shialoom@gmail.com
فُطِرَ الإنسانُ على الانتصار لذاته؛ أكثر من الالتحام مع غيره، كما فطر على أن ما يراه ويعتقده هو الصح؛ وأن ما يبديه الآخر من رأي، أو موقف، أو فعل يكون أغلبه خطأ، وقس على ذلك أمثلة كثيرة في الحياة، وهذه الصورة برمتها أو خلاصاتها المتنوعة لا تفضي إلا إلى التعصب للذات، وهو من أسوأ المواقف الإنسانية التي لم يستطع الإنسان التخلي عنها على الرغم من تجربته الطويلة في الحياة، وعلى الرغم من معززات الوعي عنده، والمتاحة بين يديه، ولأن كل ذلك من الفطرة، فإنه في المقابل لن تستطيع أدوات الترويض أن تُحْدِثَ أثرا ما كبيرا، يمكن أن يكسر هذه القاعدة المتأصلة في الذات، إلا في القليل النادر، وهذا القليل النادر لا يكون إلا عندما تقترب المصلحة الخاصة من مواقف الآخر، حيث يتم التنازل في لحظة تبادل المصالح فقط، أما غير ذلك تظل الحالة تراوح مكانها، وفق الصور النمطية المعتادة.
يحل التعصب كأحد أهم المواقف التي لا يمكن الحياد فيها، وهو من الأدوات التي تقضي على «التنوع والاختلاف» بل تضربه في الصميم، حيث تظل الرؤية الأحادية هي المسيطرة على الواقع، مهما كانت مواقف الأطراف الأخرى صحيحة، أو على الأقل الأقرب إلى الصح، ذلك أن المتعصب لا يرى إلا وجها واحدا لأي موقف، وكل الأوجه الأخرى - في تقديره - لا تخضع للمسألة النسبية للأشياء، حيث يرى في الحكم المطلق هو النفاذ لما يراه صحيحا، وتظل كل الأبواب مغلقة إلا هذا الباب، ولذلك فكل قضايا البشر، أو جلها هي واقعة في هذه الإشكالية، ولو استطاع الإنسان أن يزحزح نفسه من هذا التموضع المتأصل، لربما حُلًّتْ الكثير من مشاكل البشر، وقضاياهم الجامدة والمتأصلة.
وميزة التنوع أنه لا يخضع لشيء محدد، ولا لجماعة محددة، ولا لنظام محدد، ولا لنهايات حتمية مطلقة، ولا لغايات قد توقف الحكم حيالها حيث لا تقبل التنظير فيها، إنما هي مساحة شاملة من المواقف، ومن الآراء، ومن الأشياء المادية والمعنوية على حد سواء، وبالتالي فأي شيء يذهب إلى الحسد والتنازع، والتشدد، والخطوط المتوازية، لا يمكن أن يحل ضيفا كريما في بيئة التنوع، فالتنوع بيئة خصبة، ومفعمة بالحيوية والنشاط، ولأنه بهذه الصورة فيبقى من القليل اليسير من يستطيع أن يروض نفسه فيها، ويتأقلم وفق شروطه، حيث يحتاج إلى كثير من اتساع الأفق، وبعد الرؤية، وسماحة الأنفس، والمعرفة الواعية بحقيقة الذات، وهذه كلها؛ تبقى؛ مسائل نسبية يتفاوت فيها الناس بناء على تمايز فطرهم التي فطروا عليها، ومدى قدرة هذه الفطر على استيعاب شروط التنوع، أو الوقوف دونها.
ربما؛ قد يدخل العمر وتجربة الحياة عند كل فرد ليلعب دورا مهما لاستيعاب التنوع، والدخول في معتركه، وحتى عند احتساب المصلحة الذاتية، ومقدار الفائدة المرجوة أو المتوقعة من الإيمان بأهمية التنوع، فإن ذلك لن يغني عن هذين العنصرين المهمين (العمر/ تجربة الحياة) وقول زهير بن أبي سلمى: «ومن لم يصانع في أمور كثيرة؛ يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم» لا يخرج عن تحقق (العمر/ تجربة الحياة) فالأعمار الصغيرة؛ وقلة تجربة الحياة لن تتيح الفرصة بإحاطة واضحة لاتخاذ مواقف معينة تجاه أي حالة من حالات التنوع.
فُطِرَ الإنسانُ على الانتصار لذاته؛ أكثر من الالتحام مع غيره، كما فطر على أن ما يراه ويعتقده هو الصح؛ وأن ما يبديه الآخر من رأي، أو موقف، أو فعل يكون أغلبه خطأ، وقس على ذلك أمثلة كثيرة في الحياة، وهذه الصورة برمتها أو خلاصاتها المتنوعة لا تفضي إلا إلى التعصب للذات، وهو من أسوأ المواقف الإنسانية التي لم يستطع الإنسان التخلي عنها على الرغم من تجربته الطويلة في الحياة، وعلى الرغم من معززات الوعي عنده، والمتاحة بين يديه، ولأن كل ذلك من الفطرة، فإنه في المقابل لن تستطيع أدوات الترويض أن تُحْدِثَ أثرا ما كبيرا، يمكن أن يكسر هذه القاعدة المتأصلة في الذات، إلا في القليل النادر، وهذا القليل النادر لا يكون إلا عندما تقترب المصلحة الخاصة من مواقف الآخر، حيث يتم التنازل في لحظة تبادل المصالح فقط، أما غير ذلك تظل الحالة تراوح مكانها، وفق الصور النمطية المعتادة.
يحل التعصب كأحد أهم المواقف التي لا يمكن الحياد فيها، وهو من الأدوات التي تقضي على «التنوع والاختلاف» بل تضربه في الصميم، حيث تظل الرؤية الأحادية هي المسيطرة على الواقع، مهما كانت مواقف الأطراف الأخرى صحيحة، أو على الأقل الأقرب إلى الصح، ذلك أن المتعصب لا يرى إلا وجها واحدا لأي موقف، وكل الأوجه الأخرى - في تقديره - لا تخضع للمسألة النسبية للأشياء، حيث يرى في الحكم المطلق هو النفاذ لما يراه صحيحا، وتظل كل الأبواب مغلقة إلا هذا الباب، ولذلك فكل قضايا البشر، أو جلها هي واقعة في هذه الإشكالية، ولو استطاع الإنسان أن يزحزح نفسه من هذا التموضع المتأصل، لربما حُلًّتْ الكثير من مشاكل البشر، وقضاياهم الجامدة والمتأصلة.
وميزة التنوع أنه لا يخضع لشيء محدد، ولا لجماعة محددة، ولا لنظام محدد، ولا لنهايات حتمية مطلقة، ولا لغايات قد توقف الحكم حيالها حيث لا تقبل التنظير فيها، إنما هي مساحة شاملة من المواقف، ومن الآراء، ومن الأشياء المادية والمعنوية على حد سواء، وبالتالي فأي شيء يذهب إلى الحسد والتنازع، والتشدد، والخطوط المتوازية، لا يمكن أن يحل ضيفا كريما في بيئة التنوع، فالتنوع بيئة خصبة، ومفعمة بالحيوية والنشاط، ولأنه بهذه الصورة فيبقى من القليل اليسير من يستطيع أن يروض نفسه فيها، ويتأقلم وفق شروطه، حيث يحتاج إلى كثير من اتساع الأفق، وبعد الرؤية، وسماحة الأنفس، والمعرفة الواعية بحقيقة الذات، وهذه كلها؛ تبقى؛ مسائل نسبية يتفاوت فيها الناس بناء على تمايز فطرهم التي فطروا عليها، ومدى قدرة هذه الفطر على استيعاب شروط التنوع، أو الوقوف دونها.
ربما؛ قد يدخل العمر وتجربة الحياة عند كل فرد ليلعب دورا مهما لاستيعاب التنوع، والدخول في معتركه، وحتى عند احتساب المصلحة الذاتية، ومقدار الفائدة المرجوة أو المتوقعة من الإيمان بأهمية التنوع، فإن ذلك لن يغني عن هذين العنصرين المهمين (العمر/ تجربة الحياة) وقول زهير بن أبي سلمى: «ومن لم يصانع في أمور كثيرة؛ يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم» لا يخرج عن تحقق (العمر/ تجربة الحياة) فالأعمار الصغيرة؛ وقلة تجربة الحياة لن تتيح الفرصة بإحاطة واضحة لاتخاذ مواقف معينة تجاه أي حالة من حالات التنوع.