اختيار حزمة الخدمات جاء مراعات لعدد من الجوانب من بينها القدرة المالية للحجاج -
نجحت البعثة في الحد من الحجاج غير النظاميين بنسبة تقدر بـ 99% -
أقامت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية اليوم مؤتمرا صحفيا ختاميا لبعثة الحج العمانية 1444هـ، استعرض فيه سلطان بن سعيد الهنائي رئيس بعثة الحج العمانية عددا من وناقش الإشكاليات والحلول والتحديات وملاحضات الحجاج.
ففي سؤال عن سبب اختيار بعثة الحج العمانية لحزمة الخدمات (د) المقدمة للعمانيين في مخيمي منى وعرفات في حين أنه تتوفر خدمات (أ) و(ب) و(ج)؟ أجاب الهنائي بأن اختيار حزمة الخدمات من قبل بعثة الحج العمانية جاء بناء على عدد من المعطيات، ومراعات عدد من الجوانب من بينها القدرة المالية للحجاج، فالاستطلاعات والمؤشرات للحج معنا في عمان تثبت أن عدد كبير من الحجاج الذين يذهبون من خلال البر والذين ترتفع نسبتهم في كل سنة ويزيد عددهم عن 40 في المائة أن السبب الرئيسي لاختيارهم حج البر هو ارتفاع الكلفة المالية، ولذلك فأن نذهب نحن لشراء خدمات أعلى سيضيف كلفة إضافية على الحجاج.
ونحن أجرينا مقارنة بين الحزمة التي تتعاقد عليها بعثة الحج العمانية وتسمى الشريحة (د) وبين الشريحة التي تليها وهي (ج) والكلفة المالية الفارقة تتجاوز 300 ريال عماني لكل حاج، وعندما قمنا بتحليل الأشياء الإضافية التي سيحصل عليها الحاج فحقيقة نرى عدم الذهاب إليها لأنها سترفع من الكلفة على الحاج بنسبة أكثر من 50 بالمائة فقط في منى وعرفة، فنحن نتكلم عن كلفة تقدر ب297 ريال عماني لمخيمي منى وعرفات، وستصل هذه الكلفة في الشريحة (ج) إلى 600 ريال عماني، في حين أن الذي سيضاف إلى الحاج لن يلمس فيها حل الإشكالات التي يطرحها الحجاج الآن، لأن الإشكالات محصورة في أعداد دورات المياه في منى وعرفات، ونظافة دورات المياه والسيطرة عليها في فترات الذروة، أما بقية الخدمات فنسبة القبول فيها مرتفعة.
إشكالات دورات المياه
وفي سؤال آخر عن إمكانية عمل دورات مياه إضافية بالسنبة لمخيمي منى وعرفات؟ أجاب الهنائي بأن البنية التحتية للمخيمات لا يسمح بإجراء أي إضافة عليها، هذا هو المعتمد في المملكة العربية السعودية، فلا يحق لأي جهة أن تقوم بالتعديل على البنية التحتية للمخيمات، وأعمال دورات المياه تعتبر من البنية التحتية، فغير مسموح به بأن تقوم بعثات الحج بالتعاقد مع شركات لأنشاء وإضافة دورات مياه إضافية، لأن هناك عدد مستهدف من الحجاج سنوية تتاح له فرصة الحج فلذلك إذا ما ذهبت مساحات لصالح تحسين الخدمات فإن ذلك سيقلل عدد الحجاج. وفي المخيم العماني في منى تم إعادة بناء جميع مجمعات دورات المياه في العام الماضي، فهي بحسب المواصفات المقررة وزارة الحج والعمرة، وهي بنفس المواصفات في جميع المخيمات، وإجراء التحسينات على دورات المياه غير مسموح به.
وحول حصة الحج فبين الهنائي بأن سلطنة عمان استثمرت الحصة البالغة 14 ألف حاج، بنسبة بلغت 99.7% بعدد إجمالي قدره 13956 حاجا، في حين لم يستكمل 44 مستحقا مناسك الحج في هذا الموسم لأسباب مختلفة.
مؤشرات الحج
كما أوضح مؤشرات النظام الإلكتروني لحجاج سلطنة عمان تثبت أن نسبة حجاج الفريضة بلغت 87% و1.8% من حجاج تنفيذ وصية عن متوفى، و1.8% من حجاج الإنابة عن عاجز، و9.4% من حجاج التطوع وهم من محارم النساء أو المرافقين، وشكلت النساء 49.3% من إجمالي الحجاج في مقابل 50.7% الرجال.
وأثبتت أيضا أن أكثر الحجاج العمانيين من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-60 سنة بنسبة بلغت 83.4% مقابل 16.6% من الفئة الأكبر من 60 سنة.
وأما مسارات الحجاج إلى الديار المقدسة، فبلغت نسبة الجو 58.5% بارتفاع بلغ 3.5% عن موسم 1443 مقابل 41.5% بالبر.
وقد جاء مؤشر متوسط كلفة الحج بالجو 2054 ريالا عمانيا نظير 1367 ريالا عمانيا كمتوسط الحج بالبر، يدفع منها 257 ريالا عمانيا لشركة مطوفي حجاج الدول العربية من قبل شركات الحج والعمرة عبر المسار الإلكتروني السعودي لتجهيز مخيمي منى وعرفات مشكلة نسبة 12.5% من متوسط تكلفة الحج بالجو، ونسبة 18.8% من تكلفة الحج بالبر.
ومن متوسط كلفة الحج بالجو والبر يتم دفع 190 ريالا عمانيا نظير تسديد أجور خدمات مقررة من وزارة الحج والعمرة وهي تعادل 9.2% من متوسط تكلفة الحج بالجو، وتشكل 13,9% من متوسط كلفة الحج بالبر.
التحديات
وكشف الهنائي عن مجموعة من التحديات التي رصدتها بعثة الحج العمانية منها كثرة حالات الإلغاء لاستحقاق الحج بعد منح الموافقة، فقد أثبتت مؤشرات النظام الإلكتروني للحج إلغاء 2889 شخصا بعد منحهم الاستحقاق للحج وفق المعايير المعتمدة بالنظام، وذلك شكل عبئا على فريق العمل في استيعاب الحصة المخصصة لسلطنة عمان خلال الفترات المقررة لإرسال بيانات الحجاج إلى بوابة الحج السعودية لإنهاء التعاقدات ودفع تكاليف الخدمات.
وكذلك متطلبات الدعم الفني والإداري المقدمة من شركات الحج المرخصة للتعامل مع المسار الإلكتروني السعودي حيث سجلت البعثة أكثر من 430 بلاغا، للتدخل في تقديم الدعم الفني لاستكمال إجراءات التعاقدات واستخراج تصاريح الحجاج من المسار.
وكذلك وجود استقطاع بالمخيم العماني بعرفات بنسبة تقدر ب:35 % من المخيم، وذلك لوقوع أرض المخيم في منطقة تطوير المحيط حول جبل الرحمة المنفذ من قبل الجهات المختصة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
وعدم توفر الطاقة الكهربائية الكافية لتشغيل الأعداد الإضافية من الأجهزة الكهربائية، المتمثلة في المكيفات والثلاجات والسخانات بمخيمي منى وعرفات، وذلك في ظل ارتفاع درجات الحرارة المقدرة بين 45-48د.
ووضع البنية التحتية بمشعري منى وعرفات التي تخضع لإعادة تقييم من قبل الجهات المختصة بالمملكة، ويتم التحسين على البنى التحتية الحالية تدريجيا ريثما ينفذ المشروع الاستراتيجي المتكامل الذي يجري العمل عليه من جهات الاختصاص بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
وكذلك الكلفة الاستثمارية المؤقتة التي تدفع لتطوير مشعري منى وعرفات للاستخدام غير المتكرر خلال العام.
والمساحات الإجمالية المتاحة حاليا لخدمات الحجاج بالمشاعر المقدسة، والتي تؤثر على أعمال وخدمات التحسين الإضافية.
ومن ضمن التحديات الطاقة الاستيعابية لتفويج حجاج البر من سلطنة عمان عبر منفذ الربع الخالي، ووجود بعض الصعوبات في اعتماد بعض رحلات الطيران المتعاقد عليها لنقل مئات من الحجاج.
ومخالفة بعض المواطنين لتنظيم منح استحقاق الحج وقيامهم بالذهاب إلى أداء شعائر الحج بدون تصاريح وتشكيل أعباء على بعثة الحج ومشاركة الحجاج النظاميين في حقوقهم.
الحلول والمعالجات
وبين الهنائي بأن بعثة الحج عملت بالتعاون والتشارك مع وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة وجهات الاختصاص الأخرى بالمملكة على إيجاد الحلول الملائمة لمعالجة التحديات أو تحسين النتائج التي تترتب عليها في حدود المتاح، وقد أثمر التعاون المشترك على استيعاب حصة سلطنة عمان بنسبة بلغت 99.7% وتجاوز تحدي كثرة الإلغاءات، كما استوعب فريق العمل بالبعثة جميع البلاغات التي تقدمت بها شركات الحج فيما يتعلق بتعاملها مع المسار الإلكتروني السعودي، ونجحت البعثة بدعم من وزارة الحج والعمرة وشركة كدانة في معالجة مخيم عرفات لاستيعاب جميع حجاج سلطنة عمان، وتعويض المساحة المستقطعة في موقع قريب من المخيم الرئيسي، وقد قامت الوزارة بتشكيل فريق عمل برئاسة سعادة الدكتور وكيل الوزارة ورئيس بعثة الحج العمانية للقيام بزيارة للديار المقدسة لبحث الحلول الملائمة مع جهات الاختصاص بالمملكة فيما يتعلق بخدمات مخيمي منى وعرفات وبدعم مقدر ومشكور لوزارة الحج والعمرة وجميع جهات الاختصاص بالمملكة تمت معالجة مطلب رفع الطاقة الكهربائية بمخيمي منى وعرفات، وذلك بتعزيز الطاقة بمخيم عرفات، وتركيب محطة توزيع بمخيم منى التي أسهمت في تحسين خدمات المخيمين وخاصة تشغيل أجهزة التكييف وثلاجات التبريد، وأما بشأن البنية التحتية في مخيم عرفات فقد تم بحمد الله إعادة تهيئة المخيم وتحسين الأرضية به، وإعادة التمديدات الكهربائية، وتحسين الممرات، وغيرها، وأما مخيم منى فجرت عليه عدد من التحسينات تمثلت في تركيب الجبس بورد، وزيادة الطاقة الكهربائية، ورفع عدد المكيفات الإضافية، وصيانة المكيفات الصحراوية، ويوجد لدى جهات الاختصاص بالمملكة بعض الحلول لرفع كفاءة دورات المياه وزيادة عددها ويتوقع أن تبدأ من موسم الحج القادم بتوفيق الله.
وأما فيما يتعلق بالمساحة المخصصة للحاج بالمشاعر المقدسة فإنه لا توجد في المنظور القريب معالجة متوقعة، وقد اتجه البعض إلى خيار التفويج وخاصة لمشعر منى لإكساب الحجاج مساحات إضافية خلال فترة وجودهم داخل المخيم، غير أن مكث الحجاج بالمشاعر وتحملهم لبعض التحديات في سبيل التزام واجبات الحج وسننه مطلب جدير بالتقدير.
وأما بشأن تفويج الحجاج عبر المسارات البرية فقد أكدت بعثة الحج العمانية نجاح خطة التفويج الإلزامي التي اعتمدتها بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية وجهات الاختصاص بالمملكة العربية السعودية، حيث أسهمت في دخول الحجاج بيسر وسلاسة، كما عالجت البعثة 7 رحلات لنقل الحجاج عبر المسار الجوي.
وأكدت أنها نجحت في الحد من الحجاج غير النظاميين بنسبة تقدر بـ 99% حيث لم ترصد سوى حالات معدودة واتخذت بشأن المخالفين الإجراءات اللازمة، وقد كان لتعزيز وفد الكشافة بنسبة تجاوزت 330% دورا فاعلا في تحقيق هذه الغاية، إضافة إلى تحويل الشركات الوهمية الناقلة للحجاج غير النظاميين للإجراءات القانونية خلال المواسم الماضية.
مؤشرات الإنجاز
وأشار رئيس بعثة الحج العمانية أن البعثة أنجزت بمساهمة مختلف الوفود مجموعة من الأعمال التي تم إحصاؤها وتتمثل في 15010 إدارة ورعاية المواطنين والمقيمين المستحقين لحج هذا العام والإشراف على خدماتهم وتسهيل إجراءات سفرهم إلى الديار المقدسة بالتكامل مع شركات الحج والعمرة وبالتعاون مع جهات الاختصاص بالمملكة العربية السعودية الشقيقة. وكذلك 0425: متابعة وإصدار تصاريح وبطاقات للحجاج وشركات الحج وحافلات نقل الحجاج ورحلات طيران وتقديم الدعم بشأنها.
بالإضافة إلى 4233 معالجة وإغلاق بلاغات تتعلق بخدمات النظام الإلكتروني لحجاج سلطنة عمان أو بالمسار الإلكتروني السعودي أو بمخيمي منى وعرفات.و 48537 معالجة ومراجعة وإرسال بيانات تتعلق بحجاج سلطنة عمان. وكذلك إرسال 61770 من إشعارات وتنبيهات للحجاج ولشركات الحج.
ومراجعة وتدقيق وإدارة 1548 من متطلبات تتعلق بشركات الحج. وكذلك تفاصيل خدمات متنوعة بلغت 120436 أشرفت عليها بعثة الحج مما يتعلق بمخيم منى " تشمل الخيام، المكيفات، الفرش، ملزمة المبيت، دورات المياه، العمال، المياه والفواكه، والمكسرات، الثلاجات..". وتفاصيل خدمات مختلفة أشرفت عليها بعثة الحج بلغت 121957 تتعلق بتجهيز مخيم عرفات "تشمل الخيام، المكيفات، الفرش، ملزمة المبيت، دورات المياه، العمال، المياه والفواكه، والمكسرات، الثلاجات .. ".
وكذلك 2241 أعمال إشرافية وتقارير متابعة ميدانية، وورش عمل لإدارة أعمال البعثة بمخيمي منى وعرفات وتوزيع شركات الحج على مواقعها بالمخيمين. وبلغت أعمال الوعظ والإرشاد الديني 1805 استفاد منها بصفة متكررة أكثر من 14900 من الحجاج وموظفي الخدمات والشركات وأعضاء بعثة الحج. وأعمال إعلامية وتوعوية بلغت 1143 نفذتها البعثة تجاوزت متابعاتها ومشاهدتها تسعة ملايين مشاهدة.
ومجموع 6058 من الأعمال الطبية التي باشرها الوفد الطبي لرعاية الحجاج اشتملت على أكثر من 6000 معاينة مرضية، والتعامل مع 4 حالات وفاة، وتحويل حالات مرضية.وعدد المستفيدين من المراشد والتوجيهات الطبية بلغ 16990. وبلغ عدد المستفيدين 15010 من تفعيل نظام الشفاء من قبل الوفد الطبي بعيادة مكة المكرمة بدعم من وزارة الصحة.
استبيانات آراء الحجاج
وأوضح الهنائي أنه باستطلاع آراء الحجاج أظهرت الاستبيانات العديد من المؤشرات التي يجب أن تكون محل اهتمام ومراجعة منها أن بلغت نسبة الرضا العام لحجاج سلطنة عمان في استبيان تقييم شركات الحج الذي يشمل المدينة المنورة ومكة المكرمة ومشعر منى 96% بتقييم 16505، وكانت نسبة الرضا بشأن مخيم منى 93% بتقييم 6188، وكانت النسبة 94% عن مستوى الإسكان بالمدينة المنورة ومكة المكرمة ومشعر منى، ونسبة التغذية 97%، ونسبة تقييم النظافة 94% ونسبة تقييم التوعية والإرشاد 98%.
في حين أظهر الاستبيان الخاص بمشعري منى وعرفات الذي اشتمل على عشرين بندا نتائج متفاوتة كشفت تقييما متدنيا لمستوى عدد دورات المياه بمخيم منى بنسبة عدم رضا بلغت 71% يليه مستوى عدد دورات المياه بمخيم عرفات بنسبة 54% ثم نظافة دورات المياه بمخيم منى بنسبة 46%، وتصدر مؤشر رضا الحجاج عن التغذية بعرفات بنسبة رضا مرتفعة جدا بلغت 95% ثم مؤشر الإرشاد الديني بعرفات بنسبة 94% ثم مؤشر الخدمات العلاجية بنسبة 93%، وجاءت 12 بندا بنسبة رضا جيد جدا وجيد، وخلص الاستبيان إلى متوسط نسبة رضا من خلال هذا الاستبيان بلغت 75% بمشاركة 3712 حاجا.
وبمجموع تصويتات على بنود مختلفة بلغت 154268 تصويتا شارك فيها حجاج هذا الموسم بلغت نسبة الرضا العامة عن موسم الحج 85%.
ملاحضات الحجاج
وأكد على أن ملاحظات الحجاج غالبا تركزت على الخدمات المقدمة في مشعري منى وعرفات وهي عدم مناسبة أعداد دورات المياه بمخيمي منى وعرفات مع أعداد الحجاج في فترات الذروة وخاصة قبل صلاتي الفجر والمغرب، علما أن المخصص يعادل دورة مياه لكل 43 حاجا بمشعر عرفات ودورة لكل 49 حاجا بمشعر منى.
وتدني الرضا عن مستوى نظافة دورات المياه بمخيمي منى وعرفات وخاصة في فترات الذروة حيث يتعذر قيام عمال النظافة بدورهم.
وأشار رئيس بعثة الحج العمانية إلى أنه نظرا لارتباط هذه الخدمات بأعمال البنية التحتية بالمشاعر المقدسة فإن بعثة الحج العمانية ستبذل وسعها في تحقيق هذه الغاية المباركة وتقدر لجميع حجاج سلطنة عمان الذين أسهموا في استطلاعات الرأي وجهات نظرهم بناء على تجربتهم الفعلية وأنها ستعمل مع جهات الاختصاص بالمملكة العربية السعودية الشقيقة لبحث الحلول الملائمة لتحسين البيئة الملائمة لضيوف الرحمن وهو الهدف الأسمى والغاية المرجوة التي تنتهجها حكومة خادم الحرمين الشريفين لإثراء تجربة الحاج والمعتمر.
نجحت البعثة في الحد من الحجاج غير النظاميين بنسبة تقدر بـ 99% -
أقامت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية اليوم مؤتمرا صحفيا ختاميا لبعثة الحج العمانية 1444هـ، استعرض فيه سلطان بن سعيد الهنائي رئيس بعثة الحج العمانية عددا من وناقش الإشكاليات والحلول والتحديات وملاحضات الحجاج.
ففي سؤال عن سبب اختيار بعثة الحج العمانية لحزمة الخدمات (د) المقدمة للعمانيين في مخيمي منى وعرفات في حين أنه تتوفر خدمات (أ) و(ب) و(ج)؟ أجاب الهنائي بأن اختيار حزمة الخدمات من قبل بعثة الحج العمانية جاء بناء على عدد من المعطيات، ومراعات عدد من الجوانب من بينها القدرة المالية للحجاج، فالاستطلاعات والمؤشرات للحج معنا في عمان تثبت أن عدد كبير من الحجاج الذين يذهبون من خلال البر والذين ترتفع نسبتهم في كل سنة ويزيد عددهم عن 40 في المائة أن السبب الرئيسي لاختيارهم حج البر هو ارتفاع الكلفة المالية، ولذلك فأن نذهب نحن لشراء خدمات أعلى سيضيف كلفة إضافية على الحجاج.
ونحن أجرينا مقارنة بين الحزمة التي تتعاقد عليها بعثة الحج العمانية وتسمى الشريحة (د) وبين الشريحة التي تليها وهي (ج) والكلفة المالية الفارقة تتجاوز 300 ريال عماني لكل حاج، وعندما قمنا بتحليل الأشياء الإضافية التي سيحصل عليها الحاج فحقيقة نرى عدم الذهاب إليها لأنها سترفع من الكلفة على الحاج بنسبة أكثر من 50 بالمائة فقط في منى وعرفة، فنحن نتكلم عن كلفة تقدر ب297 ريال عماني لمخيمي منى وعرفات، وستصل هذه الكلفة في الشريحة (ج) إلى 600 ريال عماني، في حين أن الذي سيضاف إلى الحاج لن يلمس فيها حل الإشكالات التي يطرحها الحجاج الآن، لأن الإشكالات محصورة في أعداد دورات المياه في منى وعرفات، ونظافة دورات المياه والسيطرة عليها في فترات الذروة، أما بقية الخدمات فنسبة القبول فيها مرتفعة.
إشكالات دورات المياه
وفي سؤال آخر عن إمكانية عمل دورات مياه إضافية بالسنبة لمخيمي منى وعرفات؟ أجاب الهنائي بأن البنية التحتية للمخيمات لا يسمح بإجراء أي إضافة عليها، هذا هو المعتمد في المملكة العربية السعودية، فلا يحق لأي جهة أن تقوم بالتعديل على البنية التحتية للمخيمات، وأعمال دورات المياه تعتبر من البنية التحتية، فغير مسموح به بأن تقوم بعثات الحج بالتعاقد مع شركات لأنشاء وإضافة دورات مياه إضافية، لأن هناك عدد مستهدف من الحجاج سنوية تتاح له فرصة الحج فلذلك إذا ما ذهبت مساحات لصالح تحسين الخدمات فإن ذلك سيقلل عدد الحجاج. وفي المخيم العماني في منى تم إعادة بناء جميع مجمعات دورات المياه في العام الماضي، فهي بحسب المواصفات المقررة وزارة الحج والعمرة، وهي بنفس المواصفات في جميع المخيمات، وإجراء التحسينات على دورات المياه غير مسموح به.
وحول حصة الحج فبين الهنائي بأن سلطنة عمان استثمرت الحصة البالغة 14 ألف حاج، بنسبة بلغت 99.7% بعدد إجمالي قدره 13956 حاجا، في حين لم يستكمل 44 مستحقا مناسك الحج في هذا الموسم لأسباب مختلفة.
مؤشرات الحج
كما أوضح مؤشرات النظام الإلكتروني لحجاج سلطنة عمان تثبت أن نسبة حجاج الفريضة بلغت 87% و1.8% من حجاج تنفيذ وصية عن متوفى، و1.8% من حجاج الإنابة عن عاجز، و9.4% من حجاج التطوع وهم من محارم النساء أو المرافقين، وشكلت النساء 49.3% من إجمالي الحجاج في مقابل 50.7% الرجال.
وأثبتت أيضا أن أكثر الحجاج العمانيين من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-60 سنة بنسبة بلغت 83.4% مقابل 16.6% من الفئة الأكبر من 60 سنة.
وأما مسارات الحجاج إلى الديار المقدسة، فبلغت نسبة الجو 58.5% بارتفاع بلغ 3.5% عن موسم 1443 مقابل 41.5% بالبر.
وقد جاء مؤشر متوسط كلفة الحج بالجو 2054 ريالا عمانيا نظير 1367 ريالا عمانيا كمتوسط الحج بالبر، يدفع منها 257 ريالا عمانيا لشركة مطوفي حجاج الدول العربية من قبل شركات الحج والعمرة عبر المسار الإلكتروني السعودي لتجهيز مخيمي منى وعرفات مشكلة نسبة 12.5% من متوسط تكلفة الحج بالجو، ونسبة 18.8% من تكلفة الحج بالبر.
ومن متوسط كلفة الحج بالجو والبر يتم دفع 190 ريالا عمانيا نظير تسديد أجور خدمات مقررة من وزارة الحج والعمرة وهي تعادل 9.2% من متوسط تكلفة الحج بالجو، وتشكل 13,9% من متوسط كلفة الحج بالبر.
التحديات
وكشف الهنائي عن مجموعة من التحديات التي رصدتها بعثة الحج العمانية منها كثرة حالات الإلغاء لاستحقاق الحج بعد منح الموافقة، فقد أثبتت مؤشرات النظام الإلكتروني للحج إلغاء 2889 شخصا بعد منحهم الاستحقاق للحج وفق المعايير المعتمدة بالنظام، وذلك شكل عبئا على فريق العمل في استيعاب الحصة المخصصة لسلطنة عمان خلال الفترات المقررة لإرسال بيانات الحجاج إلى بوابة الحج السعودية لإنهاء التعاقدات ودفع تكاليف الخدمات.
وكذلك متطلبات الدعم الفني والإداري المقدمة من شركات الحج المرخصة للتعامل مع المسار الإلكتروني السعودي حيث سجلت البعثة أكثر من 430 بلاغا، للتدخل في تقديم الدعم الفني لاستكمال إجراءات التعاقدات واستخراج تصاريح الحجاج من المسار.
وكذلك وجود استقطاع بالمخيم العماني بعرفات بنسبة تقدر ب:35 % من المخيم، وذلك لوقوع أرض المخيم في منطقة تطوير المحيط حول جبل الرحمة المنفذ من قبل الجهات المختصة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
وعدم توفر الطاقة الكهربائية الكافية لتشغيل الأعداد الإضافية من الأجهزة الكهربائية، المتمثلة في المكيفات والثلاجات والسخانات بمخيمي منى وعرفات، وذلك في ظل ارتفاع درجات الحرارة المقدرة بين 45-48د.
ووضع البنية التحتية بمشعري منى وعرفات التي تخضع لإعادة تقييم من قبل الجهات المختصة بالمملكة، ويتم التحسين على البنى التحتية الحالية تدريجيا ريثما ينفذ المشروع الاستراتيجي المتكامل الذي يجري العمل عليه من جهات الاختصاص بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
وكذلك الكلفة الاستثمارية المؤقتة التي تدفع لتطوير مشعري منى وعرفات للاستخدام غير المتكرر خلال العام.
والمساحات الإجمالية المتاحة حاليا لخدمات الحجاج بالمشاعر المقدسة، والتي تؤثر على أعمال وخدمات التحسين الإضافية.
ومن ضمن التحديات الطاقة الاستيعابية لتفويج حجاج البر من سلطنة عمان عبر منفذ الربع الخالي، ووجود بعض الصعوبات في اعتماد بعض رحلات الطيران المتعاقد عليها لنقل مئات من الحجاج.
ومخالفة بعض المواطنين لتنظيم منح استحقاق الحج وقيامهم بالذهاب إلى أداء شعائر الحج بدون تصاريح وتشكيل أعباء على بعثة الحج ومشاركة الحجاج النظاميين في حقوقهم.
الحلول والمعالجات
وبين الهنائي بأن بعثة الحج عملت بالتعاون والتشارك مع وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة وجهات الاختصاص الأخرى بالمملكة على إيجاد الحلول الملائمة لمعالجة التحديات أو تحسين النتائج التي تترتب عليها في حدود المتاح، وقد أثمر التعاون المشترك على استيعاب حصة سلطنة عمان بنسبة بلغت 99.7% وتجاوز تحدي كثرة الإلغاءات، كما استوعب فريق العمل بالبعثة جميع البلاغات التي تقدمت بها شركات الحج فيما يتعلق بتعاملها مع المسار الإلكتروني السعودي، ونجحت البعثة بدعم من وزارة الحج والعمرة وشركة كدانة في معالجة مخيم عرفات لاستيعاب جميع حجاج سلطنة عمان، وتعويض المساحة المستقطعة في موقع قريب من المخيم الرئيسي، وقد قامت الوزارة بتشكيل فريق عمل برئاسة سعادة الدكتور وكيل الوزارة ورئيس بعثة الحج العمانية للقيام بزيارة للديار المقدسة لبحث الحلول الملائمة مع جهات الاختصاص بالمملكة فيما يتعلق بخدمات مخيمي منى وعرفات وبدعم مقدر ومشكور لوزارة الحج والعمرة وجميع جهات الاختصاص بالمملكة تمت معالجة مطلب رفع الطاقة الكهربائية بمخيمي منى وعرفات، وذلك بتعزيز الطاقة بمخيم عرفات، وتركيب محطة توزيع بمخيم منى التي أسهمت في تحسين خدمات المخيمين وخاصة تشغيل أجهزة التكييف وثلاجات التبريد، وأما بشأن البنية التحتية في مخيم عرفات فقد تم بحمد الله إعادة تهيئة المخيم وتحسين الأرضية به، وإعادة التمديدات الكهربائية، وتحسين الممرات، وغيرها، وأما مخيم منى فجرت عليه عدد من التحسينات تمثلت في تركيب الجبس بورد، وزيادة الطاقة الكهربائية، ورفع عدد المكيفات الإضافية، وصيانة المكيفات الصحراوية، ويوجد لدى جهات الاختصاص بالمملكة بعض الحلول لرفع كفاءة دورات المياه وزيادة عددها ويتوقع أن تبدأ من موسم الحج القادم بتوفيق الله.
وأما فيما يتعلق بالمساحة المخصصة للحاج بالمشاعر المقدسة فإنه لا توجد في المنظور القريب معالجة متوقعة، وقد اتجه البعض إلى خيار التفويج وخاصة لمشعر منى لإكساب الحجاج مساحات إضافية خلال فترة وجودهم داخل المخيم، غير أن مكث الحجاج بالمشاعر وتحملهم لبعض التحديات في سبيل التزام واجبات الحج وسننه مطلب جدير بالتقدير.
وأما بشأن تفويج الحجاج عبر المسارات البرية فقد أكدت بعثة الحج العمانية نجاح خطة التفويج الإلزامي التي اعتمدتها بالتعاون مع شرطة عمان السلطانية وجهات الاختصاص بالمملكة العربية السعودية، حيث أسهمت في دخول الحجاج بيسر وسلاسة، كما عالجت البعثة 7 رحلات لنقل الحجاج عبر المسار الجوي.
وأكدت أنها نجحت في الحد من الحجاج غير النظاميين بنسبة تقدر بـ 99% حيث لم ترصد سوى حالات معدودة واتخذت بشأن المخالفين الإجراءات اللازمة، وقد كان لتعزيز وفد الكشافة بنسبة تجاوزت 330% دورا فاعلا في تحقيق هذه الغاية، إضافة إلى تحويل الشركات الوهمية الناقلة للحجاج غير النظاميين للإجراءات القانونية خلال المواسم الماضية.
مؤشرات الإنجاز
وأشار رئيس بعثة الحج العمانية أن البعثة أنجزت بمساهمة مختلف الوفود مجموعة من الأعمال التي تم إحصاؤها وتتمثل في 15010 إدارة ورعاية المواطنين والمقيمين المستحقين لحج هذا العام والإشراف على خدماتهم وتسهيل إجراءات سفرهم إلى الديار المقدسة بالتكامل مع شركات الحج والعمرة وبالتعاون مع جهات الاختصاص بالمملكة العربية السعودية الشقيقة. وكذلك 0425: متابعة وإصدار تصاريح وبطاقات للحجاج وشركات الحج وحافلات نقل الحجاج ورحلات طيران وتقديم الدعم بشأنها.
بالإضافة إلى 4233 معالجة وإغلاق بلاغات تتعلق بخدمات النظام الإلكتروني لحجاج سلطنة عمان أو بالمسار الإلكتروني السعودي أو بمخيمي منى وعرفات.و 48537 معالجة ومراجعة وإرسال بيانات تتعلق بحجاج سلطنة عمان. وكذلك إرسال 61770 من إشعارات وتنبيهات للحجاج ولشركات الحج.
ومراجعة وتدقيق وإدارة 1548 من متطلبات تتعلق بشركات الحج. وكذلك تفاصيل خدمات متنوعة بلغت 120436 أشرفت عليها بعثة الحج مما يتعلق بمخيم منى " تشمل الخيام، المكيفات، الفرش، ملزمة المبيت، دورات المياه، العمال، المياه والفواكه، والمكسرات، الثلاجات..". وتفاصيل خدمات مختلفة أشرفت عليها بعثة الحج بلغت 121957 تتعلق بتجهيز مخيم عرفات "تشمل الخيام، المكيفات، الفرش، ملزمة المبيت، دورات المياه، العمال، المياه والفواكه، والمكسرات، الثلاجات .. ".
وكذلك 2241 أعمال إشرافية وتقارير متابعة ميدانية، وورش عمل لإدارة أعمال البعثة بمخيمي منى وعرفات وتوزيع شركات الحج على مواقعها بالمخيمين. وبلغت أعمال الوعظ والإرشاد الديني 1805 استفاد منها بصفة متكررة أكثر من 14900 من الحجاج وموظفي الخدمات والشركات وأعضاء بعثة الحج. وأعمال إعلامية وتوعوية بلغت 1143 نفذتها البعثة تجاوزت متابعاتها ومشاهدتها تسعة ملايين مشاهدة.
ومجموع 6058 من الأعمال الطبية التي باشرها الوفد الطبي لرعاية الحجاج اشتملت على أكثر من 6000 معاينة مرضية، والتعامل مع 4 حالات وفاة، وتحويل حالات مرضية.وعدد المستفيدين من المراشد والتوجيهات الطبية بلغ 16990. وبلغ عدد المستفيدين 15010 من تفعيل نظام الشفاء من قبل الوفد الطبي بعيادة مكة المكرمة بدعم من وزارة الصحة.
استبيانات آراء الحجاج
وأوضح الهنائي أنه باستطلاع آراء الحجاج أظهرت الاستبيانات العديد من المؤشرات التي يجب أن تكون محل اهتمام ومراجعة منها أن بلغت نسبة الرضا العام لحجاج سلطنة عمان في استبيان تقييم شركات الحج الذي يشمل المدينة المنورة ومكة المكرمة ومشعر منى 96% بتقييم 16505، وكانت نسبة الرضا بشأن مخيم منى 93% بتقييم 6188، وكانت النسبة 94% عن مستوى الإسكان بالمدينة المنورة ومكة المكرمة ومشعر منى، ونسبة التغذية 97%، ونسبة تقييم النظافة 94% ونسبة تقييم التوعية والإرشاد 98%.
في حين أظهر الاستبيان الخاص بمشعري منى وعرفات الذي اشتمل على عشرين بندا نتائج متفاوتة كشفت تقييما متدنيا لمستوى عدد دورات المياه بمخيم منى بنسبة عدم رضا بلغت 71% يليه مستوى عدد دورات المياه بمخيم عرفات بنسبة 54% ثم نظافة دورات المياه بمخيم منى بنسبة 46%، وتصدر مؤشر رضا الحجاج عن التغذية بعرفات بنسبة رضا مرتفعة جدا بلغت 95% ثم مؤشر الإرشاد الديني بعرفات بنسبة 94% ثم مؤشر الخدمات العلاجية بنسبة 93%، وجاءت 12 بندا بنسبة رضا جيد جدا وجيد، وخلص الاستبيان إلى متوسط نسبة رضا من خلال هذا الاستبيان بلغت 75% بمشاركة 3712 حاجا.
وبمجموع تصويتات على بنود مختلفة بلغت 154268 تصويتا شارك فيها حجاج هذا الموسم بلغت نسبة الرضا العامة عن موسم الحج 85%.
ملاحضات الحجاج
وأكد على أن ملاحظات الحجاج غالبا تركزت على الخدمات المقدمة في مشعري منى وعرفات وهي عدم مناسبة أعداد دورات المياه بمخيمي منى وعرفات مع أعداد الحجاج في فترات الذروة وخاصة قبل صلاتي الفجر والمغرب، علما أن المخصص يعادل دورة مياه لكل 43 حاجا بمشعر عرفات ودورة لكل 49 حاجا بمشعر منى.
وتدني الرضا عن مستوى نظافة دورات المياه بمخيمي منى وعرفات وخاصة في فترات الذروة حيث يتعذر قيام عمال النظافة بدورهم.
وأشار رئيس بعثة الحج العمانية إلى أنه نظرا لارتباط هذه الخدمات بأعمال البنية التحتية بالمشاعر المقدسة فإن بعثة الحج العمانية ستبذل وسعها في تحقيق هذه الغاية المباركة وتقدر لجميع حجاج سلطنة عمان الذين أسهموا في استطلاعات الرأي وجهات نظرهم بناء على تجربتهم الفعلية وأنها ستعمل مع جهات الاختصاص بالمملكة العربية السعودية الشقيقة لبحث الحلول الملائمة لتحسين البيئة الملائمة لضيوف الرحمن وهو الهدف الأسمى والغاية المرجوة التي تنتهجها حكومة خادم الحرمين الشريفين لإثراء تجربة الحاج والمعتمر.