- دعوات لتعليم الأبناء السباحة وإيجاد منقذ في المواقع السياحية

- 324 بلاغًا عن حالات الغرق عام 2022م

تزايدت في الآونة الأخيرة حالات الغرق عند الأطفال في مسابح الاستراحات والمنازل والأودية والشواطئ وإهمال الأسر التي هي المسؤول الأول عن قصص مؤلمة لحوادث الغرق بين الأطفال، كما أن إلحاح الأطفال على ممارسة رياضة السباحة والتي تعد من الرياضات التي تتطلب مهارة بدنية وجسدية عالية يفتقدها الكثير من الأطفال في ظل غياب الرقابة وعدم تهيئة بعض المواقع بوسائل السلامة، الأمر الذي يتوجب أيضًا ضرورة تعليم الأبناء رياضة السباحة، وهو ما يؤكده مدربو السباحة، مشيرين إلى أنها من ضمن الألويات الأساسية من أجل سلامتهم والحفاظ على صحتهم البدنية.

قصص مؤلمة

روت زهرة بنت سالم النعمانية قصة مؤلمة لإحدى قريباتها نتج عنها وفاة طفل غرقًا في مسبح أحد الاستراحات نتيجة إغفال الأهل عنه قائلة: "كان الطفل ذو5 أعوام يلعب وسط إخوته ،حيث الأم كانت مشغولة في إعداد الطعام لأفراد العائلة، وفي لحظات قليلة عند بدء إعداد تناول وجبة العشاء، استدركت اختفاء طفلها، وعند البحث رأت الفاجعة الكبرى التي لم تتخيل يوما من الأيام أن ترى طفلها في قاع المسبح غارق، وحاولت إسعافه بالتنفس الصناعي ولكن للأسف قد فارق الحياة.

قال أيوب بن راشد البطاشي: عادة حوادث الغرق تحدث نتيجة إهمال الأسرة من خلال ترك أطفالهم والانشغال عنهم، خصوصا مرتادي الشواطئ، حيث قد يجهل البعض مخاطر الأمواج، لذا نأمل من الجهات المعنية النظر في موضوع وجود "منقذ" في المواقع السياحية والمناطق المخصصة للسباحة تفاديا لحدوث حالات الغرق.

وسردت زينب بنت هلال البلوشية قصة حدثت مع أسرتها عند ذهابهم لإحدى الاستراحات وانشغال الكبار بالأحاديث، مع لعب الصغار بحديقة الاستراحة بعيدا عن المسبح، ليتعالى بعدها صراخ الصغار عن سقوط أحدهم في المسبح ويستنجد بأهله وما هي إلا لحظات وقفز الأب لينقذ حياة ابنه من الغرق، ومن خلال هذه الحادثة دعت البلوشية مرتادي الاستراحات عند حجز أي استراحة التأكد من أن المسبح مسور كاملا لسلامة الأطفال من الغرق وأن يوجد منقذ مع الأطفال أثناء ممارتهم السباحة.

تعليم السباحة

ومن جانبه قال مشعل القصار من مركز الدولفين لتعليم السباحة: هناك تجارب ناجحة لتعليم مهارة السباحة للاطفال من عمر ست اشهر الى ثلاث سنوات، حيث من الممكن البدء معهم ببعض المهارات البسيطة التي تتناسق وتتوافق مع قدراتهم العضلية والنفسية مثل الطفو بكل انواعه والتنقل البسيط من خلال حركة الأطراف الغير المنضبطة التي تسمح لهم بالمتعة داخل الحوض والخروج من المسبح بشكل آمان.

أما الفئات العمرية من ثلاث سنوات الى خمس سنوات ممكن ان نضيف لهذه المهارات البسيطة الطفو بكل انواعه والتنفس الصحيح والانزلاقات وحركة الرجلين وممكن اضافة حركة الذراعين ، وفي العملية التعليمية بالشكل الكامل يمكن ان تعطي للاطفال من عمر ست سنوات وما فوق من خلال البدء بالتاقلم والصعود داخل الماء بالشكل الصحيح الطفو بكل انواعه والأنزلاقات وحركة الأطراف ومن ثم دمج حركة الأطراف مع التنفس والوصول الى اداء سباحة متكامل وفقا للمبادي العلمية .

ذكر القصار عن وجود بعض القواعد والمبادي العلمية لتعليم المهارات الاساسية للسباحة وتتمثل في بدء التدريبات البسيطة المجزة التي تتناسب مع الفئة العمرية المستهدفة مثل الأنتقال من التدربيات السهلة والصعود بدرجة الصعوبة تدريجيا من الأسفل الى الأعلى ومن التدريبات المجزة الى التدريبات المركبة ومن المبادي العملية ايضا اتقان المهارات المستهدفة من خلال اجراء قياسات علمية محددة للسماح للانتقال الى المهارات الأعلى ،ولا ينصح الأنتقال الى المهارات الأعلى اذا لم يتم اتقان المهارات السابقة، وبالإضافة الى تحقيق مبادي الأمن والسلامة من خلال الدرس التعليمي ،و قيادة المدرب المتمكن معرفيا وبدنيا ونفسيا .

الفترة الزمنية

يرى القصار ان تعلم الطفل للسباحة مرتبط بالقدرات النفسية والبدنية والفئة العمرية للاطفال، وفي الفئات العمرية من 5 سنوات وما دون يحتاجون فترة زمنية اطول على عكس الفئات العمرية من 6 سنوات فما فوق فترة زمنية وفي المتوسطية يحتاج الطفل للتعلم السباحة من 6 اشهر الى سنة بمعدل حصتين الى ثلاث حصص في الأسبوع بشكل منتظم يتم فيها تعلم جميع المهارات الأساسية للسباحتين الحرة والظهر.

أما عن الصفات التي يجب ان يتصف بها المنفذ قال: الاستعداد النفسي والبدني والمعرفي يجب ان يكون مؤهل عليما بطريقة التعامل مع حوادث الغرق المتعددة والمختلفة بجميع انواعها واشكالها ان يكون على دراية علمية واسعة بطريقة التعامل مع جميع انواع الغرقا وان يكون سريع البديهة وايكون جاهزا من الناحية البدنية ومدربا على الاستعداد دائما لمواجهة اي خطر من مخاطر يمكن ان يصادفها في احواض في برك السباحة او المسطحات المائية.

كم وجه القصار نصيحته لأولياء الامور بأن يكون للاسرة هدف في تعليم اطفالهم لمهارة السباحة وان تكون ضمن الاوليات الحياة لان الطفل عندما يتعلم المهارات الاساسية هو يقي نفسه من خطر الغرق الذي يداهم المجتمعات في هذه الايام حيث السباحة تعتبر ممتعة ومفيدة على صعيد الصحة العامة وننصح ادراجها ضمن الاهداف الرئيسية لاطفالهم وان كان ممكن ممارستها في احواض السباحة والبحر يجب علينا ان نتقن هذه المهارات بشكل جيد حتى يحقق لاطفالنا الامن والسلامة والصحة.

إجراءات السلامة

وفي السياق أوضحت هيئة الدفاع المدني والإسعاف أن عدد البلاغات التي تعاملت معها فرق الإنقاذ المائي على مستوى جميع المحافظات بلغت في عام 2021 حوالي 521 بلاغا، وفي عام 2022 تلقت 324 بلاغا، فيما حذرت الهئية من ارتياد الأماكن التي تكثر فيها حالات الغرق كالسدود والبرك والعيون المائية، والشواطئ والأودية والقنوات المائية، والأبار وخزانات المياه الكشوفة، ومجاري الأودية أثناء جريانها.

ودعت إلى التقيد بإجراءات السلامة بعدم السباحة في الأماكن غير المخصصة، والتقيد باللوائح الإرشادية والتحذيرية، وعدم السباحة في البرك المائية التي تخلفها مياه الأمطار، والعيون والسدود المائية، وعدم القيام بالإنقاذ العشوائي الذي يؤدي إلى غرق أكثر من شخص، ومراقبة الأطفال أثناء التنزه بالقرب من المسطحات المائية، وأثناء السباحة في الأماكن المخصصة.