تتوالد تطبيقات التواصل الاجتماعي بشكل متسارع مدهش، ومع كل مساحات التنافس بينها نصل إلى يقين مفاده أننا علقنا في شَرَك التعلق بها، تعلق بشكل آلي سلب أيامنا خصوصيتها وجمالياتها كما سلب أفكارنا تركيزها، والمرعب في الأمر أن ما يفترض أن يكون تطبيقا رقميا صمم في الأصل لخدمة الإنسان والترفيه عنه تحول إلى سيد يحكم قبضته على مستخدميه موجها أفكارهم وآراءهم وأذواقهم، وحتى مصائرهم وفق إرادة ورغبة السيد الذي يتمثل في هذه التطبيقات الرقمية أو مُلّاكها.
تختلف أسباب الوقوع في هذا الشرك الهائل إلا أن النتيجة واحدة، هي أن العالم يسير دون وعي إلى الوقوع فيه والتورط في يومياته وتفاصيله، قد تتلبس بعض الأسباب شكلا إيجابيا في بدايته كالمعرفة، أو التواصل أو حتى منفعة كالتسويق سواء لمنتج تجاري أو لشخصية ما ذاتية أو غيرية، فلا يمكن إنكار أنها الوسيلة الأسرع والأكثر تأثيرا، لذلك اعتمدت كبرى الشركات عالميا حسابات لها على هذه التطبيقات ترويجا وتسويقا، كما لا يمكن تجاوز أو إهمال أثرها الواسع والعميق مما دفع الكثير من السياسيين والاقتصاديين في العالم لفتح حسابات تمثلهم شخصيا أو تمثل مؤسساتهم مع تمويل حملات تسويقية عبر هذه الحسابات الرقمية سعيا لوصول منتج ما (مهما كانت جودته)، أو فكرة ما (مهما بدت غريبة أو مستهجنة) أو شخصية ما (مهما كانت تافهة أو متطرفة) وتعزيز حضورها السمعي والبصري عبر التجميل والتسويق في هذه التطبيقات الرقمية لتتحول بعد زمن يطول أو يقصر إلى متقبَّلة أولا، ثم مألوفة، ثم نموذجا يسعى الكثير لتقمصه وتقليده.
لا شك في ارتباط الأغلبية بكل أو بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي، ولذلك اليقين مؤشرات مختلفة لا تحتاج كثير بحث وعميق تقص، منها على سبيل المثال لا الحصر-ما لوحظ خلال أسبوع واحد من تنافس كل من مارك زوكربرغ، مؤسس فيسبوك وشركته ميتا المسؤولة عن كل من انستغرام وفيس بوك، وإيلون ماسك، الذي استحوذ منذ عدة أشهر على تويتر، هذا التنافس المعلن للتحكم في مستقبل التواصل الاجتماعي ليس تنافسا تقنيا وحسب، بل تنافس اقتصادي ويمكن القول بأنه سياسي كذلك إذا ما ركزنا على الارتباط الضمني بين الاقتصاد والسياسة، ويدخل المشتركون من أصحاب الحسابات فريق أحد المتنافسين مارك أو ماسك في ما لا يخفى من سعادة بتنافس يعتقد المستخدمون أنه خادم مصالحهم، حيث يُمكنّهم من التخيير والمفاضلة، خصوصا حينما أطلق مارك زوكربيرغ المدير التنفيذي لشركة ميتا خدمة «ثريدز» المصاحبة لانستغرام وهي خطوة من شأنها أن تزيد في احتدام المنافسة بينه وبين مالك تويتر إيلون ماسك.
احتدام هذه المنافسة كان واضحا للجمهور خصوصا مع الاختيار الذكي لوقت إطلاق المنصة الجديدة الذي تزامن مع محاولة إيلون ماسك تقييد تويتر بفرض شروط للاستخدام ورسوما لاستخدام مميزات التطبيق، ورغم تراجع ماسك خلال ما لم يزد عن يوم واحد إلا أن المستخدمين احتفوا بالمنصة الجديدة لإنستغرام بما يشبه الهجرة الجماعية إليها، لدرجة وصول عدد المستخدمين إلى 30 مليون مستخدم خلال يوم واحد فقط من إطلاق المنصة الجديدة، مما أثار حفيظة المنافس ماسك مهددا برفع قضايا يثبت فيها تعدي المنصة الجديدة على خصائص منصة تويتر التي يملكها، في حين تحدث الكثير عن تسرع ماسك وجشعه المالي الذي جعله يسرح كثيرا من موظفي تويتر الذين انضموا بحقائب أسرارهم لميتا التي استفادت من تهور منافسها وجشعه .
كل ذلك يسلمنا إلى حقيقة لا شك فيها، وهي تعلق الناس حول العالم بمنصات التواصل الاجتماعي وسرقة هذه المنصات الرقمية الواقع التفاعلي لمستخدميها دون سماع أجراس خطر تقرع أو تحذيرات تعلن، مع العلم بأن بعض المستخدمين حينما أدركوا بوعي عميق ما يحدث من استلاب ذهني فكري، وقولبة جماعية هربوا بتفردهم وخصوصيتهم إلى البدائيات بشكل يعكس مدى تمكن هذه الآلات من البشر، لنقرأ في قصص مدهشة عودة بعض الأشخاص في مختلف أنحاء العالم إلى الأجهزة الأولى غير المتضمنة أي إمكانيات لتحميل تطبيقات التواصل الاجتماعي الحديثة مكتفين بجهاز أولي يعمل مستقبلا ومرسلا للمكالمات فقط في إطارها المحدود الضيق، متحملين ما يُرمون به من تُهَم الغرابة والتخلف عن ركب التمدن والذكاء الرقمي، مستعيدين مساحات حميمة من الخصوصية والهدوء بعيدا عن صخب الإعلانات، وتكريس النماذج المتشابهة والحروب الرقمية المجانية، معتبرين عزلتهم عن هذا العالم ضربا من التطهير النفسي، والتنشيط العقلي وحماية الذات.
جدير بالذكر والدهشة معا أن الملياردير مارك زوكربيرغ نفسه شارك في مطلع هذا الشهر صورة على إنستغرام لعائلته مستبدلا وجهي طفلتيه برمز تعبيري مما أثار الكثير من التحليلات والنقاش حول مبدأ الخصوصية، وقدرة منصات التواصل الاجتماعي على حمايتها أو اختراقها، ثم ضرورة حماية الأسرة من السلبيات التي تصل أحيانا لتقويض استقرار الأسر أو تدمير نفسية الأطفال فيما لا يعيه الكثير من مستخدمي هذه المنصات الرقمية المنبهرين بالإمكانات الهائلة والمدهشة للمشاركة دون وعي بأهمية الخصوصية وخطورة انتهاكها.
تختلف أسباب الوقوع في هذا الشرك الهائل إلا أن النتيجة واحدة، هي أن العالم يسير دون وعي إلى الوقوع فيه والتورط في يومياته وتفاصيله، قد تتلبس بعض الأسباب شكلا إيجابيا في بدايته كالمعرفة، أو التواصل أو حتى منفعة كالتسويق سواء لمنتج تجاري أو لشخصية ما ذاتية أو غيرية، فلا يمكن إنكار أنها الوسيلة الأسرع والأكثر تأثيرا، لذلك اعتمدت كبرى الشركات عالميا حسابات لها على هذه التطبيقات ترويجا وتسويقا، كما لا يمكن تجاوز أو إهمال أثرها الواسع والعميق مما دفع الكثير من السياسيين والاقتصاديين في العالم لفتح حسابات تمثلهم شخصيا أو تمثل مؤسساتهم مع تمويل حملات تسويقية عبر هذه الحسابات الرقمية سعيا لوصول منتج ما (مهما كانت جودته)، أو فكرة ما (مهما بدت غريبة أو مستهجنة) أو شخصية ما (مهما كانت تافهة أو متطرفة) وتعزيز حضورها السمعي والبصري عبر التجميل والتسويق في هذه التطبيقات الرقمية لتتحول بعد زمن يطول أو يقصر إلى متقبَّلة أولا، ثم مألوفة، ثم نموذجا يسعى الكثير لتقمصه وتقليده.
لا شك في ارتباط الأغلبية بكل أو بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي، ولذلك اليقين مؤشرات مختلفة لا تحتاج كثير بحث وعميق تقص، منها على سبيل المثال لا الحصر-ما لوحظ خلال أسبوع واحد من تنافس كل من مارك زوكربرغ، مؤسس فيسبوك وشركته ميتا المسؤولة عن كل من انستغرام وفيس بوك، وإيلون ماسك، الذي استحوذ منذ عدة أشهر على تويتر، هذا التنافس المعلن للتحكم في مستقبل التواصل الاجتماعي ليس تنافسا تقنيا وحسب، بل تنافس اقتصادي ويمكن القول بأنه سياسي كذلك إذا ما ركزنا على الارتباط الضمني بين الاقتصاد والسياسة، ويدخل المشتركون من أصحاب الحسابات فريق أحد المتنافسين مارك أو ماسك في ما لا يخفى من سعادة بتنافس يعتقد المستخدمون أنه خادم مصالحهم، حيث يُمكنّهم من التخيير والمفاضلة، خصوصا حينما أطلق مارك زوكربيرغ المدير التنفيذي لشركة ميتا خدمة «ثريدز» المصاحبة لانستغرام وهي خطوة من شأنها أن تزيد في احتدام المنافسة بينه وبين مالك تويتر إيلون ماسك.
احتدام هذه المنافسة كان واضحا للجمهور خصوصا مع الاختيار الذكي لوقت إطلاق المنصة الجديدة الذي تزامن مع محاولة إيلون ماسك تقييد تويتر بفرض شروط للاستخدام ورسوما لاستخدام مميزات التطبيق، ورغم تراجع ماسك خلال ما لم يزد عن يوم واحد إلا أن المستخدمين احتفوا بالمنصة الجديدة لإنستغرام بما يشبه الهجرة الجماعية إليها، لدرجة وصول عدد المستخدمين إلى 30 مليون مستخدم خلال يوم واحد فقط من إطلاق المنصة الجديدة، مما أثار حفيظة المنافس ماسك مهددا برفع قضايا يثبت فيها تعدي المنصة الجديدة على خصائص منصة تويتر التي يملكها، في حين تحدث الكثير عن تسرع ماسك وجشعه المالي الذي جعله يسرح كثيرا من موظفي تويتر الذين انضموا بحقائب أسرارهم لميتا التي استفادت من تهور منافسها وجشعه .
كل ذلك يسلمنا إلى حقيقة لا شك فيها، وهي تعلق الناس حول العالم بمنصات التواصل الاجتماعي وسرقة هذه المنصات الرقمية الواقع التفاعلي لمستخدميها دون سماع أجراس خطر تقرع أو تحذيرات تعلن، مع العلم بأن بعض المستخدمين حينما أدركوا بوعي عميق ما يحدث من استلاب ذهني فكري، وقولبة جماعية هربوا بتفردهم وخصوصيتهم إلى البدائيات بشكل يعكس مدى تمكن هذه الآلات من البشر، لنقرأ في قصص مدهشة عودة بعض الأشخاص في مختلف أنحاء العالم إلى الأجهزة الأولى غير المتضمنة أي إمكانيات لتحميل تطبيقات التواصل الاجتماعي الحديثة مكتفين بجهاز أولي يعمل مستقبلا ومرسلا للمكالمات فقط في إطارها المحدود الضيق، متحملين ما يُرمون به من تُهَم الغرابة والتخلف عن ركب التمدن والذكاء الرقمي، مستعيدين مساحات حميمة من الخصوصية والهدوء بعيدا عن صخب الإعلانات، وتكريس النماذج المتشابهة والحروب الرقمية المجانية، معتبرين عزلتهم عن هذا العالم ضربا من التطهير النفسي، والتنشيط العقلي وحماية الذات.
جدير بالذكر والدهشة معا أن الملياردير مارك زوكربيرغ نفسه شارك في مطلع هذا الشهر صورة على إنستغرام لعائلته مستبدلا وجهي طفلتيه برمز تعبيري مما أثار الكثير من التحليلات والنقاش حول مبدأ الخصوصية، وقدرة منصات التواصل الاجتماعي على حمايتها أو اختراقها، ثم ضرورة حماية الأسرة من السلبيات التي تصل أحيانا لتقويض استقرار الأسر أو تدمير نفسية الأطفال فيما لا يعيه الكثير من مستخدمي هذه المنصات الرقمية المنبهرين بالإمكانات الهائلة والمدهشة للمشاركة دون وعي بأهمية الخصوصية وخطورة انتهاكها.