hotmail.com@ 680 Salim

مواكبة الإعلام في الانتقال إلى مسار اللامركزية خلال المرحلة المقبلة أمر مهم للغاية، فمن الصعب أن نعظم دورة اللامركزية الهادفة إلى تنمية المحافظات في «رؤية عُمان 2040» دون أن تكون هناك آلة إعلامية وصحفية مصاحبة لهذا النمو الذي وضعت القيادة فيه توجها جادا لإيجاد محافظات قادرة على الإنتاج مقارنة بإمكانياتها الفعلية.

حلقة العمل التي نظمتها وزارة الإعلام أمس الأول هدفت إلى تفعيل دور الإعلام في المرحلة المقبلة، من خلال الوقوف على عدد من النقاط التي تمثل تحديا جوهريا في معالجة ضعف بعض جوانب الإعلام في المحافظات لإيجاد الحلول لها ونفاذا لدورها وتعظيما لإمكانياتها ودعما لجهودها وتوحيدا لقدراتها.

وركزت حلقة العمل على تبني أربعة محاور أساسية هي: دور وزارة الإعلام، ودور الإعلام المؤسسي في مكاتب المحافظين، والمؤسسات الحكومية ودور وسائل الإعلام الخاصة، ودور الإعلام المجتمعي والمبادرات الإعلامية التطوعية في المحافظات، وهي كلها ذات أهمية تشكل منظومة واحدة.

ونقترح إضافة عليها إيجاد شراكة فاعلة للجان الصحفيين في المحافظات التابعة لجمعية الصحفيين العمانية والبالغ عددها 6 لجان، التي يمكن الاستفادة منها في توحید رؤى العمل الإعلامي والصحفي في المحافظات خلال الفترة المقبلة، وتوحيد جهود الصحفيين والإعلاميين والمراسلين لمؤسسات القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمعية في دعم جهود المحاور الأربعة المذكورة.

هذه كلها ستضيف قيمة صحفية وإعلامية، وستعزز من الدور الرابط في كل محافظة.

إضافة إلى مساحة أكبر من التنافس بین إعلام المحافظات ليس فقط حول التعريف المنجزات وإنما تجويد العمل الصحفي والإعلامي والارتقاء بمهنيته إلى آفاق أوسع، وتتنافس وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في إيصال صوتها إلى كل عُمان من خلال إذاعات خاصة وصحف ووسائل إعلام تقني حديث، لإيجاد حالة من التنافس بينها.

وهذا سيعطي زخما وروحا جديدة في الإعلام وتوسع دائرته الجغرافية، حيث نتوقع أن نسمع قريبا لنشرة أخبار أو برامج أو دراما من محافظة معينة لتميزها في الطرح، وأن نتنقل بين وسائل إعلام المحافظات لسماع أخبار محافظة معينة حول أحداث معينة من خلال وسائل إعلامها المتنوعة لنستقي منها كل ما يهمنا، أو نتابع مسلسل إذاعي أو تلفزوني أو قنوات على اليوتيوب أو التطبيقات الحديثة.

تنافس المحافظات إعلاميا وصحفيا في المرحلة المقبلة هو الرهان القادم على أبنائها في إيصال صوتهم ليس فقط لبقية المحافظات، وإنما أيضا للجوار الإقليمي والعالم أجمع، وهذا أمر مهم لأنه سيوفر الكثير على السائح القادم إلى سلطنة عُمان والمستثمر والتاجر والزائر والراغب في اتخاذ هذا البلد سكنا آمنا لإقامته.. سيتعرف على مكنونات ولايات كل محافظة، وكيف يمكن عمل استثمار فيها لتوفر المزيد من الموارد المالية لهذه المحافظة وترويجها من خلال احتفالات سنوية وموسمية، ونقل التحديات والاحتياجات للمواطن من الخدمات، وإيصال صوته بأمانة وشفافية لصاحب القرار في الحكومة وللمحافظ الذي سيكون قريبا جدا من كل تلك الملاحظات والمطالبات، ويمكنه من خلالها قياس المؤشر السياحي والتجاري والإقبال على الاستثمار وغيرها من القطاعات الأخرى.

كل ذلك يأتي في إطار تمكين وسائل الإعلام والصحافة المتنوعة في نقل رسالتها الصادقة للمواطن أينما كان، ويرفع من مستوى التنافس بين هذه المحافظات إعلاميا في الفترة القادمة، ويوفر أفكارا بناءة لتطوير المحافظات ويسرع في نموها وتطورها ويعالج صعوباتها ويقلل من أخطارها ويمثل صوتها بين المحافظات الأخرى.