تأخذ العلاقة بين الدين والعلم طابعًا من الصراع والوئام؛ فوفق المنطق السليم لا يتناقض دين سليم مع علم سليم، ولكن طابع التنافر موجود أيضا في حالة وجود خلل في القاعدة المنطقية السابقة وفي حالات أخرى عند محاولة أحدهما أن ينتصر على الآخر وفقا للظرفية السياسية سواء الدينية أو العلموية.
تمتد هذه العلاقة المتباينة بين الصراع والتوافق إلى آلاف السنين، حيث المظاهر الأولى للحضارة الإنسانية التي يرى البعض بدايتها مع اكتشاف النار التي أثارت الخوف والفرح في آن واحد؛ إذ يرى الإنسان -لأول مرة- هذا الوهج الحارق وفي داخله تتهامس الأفكار والأسئلة ممتدة إلى مستقبل جديد يُدخل البشرية إلى ثورتها الحضارية الأولى التي تنقله إلى مستويات تميّزه عن باقي الكائنات. بدأت حينها أول مظاهر هذه العلاقة التي تربط الإنسان العاقل بالدين والبحث عن إجابات لأسئلة كثيرة تخص حياته؛ فكان الدين ضرورة ملحة لهذا الإنسان الذي امتلك الوعي «العقل» بجانب قدراته الدماغية العالية، فالدين يقوده إلى صناعة الحضارة الثقافية المعنية بنظامه الأخلاقي الذي يشمل النظام الاجتماعي والتنظيم المجتمعي والأسري، ويمتد إلى تحديد الحقوق والواجبات العامة والخاصة؛ فكانت الحاجة إلى الدين لملء هذه الفجوات بجانب استعمال الدين للإجابة عن أسئلة كثيرة تخص الحياة وظواهرها، إلا أن الإنسان ببدائيته -حينها- ومع فقدانه للعنصر الديني «السليم» وأدوات المعرفة اللذين يضمنان له تحقق مراده؛ ضاع بمتاهات التدين الوضعي الذي اخترق مظاهر الحياة وأنماطها ليحل محل الغائب المجهول «العلم»؛ فتعددت الآلهة -التي تُعبد- الخاصة بكل ظاهرة تثير فضول الإنسان ودهشته، ومنها آلهة النار والشمس والمطر والنجوم والحياة والموت؛ لتنبثق المظاهر البدائية للعلم مثل السحر وصناعة الأسطورة والخرافة.
هنا طُرحت الأسئلة الخاصة بنشأة الدين منها: هل بدأ الدين التوحيدي «الإلهي الخالص» قبل وجود الديانات الوضعية؛ فكانت هذه الديانات الوضعية نتيجة حتمية للتحريف الذي يأخذ مجراه الزمني وفقًا للتخلف البشري؟ أو أن الدين «الإلهي الخالص» جاء نتيجةً لإخراج الإنسان من مأزق الديانات الوضعية وإرشاده إلى ماهية الحياة وفق منهجية تتجانس مع متطلبات عقله الشغوف بالمعرفة؟ تتباين المدارس التاريخية والميثولوجية في تحديد الصورة الواضحة لنشأة الدين، وهذا نقاش سبق لي طرحه في كتابي «هكذا نتطور».
صراع الدين مع العلم مسألة قديمة تزيد وتضعف حسب الهيمنة السياسية وتوجهاتها التي تتبنى -غالبًا- موقفًا يساند مآربها سواء تلك التي تأخذ الطابع الديني أو الطابع العلموي «المادي»؛ ولهذا تتبنى مثل هذه السلطات منهجًا إما أن يُغيّب الدين «الإلهي الناصع» فيها أو في حالات أخرى يُغيّب العقل «الموجّه للبناء العلمي»؛ فتضيع بوصلة المجتمع البشري الرامية إلى التوازن في حفظ المتطلبات الروحية والمتطلبات العلمية دون إخلال بكلا العنصرين «الديني والعلمي». نرى هذا -عبر التاريخ- جليّا متمثلا في -على سبيل المثال- سلطة الفراعنة في مصر التي آثرت تبنّي منهج ديني -وضعي- جعل من رأس السلطة إلهًا يُعبد بجانب آلهة أخرى، واعتُمِدَ السحرُ علمًا يتكسب بواسطته الكهنة، وكذلك سلطة الكنيسة في القرون الوسطى التي رفضت كل التوجهات العقلانية الداعية للمنهج العلمي السليم، مثل قضية مركزية الكون، وبعدها قضية عمر الحياة بما فيها الأرض وما يتعلق به من التطور البيولوجي؛ مما قاد إلى تصاعد حدة هذا الصراع الذي قاد إلى عصر تنويري رافض للدين.
في الجانب الآخر، يظهر الدور الإسلامي - في عصوره الذهبية - الذي حافظ على حرية التفكير، وساهم في بناء المنهجية العقلانية ثم التجريبية النابعة من التأصيل الديني الداعي إلى التفكّر والتعقّل وبالتالي النهوض بالعلم، وهذا ما يراه الكثير من العلماء أن الدور الإسلامي بمثابة المنقذ الذي أخرج أوروبا من عصورها المظلمة إلى عصور التنوير، بينما رأت النهضة الأوروبية - وتحديدا بعد القرن السادس عشر- خلاصها من الدين -سلطة الكنيسة- المخرج الذي سيسلك بها إلى العلم؛ إذ إن تناقضات الدين -عندهم- خلصت إلى نتيجة مفادها لا علم بوجود الدين؛ لهذا نرى كثيرًا من آراء علماء التنوير وفلاسفته في الغرب تعارض وجود الدين مع العلم، ومن هذه الآراء ما ذكرته في كتابي «هكذا نتطور» (الصفحة: 166-167)»: «يحاول المنهج المادي أن يُبرز نظرية الإسقاط (Projection Theory) في قضية نشأة الأديان وتطورها من حيث إن الأديان -حسب منهجهم- نشأت نتيجة لخيال الإنسان وإسقاطه لرغباته الداخلية والذي بناه لأسباب منها البحث عن الكمال والخلود -الخلود في الحياة الآخرة- كما يرى ذلك الفيلسوف لودفيج فيورباخ (Ludwig Feuerbach)، وكذلك يرى سيجموند فرويد (Sigmund Freud) أن الدين نشأ لأسباب نفسية داخل الإنسان وهي خوفه من الطبيعة ولوجود عقدة الذنب التي تطارده ويحاول أن يتخلص منها ومن ألمها من خلال فكرة الدين والإله. أما كارل ماركس (Karl Marx ) فإنه أيضا يتصور أن الدين جاء نتيجة لوجود الطبقات الاجتماعية التي تحاول الانتفاع باسم الدين في تحقيق مصالحها الاقتصادية والسيطرة على الثورات لصالح طبقات رجال الحكم والدين؛ ولهذا تُنسب هذه المقولة لكارل ماركس (الدين أفيون الشعوب). أما الفيلسوف البريطاني برتراند رسل (Bertrand Russell) فيرى أن الدين نشأ ليقاوم الخوف الذي يهرب منه الإنسان وللبحث عن الأمان. كذلك يحاول نيتشه صاحب الفلسفة المثالية إسقاط نزعته المثالية في تفسير نشأة الدين بأنه اختراع اخترعه الضعفاء والعبيد تعويضًا لنقصهم وضعفهم ومحاولة لاستعطاف الأقوياء وبناء نظام اجتماعي أخلاقي عادل يضمن مساواتهم مع أولئك الأقوياء».
من العدالة أن ننفي وجود صراع -في أصله- بين الدين الإسلامي والعلم، ومن الضرورة أن لا نتقمص التجربة الغربية المناهضة للدين -بعد عصر التنوير- التي ترى وجود الفجوة السحيقة بين العلم والدين التي تُوجت بانتصارهم للعلم وخلعهم الدين؛ ليستغل بعض المسلمين وجود هذا التوتر بين الدين «الكنيسة» والعلم، محاولا قلب المعادلة انتصارا للدين عبر محاربة العلم وقوانينه؛ حيث ظن بعض المسلمين العلم عدوا للدين ومناقضا لمبادئه، متقمصين بذلك -عمدا أو جهلا- الدور الذي كانت الكنيسة تلعبه، وهنا نطرح قضية مهمة مفادها «كيف يمكن لدين سليم وأصيل أن يتناقض مع منهج علمي سليم؟»؛ فالدين الإسلامي متمثلًا -بيقينته المطلقة- في النص القرآني لا نجد فيه أي تناقض مع مسلمات علمية ثابتة؛ كون الدين -أولًا- لا يُعنى بالجانب العلمي الذي يدرس ظواهر الكون والحياة، ولكنه معنيّ بالبناء الروحي عند الإنسان وتنظيم حياته، ويدعوه إلى منهج البحث والتفكّر والشك المنهجي الذي يقوده إلى التمحيص العلمي السليم. كذلك -ثانيًا- القرآن الكريم لا يناقش القوانين العلمية، وكذلك لا ينفي وجودها مثل آلية التطور الخاصة بالحياة وكائناتها، ولكنّه يوجّه العقل البشري إلى الإيمان بوجود خالق واحد شاءت إرادته أن تجعل للكون والحياة قوانين تعمل مثل قانون الحركة والجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية وقانون التطور البيولوجي الذي ليس بالضرورة أن نوافق على آليته -حرفيًا- كما تريدها النظرية التطورية «الداروينية» التركيبية الحديثة التي حاد بعض علمائها عن المنهجية العلمية الصميمة؛ فتداخلت النظرية التطورية الحديثة مع مسوغات المدرسة المادية الداعية إلى إنكار وجود الخالق والموجّه لمثل هذه القوانين الكونية. هنا ننظر بعين العقل، ونستعمل مناهج العلم وأدواته في فحص مثل هذه القوانين التي لا نضطر إلى نسف وجودها بقدر حاجتنا إلى تنقية بعضها من أي شوائب تؤثر في القيم والمبادئ الضرورية دون إعاقة لحركة العلم المتمثلة في قوانين الكون والحياة.
د. معمر بن علي التوبي كاتب وباحث عُماني
تمتد هذه العلاقة المتباينة بين الصراع والتوافق إلى آلاف السنين، حيث المظاهر الأولى للحضارة الإنسانية التي يرى البعض بدايتها مع اكتشاف النار التي أثارت الخوف والفرح في آن واحد؛ إذ يرى الإنسان -لأول مرة- هذا الوهج الحارق وفي داخله تتهامس الأفكار والأسئلة ممتدة إلى مستقبل جديد يُدخل البشرية إلى ثورتها الحضارية الأولى التي تنقله إلى مستويات تميّزه عن باقي الكائنات. بدأت حينها أول مظاهر هذه العلاقة التي تربط الإنسان العاقل بالدين والبحث عن إجابات لأسئلة كثيرة تخص حياته؛ فكان الدين ضرورة ملحة لهذا الإنسان الذي امتلك الوعي «العقل» بجانب قدراته الدماغية العالية، فالدين يقوده إلى صناعة الحضارة الثقافية المعنية بنظامه الأخلاقي الذي يشمل النظام الاجتماعي والتنظيم المجتمعي والأسري، ويمتد إلى تحديد الحقوق والواجبات العامة والخاصة؛ فكانت الحاجة إلى الدين لملء هذه الفجوات بجانب استعمال الدين للإجابة عن أسئلة كثيرة تخص الحياة وظواهرها، إلا أن الإنسان ببدائيته -حينها- ومع فقدانه للعنصر الديني «السليم» وأدوات المعرفة اللذين يضمنان له تحقق مراده؛ ضاع بمتاهات التدين الوضعي الذي اخترق مظاهر الحياة وأنماطها ليحل محل الغائب المجهول «العلم»؛ فتعددت الآلهة -التي تُعبد- الخاصة بكل ظاهرة تثير فضول الإنسان ودهشته، ومنها آلهة النار والشمس والمطر والنجوم والحياة والموت؛ لتنبثق المظاهر البدائية للعلم مثل السحر وصناعة الأسطورة والخرافة.
هنا طُرحت الأسئلة الخاصة بنشأة الدين منها: هل بدأ الدين التوحيدي «الإلهي الخالص» قبل وجود الديانات الوضعية؛ فكانت هذه الديانات الوضعية نتيجة حتمية للتحريف الذي يأخذ مجراه الزمني وفقًا للتخلف البشري؟ أو أن الدين «الإلهي الخالص» جاء نتيجةً لإخراج الإنسان من مأزق الديانات الوضعية وإرشاده إلى ماهية الحياة وفق منهجية تتجانس مع متطلبات عقله الشغوف بالمعرفة؟ تتباين المدارس التاريخية والميثولوجية في تحديد الصورة الواضحة لنشأة الدين، وهذا نقاش سبق لي طرحه في كتابي «هكذا نتطور».
صراع الدين مع العلم مسألة قديمة تزيد وتضعف حسب الهيمنة السياسية وتوجهاتها التي تتبنى -غالبًا- موقفًا يساند مآربها سواء تلك التي تأخذ الطابع الديني أو الطابع العلموي «المادي»؛ ولهذا تتبنى مثل هذه السلطات منهجًا إما أن يُغيّب الدين «الإلهي الناصع» فيها أو في حالات أخرى يُغيّب العقل «الموجّه للبناء العلمي»؛ فتضيع بوصلة المجتمع البشري الرامية إلى التوازن في حفظ المتطلبات الروحية والمتطلبات العلمية دون إخلال بكلا العنصرين «الديني والعلمي». نرى هذا -عبر التاريخ- جليّا متمثلا في -على سبيل المثال- سلطة الفراعنة في مصر التي آثرت تبنّي منهج ديني -وضعي- جعل من رأس السلطة إلهًا يُعبد بجانب آلهة أخرى، واعتُمِدَ السحرُ علمًا يتكسب بواسطته الكهنة، وكذلك سلطة الكنيسة في القرون الوسطى التي رفضت كل التوجهات العقلانية الداعية للمنهج العلمي السليم، مثل قضية مركزية الكون، وبعدها قضية عمر الحياة بما فيها الأرض وما يتعلق به من التطور البيولوجي؛ مما قاد إلى تصاعد حدة هذا الصراع الذي قاد إلى عصر تنويري رافض للدين.
في الجانب الآخر، يظهر الدور الإسلامي - في عصوره الذهبية - الذي حافظ على حرية التفكير، وساهم في بناء المنهجية العقلانية ثم التجريبية النابعة من التأصيل الديني الداعي إلى التفكّر والتعقّل وبالتالي النهوض بالعلم، وهذا ما يراه الكثير من العلماء أن الدور الإسلامي بمثابة المنقذ الذي أخرج أوروبا من عصورها المظلمة إلى عصور التنوير، بينما رأت النهضة الأوروبية - وتحديدا بعد القرن السادس عشر- خلاصها من الدين -سلطة الكنيسة- المخرج الذي سيسلك بها إلى العلم؛ إذ إن تناقضات الدين -عندهم- خلصت إلى نتيجة مفادها لا علم بوجود الدين؛ لهذا نرى كثيرًا من آراء علماء التنوير وفلاسفته في الغرب تعارض وجود الدين مع العلم، ومن هذه الآراء ما ذكرته في كتابي «هكذا نتطور» (الصفحة: 166-167)»: «يحاول المنهج المادي أن يُبرز نظرية الإسقاط (Projection Theory) في قضية نشأة الأديان وتطورها من حيث إن الأديان -حسب منهجهم- نشأت نتيجة لخيال الإنسان وإسقاطه لرغباته الداخلية والذي بناه لأسباب منها البحث عن الكمال والخلود -الخلود في الحياة الآخرة- كما يرى ذلك الفيلسوف لودفيج فيورباخ (Ludwig Feuerbach)، وكذلك يرى سيجموند فرويد (Sigmund Freud) أن الدين نشأ لأسباب نفسية داخل الإنسان وهي خوفه من الطبيعة ولوجود عقدة الذنب التي تطارده ويحاول أن يتخلص منها ومن ألمها من خلال فكرة الدين والإله. أما كارل ماركس (Karl Marx ) فإنه أيضا يتصور أن الدين جاء نتيجة لوجود الطبقات الاجتماعية التي تحاول الانتفاع باسم الدين في تحقيق مصالحها الاقتصادية والسيطرة على الثورات لصالح طبقات رجال الحكم والدين؛ ولهذا تُنسب هذه المقولة لكارل ماركس (الدين أفيون الشعوب). أما الفيلسوف البريطاني برتراند رسل (Bertrand Russell) فيرى أن الدين نشأ ليقاوم الخوف الذي يهرب منه الإنسان وللبحث عن الأمان. كذلك يحاول نيتشه صاحب الفلسفة المثالية إسقاط نزعته المثالية في تفسير نشأة الدين بأنه اختراع اخترعه الضعفاء والعبيد تعويضًا لنقصهم وضعفهم ومحاولة لاستعطاف الأقوياء وبناء نظام اجتماعي أخلاقي عادل يضمن مساواتهم مع أولئك الأقوياء».
من العدالة أن ننفي وجود صراع -في أصله- بين الدين الإسلامي والعلم، ومن الضرورة أن لا نتقمص التجربة الغربية المناهضة للدين -بعد عصر التنوير- التي ترى وجود الفجوة السحيقة بين العلم والدين التي تُوجت بانتصارهم للعلم وخلعهم الدين؛ ليستغل بعض المسلمين وجود هذا التوتر بين الدين «الكنيسة» والعلم، محاولا قلب المعادلة انتصارا للدين عبر محاربة العلم وقوانينه؛ حيث ظن بعض المسلمين العلم عدوا للدين ومناقضا لمبادئه، متقمصين بذلك -عمدا أو جهلا- الدور الذي كانت الكنيسة تلعبه، وهنا نطرح قضية مهمة مفادها «كيف يمكن لدين سليم وأصيل أن يتناقض مع منهج علمي سليم؟»؛ فالدين الإسلامي متمثلًا -بيقينته المطلقة- في النص القرآني لا نجد فيه أي تناقض مع مسلمات علمية ثابتة؛ كون الدين -أولًا- لا يُعنى بالجانب العلمي الذي يدرس ظواهر الكون والحياة، ولكنه معنيّ بالبناء الروحي عند الإنسان وتنظيم حياته، ويدعوه إلى منهج البحث والتفكّر والشك المنهجي الذي يقوده إلى التمحيص العلمي السليم. كذلك -ثانيًا- القرآن الكريم لا يناقش القوانين العلمية، وكذلك لا ينفي وجودها مثل آلية التطور الخاصة بالحياة وكائناتها، ولكنّه يوجّه العقل البشري إلى الإيمان بوجود خالق واحد شاءت إرادته أن تجعل للكون والحياة قوانين تعمل مثل قانون الحركة والجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية وقانون التطور البيولوجي الذي ليس بالضرورة أن نوافق على آليته -حرفيًا- كما تريدها النظرية التطورية «الداروينية» التركيبية الحديثة التي حاد بعض علمائها عن المنهجية العلمية الصميمة؛ فتداخلت النظرية التطورية الحديثة مع مسوغات المدرسة المادية الداعية إلى إنكار وجود الخالق والموجّه لمثل هذه القوانين الكونية. هنا ننظر بعين العقل، ونستعمل مناهج العلم وأدواته في فحص مثل هذه القوانين التي لا نضطر إلى نسف وجودها بقدر حاجتنا إلى تنقية بعضها من أي شوائب تؤثر في القيم والمبادئ الضرورية دون إعاقة لحركة العلم المتمثلة في قوانين الكون والحياة.
د. معمر بن علي التوبي كاتب وباحث عُماني