم لإنتاج عسل السدر، وأوراقها وثمارها غذاء للمواشي، ومن الأشجار المعمّرة أيضا شجرة الغاف ذات الحجم الكبير، والتي قد يصل ارتفاعها قرابة 20 مترا، وتعمّر لأكثر من 250 عاما، وتعدّ من الأشجار ذات الخصوصية، وشجرة الشوع، وهي من الأشجار ذات الأهمية الاقتصادية وتنتشر غالبا في المناطق الجبلية والأودية وتتغذى المواشي على أطرافها وثمارها ويستخلص من بذورها زيت الشوع المستخدم في بعض العلاجات والوصفات الصحية؛ ويتفرّد الجبل الأخضر بشجرة العلعلان وهي من الأشجار ذات الرائحة العطرية التي قد يصل طولها إلى عشرة أمتار وتعمر لأكثر من 300 عام، ويعد دخان ثمرة العلعلان من المواد الطاردة للحشرات والزواحف والفئران إذ تعدّ من الأشجار المهددة، حيث يندر وجود أجيال جديدة لهذه الشجرة؛ أما شجرة السرح فهي تنمو غالبا في السهول والأودية وتتغذى المواشي والحيوانات البرية على أوراقها وثمارها، ويستخلص منها علاجات تقليدية للأمراض الباطنية كما شملت الحملة توثيق أشجار الطلح وهي من فصيلة القرنيات وشكلها الخارجي مظلي شبيه بشجرة السمر وتوجد في المناطق الجبلية وضفاف الأودية كما تضمّنت الحملة توثيق أشجار أخرى متنوعة من البيئة العمانية كشجرة الأثل والبوت والعتم واللثب.
أشجار متأقلمة
بالإضافة إلى الأشجار المحليّة هناك الأشجار البرية المتأقلمة التي أُدخلت إلى البيئة العمانية كشجرة السوقم أو الرول وهي من الأشجار ذات الحجم الكبير ويصل ارتفاعها لأكثر من 12 مترا وشجرة الصبار «التمر الهندي» وهي من الأشجار دائمة الخضرة ويستحسن الكثير من الناس زراعتها في المنازل والمزارع، حيث تستخدم ثمارها في بعض الوصفات الطبية الشعبية، وقد تعمر هذه الشجرة لأكثر من 200 عام؛ بالإضافة إلى شجرة القرط وهي من الأشجار ذات الاستخدامات المتعددة، وتستخدم ثمارها في دباغة الجلود كما تستخدم في بعض العلاجات الشعبية كعلاج آلام الأسنان والسعال وأخشاب الشجرة من أكثر أنواع الأخشاب صلابة، حيث تستخدم في صناعة السفن والأدوات الخشبية والأثاث المنزلي ويصل ارتفاعها إلى حوالي 12 مترا وتعمر لأكثر من 200 عام؛ أما شجرة الزامّ فهي من الأشجار دائمة الخضرة ويصل ارتفاعها إلى 15 مترا وثمارها صالحة للأكل ويفضل الناس زراعتها لظلها الوارف، وتوجد بشكل عام بالقرب من مصادر المياه وقد تعمر لأكثر من 100 عام؛ كما شملت الحملة توثيق أشجار الفرفار التي تعد من الأنواع المهددة، بسبب عدم نجاح إنتاجها للبذور وشجر الجوز التي تعد من أهم من الأشجار المعمّرة، ويقتصر وجودها الحالي في ولاية الجبل الأخضر، ويصل ارتفاعها إلى 12 مترا وهي شجرة متعددة الاستخدامات من بينها علاج الأكزيما والتهاب الجفن وأوراقها مضادة للفطريات وطاردة للديدان إضافة إلى القيمة الغذائية والاقتصادية العالية لثمارها.
أنهت هيئة البيئة ممثلة بإدارة البيئة بمحافظة الداخلية المرحلة الثالثة من مشروع حصر وتوثيق الأشجار البرية المعمرة بمحافظة الداخلية، والذي نتج عنه توثيق 2700 شجرة في كل من: «نزوى» و«منح» و«الجبل الأخضر» حيث يعدّ المشروع الذي انطلق في العام الفائت أحد المشروعات الفرعية المنبثقة من برنامج الإدارة المستدامة للتنوع الأحيائي وخدمات النظم الإيكولوجية، كما يعدّ أحد أهداف استراتيجية سلطنة عمان للبيئة؛ ويهدف المشروع إلى حصر الأشجار المعمرة وتوثيقها في المحافظة، إذ تتميز بتنوع كبير وانتشار واسع ولها قيمة تاريخية واجتماعية.
وقد جاء المشروع بعد أن كثر التعدي على الأشجار من خلال الزحف العمراني والتمدن وازدياد المشروعات التنموية في المحافظة الأمر الذي أدى إلى اقتلاع الكثير من الأشجار فجاءت فكرة الإسراع بعملية حصرها وإيجاد آلية لحمايتها بصورة عاجلة؛ وإنشاء قاعدة بيانات خاصة بكل منها تتضمن عمرها التقديري وموقعها ورقمها بما يكفل حمايتها من العبث أو القطع الجائر أو الإهمال أو أي أمر آخر من شأنه الإضرار بها، كما يهدف المشروع إلى توعية جميع فئات المجتمع وكذلك الزوار بأهمية الحفاظ على الأشجار البرية المعمّرة وعدم التعدي عليها؛ كما تشكّل الأشجار البرية المعمّرة مصدرا مهما للبذور لعدة أنواع محلية، وتدخل ضمن المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة، بالإضافة لفوائدها في تلطيف الجو وامتصاص ثاني أكسيد الكربون، وحجز الغبار وتوفير الغذاء والمأوى للعديد من الكائنات وغيرها من الفوائد.
انطلق المشروع في مرحلته الأولى من خلال حملة توعوية وزيارات لبعض الأحياء بالتعاون مع المواطنين للتعرّف على أماكن وجود الأشجار وتوزعها الجغرافي وإسقاطها على نظم المعلومات الجغرافية مع تحديد محيط الجذع والارتفاع والوضع العام للشجرة، حيث تم في هذه المرحلة حصر أكثر من ١٥٠٠ شجرة برية، وتواصلت المرحلة الثانية بالفكرة نفسها مع اختيار أحياء ومناطق أخرى، ونتج عنها حصر أكثر من ١٢٠٠ شجرة في الولايات الثلاث أعقب ذلك بدء المرحلة الثالثة، والتي كانت التحرّك العملي في المشروع، وشمل تثبيت لوحات معدنية على الأشجار المعمرة من أجل تعزيز الجانب المعرفي والتوعوي بأهميتها والحفاظ عليها، وتوعية المجتمع وزوار سلطنة عمان بما تشكّله هذه الأشجار من أهمية بيئية واقتصادية واجتماعية ليكون المجتمع شريكا حقيقيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الحفاظ على البيئة وصون مواردها الطبيعية.
أنواع متعددة
تزخر سلطنة عمان بقائمة كبيرة من الأشجار المعمرة المستهدفة في المشروع كون الأشجار البرية المعمرة من المكونات البيئية ذات الأهمية الكبيرة، فهي مصنع متجدد للأكسجين وتعمل على تنقية الهواء وتخليصه من ثاني أكسيد الكربون، إضافة إلى ذلك تعد هذه الأشجار مصدرا للظلال الوارفة والثمار التي يصلح بعضها غذاء للإنسان كما يصلح معظمها غذاء للدواب والطيور، وأدّت الأشجار البرية المعمرة بمحافظة الداخلية دورا مهما في العديد من الأنشطة والممارسات الحياتية، وكان لها دورٌ في التقاء الناس وتجمعهم كما كان بعضها مدرسة لتعليم القرآن الكريم والبعض الآخر كانت تقام تحتها الأسواق الشعبية وتجمعات الأهالي، واستخدمت أخشابها في العديد من الصناعات المنزلية والدوائية وصناعة السفن والمعمار وغيرها الكثير، وهي واحدة من الموارد الطبيعية التي اهتم بها العماني وسعى لجلب أنواع أخرى ذات أهمية واستخدامات مفيدة حتى أصبحت هذه الأشجار المتأقلمة ضمن نسيج البيئة العمانية منذ مئات السنين.
وتزخر البيئة بمحافظة الداخلية بتنوع أشجارها البرية المعمرة بنوعيها المحلي والمتأقلم وأصبحت بعض الأشجار من الإرث والتاريخ الذي يجب الحفاظ عليه، ومن أهم الأشجار البرية المحلية شجرة السمر ذات الشكل المظلي وهي من الأشجار ذات الانتشار الواسع في معظم المحافظات، وتتحمل درجات الحرارة العالية والمناخ الجاف ولها استخدامات متعددة فأوراقها وثمارها علف جيد للمواشي، كما أن رحيق أزهارها يُنتج أجود أنواع العسل وتستخدم أخشابها في الطهي وإنتاج الفحم، وهي من الأنواع التي تتعرض لتهديد مستمر من التوسع العمراني والمشروعات التنموية؛ أما شجرة السدر فهي الأخرى من الأشجار المنتشرة التي ارتبطت بحياة العماني فأزهارها مورد مهم لإنتاج عسل السدر، وأوراقها وثمارها غذاء للمواشي، ومن الأشجار المعمّرة أيضا شجرة الغاف ذات الحجم الكبير، والتي قد يصل ارتفاعها قرابة 20 مترا، وتعمّر لأكثر من 250 عاما، وتعدّ من الأشجار ذات الخصوصية، وشجرة الشوع، وهي من الأشجار ذات الأهمية الاقتصادية وتنتشر غالبا في المناطق الجبلية والأودية وتتغذى المواشي على أطرافها وثمارها ويستخلص من بذورها زيت الشوع المستخدم في بعض العلاجات والوصفات الصحية؛ ويتفرّد الجبل الأخضر بشجرة العلعلان وهي من الأشجار ذات الرائحة العطرية التي قد يصل طولها إلى عشرة أمتار وتعمر لأكثر من 300 عام، ويعد دخان ثمرة العلعلان من المواد الطاردة للحشرات والزواحف والفئران إذ تعدّ من الأشجار المهددة، حيث يندر وجود أجيال جديدة لهذه الشجرة؛ أما شجرة السرح فهي تنمو غالبا في السهول والأودية وتتغذى المواشي والحيوانات البرية على أوراقها وثمارها، ويستخلص منها علاجات تقليدية للأمراض الباطنية كما شملت الحملة توثيق أشجار الطلح وهي من فصيلة القرنيات وشكلها الخارجي مظلي شبيه بشجرة السمر وتوجد في المناطق الجبلية وضفاف الأودية كما تضمّنت الحملة توثيق أشجار أخرى متنوعة من البيئة العمانية كشجرة الأثل والبوت والعتم واللثب.
أشجار متأقلمة
بالإضافة إلى الأشجار المحليّة هناك الأشجار البرية المتأقلمة التي أُدخلت إلى البيئة العمانية كشجرة السوقم أو الرول وهي من الأشجار ذات الحجم الكبير ويصل ارتفاعها لأكثر من 12 مترا وشجرة الصبار «التمر الهندي» وهي من الأشجار دائمة الخضرة ويستحسن الكثير من الناس زراعتها في المنازل والمزارع، حيث تستخدم ثمارها في بعض الوصفات الطبية الشعبية، وقد تعمر هذه الشجرة لأكثر من 200 عام؛ بالإضافة إلى شجرة القرط وهي من الأشجار ذات الاستخدامات المتعددة، وتستخدم ثمارها في دباغة الجلود كما تستخدم في بعض العلاجات الشعبية كعلاج آلام الأسنان والسعال وأخشاب الشجرة من أكثر أنواع الأخشاب صلابة، حيث تستخدم في صناعة السفن والأدوات الخشبية والأثاث المنزلي ويصل ارتفاعها إلى حوالي 12 مترا وتعمر لأكثر من 200 عام؛ أما شجرة الزامّ فهي من الأشجار دائمة الخضرة ويصل ارتفاعها إلى 15 مترا وثمارها صالحة للأكل ويفضل الناس زراعتها لظلها الوارف، وتوجد بشكل عام بالقرب من مصادر المياه وقد تعمر لأكثر من 100 عام؛ كما شملت الحملة توثيق أشجار الفرفار التي تعد من الأنواع المهددة، بسبب عدم نجاح إنتاجها للبذور وشجر الجوز التي تعد من أهم من الأشجار المعمّرة، ويقتصر وجودها الحالي في ولاية الجبل الأخضر، ويصل ارتفاعها إلى 12 مترا وهي شجرة متعددة الاستخدامات من بينها علاج الأكزيما والتهاب الجفن وأوراقها مضادة للفطريات وطاردة للديدان إضافة إلى القيمة الغذائية والاقتصادية العالية لثمارها.