يتغلغل المال في نسيج حياتنا اليوم بشكل غير مسبوق، مما بات معه من الضرورة تثقيف الأطفال عن المال في مرحلة مبكرة جدا، بحيث لا يترك حتى يستلم أول راتب من وظيفته ليتعلم كيف يتعامل مع المال، إذ يرى كثير من الخبراء أن الطفل في الواقع يبدأ من عمر ثلاث وخمس سنوات يكوّن عادات وسلوكيات بما في ذلك سلوكياته تجاه المال.
وتشير الدراسات إلى أن الناس الذين يمتلكون مهارات إدارة المال تعرضوا لحوارات حول المال منذ الصغر، وكانت تحت يدهم أموال هم مسؤولون عنها مثل المصروف اليومي أو الأسبوعي.
ففي المرحلة المبكرة من عمر الطفل يمكن له أن يتعلم الفرق بين العملات المعدنية والورقية، وأن الأشياء ليس لها الثمن ذاته، وضرورة الحفاظ على الأموال في مكان آمن خوفا من الضياع، فهذه المبادئ جدا بسيطة ومن السهل على الطفل استيعابها.
وهذا لا يتم بالتلقين لكن من خلال أحداثنا اليومية وحواراتنا، فمن الممكن على سبيل المثال مشاركة الطفل في كتابة قائمة المشتريات، وعندما نصحبه للمحال التجارية نجعله يفهم الفرق بين الأسعار، كأن نجعله يختار ثم نبين له مثلا بأن هذا غال، ونجعله يبحث عن بديل أرخص، وبالإمكان أيضا تعليمهم الحساب عن طريق العملات، وإن كانت الألعاب هي أفضل طريقة على الإطلاق لزرع السلوك لدى الطفل ليتعلم بالمشاهدة والملاحظة والقدوة، فإذا كان والداه يمتلكان ثقافة مالية يتبنى هو هذه الثقافة والعكس صحيح، وإن كان بعض الأطفال يشذون عن هذه القاعدة، بأن تتكون لديهم ردة فعل من أحداث الطفولة تجدهم يتبنون سلوكيات متطرفة تجاه المال، فالطفل الذي على سبيل المثال يعيش في منزل تكثر فيه الخلافات حول المال قد تتطور لديه سلوكيات مالية متطرفة مثل: الادخار القهري والتعلق والصرف القهري، والاكتناز،لأن الوالدين هما مصدر أمان للطفل إذا تكررت على سبيل المثال عبارة مثل (نحن لا نملك المال) فهي تهدد سلامته وأمنه ويشعر بالخوف، ويتولد لديه شعور بالذنب؛ لأن الطفل ممكن أن يلقي باللوم على نفسه.
والطفل الذي يتعود منذ الصغر أن يحصل على كل شيء دون أن يطلبه، يخرج للمجتمع فردا أنانيا، استغلاليا، أو شخصا محبطا فهو عندما يواجه الحياة الواقعية يكتشف بأن الحصول على ما يريد ليس بالسهولة التي صوّرها له والداه، أضف إلى ذلك أن الطفل الذي يتم إغراقه بالألعاب، بأن يتم توفير لعبة له قبل أن يكتفي من لعبته الأولى، يمنعه ذلك وفقا للخبراء من تكوين علاقة ارتباط ومعرفة قيمة الأشياء بما في ذلك العلاقات الإنسانية، وتضعف عنده ملكة الاكتشاف والإبداع.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
وتشير الدراسات إلى أن الناس الذين يمتلكون مهارات إدارة المال تعرضوا لحوارات حول المال منذ الصغر، وكانت تحت يدهم أموال هم مسؤولون عنها مثل المصروف اليومي أو الأسبوعي.
ففي المرحلة المبكرة من عمر الطفل يمكن له أن يتعلم الفرق بين العملات المعدنية والورقية، وأن الأشياء ليس لها الثمن ذاته، وضرورة الحفاظ على الأموال في مكان آمن خوفا من الضياع، فهذه المبادئ جدا بسيطة ومن السهل على الطفل استيعابها.
وهذا لا يتم بالتلقين لكن من خلال أحداثنا اليومية وحواراتنا، فمن الممكن على سبيل المثال مشاركة الطفل في كتابة قائمة المشتريات، وعندما نصحبه للمحال التجارية نجعله يفهم الفرق بين الأسعار، كأن نجعله يختار ثم نبين له مثلا بأن هذا غال، ونجعله يبحث عن بديل أرخص، وبالإمكان أيضا تعليمهم الحساب عن طريق العملات، وإن كانت الألعاب هي أفضل طريقة على الإطلاق لزرع السلوك لدى الطفل ليتعلم بالمشاهدة والملاحظة والقدوة، فإذا كان والداه يمتلكان ثقافة مالية يتبنى هو هذه الثقافة والعكس صحيح، وإن كان بعض الأطفال يشذون عن هذه القاعدة، بأن تتكون لديهم ردة فعل من أحداث الطفولة تجدهم يتبنون سلوكيات متطرفة تجاه المال، فالطفل الذي على سبيل المثال يعيش في منزل تكثر فيه الخلافات حول المال قد تتطور لديه سلوكيات مالية متطرفة مثل: الادخار القهري والتعلق والصرف القهري، والاكتناز،لأن الوالدين هما مصدر أمان للطفل إذا تكررت على سبيل المثال عبارة مثل (نحن لا نملك المال) فهي تهدد سلامته وأمنه ويشعر بالخوف، ويتولد لديه شعور بالذنب؛ لأن الطفل ممكن أن يلقي باللوم على نفسه.
والطفل الذي يتعود منذ الصغر أن يحصل على كل شيء دون أن يطلبه، يخرج للمجتمع فردا أنانيا، استغلاليا، أو شخصا محبطا فهو عندما يواجه الحياة الواقعية يكتشف بأن الحصول على ما يريد ليس بالسهولة التي صوّرها له والداه، أضف إلى ذلك أن الطفل الذي يتم إغراقه بالألعاب، بأن يتم توفير لعبة له قبل أن يكتفي من لعبته الأولى، يمنعه ذلك وفقا للخبراء من تكوين علاقة ارتباط ومعرفة قيمة الأشياء بما في ذلك العلاقات الإنسانية، وتضعف عنده ملكة الاكتشاف والإبداع.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية