يعد التقليد من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشارًا في وقتنا الحالي، ففي معظم الأحيان، يقوم الأفراد والأسر بتبني الأفكار واقتناء السلع والمنتجات التي يرونها لدى الآخرين، بغرض الرغبة في الشعور بالانتماء الاجتماعي، أو حب التفاخر أمام المحيط، أو إرضاء رغبات داخلية دفينة، وفي هذا الاستطلاع نتعرف على العوامل التي تساهم في انتشار هذه الظاهرة، وآثارها النفسية والاجتماعية، وانعكاسها بين الأسر على أسلوب تربية الأطفال.
تقول خولة البهلاوية أخصائية نفسية: التقليد هو يد تؤشر إلى إتباع الآخرين سواء باستخدام أصابع تقليد القول أواللبس أو الأفعال أو غيرها.. ومن أهم العوامل التي تساهم في انتشار عدوى التقليد هو الانتقاد المستمر الذي يجعل الشخص يرى نفسه صغيرا دائما، وضعف الشخصية التي تجعل البعض ينقض على فريسة التقليد السلبي الأعمى.
وللحد من انتشار التقليد السلبي تقول: من المهم تنشئة الأبناء التنشئة الصالحة في جو مفعم بحيوية الرقابة وتوجيه الأهل وعدم فتح بوابة تقليد الثقافات الأجنبية، كما يجب الوقوع في شباك القدوة الحسنة، وانتقاء الرفقة الصالحة، وتقوية الثقة بالنفس وتطويرها، وملء وقت الفراغ بكل ما هو مفيد.
وتتعدد صور تقليد الأسر فيما بينها، كما ترى خولة والتي تتمثل في المقارنة بين الأبناء من حيث المستوى العلمي والطباع وغيره.. كما أن خيط التقليد يجمع خيوطه في بعض الأسر لتصبح نسيجا مكتملا من التقليد في الشيء المادي كالسيارات والمنازل وغيرها.. من جانب آخر، ترى أنه من الجميل الغوص في حوض التقليد عندما يكون متعلقًا بالنظافة والاهتمام بالأطفال والتقليد في التركيز بنور الاهتمام الذي ينير الفهم والاستيعاب من خلال القراءة المستمرة والمذاكرة وإلحاق الأبناء بمراكز تحفيظ القرآن والمعاهد التعليمية وغيرها.. ومن السيئ عندما يؤدي إلى الغوص في البرك الوحلة على عكس ذلك.
وترى أميرة البلوشية أخصائية نفسية أن التقليد يستوجب استحضار أمرين: الالتزام والتحمل، ولابد من أن يتحمل الشخص الراغب في تقليد الآخرين جميع التبعات المادية والنفسية والاجتماعية مما يحول الأمر من مجرد متعة إلى التزام وجب التقيد به، لذا ترى أن التقليد عبء مضاف يُثقل كاهل الأسر، مشيرة إلى أن من أهم العوامل التي تُسهم في انتشار التقليد قلة الثقة بالنفس وشعور النقص، فيتوقع الفرد أنه بالتقليد والمجاراة يستطيع أن يلفت الانتباه لذاته ويحصل على المزيد من الثقة، وهناك بعض العوامل الأخرى مثل الانفتاح عبر مختلف برامج التواصل الاجتماعي ومشاركة الصور التي تجعل بعض الأشخاص المتابعين يتوقعون أن هناك عالما مثاليا ويحاولون الوصول إليه.
وتبرز مظاهره في الاحتفاء بالمناسبات العامة والخاصة كالأعياد والأعراس وحفلات الميلاد وغيرها، وأيضا في نمط الحياة والسفر وقد تتجرد بعض الأسر من عاداتها وتقاليدها من أجل مواكبة أمر معين.
وتعتبر أميرة أن التقليد شكل من أشكال التعلم الاجتماعي (التعلم بالمحاكاة) ومن الممكن أن تكتسب الأسرة أسلوبا تربويا واعيا من خلال تقليد أسرة مثقفة تربي الأبناء حسب سياق الحقبة التاريخية التي ولد فيها الطفل، مما يحول التقليد إلى معزز في التربية الإيجابية، ولكن قد يحدث العكس وتنسف جميع مساعي التربية عند التقليد الأعمى الغير واع وإعطاء الطفل امتيازات وحقوق لمجرد محاكاة عائلة أخرى، مما يؤدي إلى تشتت الطفل وعدم قدرته على التركيز، فالطفل فطن بطبعه فهو يستطيع التمييز بين ما هو مُعتقد في أسرته وبين ما هو دخيل عليها.
وحول الآثار النفسية والاجتماعية تقول: يكمن ضرر التقليد في حالة التوتر القيمي التي يوجدها لدى الأسرة، نتيجة تشتت الأفراد بين القيم التي اكتسبوها ونشأوا عليها، وبين ما يرونه تطورا في أسر أخرى، وهو الأمر الذي قد ينتج عنه تشويش وتغيير في قناعات الشخص وثوابته من الناحية النفسية، ثم يعبث في المنظومة القيمية التي تنظم سلوك الفرد وتصرفاته وتختل تبعًا لذلك عملية إصداره للأحكام وتفاعله مع مجريات الحياة الاجتماعية.
وتشير سمية الكندية إلى أن من أبرز العوامل التي تساهم في انتشار التقليد بين الآخرين هي قنوات التواصل الاجتماعي وانتشار استخدامها بسن الشباب والمراهقين والأطفال، والتي جعلت من حمى التقليد تنتشر بشكل كبير جدا، خصوصًا أن أغلب محتوى هذه القنوات هو الماديات، إضافة إلى وقت الفراغ الذي قد يكون أحد أسباب متابعة الشباب لمحتويات مادية تسهم في جعلهم يقلدون الآخرين ويعزز الرغبة لديهم في امتلاك الماديات الموجودة لدى الآخرين، كما أن الترويج عن طريق المؤثرين ساهم بشكل كبير في انتشار التقليد الأعمى واتباع آراء الآخرين حول منتجات معينة، وتبرز مظاهر ذلك في الحفلات والتجمعات والملابس وامتلاك الأجهزة الإلكترونية، والأثاث في المنازل وغيرها..
وتقول سمية: تبرز آثار التقليد النفسية في عدم الراحة وانعدام الإحساس بالقناعة وإنما الرغبة فيما لدى الآخرين من ماديات، والقلق المستمر والإحساس بالإحراج في حال عدم القدرة على التقليد، أما اجتماعيا فهي تبني مجتمعا فارغا فكريا ومجتمعا ماديا استهلاكيا غير منتج، وفي بعض الأحيان قد تؤدي لوجود جرائم ومشاكل أسرية.
وتفيد خلود العاصمية حول انعكاس التقليد بين على الأسر في أسلوب تربية الأطفال: أن الطفل يميل بطبعه الفطري للتقليد ويعتبر التقليد من أسهل الطرق لاكتساب الفضائل، ففي مرحلة الطفولة يعتمد على تقليد والديه أو إخوانه أو معلميه، فهو يقلد الشخص المقرب والمحبب له في طريقة المشي والحديث وأساليب التعامل لهذا لابد من توفير القدوة الصالحة للأبناء.
وتضيف: من الطرق الفعّالة للتعامل مع هذه الظاهرة لدى الأسر هو رفع الوعي الديني عن طريق المحاضرات والندوات الدينية، إضافة إلى استخدام الإعلام في نشر القيم والثقافة الحميدة لمجتمعاتنا.
تقول خولة البهلاوية أخصائية نفسية: التقليد هو يد تؤشر إلى إتباع الآخرين سواء باستخدام أصابع تقليد القول أواللبس أو الأفعال أو غيرها.. ومن أهم العوامل التي تساهم في انتشار عدوى التقليد هو الانتقاد المستمر الذي يجعل الشخص يرى نفسه صغيرا دائما، وضعف الشخصية التي تجعل البعض ينقض على فريسة التقليد السلبي الأعمى.
وللحد من انتشار التقليد السلبي تقول: من المهم تنشئة الأبناء التنشئة الصالحة في جو مفعم بحيوية الرقابة وتوجيه الأهل وعدم فتح بوابة تقليد الثقافات الأجنبية، كما يجب الوقوع في شباك القدوة الحسنة، وانتقاء الرفقة الصالحة، وتقوية الثقة بالنفس وتطويرها، وملء وقت الفراغ بكل ما هو مفيد.
وتتعدد صور تقليد الأسر فيما بينها، كما ترى خولة والتي تتمثل في المقارنة بين الأبناء من حيث المستوى العلمي والطباع وغيره.. كما أن خيط التقليد يجمع خيوطه في بعض الأسر لتصبح نسيجا مكتملا من التقليد في الشيء المادي كالسيارات والمنازل وغيرها.. من جانب آخر، ترى أنه من الجميل الغوص في حوض التقليد عندما يكون متعلقًا بالنظافة والاهتمام بالأطفال والتقليد في التركيز بنور الاهتمام الذي ينير الفهم والاستيعاب من خلال القراءة المستمرة والمذاكرة وإلحاق الأبناء بمراكز تحفيظ القرآن والمعاهد التعليمية وغيرها.. ومن السيئ عندما يؤدي إلى الغوص في البرك الوحلة على عكس ذلك.
وترى أميرة البلوشية أخصائية نفسية أن التقليد يستوجب استحضار أمرين: الالتزام والتحمل، ولابد من أن يتحمل الشخص الراغب في تقليد الآخرين جميع التبعات المادية والنفسية والاجتماعية مما يحول الأمر من مجرد متعة إلى التزام وجب التقيد به، لذا ترى أن التقليد عبء مضاف يُثقل كاهل الأسر، مشيرة إلى أن من أهم العوامل التي تُسهم في انتشار التقليد قلة الثقة بالنفس وشعور النقص، فيتوقع الفرد أنه بالتقليد والمجاراة يستطيع أن يلفت الانتباه لذاته ويحصل على المزيد من الثقة، وهناك بعض العوامل الأخرى مثل الانفتاح عبر مختلف برامج التواصل الاجتماعي ومشاركة الصور التي تجعل بعض الأشخاص المتابعين يتوقعون أن هناك عالما مثاليا ويحاولون الوصول إليه.
وتبرز مظاهره في الاحتفاء بالمناسبات العامة والخاصة كالأعياد والأعراس وحفلات الميلاد وغيرها، وأيضا في نمط الحياة والسفر وقد تتجرد بعض الأسر من عاداتها وتقاليدها من أجل مواكبة أمر معين.
وتعتبر أميرة أن التقليد شكل من أشكال التعلم الاجتماعي (التعلم بالمحاكاة) ومن الممكن أن تكتسب الأسرة أسلوبا تربويا واعيا من خلال تقليد أسرة مثقفة تربي الأبناء حسب سياق الحقبة التاريخية التي ولد فيها الطفل، مما يحول التقليد إلى معزز في التربية الإيجابية، ولكن قد يحدث العكس وتنسف جميع مساعي التربية عند التقليد الأعمى الغير واع وإعطاء الطفل امتيازات وحقوق لمجرد محاكاة عائلة أخرى، مما يؤدي إلى تشتت الطفل وعدم قدرته على التركيز، فالطفل فطن بطبعه فهو يستطيع التمييز بين ما هو مُعتقد في أسرته وبين ما هو دخيل عليها.
وحول الآثار النفسية والاجتماعية تقول: يكمن ضرر التقليد في حالة التوتر القيمي التي يوجدها لدى الأسرة، نتيجة تشتت الأفراد بين القيم التي اكتسبوها ونشأوا عليها، وبين ما يرونه تطورا في أسر أخرى، وهو الأمر الذي قد ينتج عنه تشويش وتغيير في قناعات الشخص وثوابته من الناحية النفسية، ثم يعبث في المنظومة القيمية التي تنظم سلوك الفرد وتصرفاته وتختل تبعًا لذلك عملية إصداره للأحكام وتفاعله مع مجريات الحياة الاجتماعية.
وتشير سمية الكندية إلى أن من أبرز العوامل التي تساهم في انتشار التقليد بين الآخرين هي قنوات التواصل الاجتماعي وانتشار استخدامها بسن الشباب والمراهقين والأطفال، والتي جعلت من حمى التقليد تنتشر بشكل كبير جدا، خصوصًا أن أغلب محتوى هذه القنوات هو الماديات، إضافة إلى وقت الفراغ الذي قد يكون أحد أسباب متابعة الشباب لمحتويات مادية تسهم في جعلهم يقلدون الآخرين ويعزز الرغبة لديهم في امتلاك الماديات الموجودة لدى الآخرين، كما أن الترويج عن طريق المؤثرين ساهم بشكل كبير في انتشار التقليد الأعمى واتباع آراء الآخرين حول منتجات معينة، وتبرز مظاهر ذلك في الحفلات والتجمعات والملابس وامتلاك الأجهزة الإلكترونية، والأثاث في المنازل وغيرها..
وتقول سمية: تبرز آثار التقليد النفسية في عدم الراحة وانعدام الإحساس بالقناعة وإنما الرغبة فيما لدى الآخرين من ماديات، والقلق المستمر والإحساس بالإحراج في حال عدم القدرة على التقليد، أما اجتماعيا فهي تبني مجتمعا فارغا فكريا ومجتمعا ماديا استهلاكيا غير منتج، وفي بعض الأحيان قد تؤدي لوجود جرائم ومشاكل أسرية.
وتفيد خلود العاصمية حول انعكاس التقليد بين على الأسر في أسلوب تربية الأطفال: أن الطفل يميل بطبعه الفطري للتقليد ويعتبر التقليد من أسهل الطرق لاكتساب الفضائل، ففي مرحلة الطفولة يعتمد على تقليد والديه أو إخوانه أو معلميه، فهو يقلد الشخص المقرب والمحبب له في طريقة المشي والحديث وأساليب التعامل لهذا لابد من توفير القدوة الصالحة للأبناء.
وتضيف: من الطرق الفعّالة للتعامل مع هذه الظاهرة لدى الأسر هو رفع الوعي الديني عن طريق المحاضرات والندوات الدينية، إضافة إلى استخدام الإعلام في نشر القيم والثقافة الحميدة لمجتمعاتنا.