hotmail.com@ 680 Salim

يشكل توفر الخدمات الأساسية ومتابعة صلاحياتها والقدرة على الاستفادة منها مطلبا حثيثا للمواطن في كل محافظة من محافظات سلطنة عمان، لأن تأثرها أمام وجود عطل فيها يؤثر على سير نظام الحياة اليومية فيها، وهذا ما تعكسه حاجة عديد من الولايات لمتابعة تنفيذ الخدمات فيها، خاصة تلك التي تعرضت للأنواء المناخية «شاهين» في أكتوبر من العام 2020م في محافظتي شمال وجنوب الباطنة، وما خلفته من آثار على الخدمات الأساسية من طرق وكهرباء واتصالات أدى إلى تراجع بعضها خاصة في الطرق الأساسية والفرعية فيها.

وكان ذلك نتيجة تأجيل إعادة تأهيل تلك الخدمات من يوم إلى آخر ما عدا خدمات الكهرباء والاتصالات، لتبقى عملية نقل المخلفات من آثار تلك الحالة عالقة إلى يومنا هذا، مما يعني أنها ستسبب حالة من التلوث البيئي.

وتتكرر مثل هذه الحالات في العديد من المحافظات بصور أخرى، الأمر الذي يشكل عبئا على مؤسسات الدولة بسبب تراكمها، والتي اضطرت إلى تأجيل تنفيذ العديد من المتابعات خلال السنوات الثلاث الماضية بهدف تمكين خطة التوازن المالي من استعادة القدرة المالية لميزانية الدولة.

لكن من المهم أن تكون هذه المتابعات من الجهات المعنية مستمرة خاصة في بعض الخدمات التي لا يجب أن ننتظر حتى يسلط عليها الضوء من قبل وسائل التواصل الاجتماعي للبدء في معالجتها بمبدأ ردة الفعل؛ لأن هذا المبدأ لن يخدم مسيرة عمل المؤسسات، ومن المؤكد أنه يضعفها من وقت إلى آخر، لذلك لا ننتظر مثل تلك الملاحظات، بل يجب أن تكون المبادرات من هذه المؤسسات.

معالجة الكثير من الملاحظات التي ترد إلى وسائل الإعلام وعبر وسائط التواصل الشعبية، من المهم أن تكون أيضا واقعية تخدم مصالح أفراد المجتمع وتحقق الأهداف منها، وعلينا أن نتقبل النقد، ولا يُنظر إليه على أنه انتقاص من أي طرف، لكن أن يكون النقد خدمة للصالح العام.

الصحافة والإعلام مرآة المجتمع، وعليهما دور أكبر كونه الذي يحظى بمصداقية أعلى من أي وسائل أخرى، ويمكن أيضا أن يوفر مادة صحفية وإعلامية جاذبة، ليؤكد هذا الدور أن الصحافة الحية قادرة على إحداث التغيير لأفراد المجتمع، من خلال نقل معاناة الناس التي تحتاج إلى الخدمات بصورة عاجلة ونقل مطالبهم بسهولة ويسر إلى صانع القرار.

لدينا الكثير من المواد الصحفية التي يمكن الإبحار فيها في مجال الخدمات خاصة التي يحتاجها المواطن وتمثل قاعدة عناصر الحياة المستقرة له، ولدينا من يتابع ما يطرح عبر الإعلام إن لم تكن المؤسسة الحكومية، فإن القيادة لديها ذلك الاهتمام.

ما زالت الكثير من الولايات في حاجة ماسة إلى تجويد الخدمات الأساسية فيها، لاسيما الطرق التي تعد شرايين رابطة لحركة النقل والحياة فيها، ورغم ما يبذل من جهود يبقى ذلك غير كاف لإنجازها كلها في أقرب وقت.

ردات الفعل يجب ألا تكون منهجا في عمل المؤسسات، بل يجب أن تكون لديها قاعدة أساسية تتمثل في المتابعة والمعالجة الفورية لتلك الاحتياجات وألا تتراجع تحت أي ظرف من الظروف، لأنها من سيدفع ثمن ذلك التراجع فيما تتعرض له من إحراج ونقد من المجتمع.