تحت عنوان (القوة الناعمة في العصر الرقمي)، نشر المجلس البريطاني بالتعاون مع جامعة أدنبرة، في تقرير بعنوان (القوة الناعمة اليوم. قياس التوجهات)، إن الدبلوماسية الرقمية تُعدُّ ثورة إعلامية كبرى في استخدام الإعلام لأغراض دبلوماسية، لديها القدرة على (تغيير ممارسات المشاركة الدبلوماسية العامة والثقافية، وتخطيط الاستراتيجيات والمفاوضات الدولية وإدارة الأزمات، وكلها تسهم في القوة الناعمة). إنها دبلوماسية تربط بين مجموعة من المتغيرات الفاعلة في توجيه أثر القوة الناعمة وتأثيرها على العلاقات الدولية وآفاق الاستثمارات.
إن الدبلوماسية الإعلامية تتأسَّس وفق مجموعة من المعطيات التي تستطيع من خلالها التكيّف مع التغيير السريع سواء في المجالات التقنية، أو في المجالات الدولية، ولهذا فإنه لابد من تمكين (إدارة المعرفة والبيانات)، إضافة إلى تطوير (أجندات الإنترنت) المرتبطة بالمواطنة الرقمية وحوكمة الإنترنت والأمن السيبراني وغير ذلك، مما سيعزِّز المشاركة الفاعلة والإيجابية من خلال التفاعلات اليومية، والثقة في القنوات الإعلامية الإلكترونية، وبالتالي تعزيز دورها في تعظيم أثر الدبلوماسية باعتبارها قوة ناعمة.
يستعرض تقرير المجلس البريطاني الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص باعتباره (رأس مال اجتماعي)، وهو بذلك يدخل ضمن إشكال قدرته على الحيادية والموضوعية؛ ذلك لأن رأس المال الاجتماعي يميل إلى تقسيم من حوله إلى (مجموعات أو مجتمعات ثقة)، أي إلى أصدقاء وغير أصدقاء (أعداء)، وبالتالي فإن الأمر يحتاج إلى إعادة صياغة، وإلى نهج أكثر شمولا يعتمد على الحوار وحل المشكلات بدلا من الاعتماد على الانقسام والتكتلات القائمة على الطبيعة البشرية.
ولهذا فإن الدبلوماسية الإعلامية يُنظر إليها باعتبارها قوة ناعمة إذا اعتمدت على التفاوض والحوار البنَّاء والتفاعلية الإيجابية، والتفاهمات الثقافية، التي تفتح الطريق لتبادل وجهات النظر وتعزيز القيم الاجتماعية والثقافية والإبداع، وبالتالي تسهِّل عمليات التواصل المرنة، وإقامة العلاقات وتطويرها ضمن إجراء حوارات تفاعلية ومفاوضات قائمة على تشكيل أو إعادة تشكيل الآراء والتوجهات التي تعظِّم من القيمة الأخلاقية والثقافية المضافة، وبالتالي تطوّر النُظم الاجتماعية والدبلوماسية بين الدول.
إن بناء علاقات إيجابية يعتمد على قدرة مستخدمي الإعلام الرقمي على الاستجابة العقلانية، وتأثير الاستجابات العاطفية على صناعة القرار؛ حيث سنجد أن محاولة استخدام الأتمتة لقياس ما يُسمى بـ (تحليل المشاعر)، سيحدِّد كيفية التعبير عن المشاعر أثناء الرد على الآراء والبيانات أو المعلومات المعروضة، بحيث يكشف الآراء الإيجابية أو السلبية تجاه الموضوعات، الأمر الذي يمكِّن من قياس المكوّن العاطفي المؤثِّر في القوة الناعمة، بل إنه سيوجّه آثارها وتطلعاتها ويغيِّر من مساراتها؛ لأن العاطفة تؤثر غالبا على الإدراك والسلوك بشكل واضح، وهذا ما نجده بسهولة في الكثير من الآراء التي نطالعها على مواقع التواصل الاجتماعي، ونجده أيضا ضمن تلك الردود والتعلقيات من قبل الجماهير حتى على تلك الموضوعات التي تعرضها مواقع الإعلام الرقمي الرسمية (الحكومية والخاصة).
لقد شهِد العالم بناء علاقات دبلوماسية وتحالفات دولية عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ فالكثير من القادة ورؤساء الدول لديهم حسابات على تلك المواقع، ويتواصلون بشكل شخصي مع متابعيهم، ولهذا فإن دور الدبلوماسية الرقمية اليوم يتعاظم في ظل تغيُّر الأدوار وتطوُّر مفاهيم الدبلوماسية؛ فنقلا عن العربي في بحثه الموسوم بـ (الدبلوماسية الرقمية وتأثيرها في العلاقات الدولية)، أن وزير الخارجية الإيطالي السابق جوليو تيرزي يقول إن (لتوتير تأثيرين إيجابيين على السياسة الخارجية؛ إذ يشجِّع على تبادل الأفكار بين السياسيين والمجتمع المدني، ويزيد من قدرة الدبلوماسيين على جمع المعلومات وتحليلها وإدارتها والرد عليها في الوقت المناسب)، وهو أمر يحتاج إلى تأمُّل إذا ما عرفنا أن تلك المواقع قد أثَّرت فعلا على العلاقات الدبلوماسية بين الكثير من دول العالم، أو في تأسيس تحالفات دولية أو حتى فضّها.
إن هذا الأثر وتلك الأهمية التي ذكرها تيرزي في قوله، تنضوي ضمن مجموعات من التأثيرات المباشرة للدبلوماسية الإعلامية الرقمية على القوة الناعمة، لأنها تؤسِّس لبناء الثقة؛ فالمواقع الإلكترونية والإعلام الرقمي عموما قوة جذب وإقناع، وقدرة على التأثير، ولهذا فإنه وسيلة للنجاح والوصول إلى تشكيل سياسات تُحقِّق التأثير في بناء شبكات العصر الرقمي، التي تضمن التفاعل الإيجابي مع الآخر، وتشكيل صورة ذهنية توصل الرؤية التنموية للدولة، وقدرتها على تحقيق الأهداف، وبالتالي تشكِّل تصوُّرات قوتها الناعمة وإمكاناتها الجاذبة للاستثمار.
ولأن القوة الناعمة هي (القدرة على التأثير على الجهات الفاعلة)، فإنها تُظهر من خلال الدبلوماسية الرقمية إمكاناتها، وتوجهاتها ليس عن طريق الإعلام والنشر وحده، بل أيضا عن طريق الابتكار التكنولوجي، الذي أصبح أحد أهم أذرع تلك القوة؛ لأنه المسؤول عن تطوّر الإعلام الرقمي من ناحية، وتغيُّر الصور الذهنية عن المجتمعات، ومدى استطاعتها على مواكبة التغيرات التقنية والاقتصادية والسياسية العالمية من ناحية أخرى. إن القوة الناعمة هنا تتشكَّل وفق التوجهات الحديثة التي يقودها العصر الرقمي، والتي تسهِم في بناء علاقات إقليمية ودولية، وتشكيل تحالفات سياسية واقتصادية.
إن الدبلوماسية الإعلامية الرقمية اليوم لا تقوم على المؤسسات الحكومية المعنية بالشأن السياسي والإعلامي وحسب، بل هي (دبلوماسية عامة)، تتوسَّع ضمن المفاهيم الحديثة لتشمل أفراد المجتمع الذين يقدمون صورا ذهنية عن مجتمعاتهم في تعاطيهم مع الآخر عبر المواقع الإلكترونية المفتوحة والتي يشهد التاريخ الحديث ما سبَّبته من تحديات وإشكالات بل وصراعات بين الكثير من الدول، حتى أصبحت أشبه بالقوى الصلبة التي تدمِّر المجتمعات وتخلق الشقاق بين أفراد المجتمعات والمجتمعات الأخرى، فهذه المواقع واحدة من أكثر إشكال الإعلام الرقمي، والدبلوماسية العامة خطورة، لما تمثله من تأثير مباشر في سياقات الدبلوماسية من ناحية والصورة الذهنية عن الدولة من ناحية أخرى.
ولهذا فإن الدبلوماسية الرقمية في علاقاتها المتداخلة مع الإعلام الرقمي والقوة الناعمة، تقوم على قدرتنا في المحافظة على الصورة الذهنية التي تشكِّل أُسس القوة الناعمة، والتي تنطلق من حضارة هذا الوطن وأصل اعتماده على التسامح والتآخي والتفاهم، والحوار البنَّاء، واعتماد الاستجابة العقلانية في الرد على الموضوعات والآراء، إضافة إلى قدرتنا على بناء علاقات إنسانية مع الآخر، وبالتالي الاعتماد على ما يُطلق عليه جوزيف ناي (جاذبية النظام الاجتماعي والثقافي، ومنظومة القيم والمؤسسات)، من أجل التأثير في الآخر.
إن هذه الدبلوماسية تعتمد في تأثيرها على إمكانات المجتمع وقدرة أفراده على التمسك بالعلاقات الإنسانية وتنميتها بما يتوافق مع التطور التقني والانفتاح من ناحية، وإمكانات الإعلام الرقمي وقدرته على مواكبة التغيرات والتطلعات المستقبلية، مع الأخذ في الاعتبار بأن هذه التغيرات تتطلب وعيا تامّا وإدراكا لما يترتب عليها من أثر، وبالتالي ما تحتاجه من الاعتماد على العقلانية والثقة وشمولية النظر إلى آفاق الموضوعات التي يتم مناقشتها أو عرضها، أو حتى تلك المعلومات والبيانات التي يتم نشرها باعتبارها حقيقية وصادقة.
ولمَّا كانت الدولة حريصة على بناء علاقات دبلوماسية قائمة على الثقة المتبادلة والحوار والتآخي والتسامح فإن تمكين دور الدبلوماسية الإعلامية وتعظيم دورها، خاصة في ظل التطورات التقنية والرقمية المتسارعة، والتغيرات الاجتماعية والثقافية، سيعزِّز من دور القوة الناعمة، وتأثير توجهاتها المنشودة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولهذا فإن علينا دوما إدراك قيمة ما نقدمه وما ننشره في وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز الثقة والمصداقية في المؤسسات الحكومية والخاصة والمدنية وما يقدمه الإعلام من دور فاعل في تأصيل أهداف الدبلوماسية العمانية باعتبارها قوة ناعمة.
عائشة الدرمكية باحثة متخصصة في مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة
إن الدبلوماسية الإعلامية تتأسَّس وفق مجموعة من المعطيات التي تستطيع من خلالها التكيّف مع التغيير السريع سواء في المجالات التقنية، أو في المجالات الدولية، ولهذا فإنه لابد من تمكين (إدارة المعرفة والبيانات)، إضافة إلى تطوير (أجندات الإنترنت) المرتبطة بالمواطنة الرقمية وحوكمة الإنترنت والأمن السيبراني وغير ذلك، مما سيعزِّز المشاركة الفاعلة والإيجابية من خلال التفاعلات اليومية، والثقة في القنوات الإعلامية الإلكترونية، وبالتالي تعزيز دورها في تعظيم أثر الدبلوماسية باعتبارها قوة ناعمة.
يستعرض تقرير المجلس البريطاني الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص باعتباره (رأس مال اجتماعي)، وهو بذلك يدخل ضمن إشكال قدرته على الحيادية والموضوعية؛ ذلك لأن رأس المال الاجتماعي يميل إلى تقسيم من حوله إلى (مجموعات أو مجتمعات ثقة)، أي إلى أصدقاء وغير أصدقاء (أعداء)، وبالتالي فإن الأمر يحتاج إلى إعادة صياغة، وإلى نهج أكثر شمولا يعتمد على الحوار وحل المشكلات بدلا من الاعتماد على الانقسام والتكتلات القائمة على الطبيعة البشرية.
ولهذا فإن الدبلوماسية الإعلامية يُنظر إليها باعتبارها قوة ناعمة إذا اعتمدت على التفاوض والحوار البنَّاء والتفاعلية الإيجابية، والتفاهمات الثقافية، التي تفتح الطريق لتبادل وجهات النظر وتعزيز القيم الاجتماعية والثقافية والإبداع، وبالتالي تسهِّل عمليات التواصل المرنة، وإقامة العلاقات وتطويرها ضمن إجراء حوارات تفاعلية ومفاوضات قائمة على تشكيل أو إعادة تشكيل الآراء والتوجهات التي تعظِّم من القيمة الأخلاقية والثقافية المضافة، وبالتالي تطوّر النُظم الاجتماعية والدبلوماسية بين الدول.
إن بناء علاقات إيجابية يعتمد على قدرة مستخدمي الإعلام الرقمي على الاستجابة العقلانية، وتأثير الاستجابات العاطفية على صناعة القرار؛ حيث سنجد أن محاولة استخدام الأتمتة لقياس ما يُسمى بـ (تحليل المشاعر)، سيحدِّد كيفية التعبير عن المشاعر أثناء الرد على الآراء والبيانات أو المعلومات المعروضة، بحيث يكشف الآراء الإيجابية أو السلبية تجاه الموضوعات، الأمر الذي يمكِّن من قياس المكوّن العاطفي المؤثِّر في القوة الناعمة، بل إنه سيوجّه آثارها وتطلعاتها ويغيِّر من مساراتها؛ لأن العاطفة تؤثر غالبا على الإدراك والسلوك بشكل واضح، وهذا ما نجده بسهولة في الكثير من الآراء التي نطالعها على مواقع التواصل الاجتماعي، ونجده أيضا ضمن تلك الردود والتعلقيات من قبل الجماهير حتى على تلك الموضوعات التي تعرضها مواقع الإعلام الرقمي الرسمية (الحكومية والخاصة).
لقد شهِد العالم بناء علاقات دبلوماسية وتحالفات دولية عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ فالكثير من القادة ورؤساء الدول لديهم حسابات على تلك المواقع، ويتواصلون بشكل شخصي مع متابعيهم، ولهذا فإن دور الدبلوماسية الرقمية اليوم يتعاظم في ظل تغيُّر الأدوار وتطوُّر مفاهيم الدبلوماسية؛ فنقلا عن العربي في بحثه الموسوم بـ (الدبلوماسية الرقمية وتأثيرها في العلاقات الدولية)، أن وزير الخارجية الإيطالي السابق جوليو تيرزي يقول إن (لتوتير تأثيرين إيجابيين على السياسة الخارجية؛ إذ يشجِّع على تبادل الأفكار بين السياسيين والمجتمع المدني، ويزيد من قدرة الدبلوماسيين على جمع المعلومات وتحليلها وإدارتها والرد عليها في الوقت المناسب)، وهو أمر يحتاج إلى تأمُّل إذا ما عرفنا أن تلك المواقع قد أثَّرت فعلا على العلاقات الدبلوماسية بين الكثير من دول العالم، أو في تأسيس تحالفات دولية أو حتى فضّها.
إن هذا الأثر وتلك الأهمية التي ذكرها تيرزي في قوله، تنضوي ضمن مجموعات من التأثيرات المباشرة للدبلوماسية الإعلامية الرقمية على القوة الناعمة، لأنها تؤسِّس لبناء الثقة؛ فالمواقع الإلكترونية والإعلام الرقمي عموما قوة جذب وإقناع، وقدرة على التأثير، ولهذا فإنه وسيلة للنجاح والوصول إلى تشكيل سياسات تُحقِّق التأثير في بناء شبكات العصر الرقمي، التي تضمن التفاعل الإيجابي مع الآخر، وتشكيل صورة ذهنية توصل الرؤية التنموية للدولة، وقدرتها على تحقيق الأهداف، وبالتالي تشكِّل تصوُّرات قوتها الناعمة وإمكاناتها الجاذبة للاستثمار.
ولأن القوة الناعمة هي (القدرة على التأثير على الجهات الفاعلة)، فإنها تُظهر من خلال الدبلوماسية الرقمية إمكاناتها، وتوجهاتها ليس عن طريق الإعلام والنشر وحده، بل أيضا عن طريق الابتكار التكنولوجي، الذي أصبح أحد أهم أذرع تلك القوة؛ لأنه المسؤول عن تطوّر الإعلام الرقمي من ناحية، وتغيُّر الصور الذهنية عن المجتمعات، ومدى استطاعتها على مواكبة التغيرات التقنية والاقتصادية والسياسية العالمية من ناحية أخرى. إن القوة الناعمة هنا تتشكَّل وفق التوجهات الحديثة التي يقودها العصر الرقمي، والتي تسهِم في بناء علاقات إقليمية ودولية، وتشكيل تحالفات سياسية واقتصادية.
إن الدبلوماسية الإعلامية الرقمية اليوم لا تقوم على المؤسسات الحكومية المعنية بالشأن السياسي والإعلامي وحسب، بل هي (دبلوماسية عامة)، تتوسَّع ضمن المفاهيم الحديثة لتشمل أفراد المجتمع الذين يقدمون صورا ذهنية عن مجتمعاتهم في تعاطيهم مع الآخر عبر المواقع الإلكترونية المفتوحة والتي يشهد التاريخ الحديث ما سبَّبته من تحديات وإشكالات بل وصراعات بين الكثير من الدول، حتى أصبحت أشبه بالقوى الصلبة التي تدمِّر المجتمعات وتخلق الشقاق بين أفراد المجتمعات والمجتمعات الأخرى، فهذه المواقع واحدة من أكثر إشكال الإعلام الرقمي، والدبلوماسية العامة خطورة، لما تمثله من تأثير مباشر في سياقات الدبلوماسية من ناحية والصورة الذهنية عن الدولة من ناحية أخرى.
ولهذا فإن الدبلوماسية الرقمية في علاقاتها المتداخلة مع الإعلام الرقمي والقوة الناعمة، تقوم على قدرتنا في المحافظة على الصورة الذهنية التي تشكِّل أُسس القوة الناعمة، والتي تنطلق من حضارة هذا الوطن وأصل اعتماده على التسامح والتآخي والتفاهم، والحوار البنَّاء، واعتماد الاستجابة العقلانية في الرد على الموضوعات والآراء، إضافة إلى قدرتنا على بناء علاقات إنسانية مع الآخر، وبالتالي الاعتماد على ما يُطلق عليه جوزيف ناي (جاذبية النظام الاجتماعي والثقافي، ومنظومة القيم والمؤسسات)، من أجل التأثير في الآخر.
إن هذه الدبلوماسية تعتمد في تأثيرها على إمكانات المجتمع وقدرة أفراده على التمسك بالعلاقات الإنسانية وتنميتها بما يتوافق مع التطور التقني والانفتاح من ناحية، وإمكانات الإعلام الرقمي وقدرته على مواكبة التغيرات والتطلعات المستقبلية، مع الأخذ في الاعتبار بأن هذه التغيرات تتطلب وعيا تامّا وإدراكا لما يترتب عليها من أثر، وبالتالي ما تحتاجه من الاعتماد على العقلانية والثقة وشمولية النظر إلى آفاق الموضوعات التي يتم مناقشتها أو عرضها، أو حتى تلك المعلومات والبيانات التي يتم نشرها باعتبارها حقيقية وصادقة.
ولمَّا كانت الدولة حريصة على بناء علاقات دبلوماسية قائمة على الثقة المتبادلة والحوار والتآخي والتسامح فإن تمكين دور الدبلوماسية الإعلامية وتعظيم دورها، خاصة في ظل التطورات التقنية والرقمية المتسارعة، والتغيرات الاجتماعية والثقافية، سيعزِّز من دور القوة الناعمة، وتأثير توجهاتها المنشودة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولهذا فإن علينا دوما إدراك قيمة ما نقدمه وما ننشره في وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز الثقة والمصداقية في المؤسسات الحكومية والخاصة والمدنية وما يقدمه الإعلام من دور فاعل في تأصيل أهداف الدبلوماسية العمانية باعتبارها قوة ناعمة.
عائشة الدرمكية باحثة متخصصة في مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة