صدر عن المؤسسة العربيّة للدراسات والنشر ببيروت كتاب «اللُّغة والجنس: حفريّات في الذُّكورة والأُنوثة»، بطبعته الثانية، لمؤلفه الدكتور عيسى برهومة أستاذ اللسانيات التطبيقيّة في الجامعة الهاشميّة.

توزَّعَ الكتاب على ثلاثة فصول: حاول المؤلف في الفصل الأول أن يستجلي مكانة اللغة في المجتمع، وأن يتلمس مُسوِّغًا منهجيًّا للعلاقة المتحصَّلَة بين العامل الاجتماعيّ والسلوك اللغويّ.

أما في الفصل الثاني فعرض المؤلف لنظرة اللغة إلى الجنس، وعاين المسألة في النظام اللغويّ، لاستجلاء تصنيف الجنس في العربيّة، وهل كان هذا التصنيف مُتَّسِقًا والجنس الطبيعيّ؟ وتتبع موقف الباحثين في هذه المسألة التي أَشْكَلَت عليهم قديمًا وحديثًا.

وفي الفصل الثالث تناول المؤلف الخصائص اللغويّة للجنسين، فعرض لمستويات اللغة؛ لاستقراء الخصائص اللغويّة، وقد صَدَر في استصفاء هذه الخصائص عن الفرضيات التي أودعها الدارسون والدارسات في موضوع البحث.

وأقفل المؤلف البحث بزُمْرَة من الأنظار مستصفاة، وشفَّع البحث بملَحق انطوى على استقراء الصفات المحمودة والمذمومـة للجنسين، في إضمامةٍ من مُعْجَمات المعاني.

وصُدِّرت هذه الطبعة بتقدمة للمفكر العربيّ فيصل درّاج بعنوان «مواجهة الفكر الاتباعيّ بالإبداع»، الذي أكد أنّ هذا الكتاب معلمة مهمة من معالم الدرس اللسانيّ والنقديّ المعاصر.

وحري بالقول: إن الطبعة الأولى من الكتاب صُدِّرت بمقدمة للراحل أستاذ اللسانيّات الدكتور نهاد الموسى الذي افتتح مقدمته بالقول: «في هذه القضية الشائكة حقًّا يأتي هذا الكتاب رحلة شائقة في عوالم الاجتماع الإنسانيّ عبر الزمان والمكان يتحرّى صورة المرأة في تلك العوالم، ولغاتها، وثقافاتها، ويقف باعتناء خاصّ إلى صورة المرأة في العربيّة وثقافتها. إنّ هذا كتاب رائد في حقل بَيْنِيّ ما يزال في الدراسات العربية بكْرًا. وهو يجري، في صورة التعبير، ببيان يليق به من الأَلَق والأناقة.»

وحظي الكتاب بتقاريظ أثبتها المؤلف في صدر الكتاب وقد كتبها د. نادر سراج من الجامعة اللبنانية، ود.عبدالقادر الربّاعي من جامعة اليرموك، ود.محمد خطابي من جامعة ابن زُهر المغربيّة، ود. أحمد ماضي من الجامعة الأردنيّة، ود. عماد عبداللطيف من جامعة قطر، ود. بشير إبرير من جامعة باجي المختار بعنابة الجزائريّة، ود. عماد الزبن من جامعة الإمارات العربيّة المتحدة.

وكتب المؤلف مقدّمةً طويلةً بعنوان «اللغة والجنس في الأنظار اللسانيّة الحديثة» قال فيها: «تبدو التّقدمة لطبعةٍ جديدةٍ من الكتاب الأوّل للمرء محفوفةً بخصوصيّةٍ لا تتأتى لغيره من الكتب، إذ يُمثِّل هذا الكتاب «اللغة والجنس» البَذَار الأوّل للمرء، والتّجربة البِكْر التي تتجلّى خلالها لحظة انبجاس فعل الكتابة بين يديه، فضلًا عن أنّها تمثّل مفتتحًا لمشروعه المنهجيّ الذي يتوخّى المرء بوصفه باحثًا أن يكون طَلْعُهُ طَلْعًا نضيدًا».

مؤكداً أن هذه المسألة لم تحظ بعناية الدارسين عناية تتوازى مع أهمية هذا المشكل.