في ظل الانتشار الواسع والملحوظ للصالات الرياضية النسائية، يتساءل البعض هل كسر هذا السلوك حاجز التحفظ المجتمعي حول ممارسة المرأة للرياضة في تلك الصالات؟ وما مدى أهميتها، والأهداف التي تسعى إليها؟ وهل أصبحت ضرورة تفرضها دواعي الصحة العامة؟
«عمان» في هذه المساحة وقفت على مبررات ذلك الانتشار، واستطلعت العديد من الآراء للنساء الرياضيات وعدد من هواة التردد على الصالات الرياضية، لمعرفة أبرز النواحي الإيجابية والسلبية -إن وجدت- من إنشاء تلك الصالات، والفوائد التي يمكن أن تجنيها المرأة من الاشتراك في تلك النوادي الرياضية، خاصة وأنها أصبحت لدى البعض جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية وأسلوب حياة للكثيرين، مع انضمام أعداد كبيرة من النساء شهريا أو يوميا في الصالات.
وقد ينظر إليها البعض بأنها أمر وحاجة ضرورية من ضرورات الحياة اليومية ومادة إضافية للرفاهية والصحة العامة.
الانتشار وتقبل المجتمع!
قالت روان بنت سليمان البلوشية مشتركة في صالة للنساء من ولاية صحار: «إن ممارسة الرياضة في الصالات توفر لي أجواء جميلة مفعمة بالنشاط والحيوية مع وجود المنتسبين الآخرين في الصالة خاصة أن بعضهم من الأصدقاء، وقد اشتركت في الصالة الرياضية لفترة واحدة، حتى يحظى بقية المشتركين باستخدام الصالة وفق الوقت المحدد له دون تزاحم أو تداخل بين المشتركين».
وتضيف: أعتقد أنه لا توجد هناك فئة من الناس حاليا غير متقبلة فكرة الصالات الرياضية النسائية، لأن المجتمع أصبح متفتحا وتولدت لديه نظرة غير سوداوية لهذا الأمر وربما هناك قلة من المجتمع غير متقبل هذا إن وجد.
أسعار معقولة!
وتطرقت روان البلوشية إلى الحديث عن الطاقم الإشرافي للصالات الرياضية، حيث أشارت إلى أنهن متمكنات من الجنسيات العمانية والفلبينية والمصرية، وتتباين أسعار الاشتراك بحسب طبيعة ونوعية وفترة الاشتراك.
وبينت روان «أن هناك اهتماما من ناحية النظافة والتعقيم بعد كل حصة حسب الدفعات، بحيث يتم تغيير الأرضية المطاطية بعد الانتهاء من الحصص مثل حصص (الزومبا)، وبطبيعة الأحوال أصبحت الصالات الرياضية بديلا آخر للنساء لممارسة الرياضة بكافة أنواعها، للتجمع مع الأصحاب وتبادل الحديث ومنها للرياضة وتحسين المزاج والبعد عن الضغوطات العملية والحياة.
من جانبه، عبر عاصم بن خلفان بني عرابة، ممرض في مستشفى شرطة عمان السلطانية حول رأيه في هذا الجانب، وقال: «أنا بصفتي مختصا في المجال الطبي أؤيد بشدة فكرة انتشار الصالات الرياضية النسائية وذلك بما يعود بالنفع للصحة الجسمانية والعقلية بشكل عام، ومن ناحية الانتشار كانت الصالات الرياضية النسائية غير منتشرة بحكم القيود، وكانت محصورة على مناطق محددة في محافظة مسقط، إلا أن الانتشار لتلك الصالات أصبح في وقتنا الحالي يعم بقية المحافظات الأخرى، لما له من جانب إيجابي كبير، ولا أؤيد فكرة الاختلاط في الصالات الرياضية بين الرجال والنساء.
وقالت سمية بنت محمد الناعبية مشتركة في صالة رياضية في ولاية دماء والطائيين: «جميعنا يعلم أهمية توفر المعايير والخدمات الصحية في كل زمان ومكان، ولكن كان ينقص الصالة التي اشتركت فيها خلال تلك الفترة الركن الخاص بالإسعافات الأولية، وهذا يعد من أهم الأشياء الضرورية في أي صالة ربما بحكم تواضع الصالة مقارنة بالصالات الرياضية في محافظة مسقط، وذلك بسبب اهتمامهم بكل التفاصيل.
وأكدت الناعبية: أنا من محبي ممارسة الرياضة في أماكن تتسم بالخصوصية، والصالة التي اشتركت فيها بمبلغ مناسب وملائم بالنسبة لي وغير مبالغ بسعر الاشتراك.
فيما قالت عائدة بنت حمد المحرمية مشتركة في صالة رياضية في مسقط: أنا أهتم بالخدمات التي توفرها الصالة وما يهمني أكثر هو التزامهم بالقوانين والإرشادات الصحية والقانونية، وهذا ما يجعل المشتركات يثقن بهم، ويشتركن بمثل هذه الصالات التي تهتم بالتعقيم والنظافة، والمدربات لديهن اهتمام بالمشتركات، ويتابعن العمل أول بأول في الحصص، وفي التعامل مع الأدوات الرياضية.
وأردفت نمارق بنت حمود النوفلية: هناك جانب إيجابي كبير وهو أن الصالات الرياضية تحفزنا على ممارسة الرياضة، بوجود الأصحاب وهذا له دور في التشجيع على الاستمرار، وكذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة في سلطنة عمان، هناك عدد من النساء غير قادرات على ممارسة الرياضة في الأجواء الحارة، لذلك الصالات الرياضية النسائية الحل الأمثل.