ما حدث في تركيا قبل أسبوع من عرس ديمقراطي انتهى بفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إثر جولة ثانية (لأول مرة) في هذه الانتخابات ينطوي على مؤشرات عديدة لعل من الأهمية بمكان رصدها.
فهذه هي المرة الأولى التي يضطر أردوغان معها إلى خوض جولة ثانية من الانتخابات، ثم يفوز على خلفية انقسام مجتمعي واضحة في دلالة تعبّر عنها لغة الأرقام حيث فاز أردوغان هذه المرة بنسبة 52% وهي نسبة تعطي دلالة على أن ثمة متغيرات تحدث في المجتمع التركي، الذي أثبت حتى اليوم أنه مجتمع حريص على اختبار المسار الديمقراطي للحياة السياسية.
تحالف المعارضة لم يكن موفقًا في اختيار كمال كليجدار أوغلو -حيث هزم الرجل أمام أردوغان أكثر من مرة في انتخابات سابقة- في ظل وجود تحالف كبير ووجوه جديدة، لكن مع ذلك بدا واضحًا أن ثمة متغيرات تطال الحياة السياسية التركية، فنسبة الاقتراع الكبيرة والزخم الذي شهدته الانتخابات يدل بوضوح على الحس السياسي القوي للشعب التركي.
وفي تقديرنا أن فوز أردوغان هذه المرة يأتي كفوزه في الانتخابات السابقة فالنسبة ذاتها تقريبًا، لكن زخم المعارضة للرجل طال حتى من كانوا بالأمس القريب في صفه مثل داود أوغلوا صاحب السياسة العثمانية في المنطقة العربية. كذلك تأتي هذه الانتخابات في ظل انحسار لسياسيات أردوغان التي خففت من غلواء تدخلها في أكثر من ملف حول العالم، حيث بدا واضحًا أن ردود الفعل على سياساته التي انعكست على تدهور الليرة التركية قد كانت له بمثابة جرس الإنذار، اليوم يبدو أن أردوغان في ظل الاهتزازات التي تحدث في العالم جرَّاء الحرب الروسية الأوكرانية والمتغيرات التي أحدثتها على أكثر من صعيد إقليمي ودولي، قد فتح عينيه على الكثير من الاحترازات التي تجعله أكثر اكتراثًا في مراقبة سير الوقائع على خطى الحرب الروسية-الأوكرانية التي شغلت أوروبا وأمريكيا على نحو غير مسبوق.
لقد استحق أردوغان إعادة الترشيح مرارا في الولايات الأولى من حكمه بسبب ما جلبه من رخاء اقتصادي لكافة أبناء شعبه. وفي الفترة الأخيرة من حكمه -خصوصا منذ عام ٢٠١٦- استحق أردوغان إعادة الترشيح لأنه أحدث تغييرات جذرية عظيمة في مؤسسة الجيش ونزع منها مرة وإلى الأبد أوهام الطموح السياسي للسلطة حيث كانت مؤسسة الجيش التركي تاريخيا مؤسسة ذات نفوذ كبير وخطير على الحكومات التركية المتعاقبة بعد رحيل أتاتورك.
يدرك أردوغان جيدًا أن هناك هامشًا استراتيجيًا يتسع باستمرار للنفوذ الصيني في منطقة الشرق الأوسط، ولعل الاتفاق الذي رعته الصين بين كل من السعودية وإيران من أبرز المتغيرات الجيوسياسية التي لم يكن لتحدث على هذا النحو لولا الحرب الروسية-الأوكرانية وظلالها على أحداث في العالم.
فالاتفاق الذي رعته الصين بين كل من السعودية وإيران، وإن كان ذا طابع سياسي إلا أن عناصر تماسكه حتى الآن تكمن في حرص الصين على رعاية مصالحها ومصالح البلدين (السعودية وإيران) عبر اتفاقات وقمم نجحت خلالها الصين في إبرام اتفاقات استراتيجية طويلة الأجل في مجالات اقتصادية وتجارية مع إيران كما تعكس حرصًا بالغًا على علاقاتها مع المملكة العربية السعودية.
يبدو واضحًا أن أردوغان بصدد رسم سياسات جديدة في منطقة الشرق الأوسط بعد أن كان انحيازه لقوى الإسلام السياسي فيها على أكثر من محور.
فأردوغان يراقب الساحة السياسية للشرق الأوسط في ظل متغيرات جديدة على رأسها الاتفاق الجديد بين إيران والسعودية الذي شهد تطورًا جديدًا قبل يومين بافتتاح سفارة إيران في الرياض رسميًا، كما أن الولايات المتحدة التي ستعين سفيرًا جديدًا في المملكة العربية السعودية خلال الأيام القادمة تراقب بحذر كيف سيمضي الاتفاق في الطريق الصحيح.
تقف تركيا اليوم على عتبات مئوية جديدة لجمهورية أتاتورك، لذا فإن مناخ هذه الانتخابات التي منحت أردوغان أن يكون على رأس الجمهورية العلمانية في مئويتها الأولى ربما بدت فيها اليوم مفارقة واضحة في الدور الذي لعبه كل من كمال أتاتورك ورجب طيب أردوغان حيال الموقف من الجيش، لا سيما بعد أحداث 2016 التي منحت أردوغان فرصة تاريخية لتجذير الديمقراطية بعيدًا عن سلطة الجيش.
فهذه هي المرة الأولى التي يضطر أردوغان معها إلى خوض جولة ثانية من الانتخابات، ثم يفوز على خلفية انقسام مجتمعي واضحة في دلالة تعبّر عنها لغة الأرقام حيث فاز أردوغان هذه المرة بنسبة 52% وهي نسبة تعطي دلالة على أن ثمة متغيرات تحدث في المجتمع التركي، الذي أثبت حتى اليوم أنه مجتمع حريص على اختبار المسار الديمقراطي للحياة السياسية.
تحالف المعارضة لم يكن موفقًا في اختيار كمال كليجدار أوغلو -حيث هزم الرجل أمام أردوغان أكثر من مرة في انتخابات سابقة- في ظل وجود تحالف كبير ووجوه جديدة، لكن مع ذلك بدا واضحًا أن ثمة متغيرات تطال الحياة السياسية التركية، فنسبة الاقتراع الكبيرة والزخم الذي شهدته الانتخابات يدل بوضوح على الحس السياسي القوي للشعب التركي.
وفي تقديرنا أن فوز أردوغان هذه المرة يأتي كفوزه في الانتخابات السابقة فالنسبة ذاتها تقريبًا، لكن زخم المعارضة للرجل طال حتى من كانوا بالأمس القريب في صفه مثل داود أوغلوا صاحب السياسة العثمانية في المنطقة العربية. كذلك تأتي هذه الانتخابات في ظل انحسار لسياسيات أردوغان التي خففت من غلواء تدخلها في أكثر من ملف حول العالم، حيث بدا واضحًا أن ردود الفعل على سياساته التي انعكست على تدهور الليرة التركية قد كانت له بمثابة جرس الإنذار، اليوم يبدو أن أردوغان في ظل الاهتزازات التي تحدث في العالم جرَّاء الحرب الروسية الأوكرانية والمتغيرات التي أحدثتها على أكثر من صعيد إقليمي ودولي، قد فتح عينيه على الكثير من الاحترازات التي تجعله أكثر اكتراثًا في مراقبة سير الوقائع على خطى الحرب الروسية-الأوكرانية التي شغلت أوروبا وأمريكيا على نحو غير مسبوق.
لقد استحق أردوغان إعادة الترشيح مرارا في الولايات الأولى من حكمه بسبب ما جلبه من رخاء اقتصادي لكافة أبناء شعبه. وفي الفترة الأخيرة من حكمه -خصوصا منذ عام ٢٠١٦- استحق أردوغان إعادة الترشيح لأنه أحدث تغييرات جذرية عظيمة في مؤسسة الجيش ونزع منها مرة وإلى الأبد أوهام الطموح السياسي للسلطة حيث كانت مؤسسة الجيش التركي تاريخيا مؤسسة ذات نفوذ كبير وخطير على الحكومات التركية المتعاقبة بعد رحيل أتاتورك.
يدرك أردوغان جيدًا أن هناك هامشًا استراتيجيًا يتسع باستمرار للنفوذ الصيني في منطقة الشرق الأوسط، ولعل الاتفاق الذي رعته الصين بين كل من السعودية وإيران من أبرز المتغيرات الجيوسياسية التي لم يكن لتحدث على هذا النحو لولا الحرب الروسية-الأوكرانية وظلالها على أحداث في العالم.
فالاتفاق الذي رعته الصين بين كل من السعودية وإيران، وإن كان ذا طابع سياسي إلا أن عناصر تماسكه حتى الآن تكمن في حرص الصين على رعاية مصالحها ومصالح البلدين (السعودية وإيران) عبر اتفاقات وقمم نجحت خلالها الصين في إبرام اتفاقات استراتيجية طويلة الأجل في مجالات اقتصادية وتجارية مع إيران كما تعكس حرصًا بالغًا على علاقاتها مع المملكة العربية السعودية.
يبدو واضحًا أن أردوغان بصدد رسم سياسات جديدة في منطقة الشرق الأوسط بعد أن كان انحيازه لقوى الإسلام السياسي فيها على أكثر من محور.
فأردوغان يراقب الساحة السياسية للشرق الأوسط في ظل متغيرات جديدة على رأسها الاتفاق الجديد بين إيران والسعودية الذي شهد تطورًا جديدًا قبل يومين بافتتاح سفارة إيران في الرياض رسميًا، كما أن الولايات المتحدة التي ستعين سفيرًا جديدًا في المملكة العربية السعودية خلال الأيام القادمة تراقب بحذر كيف سيمضي الاتفاق في الطريق الصحيح.
تقف تركيا اليوم على عتبات مئوية جديدة لجمهورية أتاتورك، لذا فإن مناخ هذه الانتخابات التي منحت أردوغان أن يكون على رأس الجمهورية العلمانية في مئويتها الأولى ربما بدت فيها اليوم مفارقة واضحة في الدور الذي لعبه كل من كمال أتاتورك ورجب طيب أردوغان حيال الموقف من الجيش، لا سيما بعد أحداث 2016 التي منحت أردوغان فرصة تاريخية لتجذير الديمقراطية بعيدًا عن سلطة الجيش.