"عمان" : بعد خمسة عقود من البث الإذاعي في سلطنة عمان، تحتفل إذاعة سلطنة عمان التي تعد إحدى أهم وسائل الإعلام في سلطنة عمان غداً الأحد بثلاثة وخمسين عاما من العطاء الإذاعي، حيث أدّت دورًا مهمًا في نقل المعلومات والتوعية الاجتماعية والثقافية إلى المستمعين على مدار العقود المنصرمة. وبتأسيسها في عام 1970، تجلّى صوتها الإذاعي بأناقة وجاذبية، وسافر ليصل إلى آفاق المستمعين في كافة أرجاء المحافظات، لتنشر رسائلها وتأخذنا في رحلة عبر الأثير بين ربوع سلطنة عمان.

وكانت الانطلاقة مع بداية النهضة العمانية في عام 1970، حيث أُشرِقت المحطة الإذاعية الأولى. لتتم ولادة إذاعة صوت عمان في العاصمة مسقط، وتحوّلت إلى قناة مشعّة بأنغامها الأصيلة، لتعكس وجهها الثقافي وترسل صداها للعالم. إلا أن الطموح لم يتوقف ولم تكتفِ الإذاعة بالبقاء عند الحدود، بل توسعت بإنشاء محطات إذاعية في صلالة ومناطق أخرى، حتى أصبح الأثير العماني يدخل كل بيت ليتمتّع به المستمعون في كل زمان ومكان، داخل سلطنة عمان وخارجها.

وعن تطور محطات الإذاعة أوضح المهندس سعيد بن سالم الشريقي مدير عام الهندسة بإذاعة سلطنة عمان بأن تاريخ 30/7/1970 هو يوم ميلاد إذاعة سلطنة عمان، حيث أُنشئت محطة إذاعية لأول مرة في سلطنة عمان في بيت الفلج بقدرة 1 كيلو واط وتبث 5 ساعات يومية وذلك بعد أسبوع واحد من تولي جلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في البلاد، وفي ديسمبر 1970 أُنشئت محطة إذاعية في صلالة بمحافظة ظفار وبنفس القدرة 1كيلو واط وكانت تبث برامج منفصلة وبواقع 5 ساعات يوميا. ويشير الشريقي إلى أن أغسطس من عام 1972 تم فيه رفع قدرة الإرسال الإذاعي في مسقط إلى 10 كيلوواط، وفي 1974بلغت القدرة 100 كيلوواط (بواقع بث 14 ساعة يوميا). كذلك في صلالة زادت القدرة إلى 100 كيلو واط مع افتتاح مبنى جديد للإذاعة.

ويضيف: في عام 1975 بدأ الإرسال على الموجة القصيرة لتغطية الإرسال إلى المناطق البعيدة خارج سلطنة عمان (إفريقيا وأوروبا) وفي نفس العام بدأ بث البرنامج الأجنبي (الإذاعة الإنجليزية)، حيث توجهت الإذاعة إلى مختلف دول العالم وتنوعت اللغات لتصل ثقافة سلطنة عمان إلى كل الناس. أما عام 1979 فتم الربط بين محطتي مسقط وصلالة عبر الأقمار الاصطناعية الموجودة بولاية العامرات وبذلك تم توحيد البث الإذاعي. ويتابع الشريقي أنه وبنهاية السبعينيات أُنشئت 4 محطات إرسال إذاعي في كل من نزوى وصور وصحم والبريمي لتبث بتنقية الـ FM، وفي عام 1987 افتُتِح مبنى الاستوديوهات الإذاعية في مسقط ويتم البث منه حتى اليوم.

ولم تنته مسيرة الإذاعة بهذه الإنجازات وإنما نُفذ مشروع إنشاء 140 محطة إرسال إذاعي وتلفزيوني في عام 1993، وبهذا المشروع انتشر البث الإذاعي انتشارًا مطردًا في مختلف محافظات سلطنة عمان.

مبينا أنه في عام 2000 بدأ البث الإذاعي والتلفزيوني عبر القمر الاصطناعي (عربسات) والذي يغطي المنطقة العربية، ثم بدأ البث التجريبي لإذاعة الشباب من محطة الإرسال بروي في عام 2003، وبعدها توسعت لتصل معظم مناطق سلطنة عمان، وفي عام 2006 بدأ البث التجريبي لإذاعة القران الكريم بمحطة الإرسال بروي، ثم وبأوامر سامية في عام 2009 تم إنشاء عددٍ من المحطات في مختلف مناطق سلطنة عمان، وفي 2010 انطلقت إذاعة الموسيقى الكلاسيكية، مشيرا إلى أن الإذاعات الخمس تبدأ البث التجريبي من محطة إرسال روي وبعدها ينتشر البث إلى مختلف محافظات سلطنة عمان.

وفي 2010 حُدثت تجهيزات استوديوهات الإذاعة في مسقط وصلالة إلى النظام الآلي، وفي 2019 دُشنت عربة النقل الإذاعي التي صُممت ونُفذت بأيادي كوادر عمانية بالمديرية العامة للهندسة، وفي 2022 بدأ بث الإذاعة المرئية، مؤكدا بأن التجهيزات الهندسية الإذاعية المتوفرة بوزارة الإعلام متقدمة وسهلة الاستخدام من أي موقع، وفي فترة جائحة كورونا استُخدمت أجهزة بث إذاعية متنقلة عبر شبكات الجيل الـ 4 والـ 5 من منازل المذيعين التزاما بالحظر المنزلي، واستغلالا لمثل هذه التجهيزات السهلة الاستخدام.

وعن المشروعات الإذاعية المستقبلية، يطلعنا سعيد الشريقي بأن هناك دراسة تطوير الاستوديوهات باستخدام نظام بروتوكول الإنترنت Audio-IP للاستوديوهات، أما الإرسال، فهناك توجه لاستخدام البث الإذاعي الرقمي DAB+ ومن مزاياه إرسال أكثر من 10 برامج إذاعية على تردد واحد.

مشيرا بأن الكوادر الهندسية القائمة على هذه التجهيزات والمشروعات عمانية، وتقوم بصيانة وتركيب وفحص التجهيزات الهندسية الإذاعية باستمرار - الأرضية منها والتي تتطلب تسلق الأبراج - لضمان وصول الإشارة الإذاعية للمستمعين بصورة واضحة.