كتب – عامر بن غانم الرواس - تتواصل فعاليات وأنشطة مهرجان صلالة السياحي في أسبوعه الخامس وسط حضور جماهيري كبير، حيث وصل إجمالي زوار فعاليات ومناشط مهرجان صلالة السياحي 2017م من أول يوم انطلاقه حتى 31 يوليو بلغ 1.489.773 (مليونا وأربعمائة وتسعة وثمانين ألفا وسبعمائة وثلاثة وسبعين) زائرا على الأقل. ويأتي هذا الحضور نظرًا لما يتمتع به المهرجان من شهرة واسعة، حيث أصبح من أهم المهرجانات على الساحة العربية والإقليمية كما جاء على لسان العديد من رؤساء الوفود المشاركة بالمهرجان، ويرجع الكثير من المحللين والإعلاميين نجاح المهرجان إلى النجاحات المتكررة التي حققها في الأعوام السابقة بالمقارنة بالمهرجانات الأخرى بالإضافة إلى إقامة المهرجان في صلالة التي تتميز بجو خريفي استثنائي، وهو ما يعني أن هناك تكاملًا بين شهرة المهرجان وشهرة صلالة الخضراء وجمالها، وهذا ما جعل للمهرجان ذوقًا خاصًا وخصوصيةً فريدةً فموقع صلالة في محافظة ظفار والتطور الكبير والتقدم المشهود والتناسق الرائع لهذه المدينة يساعد على نجاح مناسبة المهرجان في كل عام. ويقدم المهرجان خلال هذه الفترة العديد من اللوحات الحضارية والإنسانية العظيمة كما يستقطب العديد من المدارس والألوان الموسيقية العمانية والعربية والعالمية سواء الشعبية منها أو الكلاسيكية أو الحديثة، واستطاع المهرجان، ومن خلال مواقعه المختلفة أن يرضي كل الشرائح في المجتمع فالكل ينال نصيبه في التراث والحضارة العمانية والخليجية والعربية المختلفة وللرياضيين وجماهير الرياضة حقهم وللبراءة والأطفال مجالاتهم ونصيبهم، الكل كان له حقه في هذا المهرجان، والحقيقة أن إدارة المهرجان استطاعت حتى الآن أن ترتب هذه الفعاليات بحيث تكون منسقة ومنظمة يستطيع كل شخص من خلالها أن يستفيد من كل ألوان المعرفة دون عناء ومشقة. ويتميز المهرجان بتعدد مواقعه التي كان من أهمها مركز البلدية الترفيهي والقرية الشاملة ففي المركز تقام مساءات مفعمة بالماضي التليد من خلال القرية التراثية التي كان لها ميزة أساسية ونكهة خاصة ومعبرة، وقد جسدت القرية التراثية الموروثات العمانية والحرف والصناعات التقليدية والفنون التقليدية العمانية الأصيلة والصناعات التي تشتهر بها بعض ولايات ومناطق السلطنة في مزيج وتناسق بديع ولوحات فنية رائعة، كما مثلت القرية التراثية صورة واضحة للاهتمام الكبير الذي يوليه الجميع بالمحافظة على الموروثات العمانية وبرهنت على أن هناك أيادي صادقة ما زالت تبدع بأناملها الرائعة صورًا شتى من اللمسات الفنية محاولة أن تحافظ على هذه الإبداعات جيلًا بعد جيل إيمانًا منها بأن الأمم تفنى وتبقى آثارها وتيمنًا باهتمام صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بالتراث والحرف والصناعات التقليدية العمانية مما يجعل الاهتمام بالتراث العماني من أول اهتمامات المهرجان، إضافة إلى تعريف زوار المهرجان بتراث وحضارة وتاريخ الدول الأخرى المشاركة والتي تقف شاهدة على ما أنجزه الرعيل الأول من إبداعات وابتكارات هي في حينها وعصرها كانت صورة بارزة. وفي جانب آخر، تقدم القرية الشاملة باقة متنوعة لبعض الحضارات والثقافات العربية والأجنبية من خلال معرض الدول المشاركة في المهرجان والتي وجدت جوًا تسويقيًا فريدًا من نوعه يجمع أفكارا وأذواقا ولمسات فنية راقية في مكان واحد وهذا نادرا ما يحدث في باقي الأيام الأخرى، هذا إلى جانب مشاركة الشركات والمنتوجات العمانية بقوة في أرض المهرجان على تجميع المنتجات الوطنية، كما كان للعائلات والأسر مشاركاتها عن طريق الألعاب والمسارح المفتوحة الخاصة بالأطفال في مختلف مواقع المهرجان.